|
فلينظر الانسان كيف تطور
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 12:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اجمل لحظات حياتي عندما اجلس استمع الي والت ديورانت وهو يتحدث عن تاريخ الانسان علي الارض ..سلامة موسي ايضا باسلوب بسيط خارجا من القلب يستطيع ان يشيع روح التفاؤل والامل في من يستمع لة رغم ان كليهما غادر حياتنا منذ زمن طويل . رحلة البشر التي اصبحت الان شبة معروفة بفضل علماء امضوا حياتهم يفكرون و يفحصون اثار و بقايا( حفريات ) يخاطبونها فتفيض بالمعلومات هي فخرللانسان لا يشعر به الكثيرون من الذين اكتفوا بترديد ما لقنهم اياهم معلميهم خلال مرحلة الطفولة ولم يتجاوزوة حتي شيخوختهم . فلنتامل ما كتبة سلامة موسي بعد ان بلغ سن السبعين " لي اعترافان الاول اني اهتم بالدنيا ومصير الانسان اكثر مما اهتم بنفسي .. والثاني ان اكبر لذاتي هو اللذة الفلسفية " ثم يستطرد " اني اعرف ناسا هانئين راكدين سعداء و لكن سعادتهم لذلك اشبه بالموت منها حياة وما يحسبونة سعادة هو غفلة و نعاس او انانية حيوانية . السعادة الانسانية ان نهتم بالانسان والمجتمع فنقلق ثم يبعثنا القلق علي الكفاح ثم نذق سعادة الكفاح " . انسان منطقتنا التعسة فقد قدرتة ( مع مرور الزمن ) علي البحث و الدراسة و اختراق المحظور بكسر المالوف لرفضة الفلسفة واعتبارها سفسطة من لا عمل لهم مكتفيا بما يتوارثة من صيغ معلبة تجعل الاجيال المتتالية نسخ متشابهه كما ارادها العسكر المتحالفين مع رجال الدين ..الفلسفة هي التي اخرجت اوروبا من جهالة القرون الوسطي الي نور التنوير.. وعندما نقرا رحلتها كما يقصها ديورانت لا نملك الا الشعور بالحسد ان امتلك الغرب فرانسيس بيكون و فولتير و نيتشة و هيجل وماركس يدفعة كل منهم صاعدا في مسار التقدم والوعي . البداية كانت اعادة صياغة الخطاب الديني للتخلص من نفوذ الكنيسة ولقد كان للوثر اليد الطولي في نقد الخطاب الكلاسيكي للكنيسة الكاثوليكية ودفعها دفعا للتطوير و تغيير اساليب التعليم و تشجيع العلماء علي البحث و ارتياد المجهول وهكذا وجد كوبرنيكس ثم مجلان القدرة علي مخالفة تعاليم لاهوت العصور الوسطي فاخرجا العالم من جهالة ان الارض مركز الكون و انها مسطحة تحفها بحار الظلمات..علماء وفلاسفة اوروبا اعادوا مناقشة مفاهيم العمل و الفضيلة والرزيلة والعدالة والقانون و تغير دور الفن و الموسيقي و الادب لدراسة ومناقشة الحياة كما نعيشها خارج اطار القداسة الدينية .. في ذلك الزمن ابدع شكسبير و الليوناردو دافنشي و مايكل انجلو وباخ وهايدن و موتسارت .. وجاءت الدعوة الي العقل و نبذ الخرافة تتويجا لجهاد ابناء عصر التنويرعلماء وفلاسفة المانيا ثم انجلترا ففرنسا وايطاليا حول منتصف القرن السادس عشر الذين مثلوا القاطرة التي خرجت باوروبا من ظلمات محاكم التفتيش الدينية و سيادة وجهه نظر واحدة لا يمكن معارضتها الي رحاب الفكر الانساني الحديث الذىظلت شعلتة تهدى البشر في كل مكان عدا منطقتنا المنكوبة بمن ابوا الا الاستسلام لكسل مرضي يجعلهم ينظرون للخلف طلبا لنجدة لم تصل ابدا . تطور الانسان من قبائل حيوانية تعيش علي جمع الجذور الي رواد فضاء ينطلقون بصواريخ مرتادة الاكوان يحتاج لتامل طويل علي شبابنا وربما اطفالنا ان ينهلوا من فيضة اذا كان اختيارسكان هذا المكان اللحاق بطلائع البشر المنطلقين دون خوف او وجل او تابوهات ..الصراع ضد الطبيعة ثم التحكم فيها هو هدف الحياة منذ ان وجدت وما تاريخ الشعوب و صعود وسقوط الحضارات الا تسجيلا لهذا الصراع بدأ بكتابة ملحمة جلجامش في بلاد ما بين النهرين ثم مرورا باساطير الهة وارباب المصريين فالاغريق و الرومانيين حتي الديانات الابراهيمية الثلاث ..والان يدين البشر بعدد 22 ديانة رئيسية (اى تلك التي لا يقل تابعيها عن 150 الف )يدعي كهنة كل منها ان دينة هو الدين الصحيح بغض النظر عن تعداد المؤمنين به ..( المسيحية هي الاكثر عددا الفين مليون منهم الف مليون كاثوليك، الاسلام هو الثاني الف وثلاثمائة مليون منهم 940 مليون سنة ومثلهم هندوس ومثلهم لا دينين ،البوذية و اتباع كونفوشيوس يدور كل منهم حول 300 مليون ) وبالتالي فمحاولات فرض رؤية دينية علي الاخرين هو من قبيل ضيق الافق ولن ينجح ما دام استيعاب العقيدة يتم من خلال تلقين الام منذ الولادة .. مسلمي المنطقة يشقيهم( سنة وشيعة) ان لا يستطيعون استيعاب دروس الطبيعة ويريدون قهرها لعقيدتهم ولا يطيق اى منهم الاعتراف بانه اقلية بين سكان العالم ولا ينظر اى منهم لمدى التخلف الذى يعيش فية المسلمون المليار و ثلث بالمقارنة بمؤمني الاديان الاخرى في شرق اسيا و اوروبا وامريكا . تطور الافكار الدينية ليس موضوعنا الان وان كان من الممتع دراسة نيتشة وكامي وتحليلات فوكو واريك فروم او ابحاث "جين صدقة" عن رموز و طقوس المثيولوجيا القديمة ..وانما ما بهم اليوم هوالمدى الذى كافحت من اجلة البشرية لتحقيق ارتقاء الي درجة لا يمكن فيها قبول القهر او العبودية او الاذلال حتي من الارباب لقد قاوم جلجامش و سيزيف وايزيس و يعقوب الالهة و لم يرض نوح بان يستمر ابادة البشر كلما اخطأوا حتي اصبح هناك عهدا بينة وبين ربه ممثلا في قوس قزح الا يباد الجنس البشرى مهما حدث . اعلي درجة اهدارانساني تتمثل في العبودية امتلاك بشرى لاخر واهدار خصوصيتة واعتلاؤه في اى لحظة يريدها سيدها او سيدة واسوأ انواع العبودية هي العبودية بمحض الارادة ان يسعي الضحية للجلاد يسلم لة رقبتة طوعا الامر الذى يتكرر دوما مع الحكم الفاشستي السياسي او الديني او الخليط شديد الايذاء بينهما الشعوب الاكثر تقدما صنعت لنفسها سدودا ضد الفاشستية الدينية منذ القرن السادس عشر ثم السياسية بعد هزيمة النازى في منتصف القرن العشرين حتي تضمن عدم عودتهما لقهر البشر اهم هذة السدود هي فصل الدين عن الدولة وحصرة في معبدة ثم الليبرالية الديموقراطية وحقوق الانسان الطفرة النهائية للبشرالتي دفعت بهم الي افق كانت في صدر شبابي خيالات و احلام منها هذا الانترنيت الرائع الذى جعل الارض قرية صغيرةيستطيع اى مستخدم له التعلم دون حد اقصي .. المعلومة هي سحر الحاضر هي عصا موسي و تعاويذ ايزيس وقدرة جوبيتر مجتمعة ومع ذلك لا زلنا نرى نكدى الحظ غربان الوهابية ينعبون حول الدعوة لاستعباد المراة و اعادتها الي خدرها او فرض الجزية علي المخالفين في العقيدة او الحكم من خلال تفسيرات بدائية للشريعة او اعادة محاكم التفتيش الدينية ومطاردة شاب لحلق شعرة حتي وفاتة مجهدا من المطاردة .. هؤلاء الجهلة الذين يعيشون خارج العصر لا يطمع اى منهم الا في ملء جوفة و امتطاء اكبر عدد من سباياة ومن ملكت يمينة ..يعيد الرق والسطو وكل افكار زمن الرعاة الصيادين متجاهلا ان البشرية اجتازت هذا الزمن بالحضارة الزراعية ثم حضارة الاستكشاف و الوصول الي الوجة الاخر من الكرة الارضية ثم الحضارة الصناعية ثم حضارة الاسواق المفتوحة ثم حضارة المعلومات ثم الانفجارة المعرفية بعلوم النانو ..اية "انتم فين اصحوا" .. فلينظر الانسان كيف تطور و كيف كان نكوصة خصوصا نكوص الوهابية والاخوان المسلمين والسلفيين اذا كنا نطمع في الا ننقرض
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يقيم الفاشست ديموقراطية !!
-
(الخلافة) غضب الله في ارضه
-
الي الاجيال المقبلة
-
إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب
-
الفاشيستية الدينية أخطر من القومية والحرامية
-
ليس دفاعا.. عن المتهم محمد حسني مبارك (2 )
-
ليس دفاعا عن المتهم محمد حسنى مبارك
-
ثانيا ..مصر مستعمرة وهابية
-
هذا النظام غير قابل للاصلاح
-
نعيب بين اطلال نظام مبارك
-
- غزوة الصناديق - 19 مارس .2011
-
وطن بديل ..يا محسنين
-
هل يؤسس البشرى والجمل لخلافة اسلامية
-
سيدى الرئيس .. هل أدوات سلفك مناسبة لك ؟؟
-
لا أملك الا.. دموعي
-
لماذا يكره فقهاء الدستور .. مصر!!
-
اكشفوا، افضحوا، جرسوا من سرقوا مصر
-
كابوس أن يحكم مصر عصابة لصوص
-
الشعب لم يسقط بعد النظام
-
حكم مبارك البائد.. بلطجة و فساد
المزيد.....
-
أشرف عبدالباقي وابنته زينة من العرض الخاص لفيلمها -مين يصدق-
...
-
لبنان.. ما هو القرار 1701 ودوره بوقف إطلاق النار بين الجيش ا
...
-
ملابسات انتحار أسطول والملجأ الأخير إلى أكبر قاعدة بحرية عرب
...
-
شي: سنواصل العمل مع المجتمع الدولي لوقف القتال في غزة
-
لبنان.. بدء إزالة آثار القصف الإسرائيلي وعودة الأهالي إلى أم
...
-
السعودية تحذر مواطنيها من -أمطار وسيول- وتدعو للبقاء في -أما
...
-
الحكومة الألمانية توافق على مبيعات أسلحة لإسرائيل بـ131 مليو
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. مقتدى الصدر يصدر 4 أوامر لـ-سراي
...
-
ماسك يعلق على طلب بايدن تخصيص أموال إضافية لكييف
-
لافروف: التصعيد المستمر في الشرق الأوسط ناجم عن نهج إسرائيل
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|