أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - الطاهر باكري - نيني: نقطة بيضاء في رقعة سوداء














المزيد.....

نيني: نقطة بيضاء في رقعة سوداء


الطاهر باكري

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 17:11
المحور: الصحافة والاعلام
    


نحن معشر الصحافيين، نؤمن أشد ما يكون الإيمان أن الصحافة المستقلة والحرة، تَنْتَعِشُ أكثر فأكثر في البلدان الديمقراطية، ولا يضرنا أن نُعْتَقَلَ أو يُمَارَسَ علينا الحصار بكل تجلياته، ابتداءً؛ بعرقلة طريق الوصول إلى المعلومة، وضرب الحق في الوصول إليها، ونهايةً؛ بمنع الإشهار والإعلان عنا. كل هذا، يضرنا اليوم في المغرب بدرجة قليلة، ولكن أن يُعْتَقَل صحافي لطالما سعى نحو فَضْحِ رموز الفساد وممارساتهم؛ وذلك في ظرفية تُعرف بمرحلة ما بعد خطاب التاسع من مارس؛ فهذا يضرنا بدرجة أكثر.

إن السواد يرتبط في معناه العميق؛ بالجريمة، والانحراف، والفضيحة، وكل تجليات الفساد. لم يكن "نيني"، ينقل لنا عبر مسائه الفضائح والجرائم، ولم تكن جريدته متخصصة في الجريمة، لم يكن ينقل لنا السواد في قتامته؛ بل كان يكتب عن السواد في وضوحه وجلائه؛ بالأدلة، والأرقام، والمستندات؛ ليفضح الجريمة السياسية، ويكشف أوجه المجرمين السياسيين، كان يرسم "بورتريهات" لهؤلاء المجرمين من خلال عموده "شوف تشوف"؛ زفرة القارئ المغربي المُضْطَهَد، وعمود من لا عمود له.

كما يرتبط البياض في معناه العميق؛ بالنقاء والصفاء. وعمود "نيني"، هو تلك النقطة البيضاء والصافية؛ التي تسعى نحو الامتداد لتغطية السواد الذي يعم جانبا كبيرا من المؤسسات السياسية بالمغرب، إن هذه النقطة البيضاء يتتبعها كل المسؤولين المغاربة كل صباح، خوفا من أن يُنْشَرَ فوقها -غسيلهم- سوادهم؛ فقبل شربهم قهوة الصباح، لابد لهم من معرفة صاحب الحظ التعيس؛ الذي نُشِرَ سواده في العمود الذي يقرأه هؤلاء المسؤولون -الفاسدون منهم- مكرَهين لا أبطال.

كنا نتمنى أن يصير لدينا "نينيات" في المغرب بعد خطاب التاسع من مارس، كي يَكثر البياض عن السواد، كي نفتخر بالديمقراطية والنزاهة البيضاء، بدل مذلة الفساد الأسود؛ فعندما يَكثر لدينا أمثال "نيني" في المغرب، آنذاك سَنُقِرُّ بأن لدينا حرية الصحافة، وأن الجسد الصحافي قَطَع الحبل السُّري، وتمتع باستقلاليته الكاملة؛ ليكتب الصحافي ما شاء، دون قيود أو شروط، مع مراعاة أخلاق المهنة طبعا.

ونحن معشر الصحافيين، لا نتصور كذلك أن يحدث تغيير في المغرب دون أن ندفع جزءا كبيرا من ضريبته؛ ف"نيني" في حقيقة الأمر، هو من رسم المعالم الأولى لتلك اليافطات التي يحملها محتجو 20 فبراير؛ والتي رُسِمَت عليها صور رموز الفساد بالمغرب؛ فتلك الصور، هي نفسها البورتريهات التي كان "نيني" يرسمها في عموده كل صباح؛ فالمساء كانت دوما ناطقة بهموم الشعب المغربي، وفاضحة لناهبي أموال الشعب؛ فاعتقال "نيني" جزء من تلك الضريبة.

عندما يجد قراء المساء المنتمين إلى فئات عمرية متفاوتة، وطبقات اجتماعية مختلفة، ومستويات فكرية متعددة، عمودهم المفضل ملونا بالأسود، ومكتوب عليه بالأبيض: "رشيد نيني خلف القضبان دفاعا عن حرية الكلمة.. عودته إلى قرائه حتمية"؛ فإن القراء بلا شك سيتساءلون عمن يقف وراء اعتقال كاتبهم المفضَّل، وعمن تسبب في بث السواد في العمود الأبيض؟

إن من يقفون وراء اعتقال "نيني"، هم من كان سوادهم -غسيلهم- سينشر في المستقبل القريب على تلك النقطة البيضاء من جريدة المساء، وفي انتظار أن تعود تلك النقطة البيضاء لتُمَارِسَ رقابتها المشروعة، نقول لكم: طاب مساؤكم.



#الطاهر_باكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرذمة التامك ومرتزقة البوليساريو !!
- البَوْحُ والكِتَابُةُ عَن الصَّحْرَاءِ
- أي موقع للكوركاس في صحراء مابعد التاسع من مارس؟
- قصص قصيرة جدا /عائد إلى المغرب
- مَنْ يَسْعَى لِتَحْويل مُقْتَرَحِ الحُكْمِ الذَّاتِي إلى خُد ...
- دَمَقْرَطَة المناخِ السياسي مفتاح نجاح الجهوية الموسَّعة في ...
- الجريمة الثقافية في الجنوب المغربي: منطقة بويزكارن نموذجًا
- من قتل الصحراوي الناجم الكارحي؟
- مسرحية النزوح وتقوية اقتصاد الريع في الصحراء
- نزاع الصحراء ولعبة -التوريط -
- قضية الصحراء وإشكالية الزمن
- من أجل نقاش هادئ وصريح حول قضية الصحراء
- حرف -تيفيناغ- وجذوره التاريخية
- فصل المقال في مابين -ءايور الأمازيغي- و- أيور العرب- من انفص ...
- ضد الإنتهازية دفاعا عن الأمازيغية
- البوليزاريوا والإستيلاب الفكري للشباب
- مخيمات صحراوية أم معتقلات جزائرية؟
- النكتة السياسية بالمغرب
- صراعات الفصائل الطلابية المغربية، تعكس أن لكل أزمة سياسية صد ...
- الصورة الثقافية و الدعوة التسامحية، مدخل لدراسة الإرهاب


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - الطاهر باكري - نيني: نقطة بيضاء في رقعة سوداء