|
التجمع الوطني الديمقراطي في سوريا ــ سياسة الانتظار والرهانات الخاسرة
فائق المير
الحوار المتمدن-العدد: 1005 - 2004 / 11 / 2 - 09:12
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
مقدمة : يظهر التجمع الوطني الديمقراطي الآن , وبعد ما يزيد عن الأربع سنوات على بداية العهد الجديد (( القديم )) وهو يرزخ تحت عبء كم ٍّ من الأسئلة والاستحقاقات العميقة والشائكة !! , التي باتت تفرض عليه وقفة نقدية شاملة وجريئة مع الذات إذا ما أراد الخروج من عطالته الراهنة . أزعم أنه لن يكون لهذه الوقفة أي معنى أو فائدة إذا لم يتم فيها فتح لدمامل الجسد السياسي المتورمة!! . لكن السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن في تلك اللحظة : ترى هل يمكن للتجمع القيام بمثل هذا العمل وهو على ما هو عليه من ضعف وترهل صريحين ؟ ! , ثم هل تمتلك هيئاته وقادته القناعة والإرادة اللازمتين لذلك ؟! جملة من الأسئلة المفتوحة يحتاج الجواب عنها أو بعضها إلى جهد ومسؤولية جميع المعنيين ودون أي استثناء . ستكون مساهمتي بهذا الحال أقرب إلى البدوة التي تهدف إثارة أوسع حوار , وهي إذاً ستركز على الجانب المتعلق بالأداء السياسي للتجمع ، فإنها لن تغفل الجوانب الأخرى // ــ رؤيا ــ أدوات // , كما سيكون لوجهة نظري هذه خصوصية كونها تعتبر نقدا ً جوا نيا ً ، و من المفترض في مثل هذه الحالة أن تحمل المسؤولية وتنشد إصلاح ذات البين قبل أي شيء آخر ، وهي تأتي في وقت يكثر فيها الإعلان عن الاستعدادات لعقد مؤتمر وطني عام للتجمع من جهتي لا أتوقع النجاح ، وإن كنت أتمناه له ؟! ولاعتبارات سيظهر بعضها لاحقا ً . أولا ً : مدخل لفهم السلطة : تحت عباءة الصراع مع الإخوان المسلمين خاضت السلطة صراعا ً عنيفا ً وحادا ً مع غالبية المجتمع السوري وقواه الحية ، تم ذلك بأدوات الدولة الأمنية التي كانت قد أرستها سابقا ً , وكان بجري تأهيلها تقنيا ً وإيديولوجيا ً عبر دورات العنف المبطن قبل احتدام الصراع , والعنف السافر أثنائه !!.. خرجت السلطة من هذا الصراع وهي منتصرة , وقد غنمت من جرائه ه أهم أعمدة استقرارها واستمرارها, ألا وهو إقصاء المجتمع عن دائرة الفعل الاجتماعي وتحويله إلى ما يشبه المجتمع البيولوجي عبر التدمير الممنهج للحقل السياسي فيه ، بالاعتماد على التنشيط الدائم لذاكرة الخوف ، وعبر ( فائض ٍ من القمع ) على حد تعبير السيد ياسين الحاج صالح . .... تكوّن في رحمها أثناء ذلك عدد من مراكز القوى ، التي أوغلت في ممارسة العنف والسطوة بلا رادع أو ضابط . لم تلبث وأن أغوت السلطة بعضها ــ إبان مرض الرئيس حافظ الأسد في العام 1983 ــ . وعت السلطة مثل هذا الأمر جيدا ً , وأيقنت أن عليها أن تأكل أبناءها إذا ما أرادت الاستمرار! , فكان أن شرعت حربها على أكثر هذه القوى نفوذا ً وتهديدا ً لها في حينه // رفعت الأسد // نائب رئيس الجمهورية وقائد سرايا الدفاع , ثم أتبعتها لاحقا ً بالإزاحة والإقصاء لمراكز النفوذ الأخرى أو ما سمي // مجموعة العليات // . ظن الكثيرون أن الطاولة وقد انقلبت داخل أروقة السلطة لحظة وفاة باسل الأسد نجل الرئيس والمرشح الأقوى للخلافة , خصوصا ً مع تواتر وردود المعلومات عن التدهور الكبير في صحة الرئيس الأسد ، وهو الأمر الذي كان يشكل ــ وبحد ذاته ــ مصدر ضغط كبير على ترتيبات الخلافة وعلى استمرارية الحكم , لكن الأمر تم َّ بسهولة ودون أية ممانعات تذكر , وهو ما دفع أحد مسؤولي السلطة للقول : ــ أنَّ سلاسة انتقال الحكم تؤكد أن سوريا تعيش دولة المؤسسات ـ ؟ ! !! يمكن القول أن ثلاثة عوامل كان لها الدور الأساس في سهولة الانتقال هذه ألا وهي : 1ً ــ بروز القصر كقوة وحيدة التأثير و الوزن داخل أروقة السلطة بعد أن تم لها التخلص من غالبية القوى السابقة ، والإضعاف لمن بقي منها . 2 ً ــ غياب المجتمع عن ساحة الفعل والتأثير بشقيه الشعبي والسياسي بفعل الاستبداد وآثاره . 3 ًــ اشتغال السلطة على عامل دولي مواتٍ لها في أغلب الأوقات . بتلك العدة والحال وطأت السلطة عتبة العام // 2000 // وفي لحظة مفصلية من تاريخها ، لحظة وفاة مؤسسها وباني عمارتها الرئيس حافظ الأسد , ترى كيف كان حال التجمع آنذاك وقبل ذلك ...... , ثم كيف هو الآن ؟!! . ......................... جاء التجمع إلى دنيا الحياة السياسية السورية بعد مخاض طويل ، وفي خضمِّ أزمة حادة وعميقة أحاقت بسوريا جراء سياسات النظام ونهجه ، وكان نتاج توافقان حوار شمل غالبية الطيف السياسي المعارض في حينه ، آلت إلى صيغة تنظيمية و رؤية سياسية لأزمة البلاد ولجملة مهام يعتقد أصحابها أنها الكفيلة بإخراج البلاد مما هي فيه عبَّر عنهما ميثاق التجمع الصادر في العام 1979بدقة ووضوح . انتصر خيار السلطة في الحل الأمني ، ولم يتحقق أيا ً من هذه المهام ، ومن ثم دخلت البلاد في دوامة من الأزمات والاحتقانات التي ما تزال قائمة حتى هذه اللحظة ، وفي الوقت نفسه دخل التجمع مرحلة من الصمت بعد بيان آذار / 1980 / وحملة الاعتقالات التي طالت الحزب الشيوعي السوري // المكتب السياسي // بشكل خاص ، إضافة للكوادر الفاعلة داخل هيئات التجمع من الأحزاب الأخرى وبعض الشخصيات الموقعة على البيان والمؤيدة له ، ولم يخرج منها طوال عقد الثمانينات تقريبا ً ، ولا يغيّر من واقع الحال بعض الرسائل السياسية ، والبيانات // المغفلة التوقيع // اللقاءات الضيقة لما تبقى من قيادته أصبحت شكلا ًمن الأداء السياسي العديم الفاعلية والتأثير لم يتجاوز صداه بقايا القشرة السياسية المعارضة !! .
.... نهاية العام 1989 بدأ العالم يشهد تحولات كونية كبرى ــ] سقوط جدار برلين [ ــ وقبل ذلك / البروسترويكا / أخذت تعصف بالعالم وترسي معالم عالم ٍ آخر جديد بتوازناته وقواه ، ويزداد الميل فيه إلى وأد النظم الشمولية والاستبدادية ، وبفعل قوى اجتماعية وسياسية داخل هذه النظم ومجتمعاتها أيقنت ضرورة التغيير وعملت عليه في هذا الوقت بالذات وفي ظل تلك التحولات الكونية عاد التجمع وأطل على الحياة السياسية برؤيا سياسية مغايرة تقريبا ً لرؤيته السابقة حيث غابت مفردات التغيير الوطني الديمقراطي لصالح الإصلاح الوطني الديمقراطي المتدرج !! أو كما يسميه أحد مؤيديه / الانتقال من الراديكالية إلى الإصلاحية / ثم تتالت الخطوات العملية المخدّمة لهذا الخط والرؤيا داخل // هيئات التجمع // وأحزابه فأعلن عن إيقاف الإعلام المركزي للأحزاب ، وبدأت الاستعدادات لإصدار صحيفة مركزية تعبّر عن سياساته / الموقف الديمقراطي / كما بدأت الأصوات الداعية إلى تحويل التجمع إلى / حركة سياسية موحدة / وفق صيغة // أصغر من حزب وأكبر من تجمع // بالتعالي ، ولاحقا ً بدأ الشروع بالعمل على عقد مؤتمر وطني لتخديم مثل هذا التوجه والدفع به إلى الأمام . يأتي مثل هذا التحول في الرؤيا في ظل ما أسلفته سابقا ً من تحولات سياسية كونية وفي وقت ما زالت السلطة فيه تعتمد خيار العنف والاستبداد في سياستها وعلاقتها مع المجتمع إضافة لتفاقم الأزمات واشتدادها ، فالسجون كانت ــ وما تزال ــ تعج بآلاف المعتقلين السياسيين الذين أمضوا ما يزيد عن العقد خلف القضبان وفي الزنازين دون أية محاكمة , ولتتوج هذا النهج بما يشبه المجزرة الإنسانية حين قدمت المئات منهم إلى محاكمات // قراقوشية // قضت بإدامة اعتقالهم سنين إضافية بدل الإفراج عنهم ...، إضافة ً لإنجاز ٍ قومي ليس له مثيل بعد سنين من الحشد والتعبئة // الوحدوية والقومجية // حين شارك النظام الولايات المتحدة حربها ضد بلد عربي آخر ألا وهو العراق ، السؤال الذي يتبادر إلى الذهن في حينه والآن ... ترى ما هي الأسباب والدوافع التي قادت التجمع إلى مثل هذا التحول في الرؤيا السياسية ما دام النظام مستمرا ً في نهجه وفي تكويناته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ؟؟. و ستأتي التطورات اللاحقة في سوريا ، وخصوصا ً بعد العام / 2000 / وما تلاها من حراك عام ليؤكد معا ً أن هذا التحول في الرؤيا وفي الأداء لم يكن إلا نتاج أزمة وعجز تعصف بالتجمع وأحزابه قبل أي شيء آخر . ................................ استمر الحال على ما هو عليه حتى العام / 2000 / ، كان التجمع خلالها يمارس سياسة الدوران في المكان ، أو القفز للأسفل ، وكانت حركته تقتصر على إصدار / المواقف السياسية / تجاه الأحداث الهامة على الصعيد الداخلي والعربي والدولي . مع استلام الرئيس بشار الأسد لمقاليد الحكم وبآليات // سلسة // تؤكد أن لاشيء قد تغيّر في بنيتها أو نهجها !! ... أصدر التجمع // برنامجه السياسي // بشكل مفاجئ وسريع وبآليات لا ديمقراطية زادت من الطنبور نغما ً ، حيث انعدم النقاش حوله داخل الأحزاب المكونة للتجمع وداخل هيئاته المناطقية ، في الوقت الذي كان مفترضا ً أن يتم مثل ذلك باعتبار أن // البرنامج العتيد // سيعبر عن قناعاتها وعن رؤيتها لحاجات الواقع كما أنها جزء أساس من الحامل الاجتماعي المفترض له ؟!! . لكن الطليعة // العارفة // ــ قيادة التجمع ــ ، وقيادات الأحزاب ــ نابت عنهم في الإعداد له ومن ثم صياغته وإصداره عبر التشاور مع دوائر ضيقة . وحين بدأت التساؤلات والاحتجاجات تصدر من داخل قواعد الأحزاب على / آليات الإعداد والإصدار / كانت الإجابات / متلعثمة / , وتنوس ما بين أن ] البلاد مقبلة على تحولات سياسية سترافق العهد الجديد ، وبين أن الناس قد أكلت جلودنا وتطالبنا بالبرنامج السياسي ؟!!! [ . مثل تلك الإجابات والأداء السياسي يدلل على أمر هام وهو أن : الرؤيا السياسية التي كانت تحكم قيادة التجمع ــ وما زالت ــ تفيد بأن ثمة جديد يحمله العهد ويمكن المراهنة عليه إن لم أقل دعمه ، وبأن البلاد ستشهد متغيرات ، لهذا لا بد من الإسراع في إعداد البرنامج وهذا ما حدث فعلا ً . من الطبيعي أن يكون لأية حركة أو حزب أو تحالف برنامجها السياسي ، وأن تفتح عيناها على تطورات الوضع السياسي وتواكبه . لكن ما هو غير طبيعي أن لا تستفيق الحركة وتسعى إلى ذلك إلا في // الملمّات // ، والحالات السياسية الطارئة ] 1989 , ........[ البرنامج السياسي كان ضرورة منذ أن اختارت قيادة التجمع توجهاتها الوحدوية في العام 1990 وما تلاه ، وكان عليها أن تصنعه كجزء من صناعتها للسياسة ولحاجات المرحلة القادمة لكن شيئا ً من ذلك لم يحدث فالتجمع بقي في وادي إصدار البيانات والمواقف على ما يجري في البلد والعالم ، ولم يكن في وادي صناع السياسة أبدا ً ؟؟! . مقارنة هادئة لميثاق التجمع الصادر في العام / 1979 / مع برنامجه الصادر في العام /2001 / تظهر شدة الفارق ، فالميثاق يتضمن تحليلا ً عميقا ً ودقيقا ً للأزمة القائمة ] أسباب ، نتائج ، تجليات ـ طرق حل [ ، وهو الشيء الذي منحه في الخط السياسي فاقت قدراته التنظيمية آنذاك وأكسبته تضامنا ً وتعاطفا ً من قوى حية في المجتمع ] نقابات ، شخصيات وطنية مستقلة ، مثقفين ... الخ [ ، وهي القوة التي بقيت زاده الأساس التي اعتاش عليها أثناء انحساره السياسي المعارض وغيره تحت ضغط العنف العاري الذي مورس على المجتمع برمته إبان الثمانينات من القرن المنصرم . أما البرنامج أو المسودة // مسودته // كما يدعي البعض فقد جاء مسلوقا ً وعلى عجل ؟! .. سطحيا ً لم يمس أيا ً من ظواهر الواقع الضاغطة إلا قليلا ً .... بدءا ً بالسلطة ] بنيتها ، آليات عملها ، قواها [ وانتهاء ً بالمجتمع وقواه ، كما أنه مليء بالخطابة والوصف ، وبعيد كل البعد عن التحليل ، وصالحا ً لكل زمان ومكان . باعتقادي أن خيار التوحد من قبل التجمع في الظهور الجدي والأول له وما تبعه خطوات في هذا الشأن لم تكن إلا عملية هروب إلى الأمام ، تعبيرا ً واضحا ً عن أزمة ذات تطال أحزابه فرادى ، والعمل السياسي المعارض بشكل عام ، ولم يكن خيارا ً موفقاً حيث أنه لم يساعد على حل أزمة / التجمع / ، بل يمكنني القول أنه فاقمها وعراها ، وجعلها مثل كرة الثلج التي تتدحرج خلف صانعيها . تكون الوحدة مشروعة وتمتلك المصداقية ، حين تكون القوى السياسية الساعية لها في حالة نمو واستقطاب اجتماعي . جراء وعي وممارسة أساسهما فهم الواقع وحاجاته وممكناته أيضا ً ، فإذا كان الواقع غنيا ً بحراكه وان وجدت قوى على هذه الشاكلة فإن التناغم والجدل بينهما سيكون مثيرا ً باتجاه التغيير ، وستنجز مهام في حينها ، وتتلاشى مهام ، كما ستبرز مهام جديدة يتطلب إنجازها صيغ تحالفبة أو وحدوية جديدة . حينئذ ٍ يكون التوحد أو الوحدة في سياقها التاريخي فتقوى بالواقع ويقوى الواقع بها وتكون إمكانات التغيير أكبر . لم تكن حال التجمع أو الواقع برمته قريبا ً من هذا وقت التوجه . فالواقع كان شبه مخصيٌّ جراء الاستبداد وغياب السياسة وقوى المعارضة ومنها التجمع تعيش حالة تقارب الموات ، لهذا لم يكتب النجاح لمثل هذا التوجه كونه قائم على الإدارة الخالصة ومتفارق مع شروط الحياة . ولم يكن أكثر من مخرج ضيق ومؤقت لقوى أصبحت تعتاش من عطالة الواقع أكثر مما هو من مردود فاعليتها وأدائها في الحقل الإجماعي السياسي العام . يمكن رصد ذلك من خلال فاعليته أمام قضية تعتبر مركزية في خطابه وبرنامجه ومن المفروض أن تنال القسط الأكبر من اهتماماته ونضالا ته ألا وهي قضية // الديمقراطية // . حيث لم يتجاوز العمل عليها حدود الشعار ، ولم ترتق ِ إلى مستوى برنامج عمل لديه ] سمة كافة الحركات السياسية السورية [ ، وظهر ذلك من خلالها الممارسة الضبابية والمستردة أثناء ما سمي ب / ربيع دمشق / ، عندما أعاد التاريخ نفسه بصورة أشد بكائية وسخرية عما كان الأمر عليه أثناء محاكمات /1992 / الشهيرة التي طالت المئات من معتقلي الرأي أمام محكمة / أمن الدولة / . وقتها برر قادة التجمع تواضع ا؟لأداء بأن : الوضع ما زال ملتبسا ً ، وأنها المرة الأولى التي يتم التعامل فيها مع مثل تلك المحاكم . وأنّ ...... الخ . لم يكن بالإمكان التلطي خلف تلك الذرائع أثناء الحراك الديمقراطي للعام / 2000 / وما تلاه من اعتقال ومحاكمات للعشرة الأفاضل لتغطية الأداء المتواضع وانعدام الفاعلية للتجمع في حالات الحشد والتضامن والمواكبة معهم ، ويمكنني القول أن أغلب هذه الحالات قد تمّ بمبادرات مناطقية لقواعد أحزاب التجمع ولقوى المعارضة الأخرى إضافة للمثقفين وناشطي الرأي العام . وفي ذلك يكون التجمع قد أضاع على نفسه فرصة تحسين لياقته المتواضعة أصلا ً ، وفرصة أن يسد الثغرات التي تركها غياب العشرة ، ويخفف من آثارها السلبية ، ومن حالة التراجع والإحباط التي أصابت الحقل السياسي العام والناشئ أصلا ً ؟!! . وفي ذلك تأكيد على أن الديمقراطيين إياهم وغيرهم من الأسماء التي ساهمت في الحراك العام قد برزت بقوة أدائها ومبادراتها الفردية ومن خارج فضاءات التجمع وآليات عمله . لقد أكثر التجمع من الخطابة والهروب صوب القضايا ] القومجية [ ، وقللّ من الفعل في واقع ينضح بالممكنات ، ــ عام 1980 خسر التجمع معركته التنظيمية مع السلطة كغيره من قوى المجتمع لكنه بقي يملك قوة الخط ووحدة الرؤيا . منذ العام / 1990/ وما تلاها حتى العام / 2001 / أخذ التجمع يخسر الخط جراء التشتت إن لم أقل التباين في الرؤيا تجاه النظام ] بنية ، آليات ، سياسات ، مواقف [ ، ويصبح أسير سياسة رمادية تظهر وكأنه يعمل على الإيحاء وإيثار السلامة أكثر مما يعمل على سياسات مكافحة تعبر عن حاجات التجمع وممكنات الواقع ؟!!! . في نهاية العام الرابع من تولي الرئيس بشار الأسد لمقاليد الحكم وبعد فترة رهانان على إمكانات الإصلاح !! يمكنني القول أن التجمع يقف على مفترق طرق وفي نقطة الصفر أو ما دونها . وهو خالي الوفاض تقريبا ً من أية مقومات للبقاء إلاّ / البقاء بقوة الواقع / فلا هو يمتلك ثقلا ً اجتماعيا ً أو سياسيا ً وازنا ً ، ولا هو يمتلك خطا ً سياسيا ً واضحا ً ، كل هذا يأتي والمنطقة تشهد تسارعا ً في المتغيرات قد تطال ما كان يعتبر من الحقائق / الجيوسياسية / التي استقرت عليها خلال العقد المنصرم ، وفي ظل إصرار وعناد بنيوي من قبل الطبقة الحاكمة على رفض التغيير ، أو البحث عن مخارج جدية لأزمات البلاد الخانقة . وبسياسة تعتمد الانتظار وشراء الوقت ضاربة عرض الحائط بمصالح الشعب وحاجاته . هذه الحال تفرض على التجمع وعلى المعارضة السورية وكل الغيورين على هذا الوطن البدء من السؤال : ترى بعد سنين أربع ووعود لم يتحقق شيء منها هل نحن أمام العام الخامس من عهد جديد أم أمام العام الخامس والثلاثين من عهد قديم ، وعلى ضوء الإجابة يكون الحوار ممكنا ً ، وللحديث بقية .
#فائق_المير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف
...
-
جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا
...
-
قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل
...
-
مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي
...
-
مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
-
ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال
...
-
واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي
...
-
هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
-
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|