أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - هرج التَلَفيون وحدوتة عبير















المزيد.....

هرج التَلَفيون وحدوتة عبير


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 01:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلفيون فصائل متعددة لا يجمعهم تنظيم واحد يعنى على كل لون يا بتيستا, فمنهم من يتبع السلف الصالح من الخلفاء الراشدين مستشعرين عدل عمر وصدق أبو بكر وزهد على, ومنهم من يتبع تقوى عمر بن عبد العزيز, ومنهم من ينهج نهج الخلافة الأموية, ومنهم من سحرته أبهة ومجون الخلافة العباسية خاصة عصر هارون الغير رشيد, ومنهم من يتبع الخلف الطالح كابن تيمية وسيد قطب ومحمد بن عبد الوهاب واللا مغفو له إبن لادن, ومنهم من ليس له أى علم ولا معرفة ولا دراية حتى بأصول دينه غير تقليد أعمى بالمظهر كالجلباب القصير واللحية المنكوشة والزبيبة التى تأكل ثلاث أرباع جبهته وهم الأكثر والأشمل والأعم. كان عهد اللا مبارك يعتمد على السلفيين لتيقنه من أنهم أصحاب دعوة "كما كانوا هم يدعون" ولا رغبة لهم فى الحكم فجندتهم مباحث قمع الدولة فى زرع الفتنة الطائفية وتحجيم دور الأخوان المسلمين, ولتأدية الأدوار القذرة, وإخراجهم منها عند الوقوع كالشعرة من العجين. فكانوا نعم العملاء المخلصين للنظام مقابل تركهم يُنكّلون بالمسيحيين وتمكينهم من بعض المساجد التى يبثون من فوق منابرها سمومهم وفتاواهم الهدامة. وكان لهم دور آخر أشد خطرا ليس على المسيحيين فقط بل على سلامة الدولة المصرية نفسها, فمعظمهم صنائع البترودولار السعودى, مجندين بكل إخلاص مدفوع الأجر لنشر الوهابية فى مصر وزعزعة أركان الأمن المصرى لتركيع مصر والخلاص من أهلها الأصليين ليرحلوا ويتحول من يبقى منهم لماسح أحذية, حتى تسود السعودية بفكرها وسياستها على البلدان العربية على حساب وكسة وانكسار مصر, ومن هذا المنطلق أرى أن تسميتهم بالسلفيين تسمية خاطئة والأصح أن نطلق عليهم التلفيون, وعلى فكرة عندنا مثل شعبى يقول: السلف تلف ورده خسارة, فهم تلفيون وتركهم يعبثون خسارة ما بعدها خسارة.
بعد ثورة 25 يناير التى لم يشاركوا فيها إلا بعد أن تيقنوا من نجاحها فأرادوا أن يركبوها, فعليت أصواتهم وزاد صراخهم وانتشرت تظاهراتهم خاصة بعد الصلاة يخرجون من المساجد أفواجا بأصوات حنجورية يسبون كل الرموز المسيحية ومطالبين بإطلاق أخواتهم المسلمات من السجون الكنسية. وقبل أحداث إمبابة بأيام كانوا قد اتفقوا على صفحات الفيس بوك أن تكون غزوتهم المقبلة لكنائس إمبابة والمطالبة بخروج السجينة المسلمة كاميليا شحاتة من سجون الكنائس. وظهرت كاميليا على قناة الحياة مع زوجها وابنها مفندة أكاذيبهم معلنة لهم أنها عاشت مسيحية ولم تفكر ولو للحظة أن تعتنق ديانة غير الديانة التى آمنت بها ونشأت عليها وستموت بها. أسقط فى أيديهم وبارت حجتهم فكان لابد أن يبحثوا عن بديل, وكان البديل هى عبير طلعت فخرى, تلك الفتاة البائسة التى اضطرتها الظروف المعيشية الصعبة مع زوج جهول لا يعرف كيف يرعى أسرته ووقوعها تحت إغراء شاب ماجن مدمن وتاجر للمخدرات عرف كيف يثير غرائزها ويشعل نيران رغباتها, فتركت الجمل بما حمل واندفعت خلف غرائزها غير عابئة بدينها ولا أسرتها ولا شرفها وانساقت خلف هذا الإبليس لتعلن إسلامها ليس اقتناعا بل للتخلص من ماضيها والزواج من عشيقها. زورت فى وثيقة إسلامها وادعت أنها عذراء لم يسبق لها الزواج وارتبطب بعشيقها بعقد زواج عرفى. وكان التلفيون يعلمون قصتها ويعرفون مكانها فاتفقوا معها ومع عشيقها أن يدعيا أنها مختطفة وحبيسة فى كنيسة مارمينا بإمبابة حتى تكون الحجة محبوكة للهجوم على الكنائس. ولأن الكذاب دائما ما ينسى بعض التفاصيل عندما يطلب منه إعادة الرواية, قالت فى أول حديث نشر لها على جريدة الأهرام منقولا عن موقع للسلفيين أن أهلها قد اختطفوها بعد وشاية صديق لها وسلموها للكنيسة بأسيوط وتنقلت بين ثلاث كنائس تم رحلوها لكنيسة مارمينا بإمبابة, وقالت أنها اتصلت بزوجها المسلم وأخبرته بمكانها لتخليصها, وأن كاهنة قد طردتها من الكنيسة بعد هجوم السلفيين على الكنيسة لتخليصها (لم أسمع أن فى المسيحية كاهنات). وفى حديثها مع محمود سعد قالت أنها كانت محجوزة فى بيت ملحق بكنيسة مارمينا فى شقة بها حجرات مفتوحة على بعضها وليس بها لا شبابيك ولا بلكونات, وحين سألها عن اتصالها بزوجها قالت أنها لم تتصل لأنها لم يكن لديها تليفون وأنها غير متزوجة ولكنه فقط صديق سيتزوجها بعد الطلاق من زوجها المسيحى. وفى حديث ثالث على قناة أون تى فى قالت كلاما آخر أنها كانت محتجزة وليست مسجونة فى بيت بجوار الكنيسة وأنها كانت تعامل معاملة حسنة وتستخدم التليفون وأن أهلها لم يكونوا يعلمون بإسلامها وأن الراهبة التى كانت ترافقها قد أخرجتها من الشقة وقالت لها أخرجى نحن أبرياء من دمك, وفى حديث رابع قالت أن أهلها اختطفوها بعد أن علموا بإسلامها وسلموها لمطرانية المنيا لمحاولة الضغط عليها لتعود لملتها, كما ردد التلفيون أنها قد أسلمت منذ خمس سنوات ولكن الأوراق الرسمية تثبت إسلامها فقط منذ ثمانية أشهر (23/9/2010), من هذه الأحاديث المتضاربة يتضح أن القصة كلها ملفقة وغير منطقية ولا مقبولة ويجب على المحقق أن يصحبها لتُريه هذه الشقة التى تحتوى على حجرات مفتوحة على بعضها وليست بها نوافذ ولا بلكونات وسوف يكتشفون بالطبع أن الحكاية خرافية ولا صحة لها من الأساس ولكنها حجة استخدمها التلفيون ليقوموا بغزوتهم التى وفقهم شيطانهم على نجاحها بامتياز.
كان التلفيون قبل الثورة يسكنون الجحور كالأفاعى يلدغون ويهربون, ولكنهم الآن بعد الثورة قد خرجوا إلى النور يصرخون ويهدرون يملأون الطرقات كأنهم وحدهم فى الشارع يتملكون, يروّعون الناس وللسلطة يتحدّون ويستكبرون. وأنا أرى أن هالهم وهيلمانهم الذى به يحتشدون سببه عدة عوامل:
أولا: أنهم مازالوا مدعومون ومتقوون برموز السلطة البائدة ومباحث قمع الدولة وعلى رأسها حبيب الظالمى (العادلى سابقا) الذين يتصلون بهم ويحركونهم كيف يشاءون من محبسهم بسجن مزرعة طره بالتليفونات التى يحملونها بلا رقيب أو حسيب.
ثانيا: أموال البترودولار التى تتدفق عليهم كالسيل من دول الخليج وعلى رأسها المملكة السعودية التى تريد عودة مبارك وتخشى على مُلكها من تصدير الثورة إلى بلدانها, كما أنها تريد نشر الوهابية فى مصر التى تؤمن بالوسطية وصحيح الدين, وحاولت الضغط على المجلس العسكرى بالتهديد والوعيد بطرد ملايين المصريين العاملين هناك ومنع المستثمرين العرب من الاستثمار في مصر وتجفيف الأموال الداعمة لها, ولما فشلوا اتجهوا لصنائعهم من التلفيين لتنفيذ مخطط الترويع والتركيع.
ثالثا: أولائك التلفيون يعبدون المال أكثر مما يعبدون الله ولا يستبعد استغلالهم من الموساد أو مخابرات الولايات المتحدة لتنفيذ وتحقيق الفوضى الخلاقة التى بُشرنا بها سابقا لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط وتقسيم دولها إلى دويلات وعلى رأسها مصر, مثلما حدث فى العراق والسودان وسوف يحدث فى ليبيا واليمن وسوريا وغيرها من البلدان التى يعيث فيها التلفيون فسادا وإفسادا.
أخيرا: وجد التلفيون الفرصة سانحة لهم لامتطاء الثورة والقفز عليها حتى يصلوا إلى الحكم ويعيدوا الخلافة والحكم الدينى المتخلف.



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزاء واجب ورثاء لهيبة الدولة والقانون
- مولد سيدى القمة وصاحبه غايب
- التمهيد وفرش الطريق لدولة الخلافة
- الخيبة القوية فى المسألة الليبية
- نعم لقد تم اختطاف الثورة
- العاقبة وسوء المآب بين الهوجة والانقلاب
- أخشى على الثورة من المتسلقين
- أحلام لما بعد الثورة
- ثورات المصريين ضد الغزاة العرب
- التنحى بالذوق أو بالعرشزوق
- من تونس بدأت شرارة الغضب
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك
- الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاروق عطية - هرج التَلَفيون وحدوتة عبير