|
مشاكلنا واخطاؤنا مصدرها رجال الدين حصرا
نهاد كامل محمود
الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 23:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مشاكلنا واخطاؤنا مصدرها رجال الدين حصرا لقد اثار اهتمامي حوار منشور وردني ضمن بريدي اليومي .. فقد اجرى الحوار كاتب واعلامي مشهور .. لكاتب واعلامي اكثر شهرة . ان كاتبنا الاكثر شهرة .. انا اطلقت عليه (( كاتبا متدفقا .. ومتفجرا .. ومصلحا )) .. وان هذه الصفات التي وصفته بها جاءت نتيجة قناعتي بان كتاباته الغزيرة هي نتيجة ثورة متفجرة في اعماقه تسعى الى الاصلاح . لقد كنت ومازلت اطلع على اراء هذا الشاب الثائر المتدفق مع اني لم التقي به .. وقد فوجئت ببعض من تصريحاته في الحوار الذي اجري معه .. فراسلته مشجعا ومادحا لما رأيته يستحق عن اجاباته .. وموجعا وقادحا لما رايته يستحق عن اجاباته في الحوار الذي اجري معه .. وما موقفي المتشدد منه هذا الا دليل احترامي له واعتزازي بانطلاقته الثورية عسى ان يعيد النظر في احكامه التي اراها انا خاطئة .. وانا اذ انشر كتابي هذا .. انما اقصد منه توعية شبابنا بوجوب النظر الى اصول وجذور العلل في مجتمعنا ومحاولة اصلاحها .. دون الالتهاء ومضيعة الوقت في فروع ونتائج هذه العلل .. وكذلك لتجنيب شبابنا عن الانخداع في الحلول المضللة التي يبتكرها المنتفعون . من الامور التي اعجبتني في اجابات كاتبنا المتدفق والذي احتل مناصب قيادية اعلامية عليا .. انه قدم نفسه بانه ولد لاب مسلم فقير وفي خربة تبعد عن فندق مشهور بمسافة مائة متر .. وانه نمى وترعرع في قرية فقيرة في اطراف بغداد برعاية ام كادحة دؤوب .. وقد اعلنت انا انحنائي له احتراما . وهنالك امور اخرى ذكرها كاتبنا المتفجر في اجاباته .. وقد امتدحته عليها .. ولست مهتما ان يطلع قرائي عليها .. انما افضل اطلاعهم على السلبيات التي ارى من المفيد تسليط الضوء عليها .
لقد ورد في اجابات هذا الكاتب المتدفق الراي التالي (( ان الكاتب والاديب يعيش واحدا من حالين .. اما يتحول الى مغرور .. اوالى منغلق ومنعزل وغريب .. وفي كلا الحالين فهو مرهق ومتعب وشبه محطم )) .
وقد علقت انا على رايه هذا بالنص التالي :- اقول لك ياسيدي عاتبا .. بان هذا كلام منمق فقط وليس له في الواقع اصلا .. فانا لا اجدك مغرورا .. كما لا اجدك منغلقا او منعزلا او غريبا .. وان كنت انت مرهقا او متعبا او شبه محطم .. فتلك ليست سمات لصيقة بكل كاتب وبكل اديب . وقد ورد في اجابة كاتبنا الشاب المتدفق العبارتين التاليتين (( انا اؤمن بالديمقراطية .. وحتى لو كانت وهما )) .
وقد كانت اجابتي لكاتبنا العزيز هذا هي مايلي :- انا لا اؤيدك ان تؤمن بالاوهام .. فان كان السياسيون يتبجحون بالديمقراطية ليلا ونهارا وهي وهما .. فهذا ليس مبررا مقنعا لان تؤمن انت بالاوهام .
وفي اجابة كاتبنا العزيز عن ضبط الاعلام قال مايلي (( المشكلة ليست في الاعلام ليتم ضبط ايقاعه .. بل في السياسة )) .
وقد كانت اجابتي انا مايلي :- اختلف معك في هذا التشخيص فانا اعتقد ان المشكلة ليست في الاعلام .. كما ان المشكلة ليست في السياسة ايضا .. انما المشكلة منبعها حصرا رجال الدين بكل مسمياتهم مها اختلفت . وهنا لابد لي ان الفت نظر قرائي الاعزاء انني في عديد من مقالاتي السابقة قد بينت بتفصيل واضح ان رجال الدين هم وحدهم المهيمنون على مقدرات الدول الاسلامية قاطبة للحصول على مكاسب ذاتية ومنازل سلطوية ومراكز اعتبارية .. فهم الذين يحللون ويحرمون .. وهم الذين يبيحون ويمنعون .. وهم الذين يفسرون ويفتون .. وهم الذين يوافقون او لا يوافقون على القوانين التي تصدرها الحكومات الاسلامية .. بحجة مخالفة او مطابقة تلك القوانين للشريعة الاسلامية .. وهم الذين يخالفون كلام الله مخالفات صريحة قبيحة في فتاويهم .. وفي خطبهم .. وفي توجيهاتهم .. وقد اوردت انا اياتا عديدة من كلام الله واضحة لا لبس فيها .. وقد اوردت امام هذه الايات اراء كبار المفسرين والمفتين في الدين الاسلامي .. وقد كانت ارائهم مخالفة بشكل لا يقبل الشك لما نص عليه القران الكريم .. وقد كشفت كثيرا من تحريفهم لكلام الله سبحانه .. كما كشفت كثيرا من اخطاء خطيرة وشنيعة قد ارتكبها المفسرون .. وهذه الاخطاء قد جعلت المسلمين في اخر الركب الحضاري .. وينبذهم جميع الذين هم غير مسلمون . لنعود لاقوال كاتبنا الجليل حيث قال في اجابته عن رايه بقانون حماية الصحفيين مايلي (( البديل ان نتأنى .. وان لا نهتم بما سيقوله الناس في المستقبل )) .
وقد كانت اجابتي لكاتبنا المصلح هي مايلي :- لا اقرك في هذا .. فانا اعتقد اننا يجب ان لا نتأنى باختيارنا حيال اي موقف او قانون .. وكذلك يجب ان نهتم بما سيقوله الناس في المستقبل لانه سيكون صدى لتفكيرنا وسلوكنا .
وقد كانت اجابة كاتبنا العزيز هذا عن فيما اذا كان للثقافة حصة في تفكير الحكومة والبرلمان العراقيين حيث قال (( بالتاكيد .. ولكن ....... الخ )) .
وقد اجبته انا قائلا :- انا من زاوية نظري لا اجد مظاهر الثقافة ولا مظاهر الحضارة حاليا في عموم العراق .. حكومة .. وبرلمانا .. وشعبا .
وقد كانت اجابة هذا الكاتب الغزير الكتابة حول المراة الاعلامية مايلي (( غالب من يعملن في التلفزيون لا يمتلكن ثقافة واعية .. واكثر ما يجدنه هو عمل المكياج واظهار مفاتن الجسد وخاصة منطقة الصدر ..... هن كالفتيات في مكاتب الاستساخ والطباعة او عارضات الازياء الرشيقات )) .
وقد كانت اجابتي لكاتبنا العزيز هذا هي :- انا اعاتبك على هذه الاستهانة بالمراة وبمكياجها .. فانت قد تناسيت انك تحلق وجهك وراسك وربما تضع عطورا .. وانك تتهندم ايضا وهذا كله مكياج ذكوري .. فلماذا تستهين بالمراة وبمكياجها بل وتنحدر الى مفاتن الصدر ؟ .. انا اختلف معك واضيف .. انه لا يحق لك الاستهانة بفتيات مكاتب الاستنساخ والطباعة او عارضات الازياء .. فهن لهن اخوة في مثل اعمار اقرانك .. ولهن اباء واجداد في مثل اعمار اقراني انا .. وهن لهن ابناء في مثل اعمار ابنائك وفي مثل اعمار احفادي .. وهن لهن ازواج في مختلف الاعمار .. وهن جزء رئيسي ومهم جدا من المجتمع .. وان من يستهين بهن فانما هي استهانة بالام .. وهي استهانة بالاخت .. وهي استهانة بالزوجة .. وهي استهانة بالبنت . وهنا اود ان اخاطب قرائي الاعزاء قائلا :- قبل ان تصدروا حكما لصالحي او لصالح كاتبنا المتدفق .. ارجو ان تتذكروا اننا جميعا نتاج ذكر وانثى .. فبيننا ومن عندنا ونحن من عندهن اللائي هن .. الامهات .. والاخوات .. والزوجات .. والبنات .
اكرر واؤكد لقرائي الافاضل الكرام .. اننا يجب ان لا نسلم باقوال واحكام وفتاوي البشر مهما بلغت منازلهم .. ومهما فخمت مسمياتهم .. ومهما كثرت كتاباتهم .. فهم جميعا بشر مثلنا عرضة للخطأ والخطيئة .. وهم قد يصيبون او يخطئون عن قصد او عن غير قصد .. وما علينا سوى ان نستوضح ونحاجج ونعترض لنتلقى الاجابة او التوضيح او التصحيح .. فربما هم بامس الحاجة لمحاججتنا واعتراضنا واستيضاحنا بهدف الوصول الى الحقيقة . وختاما ارفع محبتي واحترامي لكل من يقرأ خطابي هذا .
نهاد كامل محمود
#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء / مقال رقم -6-
-
تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء مقال رقم – 5 -
-
تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء – مقال رقم 4
-
تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء – مقال رقم 3
-
تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء – مقال رقم 2
-
تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء – تعليق على المقال رقم 1
-
تزييف الفقهاء جعلنا وراء الوراء – مقال رقم 1
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 20 – تعليقات واجابات
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 19 – اجابتي على تعليق د. عصام
-
علماء الدين ام اعمياء الدين -18 – صدق الله وكذب المفسرون
-
من اجل تعميم فن المقام العراقي
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 17 – وباء اسمه الفقهاء
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 16 – تعليق واجابة عن المقال رق
...
-
علماء الدين ام اعمياء الدين - 15 – بل اعمياء ومتهمون بحرمان
...
-
علماء الدين ام اعمياء الدين -14 – اتنكرون حقوق المراة في الق
...
-
علماء الدين ام اعمياء الدين -13– مهزلة علم الناسخ والمنسوخ
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 12 – علم الناسخ والمنسوخ محرم
...
-
علماء الدين ام اعمياء الدين – 11 – من حرف الكلم ؟ .. هم ام ن
...
-
علماء الدين ام اعمياء الدين -10 – لا اكراه في الدين وعبث الف
...
-
مدخل للحضارة الاجتماعية والاتكيت (( ادب السلوك Etiquette ((م
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|