أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال سعيد يادكار - الشباب العربي والثورات العربية والقضية الفلسطينية ....














المزيد.....

الشباب العربي والثورات العربية والقضية الفلسطينية ....


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3371 - 2011 / 5 / 20 - 09:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن الانتفاضات العربية التي حدث وتحدث في الدول العربية لم تحركها القضايا القومية للأمة العربية أو الاسلامية بل حركتها القضايا الخاصة الداخلية لتلك الدول , ولم يكن الدافع القضية الفلسطينية بل كان الدافع الظلم الاجتماعي والاقتصادي والكبت السياسي الواقع على تلك الشعوب من قبل حكامها ! وكما أنه لم يكن هناك حضورا للدين أو الخطاب الديني في الثورات الشعبية فان القضية الفلسطينية لم تكن حاضرا ايضا في تلك الثورات !
في هذه الفترة الحرجة وغير المستقرة في كثير من الدول العربية ليس من مصلحة الشعوب العربية الاحتكاك باسرائيل وبحدودها ولايغر الشباب العربي ماحصل في تونس ومصر من تغيير ! ولا يغرهم بأنهم قادرون على اسقاط الأنظمة ! ففي تونس ومصر لم تتغير الانظمة لأن شعوبها قوية وقادرة على اسقاطها , بل لأن الانظمة لم تستخدم القوة العسكرية في مواجهة شعوبها . وخير دليل على ذلك ما يحصل في ليبيا , فالشعب الليبي لم يستطع أن يسقط النظام بانتفاضته وثورته ! ولولا تدخل حلف النيتو لاستطاع القذافي ان يسحق الانتفاضة وأن يدفن المنتفضين في مقابر جماعية ! وما يحدث في سوريا واليمن دليل اخر على قدرة الانظمة على الاستمرار في الحكم على حساب دماء شعبها شيبها وشبابها ! فاذا كان حكام العرب بهذه القسوة وبهذا البطش ضد شعوبهم وعلى استعداد لاستخدام كل مالديهم من اسلحة في سبيل الدفاع عن كراسيهم وعلى استعداد لابادة ثلاثة ارباع شعوبهم, فما ذا سيكون رد الحكومة الاسرائيلية عند المساس بحدودها وكيانها ودولتها القائمة ؟
بالاضافة الى ذلك , هل يستطيع الشباب العربي أن يقترب 100 متر من السفارات والقنصليات الاسرائيلية في البلدان العربية التي لها علاقات دبلوماسية وتجارية مع الدولة العبرية ؟؟ ماذا سيكون رد تلك الحكومات ؟ وهل يستطيع شباب ثورة مصر الذين أجبروا مبارك على ترك السلطة أن يجبروا القيادة العسكرية الحاكمة أن تلغي معاهدة السلام وتطرد السفير الاسرائيلي وتقطع العلاقات المصرية الاسرائيلية ؟؟ وهل يستطيع الشباب الاردني والشباب الفلسطيني اللاجيء في الاردن أن تجبر الحكومة الاردنية أن تلغي معاهدة السلام المعروفة بـمعاهدة وادي عربة وتقطع علاقاتها مع إسرائيل ؟؟ إذا استطاعوا ذلك , فهناك أمل في أن يقدم الشباب العربي شيئا للقضية الفلسطينية !
ان العرب الان هم اضعف مما كانوا عليه فيا مضى من الناحية السياسية والعسكرية , واسرائيل هي أقوى مما كانت عليه سياسيا وعسكريا ! فالعرب قبل دخول العراق في حرب طويلة مع ايران كانوا أقوى عسكريا بوجود العراق في الساحة القومية ووجوده الدائم على جبهات الحرب مع اسرائيل ودفاعه عن القضية الفلسطينية ! وكان العرب أقوى سياسيا قبل غزو العراق للكويت ( طريق تحرير فلسطين كان يمر بالكويت !!) وقد أدت تلك الغزة الى تفريق كلمة الامة وأدت الى إخراج العراق من المعادلة القومية ! بل وأدت بالدول العربية في النهاية الى السماح للولايات المتحدة باستخدام الاراضي العربية لدخول واحتلال العراق!
أما إسرائيل فمن الناحية السياسية هي أقوى الان مما كانت عليه أيام النكبة أو النكسة ! فهي الان لديها علاقات تطبيعية مع دولتين عربيتين وأمنت حدودها الطويلة معها. وداخليا فان اسرائيل دولة ديمقراطية والحكم فيها ليس مدى الحياة ! أما من الناحية العسكرية فاسرائيل لديها ترسانة عسكرية ضخمة فيها أحدث الاسلحة التقليدية اضافة الى الترسانة النووية ! اضافة الى التعهد الامريكي الدائم بحماية اسرائيل وأمنها !
منذ أكثر من نصف قرن لم تحل القضية الفلسطينية عن طريق الحروب والمعارك بل على العكس , خسر العرب مزيدا من الاراضي ! ولم تحل بالانتفاضة الاولى ولا الثانية ولا بثورة الحجارة بل خسر الفلسطينيون مزيدا من الارواح ومزيدا من الاراضي لصالح المستوطنات اليهودية !
القضية الفلسطينية لا تحل بالحروب والانتفاضات بل بالمفاوضات , ولا تحل من الخارج بل من الداخل , ولايحلها العرب بل الفلسطينيون أنفسهم ! على الفلسطينيين أن يدركوا بأن قضيتهم لاتعني الشعوب العربية التي لديها مايكفيها من المشاكل الداخلية , ولا تعني الحكام العرب الا من ناحية الدعاية الاعلامية واللعب بعواطف الشعب الفلسطيني ! ومفتاح الحل يكمن في وحدة الصف السياسي الفلسطيني ومن ثم الاعتراف المتبادل بالدولتين من قبل الطرفين ! لأن لكلا الشعبين الفلسطيني واليهودي الحق في العيش على ( الأرض المقدسة) !
واذا حاول الشباب العربي الثائر الان الاحتكاك بدولة إسرائيل وبحدودها وبدافع من بعض حكام العرب لتصدير مشاكلها الداخلية الى الخارج فان ذلك سوف تؤدي إشعال حرب ليس للعرب طاقة بها وسيخسر العرب مزيدا من الأراضي وسيضطرون مستقبلا الى أن يفاوضوا اسرائيل ليس على حدود 1967 بل على حدود 2011 !!



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم ... كان سيتحول الى مزار!!
- في ذكرى الغزو.... غزو الفضاء
- داء العظمة... مرض و جنون!!
- النظام السابق !!
- ياعرب ... لاتتدخلوا.. أنه شأن داخلي!!
- الله ... الغائب عن الثورة
- الصوت الثائر ....!!
- أنا متألم لسقوط بن علي ...
- نهنيء الشعب التونسي بفرار قائد المسيرة!!
- إذا كانت الوحدة نقمة.. ربما يكون الانفصال نعمة!
- دماءنا ماء... ودماءهم دماء
- المواطن العراقي والشقيق العربي بين المرحلتين السابقة والحالي ...
- من كسوة الحجر الى زينة الشجر .... الأغلى في جزيرة العرب!
- الشرق الأوسط ...أم... الشر الأوسط
- الفكر الحر في العالم العربي الغير الحر
- لم يخلقنا الله عبيدا...بل خلقنا أحرارا
- غصن الزيتون بدلاً من شعار السيف
- الحوار المتمدن وابن رشد والفكر الحر ومبروك الجائزة
- ليس بالدين وحده يحيى الانسان بل بالأخلاق
- اللاجئون العراقيون في الاردن ضيوف....ولكن..


المزيد.....




- بعد رفضها الامتثال للأوامر... ترامب يجمّد منحًا بأكثر من 2.2 ...
- أوكرانيا تعلن القبض عن أسرى صينيين جُنّدوا للقتال في صفوف ال ...
- خبير نووي مصري: طهران لا تعتمد على عقل واحد ولديها أوراق لمو ...
- الرئيس اللبناني يجري زيارة رسمية إلى قطر
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف
- الرئيس اللبناني: 2025 سيكون عام حصر السلاح بيد الدولة ولن نس ...
- ابنة شقيقة مارين لوبان تدعو وزير الخارجية الفرنسي لتقديم است ...
- نتنياهو يوضح لماكرون سبب معارضته إقامة دولة فلسطين
- في حدث مليوني مثير للجدل.. إطلاق أول سباق عالمي للحيوانات ال ...
- بيان وزارة الدفاع الروسية عن سير العمليات في كورسك


المزيد.....

- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال سعيد يادكار - الشباب العربي والثورات العربية والقضية الفلسطينية ....