أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا مناع - بالدم كتبوا فلسطين التاريخية














المزيد.....

بالدم كتبوا فلسطين التاريخية


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 17:43
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


في مثل هذه الأيام وبالتحديد في شهر رمضان الماضي تسمر الفلسطينيون أمام شاشة فضائية فلسطين والتقطوا أنفاسهم وهم يشاهدون برنامج أرزة وزيتونة للزميل الإعلامي ماهر الشلبي الذي تجول في أزقة مخيمات لبنان يحاول انتزاع أسماء مدن وقرى فلسطين التاريخية دون جدوى
وقتها خرج المتربصون بقضيتنا وحقنا في العودة باحتفالية قميئة ليقولوا انظروا..... هؤلاء هم اللاجئون...... إنهم لا يعرفون حيفا ويافا والقدس..... وبالطبع ذُرفت دموع التماسيح من قبل أنصار التفريط بحق العودة الذين انقضوا علينا تمهيداً لاجتثاثنا والتعامل معنا كتجمعات عشوائية متناسين عامل الوعي الوطني المرتبط بالجذور ووصايا الأجداد الذين عاشوا التيه والخيمة وظلم ذوي القربى.
المشهد كان واضحاً للأعمى، عشرات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين انبعثوا من جديد ومشوا إليها ليجددوا العهد والوعد، مشوا في طريق الجلجلة وعلى رؤوسهم أكاليل الغار ليعلنوا للعالم اجمع بان فلسطين للفلسطينيين، وان سنوات التيه في صحراء اللجوء لم تنسيهم عكا وبحرها، وان ارض البرتقال الحزين ماثلة في القلوب والعقول، وان عظام ألموتى الذين لم تتكحل عيونهم برؤيتها تنطق باسمها.
جاؤوا إلى فلسطين، منهم من وقف والقي التحية عليها، ومنهم من عقد العزم على تقبيل أرضها، أنة حسن حجازي العائد إلى يافا، وهنا أحاول أن أتحسس الشعور الحقيقي لهذا الفلسطيني الذي قرر العودة بعيدة عن الاتفاقيات والتسويات التي تنتقص حقه في أرضة ووطنه، هكذا تكون العودة إليها، وبهذه الطريقة نقبل أرضها المقدسة ونتسم هواء بحرها.
هي رسالة من ثمانية ملايين لأجيء فلسطيني، رسالة واضحة لا تحتاج الى فتاوى سياسية، سنعود إليها يوما ما، حتما سنعود ونحقق الحلم، لسنا بالقتلة ولا بالطارئين على هذه الدنيا وهدفنا من مهدنا إلى لحدنا أن نعود لأنها لنا، والرسالة لم تكتب على طاولات التسوية ولا في الفنادق، كتبوا رسالتهم بالدم على حدودها، كتبوا رسالتهم وحلقت أرواحهم لتعانق كرملها وترسم بالدم أبجديتها التي لا تموت.
رسالة أخرى لدولة الاحتلال الإسرائيلي وقد وصلت، ومفادها أننا لن ننسى، وان رهانهم على عامل الزمن فشل، لان عامل الزمن لصالح اللاجئين الفلسطينيين، والذين اقتحموا حدود فلسطين التاريخية من الجيل الثالث والرابع، وما حصل عبارة عن بروفة لما سيحصل في المستقبل، ومن تابع رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستطيع أن يجزم بحتمية العودة حتى لو وضع على كل متر جندي فلن يمنعوا الفلسطينيين من عودتهم إلى أرضهم.
رسالة ثالثة إلى العالم تقول نحن نعيش لهدفنا، صحيح أننا بصدد حقبة مظلمة، ولكن التاريخ يثبت أن المستقبل للشعوب، فكما تحررت الشعوب الأوروبية من الاحتلال النازي سنتحرر، وكما حطم شعب جنوب أفريقيا نظام الابرتهايد سندمر الجدار الذي لن يعمر أكثر من جدار برلين، وهذا يتطلب من كافة دولة العالم شعوباً وحكومات التوقف أمام حقوق شعبنا الفلسطيني في تقرير مصيره وبناء دولته وعودة لاجئيه إلى أراضيهم التي هجروا منها، وكما أسلفت فان عامل الزمن لصالحنا.
إن التطرف اليميني الرسمي والشعبي الذي يجتاح دولة الاحتلال الإسرائيلي هو إلا تأكيد على القلق المزمن الذي يعيشه الكيان الإسرائيلي، وما الفتاوى التي تطالب بطرد الشعب الفلسطيني وتصفيته عرقياً إلا انتصاراً لحقنا، ولو شعر الإسرائيليين مجرد الشعور أن شعبنا تنازل عن حقوقه لما عشنا المعاناة، إنهم يريدون الأرض والشعب، الأرض لبناء المستعمرات للمستجلبين والشعب ليمارس العمل الأسود عندهم، لذلك ستعلو وتيرة الفكر اليميني في دولة الكيان، ولكن مقابل ذلك ستتعمق الفكري التي تنادي باسترجاع الحقوق الفلسطينية والعربية.
لقد كان للمصالحة الفلسطينية وانتصار الثورات الشعبية في العالم العربي دور هام في المشهد الفلسطيني المتعلق بإحياء ذكرى النكبة أل 63 ، وتكمن الأهمية في تلك المحطة ان حرقت مراحل ومهدت الطريق لمرحلة لها روافعها وميزاتها، ألا وهي عودة الوعي للشعوب العربية والشعب الفلسطيني، والتأكيد على قدرة الشعوب في أحداث التغيير وعدم التعويل على الأنظمة التي ثبت إنها تابعة للامبريالية الامريكية التي تتلاعب بمستقبل شعوبنا العربية وتستغل ثرواتنا من خلال فزاعات صنعت لتعميق حالة الخوف في داخل المواطن العربي.
هي مرحلة نهوض لا محالة، مرحلة أسقطت كل الشعارات الديماغوجية التي تنادي بما يسمى بالواقعية والتطلع لموازين القوى من قبل بعض الشرائح التي تحسب نفسها على المثقفين الذي غادر الكثيرين منهم السفينة لينخرطوا في ظاهرة الانجزة التي تبشر بالديمقراطية وحقوق الإنسان كذباً ودجلاً، صحيح ان هناك بعض الاستثناءات ولكن المشهد العام لهؤلاء واضح، ومنهم من انخرط في الحركة الماسونية ليكون خادما للفكر الصهيوني وأهدافه البعيدة المدى.
إن الدم الذي سال على الحدود مع فلسطين التاريخية والجولان السوري المحتل له لون آخر ومعنى أخر، هو دم مختلف عن شلال الدم المتدفق في الضفة وغزة، هذا الدم يعبر عن الإرادة والموقف والحنين وعدم التفريط، هو رسالة لكل من يفكر مجرد التفكير بالتنازل عن حقوق اللاجئين مفادها أن حق العودة حق مقدس غير قابل للتفريط، وهي كلمات كتبت ولا زالت تكتب بدماء لتؤكد أن شعبنا الفلسطيني كما الفنييق ينبعث مع الشمس ومن الشمس وان الشباب الفلسطيني كما دموع الفنييق التي تشفي جراح المعذبين وتعيد الأمل للذين تاهوا عن الهدف وفقدوا البوصلة.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى النكبة 63 : مش مستعجلين
- ذكرى النكبة 999
- إتفاق المصالحة: المطلوب اعتذار
- يا جورج الحكيم: نحن عارُك
- غزة: جدلية الخوف والجرأة
- يا يوم الأرض: نزلنا عن الجبل
- بالعصيان يسقط الانقسام
- هكذا ننهي الانقسام
- يا حراميه البلد انصرفوا
- النظام البلطجي الرسمي
- كشف المستور: الحجر الذي القي في الماء الراكد
- عن الطنجرة والوزير الفاسد والفجل
- تبا لكم- المواطن مش صرمه
- أبو ماهر اليماني: لا تمت
- سنه كبيسة
- تطبيع إعلامي: اعتذر عنكم وليس منكم
- إغلاق محطات محلية فلسطينية:1+1 لا يساوي 2
- في ذكرى جبهة الحكيم والشهيد والأسير
- عن الََحنون والبحر والوجع المركب
- جورج قنواتي: يا وحدك


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عطا مناع - بالدم كتبوا فلسطين التاريخية