أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تسفي برئيل - بعد الانتصار على صدام حسين














المزيد.....


بعد الانتصار على صدام حسين


تسفي برئيل

الحوار المتمدن-العدد: 224 - 2002 / 8 / 19 - 00:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


Tisfi

هآرتس - مقال - 18/8/2002

مراسل الصحيفة للشؤون العربية

 

 لقد كان للمارشال موريس دي ساكس، أحد القادة العسكريين الكبار في القرن الثامن عشر، رأي قاطع حول عظمة الاستراتيجيين: "الحرب هي مسألة جدية جدا في كل ما يتعلق بمصير الأمم والشعوب، ولذلك لا يتوجب ايداع ادارة هذه الحروب بيد الاستراتيجيين الصرفة".
 الجدل الذي يجريه استراتيجيون اختصاصيون وهواة في مسألة وجوب شن الولايات المتحدة الهجوم على العراق أو الامتناع عن القيام به تنطبق تماما على الرأي الذي عبر عنه ساكس، ذلك لان المسألة ليست قضية عسكرية فقط وانما هي مسألة "مصير أمم وشعوب". ولا صعوبة من رسم صورة مثالية على اسلوب الهواة التبسيطي، يقوم بها الجيش الامريكي باستخدام قوته ضد العراق محطما رأس صدام حسين مع تماثيله الضخمة ليعود بعدها منتصرا الى وطنه.
 لا خلاف في ان صدام خطير على بلاده والعالم، ولو كانت هناك امكانية لازاحته من العالم من دون اثارة فوضى اقليمية لكان من الأفضل القيام بذلك. الا ان صدام يجلس في داخل منطقة تمقته فعلا وترغب في ان تراه يسقط، الا انها غير مستعدة في تحمل النتائج المترتبة على ذلك.
 السيناريوهات الحربية الشائعة الآن تفيد بأن صدام حسين سيهزم في الحرب، وان مجموعات المعارضة الضعيفة ستمسك بتقاليد الحكم في العراق بمساعدة الجيش الامريكي، وان عملية استفتاء شعبي ستنظم خلال فترة غير طويلة ويتم اجراء انتخابات ليظهر نظام ديمقراطي نموذجي آخر في الشرق الاوسط، فهذا ما حدث في افغانستان، أليس كذلك؟.
 الا ان التقارير الواردة من افغانستان أبعد من ان تكون هادئة. عشرات المواطنين يقتلون في هذه الايام في حملة تصفية حسابات بين رؤساء القبائل، وفي تحالف الرئيس قرضاي ثغرات خطيرة، وقتل وزيرين في عمليات، وحركة طالبان تقوم بحشد قوات جديدة في بعض أجزاء افغانستان بينما لم يلقى القبض على أسامة بن لادن، والسلطات الافغانية التي ساعدت في اسقاط طالبان خاضعة الآن لصراع داخلي ضد التجمعات الدينية التي تنتقدها في انها قد "تنازلت" عن السيطرة غير المباشرة في افغانستان بواسطة طالبان.
 وليس من نافل القول ان نقول ان وجود "القاعدة" تنظيم اسامة بن لادن يرتبط بالوجود الامريكي في السعودية بعد حرب الخليج الاولى. فبن لادن الذي ساعد واشنطن في حرب الأتباع الذين أرسلتهم لمكافحة الوجود السوفييتي في افغانستان و "ادرك" الحاجة للوجود العسكري المكثف في السعودية في حرب الخليج طالب برحيل هذه القوات بعد الحرب.
 الوجود الامريكي المكثف الذي سيكون مطلوبا في العراق بعد ازاحة صدام حسين قد يكون أكثر خطورة بأضعاف ذلك، ولكن من دون هذا الوجود سيدخل العراق في حرب داخلية بين الأحزاب والقوى المتنازعة، الامر الذي قد يمتد الى الامارات والممالك المجاورة. في العراق ذو الاغلبية الشيعية والأقليات الكبيرة من سنة وأكراد قد تزعزع مثل هذه الحرب الاستقرار النسبي في المنطقة وتوفر لايران مثلا قدرة تأثير ان لم يكن سيطرة على جارتها ذات الاغالبية الشيعية.
 من الناحية الاخرى قد يتمخض الوجود الامريكي الطويل في العراق مثلما حدث في السعودية عن مقاومة له، ويؤدي الى اضاعة قاعدة سيطرة امريكية في الشرق الاوسط، أو يؤدي الى زيادة سيطرة واشنطن في الدول المجاورة للعراق لدرجة تصل الى شبه احتلال، ومن هنا يصبح الطريق قصيرا نحو حروب محلية ضد الاحتلال الامريكي الجديد.
 هذا ليس سيناريو أصلي. وهو موجود منذ عدة اشهر على طاولة صانعي القرار في امريكا. فقد طرحه عليهم القادة العرب القلقين على بقائهم. أحدهم سأل بوش "كيف سنتغلب على العراق بعد ان تتغلبوا على صدام؟"، ولكن لم يكن لدى بوش رد على هذا التساؤل.



#تسفي_برئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولايات المتحدة لا تستطيع خسارة السعودية عشية حربها ضد العر ...


المزيد.....




- -أرض العجائب الشتوية-.. قرية ساحرة مصنوعة من كعكة الزنجبيل س ...
- فيديو يظهر ضباط شرطة يجثون فوق فتاة ويضربونها في الشارع بأمر ...
- الخارجية اليمنية: نعتزم إعادة فتح سفارتنا في دمشق
- تصفية سائق هارب اقتحم مركزا تجاريا في تكساس (فيديو)
- مقتل 4 أشخاص بحادث تحطم مروحية تابعة لوزارة الصحة التركية جن ...
- -فيلت أم زونتاغ-: الاتحاد الأوروبي يخطط لتبنّي حزمة العقوبات ...
- مقتل عنصر أمن فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بإطلاق للنار في جني ...
- بعد وصفه ضرباتها بـ-الوحشية-... إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب ...
- أكاديمي إسرائيلي: بلدنا متغطرس لا تضاهيه إلا أثينا القديمة
- كيف احتمى نازحون بجبل مرة في دارفور؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تسفي برئيل - بعد الانتصار على صدام حسين