احمد سعد
الحوار المتمدن-العدد: 1005 - 2004 / 11 / 2 - 09:54
المحور:
القضية الفلسطينية
كلما اتذكر تلك اللحظات يقف شعر بدني تأثرا. كان ذلك في شهر آب من العام 1973، وفي برلين الشرقية عاصمة المانيا الدمقراطية في حينه، حيث انعقد مهرجان اتحاد الشباب الدمقراطي العالمي بمشاركة وفود شبابية من اكثر من مائة دولة ومن مختلف القارات.
في ليلة افتتاح المهرجان العالمي بدأ استعراض الوفود المشاركة، كل وفد يحمل العلم الوطني لبلده وشارة الدولة التي ينتسب اليها. ما ان دخل وفد الشباب الفلسطيني من بوابة المدرج بالاعلام الفلسطينية المرفرفة بالوانها الاربعة حتى انفجرت عاصفة مهيبة من التصفيق والهتافات المنطلقة من حناجر عشرات الوف المشاركين تهزج "فلسطين – حرية – استقلال – دولة".
وقمة التأثر كانت عندما قام رئيس الوفد الفيتنامي، وزير الشباب، بمعانقة الرئيس ياسر عرفات، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، الذي كان يجلس على منصة الشرف ومعه الشاعر الفلسطيني والعالمي المشهور محمود درويش وغيره، وتسليمه علم الحرية الفيتنامي، وعبر المايكريفون قال:" لي الشرف ان اسلم باسم فيتنام الحرية المنتصرة حكومة وشعبا راية الحرية للشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية، لقد انتصرنا على المستعمرين المحتلين والآن اسلمكم هذه الراية، فالآن جاء دوركم لانجاز حقكم الشرعي بالحرية والاستقلال والدولة" وانطلقت ثانية عاصفة من التصفيق ترافقها دموعنا المنهمرة تأثيرا.
وقد حافظ عرفات على هذه الامانة ولم ينكس يوما هذه الراية، راية الكفاح المتمسك بثوابت الحقوق الشرعية الوطنية الفلسطينية غير القابلة للتصرف، الحق الشرعي بالدولة والقدس والعودة.
اتذكر كل ذلك وانا استمع واقرأ ما يتفوه به اعداء الانسانية في بلادنا، وعلى مختلف المستويات والصعد، من وزراء وساسة حتى الاقزام من المحللين والصحافيين، من بذاءات التشفي البهيمية لمرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ومضاربات السماسرة في سراب الوهم انه اذا رحل عرفات وغاب عن الساحة فسترحل معه وتغيب عن الساحة الراية والحقوق الشرعية الفلسطينية.
سأل أحد الصحافيين الرئيس عرفات وهو على فراش المرض، من هو خليفتك، فاجابهم بحكمته المعهودة، كل الشعب الفلسطيني خليفتي.
قد يموت الرئيس عرفات الجسد، فهذه سنة الحياة والتطور، ولكن عرفات، الراية الكفاحية المشرعة من اجل التحرر والاستقلال الوطني لن تنكس ابدا لانها راية شعب باكمله، وستبقى هذه الراية مرفوعة حتى اطلالة صباح الحرية والدولة الفلسطينية.
#احمد_سعد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟