أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء اللامي - الظاهرة الطائفية في العراق :التشكل الطائفي والرموز . - الجزء الثاني















المزيد.....



الظاهرة الطائفية في العراق :التشكل الطائفي والرموز . - الجزء الثاني


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 224 - 2002 / 8 / 19 - 00:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


                  الظاهرة الطائفية في العراق :

التشكل الطائفي والرموز .

                               هادي العلوي

                                                                             علاء اللامي

                                            "الجزء الثاني "

 أهل الكوفة :

وهكذا لا يسعنا ربط نشأة التشيع في العراق بحركة المعارضة التي بدأت من عهد الخليفة الثالث. فقد كانت هناك معارضة يقودها شيعة وجمهورها ليس بالضرورة من الشيعة وأخرى يقودها الخوارج وجمهورها ليس بالضرورة من الخوارج. وبقي الأمر على هذه الحال إلى أن حصل الفرز بين القيادة الشيعية، بدءاً من حركة زيد بن علي زين العابدين غير المعدود في أئمة الشيعة الإثني عشر لا بل أن جمهور الشيعة الموالي لإمامهم جعفر الصادق وبعد (أن وافق – هذا الجمهور– على مقولة زيد في أن فضل علي بن أبي طالب لا يستلزم إدانة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب والبراءة منهما عادوا فطلبوا من زيد أن يدين أبا بكر وعمر فرفض فامتنعوا عن المشاركة في ثورته وهذا ما فعلته شيعة العباسيين حيث أمر داعيتهم "بكير بن ماهان" بمقاطعة الحركة وتحذير الناس منها - لأسباب حزبية- أما الإمام أبو حنيفة النعمان والمؤسس لأهم المذاهب السنية فقد أيد ثورة زيد وبايعه وأمد الجيش الثائر بعشرة آلاف درهم)([1]). وعجيب حقاً أمر الكاتب محمد عمارة الذي يورد كل هذه المعلومات ثم يفسر فشل حركة زيد واستشهاده بما يسميه: الخلق الشائن والطبع الغادر الذي طُبع عليه الكوفيون عموماً والذين دأبوا، كما يرى، على خذلان قادة الثورات. وثمة تفسيران لاستمرار هؤلاء القادة في التعويل على الكوفة واتخاذها مثابة لثوراتهم فهم أما أن يكونوا، مع كل هذا الخذلان المستمر، مختلين عقلياً وحاشاهم ذلك، وأما أن تقرأ كل ثورة في سياقها التاريخي وظروفها الخاصة وموازين القوى القائمة، وهذا هو الأقرب للمنطق العلمي التاريخي.

الثورات  الزيدية  :

كانت حركة زيد بمثابة انشقاق على الزعامة التقليدية للشيعة التي ابتعدت عن السياسة بعد مذبحة "كربلا". وأخذت الزيدية تقود المعارضة إلى جانب الخوارج وغيرهم ولم يكن جمهور الثورات الزيدية زيدياً إلا في اليمن بعد أن استقرت الزيدية وسيطرة على جزء كبير من أراضي اليمن وبدأت تقودها نحو التَزَيّد. وقد قامت ثورات بقيادات زيدية بعد زيد، قادها ابنه يحيى في أفغانستان ثم محمد النفس الزكية في الحجاز وأخوه إبراهيم في البصرة ويحيى بن عمر في الكوفة والحسن بن زيد في طبرستان. وهذه كلها تتصنف في حركات المعارضة وجمهورها هو جمهور الناقمين على الدولة والمستعد للانضمام لأية ثورة وتأييدها. أما التأسيس الشيعي الإثني عشري فيبدأ من محمد الباقر، أخو زيد، الذي ينتظم في سلك القيادة التقليدية التي ابتعدت عن السياسة. وقد تفرغ الباقر للعمل الفقهي والكلامي، ومن هنا تلقيبه بالباقر من جهة كونه بقر العلم بقرا أي شقه.

وجرى على نهجه ابنه جعفر الصادق، الذي يرجع إليه تأسيس المذهب الجعفري في الفقه. واستمر هذا النهج حتى نهاية سلسلة الأئمة الإثني عشر. وفي ظل هذه الجهود البعيدة عن السياسة نشأ جمهور الشيعة الإثني عشرية مكرساً تحولها إلى طائفة دينية خالصة. وبذلك يمكن اعتبار محمد الباقر هو مؤسس الطائفة وليس علي بن أبي طالب الذي كان يقود جمهور الناقمين على قريش بقيادة بني أمية قبل أن يتأدلج هذا الجمهور ويتوزع على الفرق ثم الطوائف. وهذا ما تعترف به تواريخ الشيعة بشكل غير مباشر حين تذكر بأن قبيلة "ربيعة" قد تشيَّعت منذ سبعين عاماً وهي التي كانت رأس الحربة في جيش علي بن أبي طالب وقال فيها رجزاً منه:

ربيعة السامعة المطيعة

 

يا لهفَ نفسي على ربيعة

وينسب الطبري شعراً غير هذا  لعلي في ربيعة ومع أننا لا نرجح نسبته إليه لكننا نورده على سبيل الإطلاع :

لدا الموتِ قوماً ما أعفَ وأكرما

جزى اللهُ قوماً صابروا في لقائِهمْ

إذا كان أصواتُ الرجالِ تغمغماً

وأطيبُ أحباراً وأكرمُ شيمةً

وبأسٍ إذا لاقوا جشيماً عرمرماً([2])

ربيعةً أعني إنهم أهلُ نجدةٍ

 إن المؤرخين الشيعة المعاصرين يؤكدون، ما ذهبنا إليه فهم يقولون بوضوح، وإنْ مداورة، أن ربيعة أصبحت من الشيعة التي أسس لها محمد الباقر منذ سبعين عاماً، أما قبل ذلك فكانت من شيعة علي بن أبي طالب، وهذا الأمر يسري على جل القبائل العراقية التي كانت خارج إطار الطائفة، ودون أن يعني ذلك أنها كانت من الطائفة السنية التي لم يكن لها وجود هي الأخرى أيام  الإمام علي.

على أن التشيع لم يظهر في الحجاز حيث عاش الباقر وأحفاده بل في العراق. وكان التبشير الشيعي ناشطاً هنا وحقق نجاحاً بفعل الخلفية التاريخية للمعارضة الشيعية في هذه البلاد. واكتسبت الطائفة الجديدة جمهوراً غير واسع من أهل العراق آمن بإمامة الباقر وأحفاده وجعلهم مراجعة في شؤون الدين والدنيا. ثم أخذ هذا الجمهور يتوسع في أواخر القرن الثالث فصارت للشيعة الإثني عشرية مواقع نفوذ في بغداد والكوفة وبعض المدن العراقية الأخرى الأقل حجماً. وقد حدث ذلك مع انتقال النشاط الزيدي المعارض إلى خارج العراق حيث خلا الجو للتبشير الإثني عشري للتغلغل في العراق وكسب المزيد من المتشيعين لخط الباقر.

بدايات التسنن :

في القرن الثالث الهجري ظهر التسنن " تشكل الطائفة السنية "، وفي العراق أيضاً. وكان ذلك بدعم من الخليفة العباسي المتوكل الذي أعلن الحرب على جميع الفرق الإسلامية وسعى لإيجاد فرقة مرتبطة به وتستند إلى سنة النبي استناداً شرعياً بعيداً عن الملابسات السياسية التي حكمت سلوك الفقهاء قبل عهد المتوكل. وكان شاعر المتوكل، علي بن الجهم، أول شاعر سني بهذا الشرط. وقد تخصص في الدعوة إلى التسنن واستعمل مصطلح- ُسني- في شعره. ولكونه ترعرع في ظل المتوكل فقد  رهن تسننه بمعاداة علي بن أبي طالب فكان يهجوه بالاسم في قصائد يبدو أنها أهملت فيما بعد فلم تُدرج في ديوانه. وقد وصلتنا ردود عليه من  ِدعبل الخزاعي وهو شيعي اثنا عشري، ومن البحتري وهو مستقل لا ينتمي إلى فرقة أو طائفة([3]). ونجد هنا اقتران التسنن بمعاداة علي ولكن في نطاق الأدباء. أما المتكلمون فانصرفوا إلى تأسيس العقيدة السنية مع احتفاظهم بتقديس علي بوصفه الخليفة الرابع وصهر الرسول وفارس الإسلام. ولم يتأثروا بسياسة المتوكل في هذا الخصوص. وكان ابن كلاب- بضم الكاف وشد اللام- أول متكلم سُني ونشط في عهد المأمون حتى أواسط عهد المتوكل. وربما يرجع إليه اسم أهل السنة الذي ظهر لأول مرة في عهد المأمون ولكن في حدود لم تصل به إلى الشيوع الذي تم له في عهد المتوكل. ويروي المسعودي في "مروج الذهب" مهاترة بين المأمون وعمه إبراهيم بن المهدي وكان المأمون يتشيع على الطريقة الإثني عشرية  وإبراهيم يتسنن ذكر فيها لفظ الشيعي وذكر المأمون لفظ المرجي بدلاً من السني، مما يدل على عدم استقرار الاسم حتى ذلك العهد.

وفي غضون القرن الرابع كان التشيع و التسنن في الطريق إلى اقتسام المجتمع العراقي. وربما اكتملت القسمة في أواخر هذا القرن الرابع كان التشيع والتسنن في الطريق إلى اقتسام المجتمع العراقي وربما اكتملت القسمة في أواخر هذا القرن وأوائل الخامس حيث نجد المعري يوجه تحياته إلى بغداد بعد مغادرتها فيقول :

سلامٌ هو الإسلامُ زارَ بلادكم    ففاضَ على السنيِّ والمتشيعِ

وهذا على أي حال ينبغي أن ينحصر في بغداد ، لأن مدن العراق الأخرى كانت لا تزال موزعة بين الفُرق كالخوارج والمعتزلة إلى جانب الشيعة والسنة . وكانت مدينة "عانة " وهي واحدة من مدن الفرات العريقة، معتزلية في ذلك الوقت وهي الآن سنية كلها. أما البصرة فخليط من الفرق والمدارس الفكرية والسياسية.

الدور العلمي للشيعة  :

 أخذ التناحر بين الشيعة والسنة يطفح على السطح مع بداية العصر البويهي في بغداد. فقد استفاد الشيعة من مداينيهم البويهيين لتوسيع نشاطهم، ليس الفقهي فقط بل والطقوسي. وجرت لأول مرة([4]) في بغداد تعازي عاشوراء- الذكرى السنوية لمذبحة كربلا- التي استفزت أهل السنة لأنهم جعلوها في عداد البدع المحرمة. فكانت الغوغاء الطائفية السنية تخرج بتوجيه من رجال الدين لتخريب التعازي ومنع إقامتها مما كان يؤدي إلى صدامات مسلحة تقع فيها ضحايا كثيرة من الجانبين. فكانت تعازي عاشوراء من مواسم الفتنة السنوية ببغداد. وزيادة في إثارة الفتن كان الفريقان يزيدان من نشاطهما الاستفزازي لبعضهما البعض فيبالغان في تقديس المزارات والعناية بها بل ويلجأن إلى اكتشاف المزيد من الأضرحة المنسية وإقامة مهرجانات دينية حولها. وكان المقصود ليس الطقوس والعبادة بل التحدي للآخر. وبالطبع فإن هذه التصرفات لم تكن تصدر عفوياً عن عامة الناس بل هي من تدبير رجال الدين والمشايخ في الطائفتين. على أن بغداد لم تخل من عقلاء مصلحين في أي وقت وهم من وجهائها أو كبار فقهائها أو أدبائها أو سياسيِّها وكانوا من العوامل المؤثرة في إطفاء الفتن والتخفيف من التوتر في المدينة. وفي هذه الحقبة - البويهية - تكاثر مؤلفو الشيعة الإثني عشرية ونشط التأليف في الفقه والتاريخ والكلام والعقائد، ولم يكن للشيعة نشاط ملحوظ في هذا الميدان قبل ذلك. وكان الأئمة الإثنا عشر، الذين انتهى عهدهم مع الثلث الأول للقرن الرابع يديرون نشاطا دينيا هادئا ومسالما وكان لهم أتباع يتولون شؤون الطائفة في العراق وينقلون إلى أبنائها تعاليم الأئمة من الحجاز. ولم يكن في هذه التعاليم ما يستفز الطرف الآخر. وقد أظهر الأئمة احترامهم للشيخين- أبي بكر وعمر- ولم يردنا إلا القليل من الانتقادات الجارحة ضدهما التي تحفل بها مصادر الشيعة الإثني عشرية المتأخرة. وهذا القليل يجب أن يكون موضع شك لأن الرواية الشيعية لم تقم على أساس التوثيق التأريخي إنما استهدفت خدمة غايات الطائفة.  والمؤرخ الشيعي الوحيد الذي يمكن الركون إليه والتعامل معه كمؤرخ محترف هو "اليعقوبي" الذي عاش في القرن الثالث ولم يتصل بالحقبة البويهية، وكتابه في التاريخ يوازي كتاب الطبري ونظرائه من حيث الموثوقية والنزاهة. وكان لأئمة العصر العباسي صلات بالمعارضة للعباسيين على اختلاف أنواعها وصلت - كما يذكر ابن شعبة في "تحف العقول" - إلى حد التعامل مع الزنادقة كمعارضين للعباسيين، وهو ما يشير إليه قول مأثور للمهدي العباسي: ما فتشت رافضياً إلا وجدته زنديقاً([5]). وفي وقت لاحق راغَ الأئمة إلى العمل الديني الخالص. ويمكن تزمين هذه النقلة زمن الإمام التاسع محمد الجواد.

 قد يكون كتاب " الكافي" للكُلَيني- بضم الكاف وفتح اللام- أول كتب الشيعة الإثني عشرية وفاتحة نشاطهم اللاحق و الكليني معاصر الإمام الثاني عشر- عهد الغيبة الصغرى- وتوفي عام 329هـ وهو نفس العام الذي نرجح أن الإمام الثاني عشر توفى فيه. والكافي كتابان: أصول الكافي وفروع الكافي. والأصول تتضمن العقائد وأقوال الأئمة في قضايا الدين والدنيا. وفيها نجد بدايات الأساطيرية الشيعية حول خصائص الأئمة. ولكنه يخلو من الهجوم على أبي بكر وعمر. وفروع الكافي للفقه، وأخبار الكافي موثقة في العموم عدا الأساطير العقائدية في الأئمة. وتكاثرت المؤلفات بعد الكافي وفي الحقبة التي تلي الغيبة الصغرى وبدايات البويهيين برز ابن بابويه  القُمي المعروف بالشيخ الصدوق وهو من أغزر مؤلفيهم إذْ كتب حوالي ثلاثمائة مصنف في التاريخ والأدب والفقه، وكان في خراسان ، وراجت مؤلفاته عند شيعة العراق. لكن الأبرز والأبعد تأثيراً في تطور الطائفة الشيعية هو الشيخ المفيد وكان في العهد البويهي،  و ضَمَّنَ مؤلفاته أخباراً ملفقة كثيرة يطعن فيها بالخليفتين والصحابة . وهو الذي أطلق للرواية الشيعية خيالها الجامح وراء الأصول المرعية للكتابة عند المؤرخين المحترفين. وكتاباته استفزازية تثير التوتر([6]). وقد سخر منه المعري في إحدى  لزومياته.

في نفس الوقت كان السنة يصعدون نشاطهم في التأليف والوعظ والتكتل. وكان نشاطهم ليس ضد الشيعة حصراً بل وجه ضد جميع الفرق الإسلامية والمدارس الفكرية من الخوارج والباطنية والقرامطة والمعتزلة والفلاسفة والمتصوفة .وكانت تآليفهم ومواعظهم استفزازية ضد هذه الهجمات. ومما استفزوا به الشيعة دفاعهم عن الأمويين، الذي وصل إلى حد تزكية يزيد بن معاوية قاتل الحسين وتأليف كتب في فضائله وهذا ما نجد له نظيراً في نهايات القرن العشرين حين عمدت وزارة المعارف في إحدى الدول العربية المجاورة للعراق  إلى إصدار كتاب مدرسي عنوانه " حقائق عن أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ". ولم تتضمن مؤلفات السنة عهد ذاك طعناً بأئمة أهل البيت لتحرجهم من ذلك بسبب كونهم أحفاد الرسول. واتجهوا في استفزاز الشيعة هذه الوجه في تزكية خصومهم وجلاديهم. وقد لا يكون الغرض في الحقيقة هم الشيعة بالذات، فاللاهوت السني كان موجهاً ضد المخالفة والمعارضة أجمع،  وعداء السنة للشيعة من هذه الجهة ،هو نفس عدائهم للخوارج والمعتزلة والفلاسفة والصوفية. وقد كفَّروا الخوارج وأباحوا دمهم وفسَّقوا المعتزلة أو كفروهم أحياناً وفعلوا مثل ذلك مع الفلاسفة والصوفية. فالخصام من هنا لم يكن محصوراً بين السنة والشيعة. ويبقى هذا الوضع وارد في حساب تأرخة الصراع حتى نهايات القرن السابع حيث انحسرت الفئات الأخرى كما بينا من قبل وخلت الساحة لمواجهة وحيدة بين السنة والشيعة الإثني عشرية.

 

معاناة الشيعة الاثنا عشرية :

ساءَ وضع الشيعة بعد زوال الدولة البويهية وظهور السلاجقة الأتراك. وقد تبنى هؤلاء العقيدة السنية في مساقاتها الأكثر جموداً، فأعلنوا الحرب ليس فقط على الشيعة والمعتزلة والفلاسفة والصوفية بل واضطهدوا الأشاعرة، وهم سلفيون مثلهم ، لكنهم استعملوا الجدل العقلي في منافحتهم عن مذاهب السلف. واستعمال هذا النوع من الجدل محرم عند أهل السنة وطريقتهم في ذلك هي النقل والرواية. والمبدأ الحاكم فيه يكشفه قولهم: "من طلب الدين بالكلام ألحد " وكان هذا هو مذهب الأتراك السلاجقة.

قلنا بأن وضع الشيعة قد ساء تحت حكم السلاجقة وصاروا لا يجرأون  على إجراء طقوس الزيارة والتعازي دون أن يجازفوا بالتعرض لهجمات غوغائية مسلحة. واستمرت حالهم على ذلك بعد السلاجقة لأن أيادي أهل السنة بقيت طائلة في عهد الخلفاء الذين استقلوا عن السلاجقة بدءاً من المقتفي، وكان هؤلاء سنة في جملتهم عدا الناصر لدين الله ذي الميول الشيعية. وكانت السلطة ببغداد حتى في عهد الناصر سنية والسيادة والهيمنة لأهل السنة.

لقد مهد اضطهاد الشيعة الإثني عشرية لخيانة ابن العلقمي في النهاية ، وهو محمد بن احمد من بني أسد، ومع أنه شيعي فقد ظل وزيراً للمعتصم أربعة عشر عاماً ،ثم تولى الوزارة لهولاكو لأشهر قليلة ثم مات فتولاها ابنه، وينبغي اعتباره مسؤولاً عن سقوط بغداد في أيدي المغول. وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد رواية عن محاولة مغولية سابقة لاقتحام بغداد فشلت أمام المقاومة البغدادية. وكانت مقاومة منظمة وقوية منذ حرب الأمين والمأمون وقد توصل البغادة إلى صنع قوارير النفط الطيار التي نسميها اليوم " قنابل المولوتوف " واستعملوها للمرة الأولى في صد الهجوم السلجوقي الأخير على مدينتهم في أواسط القرن السادس. وقد عملت القوارير كسلاح سري لأهل بغداد ولم تكن معروفة لمعاصريهم. وتشير تفاصيل السقوط الأخير لبغداد إلى وجود ترتيبات جرت لمنع المقاومة البغدادية من التحرك تشبه ما جرى في الحروب العربية الإسرائيلية في زماننا. ولا شك أن المسؤول عن ذلك هو ابن العلقمي، ونحن نرى في هذا الوزير بدايات ظهور العمالة للأجنبي في تاريخ الإسلام، أما محاولات الكاتب أسعد  الغامدي في كتابه " العراقيون والمغول " والذي أصدره في أعقاب عاصفة الصحراء الأمريكية على العراق، فقد استهدف فيه وصم العراقيين كلهم شيعة وسنة ومسيحيين بالعمالة للمغول، فهي محاولات بائسة لم يفلح الكاتب من خلالها في إخفاء عمالته وعمالة أسياده ، وهذه ظاهرة لم تظهر من قبل في ظل السيادة الإسلامية لأنها في العادة تكون من نتائج عصور التدهور والانحطاط الاجتماعي والحضاري كما هو الحال أيام العلقمي و الغامدي، أما زين العابدين، الإمام الرابع للشيعة، فقد كان يدعو بالنصر لجنود الإسلام في جبهة الفتوحات([7]) وكانوا تحت قيادة الأمويين قتلة والده. فما الذي يجمع زين العابدين بابن العلقمي؟

وقد ساء وضع الشيعة الإثني عشرية مرة أخرى تحت الحكم العثماني للعراق بدءاً من سنة 941هـ. ولما ظهر الصفويون جعلوا من هذا الوضع ذريعة لمصادمة العثمانيين والدخول معهم في نزاع مرير على العراق. وقد دخلوا بغداد أكثر من مرة وهابدوا ( أبادوا )  أهل السنة وهدموا مزاراتهم. وشدد ذلك من التناحر بين الطائفتين. وكان الصفويون قد تبنوا المذهب الشيعي الإثني عشري وتشيعت إيران تحت حكمهم بقوة السلطة، وقد أرادوا من هذه الخطة مواجهة العثمانية السنة. وكان صراعاً مريراً بين إمبراطوريتين اقتضى خوضه الاستناد إلى ظهير عقائدي. وقد توثقت العلاقة بين شيعة العراق وإيران، التي ظهرت بوصفها حامية التشيع ورافعة لوائه بين المسلمين. ونشأت علاقة تبادل وتكامل بين حاضرة الشيعة في العراق "النجف" وحاضرتهم في إيران" قم" فكان لقب "النجفي" رائج في قم ولقب "قمي" وأصفهاني وما شبه رائج في النجف.ومن مفارقات هذا الوضع أن الثورة المشروطية، وهي الثورة الدستورية الإيرانية، كانت تقاد من النجف واشترك فيها المشارطة "الدستوريون" من شيعة العراق، بينما كانت قيادة ثورة العشرين العراقية ضد الغزاة البريطانيين تضم عدداً من علماء الدين الإيرانيين كمحمد تقي الشيرازي وشيخ الشريعة الأصفهاني.. وهيأ  ذلك لأهل السنة اتهام الشيعة العراقيين بالولاء لإيران وخدمة مصالحها على حساب العراق العربي. لكننا نقف مع ذلك على نزاع خفي ومكشوف بين العنصر العربي والعنصر الفارسي بين الشيعة في مدينة النجف، وكثيراً ما يظهر هذا النزاع عند وفاة مرجع من آيات الله والسعي لاختيار مرجع آخر إذ يرشح العرب آية الله عربي والفرس آية الله  فارسي. وكان مجيء محسن الحكيم بعد أبي الحسن الأصفهاني بمثابة انتصار لعرب النجف مع أنه احتفظ بعلاقات متينة مع السعودية وإيران الشاهنشاهية  آنذاك، وبعد وفاته اتجهوا لمبايعة الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي فرفض المرجعية فاستقرت لأبي القاسم الخوئي.

 

 رموز الاستفزاز السنية والشيعة:

مرَّ بنا كيف أن الطائفتين نشطتا في إيجاد واكتشاف المزارات وأضرحة الأئمة والأولياء وكيف تكرست كرموز للاستفزاز المتبادل، وهذه هي المزارات:

 للشيعة مشهد علي بن أبي طالب في النجف والحسين والعباس في كربلا وموسى الكاظم ببغداد والعسكريين في سامراء، وليس للسنة عداء مع أي من هؤلاء لأنهم عترة الرسول لكنهم يعترضون على طقوس الزيارة التي يعدونها من البدع المحرمة كما يعترضون على تعازي عاشوراء لنفس الاعتبار. وقد مر بنا أنهم كانوا يهاجمون مواكب العزاء بالسلاح.

أما المزارات السنية فهي ثلاثة: مرقد عبد القادر الكيلاني ومرقد معروف الكرخي ومرقد أبي حنيفة. وليس للسنة طقوس زيارة لهؤلاء لكنهم من شخصياتهم المقدسة. والشيعة يلعنون الثلاثة بوصفهم شياطين. وبالرجوع إلى التواريخ، نجد أئمة الشيعة المذكورين أعلاه فريقين: فريق الثوار السياسيين الذين قاتلوا بني أمية وقريش وهم علي وولداه الحسين والعباس، وهم محبوبون من أهل السنة لكونهم شهداء، فضلاً عن منزلة علي المعترف بها من الجميع، أما الكاظم والعسكريان فهم من أئمة الطائفة لا من زعماء المعارضة. وكانوا يندرجون في النشاط الديني الخالص كما بيننا، ولم تصدر عنهم انتقادات جارحة ضد المقدسات السنية المتمثلة أصلاً في الشيخين "عمر وأبي بكر" وثمة إشكال كبير في الرموز السنية الثلاثة، فقد خضع تاريخهم للتزوير والطمس من جانب الشيعة بينما قدسهم السنة نتيجة جهل بتاريخهم الحقيقي. ففيما يخص أبا حنيفة فقد ظهر قبل ظهور الطائفة السنية بحوالي المائة عام، ولا مندوحة بالتالي لاعتباره سنياً، وقد ذكر بعض مؤرخي الفرق أنه كان من المرجئة ولم يثبت ذلك عند المتحققين منهم فهو كان فقيه وصاحب مذهب ولم ينغمس كثيراً في المجالات العقائدية. ومن حيث الاتجاه السياسي كان أبو حنيفة من أركان المعارضة للأمويين والعباسيين وقد أيد ثورة زيد على هشام بن عبد الملك كما مر بنا، وثورة إبراهيم بن عبد الله  الحسني  ضد المنصور، وانتهى به ذلك إلى الموت في سجن المنصور، وهكذا فترميز أبي حنيفة سنياً لا يأتلف مع سيرته ، وينبغي التنبيه هنا إلى السنة المعاصرين يعتبرون هشام بن عبد الملك والمنصور من أمراء المؤمنين والثائرين عليهم بغاة، وهم- السنة- يجرون في ذلك على خط الأوزاعي الذي كان يندد بأبي حنيفة ويتهمه بأنه كان يدعو إلى الاقتتال بين المسلمين. ومسالك أبي حنيفة هذه معروضة في مصادر التاريخ العام والخاص ومنها مصادر ألفها سنة وأخرى من تأليف شيعة- بقدر ما يخص اليعقوبي كمؤرخ محترف وأبا الفرج الأصفهاني- وهذه المصادر مقروءة ومتداولة وليست من الكتب السرية أو الممنوعة ، ولكن رجال الدين من الطائفتين يحرصون على عدم تسرب محتوياتها إلى الناس وقد روى مثقف شيعي من النجف لأحد كاتبي هذا المبحث أن والده، وهو من جملة الشيوخ، أراد أن يعلن هذه الحقائق عن أبي حنيفة فمنعوه ولم يتجرأ على المخالفة فبقي صامتاً، وحينما بدأ الزميل "هادي العلوي" الكتابة عن تاريخ أبي حنيفة في العراق اعتبروا ما كتب عن تقولات الشيوعيين ، ولما عاد إلى الكتابة مؤخراً أفتى بعض خطباء الجمعة في لبنان بقطع يده.. وهذا يدل على خوف رجال الدين الطائفيين من الطائفتين من كشف الغطاء عن حقائق تاريخية لعلها إذا انكشفت تصادر وتدحض الكثير من مسلماتهم التي يتحركون عليها لضمان دوام تمترسهم الطائفي الممزق للمجتمع والذي بدونه لا يجدون ما يشتغلون به ويرتزقون منه!

- معروف الكرخي: من أقطاب الصوفية في القرن الثالث، و ينسلك في عداد التصوف الاجتماعي أي التصوف المناضل من أجل الخلق وضد سلطة الدولة والمال ، وتدل سيرته على رجل متنور لا يشبه رجال الدين إلا في أداء الفرائض. وقد اشتغل في التصوف ولم يشتغل في الفقه، ومع أنه عاصر ظهور الطائفة السنية فلم تكن له  مساهمة في نشاطاتها  البعيدة عن اهتمامات أهل التصوف. وهو معدود في التصوف المؤمن لكن إيمانه صوفي لا إيمان سني وادعاء أهل السنة إياه وجعله من رموزهم في العراق هو افتئات عليه ولا مرجح له من تاريخه وسيرته، وقد حولوا تربته إلى مدفن. ونأمل أن نستطيع في المستقبل ، ولو البعيد جداً ، أن يعاد ترتيب مسجده ليكون مثابة لمحبي التصوف بعيداً عن طقوس الأغيار.

- عبد القادر الكيلاني: ولقبه الأصلي الجيلي، وتحول إلى الكيلاني في عصر الانحطاط العثماني، من أقطاب بغداد في القرن السادس الهجري وكان يتفقه للمذهب الحنبلي وهو معدود في التصوف المؤمن، لكنه شطح شطحات من نوع آخر. وسلكه هو سلك التصوف الاجتماعي وكان في هذا السلك هجومياً بخلاف معروف الكرخي الميال إلى المعارضة الصامتة. وقد حدد الكيلاني للتصوف مهمته الكبرى  في " إيجاد راحة الخلق" ودعا إلى توزيع المال على الجياع محرضاً هؤلاء على افتكاكه من مختلسيه و هو القائل "لو كانت الدنيا بيدي لأطعمتها للجياع" واشتد نفوذه بقوة العامة البغدادية والتي كانت مستعدة للتحرك بإشارة منه لمواجهة الخليفة، ومن شطحاته شطحة تبرأ فيها من الدنيا والآخرة، أي من سعادة الدارين التي تحكم سلوك رجال الدين. والمفترض بالزهاد أنهم يتبرأون من الدنيا لنيل السعادة في الآخرة، لكن هذا بخصوص الزهد الديني، أما المتصوف كما عبر الكيلاني فيستغني عن الدارين ساعياً في نفس الوقت لخدمة الناس في الدنيا، وهذه معادلة صعبة لا يفهمها إلا من توغل في حقائق التصوف الخفية.

أي علاقة تجمع بين هذا القطب الغريب وبين الطائفيين من سنة بغداد؟

أي أساس واهٍ يقوم عليه الاحتراب الطائفي في العراق؟ وقبل أن ننتقل إلى قراءة مسهبة في قراءات معاصرة للظاهرة الطائفية، نشير إلى أننا استثنينا من قراءتنا ذلك الكم الهائل من الكتب والمطبوعات الأنيقة والفاقعة في طائفيتها واستفزازيتها، والتي صدر بعضها حديثاً وأعيد إصدار البعض الآخر بعشرات الألوف من النسخ في إيران  ككتاب "الإيضاح" لابن شاذان ومؤلفات الشيخ المفيد ومؤلفات عن بيعة السقيفة وعمر بن الخطاب يكتبها مؤلفون سنة يدعون أنهم اهتدوا إلى التشيع. وصدرت كتب عن هازم الغرب صلاح الدين الأيوبي تظهره عميلاً للصليبيين وما شابه ذلك من كتب تصدر عن الجهة المقابلة وخصوصاً من المملكة السعودية  تكفر المسلمين الشيعة ككل وتعتبر شيعة العراق جميعاً بل والعراقيين بغض النظر عن الطائفة والدين عملاء للمغول، وتسيء إلى رموز إسلامية شيعية، وتمجد أسماء شخصيات لا يجمعها جامع مع الإسلام، والحضارة العربية الإسلامية. وقد سلفت الإشارة إلى أننا نعتبر هذه النتاجات من قبيل فلكلور الشتائم الطائفية المتبادلة والقمينة بكل ازدراء وإهمال.

وللحديث صلة في الجزء الثالث ..



([1]) محمد عمارة: تيارات الفكر الإسلامي، ص109، 111.

([2]) تاريخ الطبري : أحداث سنة 37 هـ، ص26، مج4، وقد اقتبسنا الأبيات إملائياً كما وردت ومنها كلمة – لدا-.

([3]) ومما قاله علي بن الجهم:

وأهل الاعتزال على هجائي

 

تضافرت الروافض والنصارى 

سوى علمي بأولاد  الزناء

 

وعابوني وما  ذ نبي إليهم

وما بالواثقية من خفاء

 

أنا المتوكلي هوىً ورأيا

ومن ردود دعبل الخزاعي علي بن الجهم:

وابن الجوادة والبخيل

 

قل لابن خائنة البعول

المذمة للرسول

 

إن المذمة للوصي هي

وكان البحتري أكثر بذاءة في رده مما يمنعنا من روايته وهذه شِنْشنه قديمة في الهجاء العراقي واصل الرصافي و الكرخي تقاليدها في هذا  العصر.

([4]) كان ذلك في عهد معز الدولة البويهي352 هـ . و ُمعز الدولة هذا بنى لنفسه دارا بلغت تكلفتها ثلاثة عشر مليون درهم وحين احتاج لشيء من المال لاتمام بنائها صادر أموال مجموعة من أصحابه ، ألا يعيد التاريخ  نفسه ؟

([5]) تحف العقول لابن شعبة، ص340، وقول المهدي ورد في "سير السلف " مخطوطة في مكتبة الأوقاف ببغداد ورقة 7 والكتاب مأخوذ عن كتاب السير للشيباني تأليف قوام السنة .

([6]) من رواية في كتاب " الاختصاص " إن عبد الله بن مسعود جاء إلى فاطمة الزهراء فقال لها : أين بعلك ؟ فقالت : عرج علي إلى السماء . فقال في ماذا ؟ فقالت: إن نفراً من الملائكة تشاجروا فطلبوا حكماً من الآدميين، فأوحى الله تعالى إليهم أن تخيروا فاختاروا علي بن أبي طالب وقد جاء جبرائيل ليصطحبه في  رحلة إلى السماء لهذا الغرض. ص213، من كتاب " الاختصاص "  .

([7]) ورد هذا الدعاء في الوثائق الشيعية واسمه " دعاء الثغور " المنسوب إلى زين العابدين. وبالمناسبة فقد حاول كاتب شيعي عراقي معاصر هو أحمد الزيدي  الدفاع عن ابن العلقمي وتبرئته لأنه، بحسب معلوماته، كان يحث الخليفة المعتصم على التهيؤ والاستعداد لصد الغزو المغولي. والكاتب يعيد أسباب سقوط بغداد إلى امتناع الخليفة المعتصم عن دفع مرتبات الجنود وما يحتاجون إليه من أموال. وليس ثمة منطق أكثر وضوحاً في الدفاع عن الارتزاق من هذا المنطق. أحمد الزيدي، البناء المعنوي للقوات المسلحة العراقية، ص49.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توثيق حول مجزرة الوثبة المجيدة 1948 !
- الظاهرة الطائفية في العراق :المقدمات والجذور - الجزء الأول
- الحصاد المر للتجربة الملكية في العراق :
- دفاعا عن عراقية الشيخ الآصفي !
- ردا على داود السحّاب !
- القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك ال ...
- التجربة الإسكندنافية
- تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !
- تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !
- الفاسية والفاسيون
- يشعياهو يصفع القتلة !
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...


المزيد.....




- المرشد الأعلى لإيران: يجب إعدام نتنياهو
- تعهد بدعم المجتمع اليهودي.. كوشنر يكشف عن أول تحرك بعد مقتل ...
- ضربات المقاومة الاسلامية تفشل العدوان.. النصر أقرب
- مصر.. شيخ الأزهر يعلق على قرار رفع أسماء مئات الأشخاص من قوا ...
- مجلس الكنائس العالمي يطالب بتحقيق العدالة والسلام في فلسطين ...
- مصر.. شيخ الأزهر يعلق على قرار رفع أسماء مئات الأشخاص من قوا ...
- -مسجد فوق معبد-.. مقتل 4 أشخاص في تجدد المواجهات ذات الصبغة ...
- مجسم للكعبة ورموز إسلامية: هل كانت ضمن فعاليات موسم الرياض ا ...
- فؤاد حسين: العراق يعمل مع الدول العربية والإسلامية على إيقاف ...
- إعلام أفغاني: شويغو يعلن عزم روسيا على استبعاد حركة طالبان م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - علاء اللامي - الظاهرة الطائفية في العراق :التشكل الطائفي والرموز . - الجزء الثاني