أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - حول القادة و القيادة RCP,SA















المزيد.....



حول القادة و القيادة RCP,SA


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 10:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حول القادة و القيادة RCP,USA
====================
من كتاب: المعرفة الأساسية لخطّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية

فهرس الكتاب
1- تقديم.
2- الثورة التى نحتاج و القيادة التى لدينا.
3- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة .
4- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية.
5- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاء.
6- ملاحق :
أ- رسالة مفتوحة إلى الشيوعيين الثوريين و كلّ شخص يفكّر جدّيا فى الثورة بصدد دور بوب آفاكيان و اهمّيته.
ب- ما هي الخلاصة الجديدة لبوب آفاكيان؟
ت- حول القادة و القيادة.
ث- لمزيد فهم خطّ الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية : من أهمّ المواقع على النات.

بمناسبة الذكرى العشرين لتأسيسه ،أصدر الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية قرارات حول القادة و القيادة تعتزّ " الثورة" بتقديمها للقراء : يُعالج الجزء الأوّل " لا يوجد الحزب إلاّ بهدف خدمة الجماهير ،القيام بالثورة" مسألة القادة و القيادة. و يتطرّق الجزء الثاني " بعض النقاط حول القيادة الثورية و القياديين " لعدد من المسائل المتعلّقة بالحاجة إلى قيادة ثورية و كيف يرى الشيوعيون مؤهلات القيادة و العلاقة بين القادة و الحركة ككلّ.
1-
أكثر من أيّ شي ، نحتاج إلى ثورة بروليتارية : نحتاج على الإطاحة بالطبقة البرجوازية فى السلطة بإلحاق الهزيمة بقوّتها المسلّحة عبر الحرب الثورية ،و إلى تحطيم جهاز دولتها بأكمله،و الشروع فى بناء مجتمع جديد و معاير جذريّا فيه تكون الجماهير مركز ركح مسرح الحياة.
لا طريقة لإنجاز ذلك دون التطبيق الجدّي للمبادئ و المنهج العلمي للماركسية-اللينينية-الماوية ( الم-الل-الم) فى كلّ البلد و على النطاق العالمي .و الإلمام و النظرة التاريخية و التحليل الملموس للظروف الإجتماعية الدائمة التغيّر يجب أن نمزجها و طبّقها بإتساق لجل أن ترشد الممارسة الثورية و أن تعالج بطريقة صحيحة المسائل العملية للحركة الثورية.
و كلّ هذا يستدعى أكثر من أفكار و نوايا حسنة . غنّه يستدعي تنظيما ثوريّا حقّا و قيادة ثورية حقّا تعتمد برسوخ على هذه المبادئ الأساسية و هذا المنهج الأساسي ، قيادة يمكن ، فى كافة الأوقات، أن تحافظ بصلابة على الأهداف الإستراتيجية فى المقام الأوّل على الممارسة الثورية. قيادة تستطيع بإتساق و فعليّا أن تحافظ على الحركة الثورية من الإنحراف و يمكن أن تتعرّف على الإنفتاحات و تستفيد منها من أجل التقدّم بالعمل
لقد ولد حزبنا فى خضمّ نضالات أناس ذوى أفكار ثورية، قبل بضعة سنوات. ومع مرور السنين تعلّمنا الكثير ،و ثابرنا على الطريق الثوري. و اليوم يوجد حزبنا كتعبير و خلاصة و تركيز لنضالات الجماهير الشعبية من أجل التغيير الثوري.
لا يوجد الحزب إلاّ بهدف خدمة جماهير الشعب ، لتمكينها من القيام بالثورة و تغيير العالم. دون الجماهير لن يمثّل الحزب شيئا.
حزبنا تنظيم جماعي ، ليسس مجرّد مجموعة أشخاص. نقرّر الأمور جماعيّا و نعمل جماعيا . قوّتنا تكمن فى طابعنا الجماعي – وهو ما يسمح لنا بالربط الصحيح بمبادرة الجماهير و إطلاق العنان لها و قيادتها و إعطاء ذلك أكثر التعابير الثورية قوّة فى إنسجام مع المصالح الجوهرية للجماهير. و تترجم هذه الجماعية و تتحقّق عبر العمل الجماعي لوحدات الحزب على مختلف المستويات ،و عبر سلسلة المعرفة الحزبية و سلسلة القيادة و على إمتداد الحزب.
حزبنا منظّم على أساس المركزية الديمقراطية وهي طريقة تخوّل لنا أن نمزج درجة عالية من الإلتزام و المبادرة الفرديين ( من الأفراد ووحدات الحزب على جميع المستويات ) مع درجة عالية من وحدة الإرادة و العمل و يخوّل لنا قتال العدوّ بطريقة منظّمة و منضبطة. و يمكّننا هذا من عمل سلسلة المعرفة الحزبية و سلسلة القيادة الحزبية التي تربط الحزب بالجماهير لقيادتها فى النضال من أجل مصالحها الثورية . و المركزية الديمقراطية تعبير منظّم عن الخطّ الجماهيري.
كلا مظهري المركزية الديمقراطية جوهريّان لتكريس الخطّ الجماهيري ، السيرورة التي نقدّم من خلالها و نستخلص أفكار و تجارب و مساهمات الجماهير الشعبية ( فى كلّ من داخل الحزب و خارجه) و تجميعها مع الدروس المستخلصة من التاريخ، و النظرة الأكثر إلماما لما يمكن أن يكون عليه المستقبل ، لأجل تركيز أفضل للمعرفة و التجربة الجماعيتين للجماهير عبر الزمان و إعادتها إلى الجماهير فى شكل خطّ و سياسات ثوريين و توجّه ثوري عمليّ. و نقوم بهذا بينما نبقى على أقوى جدار ممكن من الوحدة و الإنضباط يصعب على العدوّ إختراقه.
كافة أعضاء حزبنا قادة ثوريّون بحدّ ذاتهم، لهم قدرات متنوّعة و مستويات من التطوّر. كلّهم لا يقدّرون بثمن: إنّهم يخدمون الشعب و يجب دعمهم و الدفاع عنهم ضد الهجمات.
صلب الحزب ، يتقاسم الرفاق الأفراح و الأتراح و يعتنون ببعضهم البعض: و هذا أيضا تعبير عن جماعيتنا و نظرتنا الثورية. صلب الحزب ، هناك ( و يجب أن يوجد على الدوام) الكثير من النقاش الجماعي و الصراعات حول ما ينبغى القيام به ، حول الصحيح و الخاطئ فى تطوير النظرية و الممارسة الثوريين اللذين يساهم فيهما الرفاق كافة.
يتكوّن تنظم الحزب من مختلف المجموعات و الوحدات الصغيرة ، لكلّ منها قائدها الخاص، وهو أمر ينسحب على كافة الأجهزة القيادية العليا . و العمل الحزبي ككلّ يتركز و يمثّل أفضل تمثيل فى لجنتنا المركزية.
مثل جميع هياكل الحزب ، تعمل اللجنة المركزية بصورة جماعية،وهي متشكّلة من رفاق أثبتوا ولاءهم للجماهير و للقضية الثورية ، والذين هم مستندون إستنادا جيّدا على المبادئ الجوهرية و المنهج الأساسي للماركسية-اللينينية-الماوية ن تعيّن اللجنة المركزية جماعيّا القائد المناسب أكثر لقيادة اللجنة المركزية عينها ،و من خلالها الحزب بأسره.
بوب آفاكيان هو هذا القائد لقادة حزبنا.
من كافة قادة حزبنا ، بوب آفاكيان هو قائد اللجنة المركزية الذى يُعدّ:
= الأقدر على قيادة العمل الجماعي للجنة المركزية و أجهزتها القائمة و بهذه الطريقة و عبر الهياكل الجماعية للحزب و أجهزته القيادية ، قيادة الحزب و الجماهير.
= الأقدر على رسم جماعية الحزب لإستخلاص و تركيز ما يتأتى من أسفل ،من الجماهير الشعبية داخل الحزب و خارجه.
= الأقدر على إستخلاص و تركيز الدروس التاريخية و النضال الثوري للبروليتاريا العالمية بوجه خاص.
= الأقدر على إستخلاص و تركيز المادئ السياسية و الإيديولوجية و التنظيمية الجوهرية للماركسية-اللينينية-الماوية حتى الآن و لقيادة تكريسها عمليّا.
= الأقدر على الإستيعاب و الصراع الواعي حول المنهج العلمي المفتاح أي المادية الجدلية و التاريخية فى علاقة بكلّ مجال من مجالات الممارسة و النظرية ، لأجل رسم الطريق غير المرسوم و موصلة إنجازعمل ثوري فى إرتباط اوثق مع المصالح الموضوعية و الأهداف الإستراتيجية الشاملة لطبقتنا.
= الأقدر على مزج و ربط الإلمام و النظرة التاريخية الشاملة و أرضية تطوّر إيديولوجي و منهجي إلى جانب فهم حقيقي لمشاعر الجماهير و فهم عميق للمشاكل العملية للحركة الثورية.
= الأقدر على قيادة القوى الثورية لحزبنا فى صراع خطّين ضد التحريفية و الإنتهازية و فى الذهاب ضد كافة التيارات الخاطئة.
= الأقدر على وضع معايير الأممية البروليتارية الحقيقية و لقيادة حزبنا فى النهوض بمسؤوليّاته الأممية كفيلق من فيالق الحركة الشيوعية العالمية ،كجزء من الحركة الأممية الثورية.
وتعتبر الجماعيّة الأكبر أي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري أنّ الشخص الذى يجسّد أفضل تجسيد هذه التعابير – و الذى أكّد ذلك مرّة تلو المرّة ، بما فى ذلك فى ظروف حرجة من تاريخ حزبنا و الحركة الشيوعية العالمية- هو بوضوح بوب آفاكيان
إنّ الرفيق آفاكيان هو تماما نقيض القائد البرجوازي : إنّه معروف بدرجة عالية من المبدئية و الإستقامة الشخصية و السياسية الهائلة؛لقد وضع خدمة الشعب فوق كلّ شيئ آخر فى حياته، وهو يحيى و يتنفّس من أجل جماهير الشعب ،و كان نموذجا لتطبيق منهج الماركسية-اللينينية-الماوية فى النقد و النقد الذاتي ؛ لقد ظلّ برسوخ ثوريا فى وجه مخاطر كبرى تعرّض لها شخصيّا ؛ و إضطلع بدور حيوي فى إستيعاب و نشر علم الماركسية-اللينينية –الماوية و رسم أرضية جديدة فى تطبيقه فى الممارسة العملية ؛ لقد قاد الحزب فى البحث فى جذور الأخطاء و التعلّم منها و تصحيحها ؛ و بيّن أنّه قادر على أن يستخلص و يركّز و يدفع الإستعمال بمهارة للقوّة الجماعية لتنظيمنا الثوري؛ و لم يخسر أبدا روح الفكاهة لديه!
و عليه تؤكّد اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري بحماس إحترامها و حبّها و دعمها بصلابة للرفيق آفاكيان و دوره كرئيس للجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية..
و كجزء من الإرتقاء بنضالنا الجماعي لرفع تحدّيات زمننا هذا و مواجهة فرص هذا الزمن على أفضل وجه ، تحثّ بهذا اللجنة المركزية جميع أعضاء الحزب و الثوريين لمزيد إعمال الفكر و نقاش ما تمثّله بالضبط القيادة الثورية الحقيقية، و عكسها و التعلّم من الدور المتميّز لرئيس لجنتنا المركزية و مساهماته فى هذا السياق.
و كذلك بهذا تكرّر اللجنة المركزية التأكيد على تصميمها على منع العدوّ من إسكات الصوت الثوري الحيوي لرئيس حزبنا ، آفاكيان أو إنكار قيادته الثورية للجماهير الثورية ،و على تصميمنا المتجدّد على ضمان أن تصل قيادته و منهجه إلى جمهور دائم الإتساع.
و هكذا تحثّ اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية كافة ذوى الفكر الثوري على الإلتحاق بنا فى هذا الإلتزام .
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ،سنة 1995.
2-
واحدة من أهمّ المسائل بالنسبة لأيّة قوّة أينما كانت –و بالنسبة لحلفائها و مسانديها- هي مسألة القادة و القيادة . هل يحتاج الثوريون أبداإ إلى قادة؟ ببساطة ما الذى يجعل ثوريّا قائدأ ثوريّا؟ ما الذى يجعل قائدا " أفضل " فى القيادة من قائد آخر؟ ما هو المقياس الذى يتعيّن إتباعه لتقييم القادة و أدوارهم؟ إن لم يكن القادة بشر خارقون و يمكن أن تكون لديهم نقاط ضعف أو أن يرتكبوا أخطاء ، هل يجب أن نروّج لهم حتّى؟ هل أنّ غالبية القادة يتجهون إلى الإستسلام، أو الإنكسار او الموت؟ لماذا حتى التجرّأ على تقديم قادة و الترويج لهم إن كان هذا قد يؤدّى إلى أن تقدّسهم الجماهير كآلهة،و قد يتسبّب إيقاف القادة أو إنكسارهم أو سحقهم فى الإحباط والشلل ؟ هل أنّ الدعاية للقادة يمكن أن تقف حاجزا دون تشجيع الجماهير على معرفة الحاجة إلى المبادرة و التحوّل إلى نشطاء ثوريين واعين و قادة هم ذاتهم؟ إذا كنّا مع الجماعية فى وسائل عملنا و نجتهد من أجل روح و نمط حياة شيوعيين ، فبالتالى لماذا نسلّط الضوء على قادة دون سواهم؟ و ماذا عن المبادرة فى صفوف الحزب ذاته: هل أنّ الإعتراف بالقادة و الدعاية و الترويج لهم ينحو إلى إحباط مبادرة الأعضاء القاعديين أو الكوادر الأدنى مستوى و مشاركتهم الشاملة؟ ما هي العلاقة الصحيحة بين القايدة و المقادين؟
===========
تستحقّ الأسئلة المثارة أعلاه جميعها النقاش الأعمق . فأناس من مختلف الفئات و ذوى تجارب حياتية متنوّعة ( و مستويات مختلفة من التجربة السياسية) يتجهون نحو أن يقدّموا أجوبة متباينة لهذه الأسئلة.
إنّ غالبية الناس الجدّيين بشأن القيام بالثورة يقرّون بالحاجة إلى نوع من الهيكلة ، و التنظيم و القيادة لأجل قيادة و تنسيق منهجيين للعمل الثوري و لأجل إفتكاك السلطة السياسية فى النهاية و الشروع فى بناء نوع جديد تماما من المجتمع. و غالبا ما يسرع القاعديون بوجه خاص ،و نظرا لكونهم عادة جدّ معتادين على اليد القمعية للعدوّ ، إلى الإشارة إلى أنّ سلطة الأجهزة ليس بالإمكان جدّيا تحدّيها و إلحاق الهزيمة بها دون تنظيم محكم و خطوط قيادة واضحة. و كذلك هناك ضمن الجماهير القاعدية – بالخصوص و و ليس حصرا ، فى بلد مثل الولايات المتحدة – قدر هام من الإستخفاف بالقادة الثوريين : نظرة كون القادة " سيبيعون" القضية ، أو انّهم إن لم "يبيعوها" سيحرم العدوّ الجماهير منها و ليس هناك ما يمكن فعله إزاء ذلك. و هذا النوع من الإستخفاف أمر يجب إيلاؤه الإهتمام ،برسم العلاقة بين الجماهير القاعدية و القيادة ،و مسؤوليّات كلّ منهما تجاه الآخر.
فى غالب الأحيان ، أناس من الفئات الوسطى ،بخاصة المثقفون ،هم الذين يطرحون أكثريّة " الأسئلة" بصدد ما إذا من " الصحيح" أو لا ، أن نملك قادة و نروّج لهم صلب الحركة الشيوعية الثورية. إنّهم ينظرون للمسألة فى إطار فراغ كبير او بصورة مطلقة ، منفصلة عن الواقع المادي و حاجيات الحقبة التاريخية الخاصّة التي نحن جزء منها. لكنّ أمر واقع مادي هو أنّ الإنسانية لم تبلغ بعدُ مرحلة حيث بوسعها أن توفّر تقسيما رسميّا للعمل و هياكلا و مستويات قيادية. السؤال ينبغى أن يكون: ما هي طبيعة هذه الهياكل و ما هي المصالح التي تخدمها.
هناك عدد قليل جدّا من الناس الذين يحاولن نقاش التحرّك بصدد قضايا جدّ قليلة، و ذات أبعاد محدودة لا غير، قد يتمكّنوا أحيانا من القيام بذلك عبر " إتفاق عام" ،دون هيكلة قيادة و قادة.لكن مع إتباع نطاق الأهداف على أبعد من خلفية المرء لتشمل تحمّل مسؤولية التغيير الثوري لنظام المجتمع و على النطاق العالمي، سرعان ما تبرز الحاجة إلى أشدّ تقسيم منهجي للعمل و الهيكلة و القيادة ، تبرز بديهية . خاصّة و أنّ هذه الجهود لتغيير العالم تواجه معارضة من الذين هم فى السلطة !
لكن لئن كان كلّ هذا صحيحا، فإنّ ظهور بعض الثوريين كتعبير مركّز لهذه السيرورة، و تحوّلهم إلى تعبير مركّز لأفضل ميزات القيادة الثورية- بما فى ذلك بذل النفس بلا أنانية من أجل القضيّة الثورية و الحبّ العميق للجماهير ، و كذلك إستيعاب قوي للمنهج العلمي لإطلاق العنان للجماهير و رسم طريق الثورة فى تناغم مع مصالحها الموضوعية- بالتالى لا يكون وجود هكذا قائد أو قادة مصدر إزعاج و إنّما شيئا يرحّب به و يحتفى! إنّه جزء من قوّة الشعب.
و على سبيل التورية التهكّمية، هذه القوى الوسطية الأكثر حرجا من " قبول" القيادة الثورية ، عادة ما تخفق فى رؤية مدى كونها بعدُ " مقادة" فى كلّ مجال من مجالات الحياة و المجتمع بالذات بفعل عمل الديناميكية الكامنة للنظام و القوى و المؤسسات المهيمنة الإضطهادية و القمعية! إنهم فى حاجة إلى الإعتراف بأنّ البديل الحقيقي الوحيد لهذا هو إختيار أن نقاد بشكل مختلف من القيادة ، بأهداف مختلفة جذريّا و تعلّم التحوّل إلى هذا النوع من القادة هم أنفسهم.
و يخفق هكذا أناس فى التفكير كفاية فى التبعات العملية لكون هناك تطوّر متفاوت فى جميع السيرورات و الأشياء ، بما فى ذلك فى صفوف الشعب. و هذا صحيح أيضا ضمن القوى الطليعية و ضمن الجماهير الشعبية عموما. كيف يمكن لذلك أن يكون غير ما هو عليه؟ لكن هذا التفاوت ليس شيئا سيّئا : مفهوم بصورة سليمة من منظور المادية الجدلية ، التفاوت هو ذاته مصدر نموّ و تطوّر و محفّز على التقدّم.
لكن هذا لا يعنى أن المسائل المطروحة من قبل عديد المفكّرين حول القيادة و تشجيع القادة صلب القادة فى الأحزاب و الحركات الثورية، لا تستحقّ النقاش الجدّي. مثلا ، فى الحركة الثورية تطرح نفسها مسائل عمليّة حقيقية ( و يجب تفحّصها بصفة متكرّرة عمليّا) بشأن كيف نطلق تماما عنان المبادرة الواعية لجماهير الشعب و نقاتل أيّة توجّهات تكون لديها من " التخلّى عن القيادة للآخرين". و كذلك ، صلب الثوريين ، من المهمّ التحذير من تطوّر أي نوع من " ذهنية الموظّف" لدى الذين يسعون ببساطة للقبول ، دون نقد و بصفة غير ملهمة / لخطوط و سياسات نابعة من " فوق".
و بالنظر إلى هذا ، من المهمّ التذكير بنقطة شدّد عليها الرفيق آفاكيان مرارا و تكرارا: بقدر ما تكون القيادة حقّا ثورية ، بقدر ما تنهض بدورها القيادي بصورة صحيحة ، فى إنسجام مع مبادئ الماركسية-اللينينية-الماوية، بقدر ما تكون أعظم المبادرة الواعية للجماهير.
و هناك أيضا أسئلة حقيقية حول كيف تبنى أفضل وحدة على أساس ثوري ، فى صفوف الجماهير و ضمن القوى الثورية المنظّمة . غالبا ما يوجد توجّه نحو تفاوت التطوّر و الإختلافات بصدد عدد من المسائل ،مع أرضية تغدو عادة أعقد بفعل هجمات العدوّ و إمكانية الإنتكاسات و الهزائم.
كي نتناول تناولا سليما مسألة القيادة ،كما كافة المسائل الأخرى، علينا جميعا أن نقف على قاعدة راسخة من العلم و المنهج الماركسي-اللينيني-الماوي. و على هذا الأساس ، لا غيره، علينا أن نقيّم الخطوط و السياسات و نحدّد ما الذى يمكن أن يدفع الأمور إلى الأمام فى الإتجاه الصحيحو فصلها عن تلك التي يمكنها ذلك. ثمّ ينبغى علينا أن نجد طرق تشجيع هذه الخطوط و السياسات التي تتقدّم بالأمور فى إتجاه ثوري ، و أن ندعم بالملموس هؤلاء الأشخاص و هذه المنظّمات التي تركّزها و تجسّدها فى أي زمن معطى.
لا أحد يولد قائدا ثوريّا ، و ليست هناك وصفة جاهزة لكيف نصبح قادة ثوريين. فكلّ قائد ثوري مزيج معقّد من التجارب الحياتية الشخصية و التجارب الإجتماعية الأوسع ، لا سيما فى الحركة الثورية ، و يمكن أن يكون القادة الثوريون من أي عنصر ، أو قومية و من كلا الجنسين و ينبعوا من عدّة خلفيّات متنوّعة. و ذات المعيار الموضوعي لتحديد أنّ شخصا يناسب بصفة خاصّة دور و مسؤوليّات القيادة الثورية يجب أن ينسحب على الجميع: الشيئ الأساسي هو أنّهم يظهرون أكبر قدرة على إتخاذ و تطبيق موقف ووجهة نظر و منهج البروليتاريا العالمية. و قد أثبتت هذا تجربة الحرة الشيوعية العالمية ، و اليوم أفرزت الأحزاب و المنظّمات الماركسية-اللينينية-الماوية عبر العالم – و ستواصل إفراز- عدد من القادة يمثّلون قوّة كبرى للتقدّم بالثورة البروليتارية العالمية.
و تتعلّم الجماهير القاعدية فى الغالب ،من عمق تجربة الحياة ، أنّ السلطة المركّزة للعدوّ لا يمكن تحدّيها بمجرّد " أفكار جيّدة" و " نوايا حسنة" و " إتفاق عام" ضبابي فى الصفوف الثورية. إنّه يقتضى تنظيما محكما و قيادة حقيقية سياسية و إيديولوجية و تنظيمية للتقدّم و قيادة و تكريس السلطة الصاعدة الجديدة و الروح القتالية للشعب.
و هكذا تعترف الجماهير الثورية بالحاجة إلى قادة. بيد أنّ هذا غير كاف. القادة الثوريون الحقيقيون يفرزهم الثوريون و يطوّرونهم و يغذّونهم و يدعمونهم ،و على الثوريين أن يفهموا على أتمّ وجه العلاقة بينهما.فالقادة الثوريون بمعنى حقيقي هم زهرة و ثمرة الثوريين ،و هم ذاتهم جذور و طلقات الثورة.
دون ثوريين لا قيمة للقادة. و دون قادة ثوريين حقيقيين لرسم المسار عبر حقول الألغام ، لن يجد الشعب طريقة لإنجاز إختراقات ثورية حقيقية حين تكون ممكنة. دون قيادة ثورية سيقع ، المرّة تلو المرّة ، سحق مقاومة الشعب و لن يحرز النجاح فى " الإنتقال إلى الضفّة الأخرى". و القادة ما هم بآلهة و لا أناس خارقون. لديهم نقاط ضعفهم الشخصية مثل أي إنسان آخر، و سيقترفون أخطاء حتى حين ، بوجه عام ، ينجزون عملا جيّدا فى قيادة الثورة.
و بعضهم حتى سيقومون بأسوء من ذلك و سينكسرون فى لحظة ما أو بطريقة ما سيستسلمون للعدوّ و يخونون الثورة. و البعض سيحرمنا منهم العدوّ و يسجنهم أو يقتلهم.
من واجب كلّ إمرء أن يفهم انّ هكذا أشياء يمكن أن تحصل و يجب أن تعدّ لمثل هذه الإحتمالات ، للتقليص من إمكانيّة أن تحرف جوهريّا ضربات من هذا القبيل سيرورة و توجّها ثوريين. بيد أنّ هذه الإمكانيّات لا يمكن أن تجعلنا مستخفّين أو محبطين من إمكانية الثورة ذلك أنّ لبّ قوّة الثورة هو القاعدة الثورية ن هو الثوريون ذاتهم. و من الصحيح أنّه طالما أنّ هناك إضطهاد فإنّ الشعب سيفرز قادة ثوريون جددا ليعوّضوا الذين سقطوا شهداء أو الذين حرمنا منهم. إلاّ أنّه ينبغى كذلك التأكيد على أنّه بمعنى حقيقي جدّا ، مسؤولية الحزب ، إلى جانب الجماهير الثورية ، هي التقليص من هذه الخسائر ،و أيضا التعاطى مع الوضع حين تحصل مثل هذه الخسائر.
لا بدّ للقادة الثوريين أنفسهم أن ينتبهوا إلى تشجيع العمل الثوري الجماعي على أقصى حدّ ممكن و إلى أكبر درجة نموّ ممكنة و تطوّر شامل للصفوف الثورية و لعديد القادة المحنّكين القدامى و البارزين حديثا لأجل أن يكون آخرون، إلى أبعد الحدود الممكنة، إن حرمنا منهم ، على إستعداد لتولّى مناصبهم.
هذا من جهة و من جهة أخرى لا يجب إنكار التالى: خسارة قائد ثوري حقيقي – لا سيما إن كان شخصا ينهض بدور قيادي محوري و حيوي- بمثابة إقتلاع القلب من صدرنا الجماعي. عندما تحدث هكذا أمور ، علينا أن نعالجها- يجب أن يتقدّم قادة جدد و يفرزوا لمواصلة قيادة القضيّة الثورية. غير أنّه علينا أوّلا و قبل كلّ شيئ أن ننجز كلّ ما فى وسعنا للحيلولة دون وقوع هذه الأشياء ز
يترتّب علينا الدفاع عن القادة الثوريين المحوريين و حمايتهم بكلّ ما نملك. و بالفعل ، إنهم الثوريون فى شكل مركّز. إنّهم يجسّدون أفضل ما يمكن التجسيد ما يمكن أن يفرزه الشعب فى لحظة تاريخية معيّنة. إحترام القادة الثوريين و حمايتهم و الدفاع عنهم هو إحترام للشعب ذاته و دفاع عنه.
فى صفو الثوريين سيوجد على الدوام ( و يجب أن يوجد دائما) نقاش و صراع حول عديد الأمور المختلفة و حول ببساطة الطريق الصحيح للمضيّ قدما. وهو أمر جدّ صحيّ و هام و تعبير عن الخطّ الجماهيريداخل الصفوف الثورية و سيكون بطرق شتّى " عصارة" الثورة و المجتمع المستقبلي الذى سيجرى بناؤه.
لكن تجاه العدوّ نرصّ صفوفنا رصّا ،و نقدّمها له كجدار صلب لا يعتوره أيّ شرخ، جدار وحدة وولاء للقيادة ما يجعل أصعب عليه أن يخترق صفوفنا. ينبغى أن نجعل العدوّ يشعر بهذا بصورة حادّة: إذا أردتم مهاجمة قادتنا الثوريين فعليكم أوّلا أن تهاجمونا نحن و الثوريين. جدّيتنا تبلغ هذا الحدّ.
ماذا يعنى أن تكون قائدا شيوعيّا ثورياّ؟ للحزب الثوري عديد القادة من شتّى المستويات ذوى قدرات متنوّعة. إنّهم يجسّدون جملة من القوات المختلفة. و كلهم منظرون و ممارسونللصراع الثوري ،غير أنّ ما من أحد يمكنه أن يجسّد كافة أفضل مميزات الثوريين اليوم أو المجتمع المستقبلي الجديد الذى ننضال فى سبيل ولادته. و هذا تعبير آخر عن كون قوّة الحزب و سلطته يعبّر عنها أفضل تعبير عمله الجماعي.
و مع ذلك ، كلّ قائد فرد جزء هام من سيرورة إنجاز الثورة و تحويل المجتمع الجديد إلى واقع. وكلّ فرد يساهم فى الثورة بخليطه الخاص من القوى و القدرات و المؤهلات. كلّ يناضل من أجل دراسة و تطبيق المنهج العلمي للمادية الجدلية و التاريخية لمعالجة مشاكل إنجاز الثورة.
و كلّ فرد تدفعه ليس المشاغل الصغرى و المصالح الشخصية و إنّما نظرة كيف أنّ الأشياء يمكن القيام بها لكي نلبّي على أفضل وجه حاجيات الغالبية الساحقة للإنسانية . كلّ فرد عرضة للتعب أحيانا ، لكنّه تاليا يناضل مجدّدا و يبذل قصارى جهده. كلّ فرد يعتريه أحيانا الخوف ، لكنّه تاليا يناضل من جديد ليكون جسورا لا يهاب شيئا.
بادئ ذى بدء ، أهمّ مظهر مشترك بين كافة القادة الشيوعيين الثوريين الحقيقيين هو الآتى: ثقتهم الإستراتيجية فى الجماهير الشعبية و إستنادهم إلى المادية الجدلية. حياة القائد الثوري هي حياة تضحية و كدّ ،و إحباطات متواترة ،و شكّ فى النفس نو مخاطر بليغة ، و مع ذلك هي حياة تفانى بلا أنانية فى خدمة الجماهير و نضال من أجل عالم أفضل. وهي أيضا شيئ آخر: لا سيما فى أوقات تكون فيها الجماهير قد تخلصت فى الحال من حظيرة الإزدراء و الخوف و اليأس و تتقدّم بحماس و تحدّى و تأخذ قرارا مصيريا بالإلتحاق بالحركة الثورية ،و الروح الإنتصارية الشاملة و الوحدة القوية للشعب فيسرى تعبيرها الثوري فى الصفوف الثورية و ينعش روح كلّ ثوري حقيقي على نحو لم يسبق له مثيل! إنّه لأمر هائل و أمر لن تستطيع البرجوازية التي لا رحمة لديها - التي تتغذّى على حساب الجماهير الشعبية و لا يمكنها البقاء و أن توفّر لنفسها الغذاء مع التحرّر المتنامي للجماهير الشعبية- أن ترحّب بهذا التحرّر بل هي تخشاه.لكن بالنسبة إلينا هذا أمر يستحقّ العناء.
الرفاق الثوريون:يجب أن ندافع عن و أن ندعم و أن نحتفي بحزبنا . برفاقنا الثوريين و بشعبنا الثوري و برؤيتنا لمستقبل ثوري. إنهم مترابطون فعلا وثيق الإرتباط!
------------------------------
عن بوب آفاكيان ، رئيس اللجنة المركزية لحزبنا
كيف نعرف عمليّا أنّ الرفيق أفاكيان ، رئيس لجنتنا المركزية ، قيادي ثوري كبير؟ هذا سؤال مشروع و على المرء أن يكون جريئا و دقيقا فى الإجابة عنه:نعرف أنّه فى النهاية سيكون مسار التاريخ و نشاطات الجماهير هما اللذان ستقدّمان الدليل على ذلك.غير أنّه فى الأثناء لا يمكن إعتبار أنّه لا توجد بعدُ عديد الإشارات !
من المعبّر مثلا أنّ الروح الجماعية للجنة المركزية لحزبنا، أفضل تعبير و تركيز لجماعية كامل حزبنا ، واصلت إختياره طوال سنوات و سنوات لقيادة اللجنة المركزية و من خلالها لقيادة الحزب بأسره.
و من المعبّر كذلك أنّه راكم الكثير من السنوات من الممارسة العملية المتسقة فى مجتمع و عالم متغيّرين ،و أنّه لم يتخلّ و لم يبع القضية أو ينحرف أبدا عن الطريق الثوري. و مهما كانت خصوصية الظروف الخاصّة التي وجد نفسه فيها ، فقد وجد على الدوام طرق إدراك المسائل و المشاعر السياسية و الإيديولوجية المفاتيح للجماهير –تحديدا بالتعويل على الحزب.
و من المعبّر أنّه أثبت أنّه فى ظروف حاسمة وقف صامدا فى وجه تعقب العدوّ البرجوازي و تهديده له. لقد وقف فى وجه هجمات شخصية و سياسية لإنتهازيين و لقوى مضادة للثورة صلب الحركة الثورية- و بالفعل هذه الهجمات لم تنجح إلاّ فى جعله و الحزب الذى يقود أشدّ قوّة.
لم يجعل منه موقعه القيادي رأسا منتفخا و لم يخسر أبدا حبّه الأساسي للشعب و لا أنساه أنّ القائد الثوري – و الثورة ذاتها- هي فقط جيّد و بالغ الأثر بقدر ما يدفع بها الشعب إلى الأمام.
لكنّه لم يتنكّر قطّ لتحمّل لالمسؤولية. فى الأوقات الحرجة ،وجدنا من تخلّى عن المسؤولية و تبرّم منها أو لجأ إلى إلقاء اللوم على الغير- القادة ،الجماهير أو كلاهما- لتلك الصعوبات. هذا ما لم يفعله الرفيق آفاكيان : حين توجد مشاكل ،موقفه هو أوّلا الحفاظ على ثقته الإستراتيجية فى الحزب و فى الجماهير و ثانيا السعي حتى بأكثر شدّة إلى غستعمال منهج الماركسية-اللينينية –الماوية لتمثّل حتى أفضل لما يتعيّن القيام به. وهو شيئ يمكننا جميعا التعلّم منه!
زمن نهوض جماهيري و تقدّم ثوري ، يكرّس الرفيق آفاكيان ذاته بطاقة و حماس فيّاضين للمساعدة على رفع نسب المكاسب فى كلّ من المعارك المباشرة و خاصّة فى أهدافها الإستراتيجية البعيدة المدى،و فى نفس الوقت يبحث فى خضمّ هكذا نهوض و تقدّم " للعودة إلى الوراء" و النظر فى التيارات الأوسع و المسائل الأشمل المطروحة أو التي تفاقمت حدّتها بفعل هذا النهوض. و ينبغى علينا جميعا التعلّم من هذا أيضا.
تشبه قيادة الثورة قليلا قيادة سفينة عبر شعاب مرجانية ، أو قيادة فيلق عبر حقل ألغام. كلّ يوم هناك خيارات و قرارات يجب إتخاذها: ما هي الأولويّات التي يجب تحديدها و ما هي الفخاخ التي يجب تجنبها ، ما هي الإنفتاحات التي يجب التوغّل عبرها. كيف نحبط بنجاحهجمات العدوّ بينما ننجز أقصى قدر من التقدّم و نعزّز القوى الثورية و نحافظ على أنظارنا مركّزة على المستقبل بأكبر قدر ممكن من الإلمام و النظرة التاريخيين.
وجدت مناسبات- مرّة أخرى ظروف دقيقة فى تطوّر النهج الثوري فى الولايات المتحدة و عالميّا- فيها وقف الرفيق آفاكيان بقدراته مطبّقا المنهج الماركسي-اللينيني-الماوي ليحلّل تحليلا صحيحا الظروف المتغيّرة و على أساس من ذلك قدّم للقوى الثورية توجها و أرشادا حاسمين . و تحليل الطابع المضاد للثورة لأحداث الصين إثر وفاة ماو و كيف أنّها تتجه نحو إعادة تركيز الرأسمالية فى تلك القلعة الثورية السابقة ، كان حاسما فى زمن إضطراب كبير فقدان البوصلة و تشويش كبير فى صفوف الثوريين عالميّا . وهو مثال دامغ على ذلك.
و فى الكثير من المناسبات الأخرى ، إستطاع الرفيق آفاكيان أن يجنّب القوى الثورية ألغام مميتة كامنة برزت فى شكل الإقتصادوية و الإصلاحية بشتّى التمظهرات ،و المغامراتية و الإشتراكية الشوفينية و أشكال أخرى متنوّعة من الإستسلام المفضوح أو غير المفضوح للعدوّ أو للخطوط و التيارات السياسية المناهضة للثورة التي تظهر فى صفوف الثورة .
لكن الرفيق آفكيان لم يفعل ذلك من خلال نوع من " السحر". لقد قام بذلك منهجيّا و بإتساق مكرّسا مؤهلاته الخاصّة على إستخلاص الدروس من التاريخ و تركيزها و تطبيق المبادئ الأساسية و المنهج العلمي للماركسية-اللينينية –الماوية فى تحليل الظروف الموضوعية و الذاتية المتغيّرة أبدا ، بما فى ذلك تطوّر متطلّبات الحركة الثورية. بمؤهّلاته الخاصّة على ربط الإلمام و النظرة التاريخيين و المنهج الدقيق للغاية للماركسية-اللينينية –الماوية مع إدراك عميق لمشاعر الجماهير و فهم عميق لمشاكل ممارسة الحركة الثورية، قاد الرفيق آفاكيان بصورة متكرّرة آخرين للتمييز بين الخطوط و التيّارات الثورية من جهة و التيارات المناهضة للثورة من جهة ثانية و للتحديد العملي لما يمكن و يجب القيام به للتقدّم بإتجاه أهدافنا الإستراتيجية الشاملة. مطبّقا موقف و نظرة و منهج الماركسية-اللينينية-الماوية تجرّأ الرفيق آفاكيان مرارا ة تكرارا على المضيّ ضد التيارات الخاطئة مهما كانت قوّتها فى وقت معيّن ، و قاد القوى الثورية لحزبنا فى خوض صراع الخطين و فى توحيد من يمكن توحيدهم حول الخطّ الصحيح.
لا أحد قام بهذا أفضل من الرفيق آفاكيان.
و ربّما لهذا أكثر من أي شيئ نكنّ له أعظم الحبّ و التقدير فى حزبنا. إنّه دون مغالاة أعظم مصدر و سلاح يملكه حزبنا. و فى نفس الوقت فهم و قدّم القيادة فى فهم أنّ هذا متجذّر فى الروح الجماعية فى الحزب و دى الجماهير الشعبية و يتغذّى منها و يجب أن يخدمها.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ،سنة 1995.
-------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأم ...
- من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانية جمعاءRCP ,SA
- الثورة التى نحتاج ...و القيادة التى لدينا – رسالة و نداء من ...
- الشيوعية : بداية مرحلة جديدة بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الو ...
- الماوية : نظرية و ممارسة - 9 -المعرفة الأساسية لخطّ الحزب ال ...
- غيفارا ، دوبريه و التحريفية المسلّحة_ ليني وولف
- الإمبريالية و السيدا / الأيدز فى أفريقيا( مقتطف من كتاب - عا ...
- بيع النساء : تجارة البشر العالمية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر ...
- من تجارب دكتاتورية البروليتاريا بصدد تحرير المرأة (التجربة ا ...
- هدف الماركسية هو الشيوعية ( مقتطف من كتاب - عالم آخر، أفضل ض ...
- الرأسمالية ، البيئة و حماية البيئة فى ظل الإشتراكية ( مقتطف ...
- حقيقة الحرس الأحمر( مقتطف من كتاب- الثورة الماوية فى الصين: ...
- شهادات حيّة عن الحياة فى ظلّ صين ماو الإشتراكية (الفصل الثان ...
- حقيقة التيبت : من الدالاي لاما إلى الثورة ( مقتطف من كتاب- ا ...
- الوجه الحقيقي لل-معجزة الصينية - (مقتطف من كتاب- الثورة الما ...
- حول تلخيص الحركة الشيوعية النيبالية ( مقتطف من كتاب – لندرس ...
- الحركة الشيوعية العالمية و دروسها التاريخية( مقتطف من كتاب- ...
- ما هي الشيوعية ؟ ما هو تاريخها الحقيقي؟ ما هي علاقتها بعالم ...
- أساس الاقتصاد السياسي لحرب الشعب فى النيبال( من كتاب – لندرس ...
- الماركسية-اللينينية-الماوية :من وثائق أحزاب شيوعية ماوية( ال ...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - حول القادة و القيادة RCP,SA