الثورات العربيه من منظور اسلامي

ايهم اسليم

الحوار المتمدن-العدد: 3372 - 2011 / 5 / 21 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

من خلال النظر الى الشارع العربي وما يجري من صراع بين الحركات السياسيه على السلطه بعد نجاح الثورات العربيه في اسقاط رموز الانظمه الرجعيه نرى ان الحركات الاسلاميه بعد ان تخلت عن اخلاقها من خلال محاولاتها في ركوب موجات التغيير واستخدامها للدين من اجل الوصول الى اكبر عدد من الجماهير نرى ايضا انها تخلت عن تعاليم دينها وعن المبادئ الاساسيه للاسلام من خلال الالتفاف حول هذه التعاليم .
لا شك بان الدول العربيه هي دول اسلاميه و يتضح ذلك من خلال النظر الى دساتيرها والتي تخبرنا بان الدين الاسلامي هو دين الدوله وان مصدر التشريع هو القران والسنه النبويه وانه لا يجوز للحاكم ان يكون من غير المسلمين باستثناء الجمهوريه اللبنانيه
اذن لماذا تتباهى الحركات الاسلاميه بانتفاضتها على الحاكم المسلم مع ان هناك نصوص صريحه تمنع الخروج على الحاكم المسلم؟
ولماذا تتصارع هذه الحركات مع بعضها ومع غيرها حتى تقطف ثمار هذه الثوره؟
ناهيك عن الذم والتحقير لشباب الثوره في كل من تونس ومصر من قبل مشايخ المسلمين ووصفهم لهم بانه جيل الانترنت و الانحلال وصل الامر الى وصف ما يحدث في ميدان التحرير في القاهره بانه انحلال اخلاقي وممارسات غير مشروعه هدفها اثاره الفوضى ، لكن في النهايه لم يمتنع هؤلال المشايخ من مباركه تلك الثورات بعد نجاحها في اسقاط كل من زين العابدين ومبارك .
في الوقت الذي بدأت تتصاعد فيه وتيره الاحتجاجات المطالبه باسقاط النظام في مصر بدأت تطل علينا القنوات الدينيه ببعض الشخصيات والتي تعد لها تاثير كبير على شباب المسلمين وذلك لمنعهم من المشاركه في تلك الاحتجاجات ، فالشيخ محمد حسان صاحب قناه الرحمه ثمن دور مصر وحيّا كلمات الرئيس مبارك وقد نبه الى ان هذه الثورات ما هي الا تخريب للممتلكات العامه والخاصه وان تلك التجمعات مخالفه للدين لما فيها من ممارسات تتمثل في التصاق الرجل بالمرأه ! لكن ليعود ويطل علينا بعد سقوط مبارك مباركا ثورتهم محذرهم من المندسين الذين اندسوا لقطف ثمره هذا العمل الكريم.
الشيخ مصطفى العدوي قال : لا انصح بالمشاركه في تلك المظاهرات لانها لم ترد عن النبي محمد ولما فيها من مفاسد واختلاط الحابل بالنابل ولان الناس لم يخرجوا لاقامه دينهم بل للتوسع في الرزق !
اما مفتي المملكه السعوديه الشيخ عبد العزيز ال الشيخ فقد قال: ان هذه االمظاهرات لا تخدم هدفا ولا تحقق هدفا ولا تخدم الامه وانما هي صراخ وعويل ، وغيرهم الكثير من مشايخ السلاطين والذين اجمعوا جميعهم على ان هذه المظاهرات غير مشروعه وانها بدعه مستورده من الغرب الكافر .
هذا موقف الوهابيون من الثورات اما الازهر فقد صرح الدكتور احمد الطيب بان الاستمرار بهذه المظاهرات حرام شرعا .
اما الحركات السياسيه والتي تختلف مع الوهابيه فقد تخرج علينا وتكفر هؤلاء المشايخ وتتحفنا باحكام جديده تمكنها من ان تحجز مكانا لها بين الثورا وبالتالي مواصله الصراع على على مناصب جديده في ظل النظام الجديد ومن اجل ان نوّضح الصوره لهم سنرى موقف الاسلام من تلك الثورات
كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري في متاب الفتن
(لا تنازعوا ولاه الامور في ولايتهم ولا تعترضوا عليهم الا ان تروا منهم منكرا محققا تعلمونه من قواعد الاسلام فاذا رايتم ذلك فانكروه عليهم وقولوا بالحق حيث ما كنتم اما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وان كانوا فسقه ظالمين )
(عن عوف بن مالك عن الرسول قال :خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار ائمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، قيل يا رسول الله افلا ننابذهم بالسيف ؟ فقال : لا ما اقاموا فيكم الصلاه واذا رايتم من ولاتكم شيئا تكرهونه فاكرهوا عليه ولا نزعوا يدا من طاعه – صحيح مسلم كتاب الاماره )
(عن عباس عن النبي قال : من كره من اميره شيئا فليصبر فانه من خرج من السلطان شبرا مات ميته جاهليه – صحيح بخاري)
( عن حذيفه بن اليمان قال قال رسول الله : يكون بعدي ائمه لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيكون فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس ، قال :قلت كيف اصنع يا رسول الله ان ادركت ذلك ؟ قال: فاسمع واطيع للامير وان ضرب ظهرك واخذ مالك فاسمع واطيع –كتاب الاماره صحيح مسلم )
اذن لماذا تشارك تلك الحركات الاسلاميه في تلك الاحتجاجات المطالبه باسقاط النظام ولماذا تسعى الى الاستفاده من نجاحها في حين يتضح جليا ان الخروج على الحاكم المسلم حرام شرعا ويجب الخضوع له وان كان جائرا وان قام بتوريث الحكم وان نهب وسرق شعبه وان سفك الدماء وان هتك الاعراض وان وان ............ما دام يقيم الصلاه ؟ فانما عليهم ما حمّلوا وعلينا ما حمّلنا .

#ايهم_اسليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات