أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - قاموس الرطانة السياسية (4): ايتها الجماهير الـــــــــ..........















المزيد.....

قاموس الرطانة السياسية (4): ايتها الجماهير الـــــــــ..........


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 05:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


.برزت مفردة " الجماهير" مع بزوغ " حركات " التحرر العربية في العصر الحديث وازداد استخدامها مع بزوغ عصر الخطابة " العربية ايضا " الذي دشنته وبرعت به الاحزاب الشمولية (القومية – الماركسية – تحديدا اذ لا يستخدم صيغة المخاطبة تلك الاحزاب والحركات الشمولية الدينية – الاخوانية – الجهادية – البن لادنية). وقد شهدت عصرها الذهبي مع بزوغ نجم المايكروفون في المنطقة العربية واستلام تلك الاحزاب للسلطة في اغلب البلدان العربية" الا من رحم ربي " بعد انقلابات دموية " اسموها ثورات فيما بعد " وكان يبدأ البيان الاول " للثورة " عادة باسم الشعب ونزولا عند ارادة الجماهير (..........) ورغم ان الجماهير تكون اخر من يعلم فقد كانت تُحشد (وليس تَحتشد على مايقول إعلام الثورات) في الساحات لتسمع الخطاب الثوري للزعيم الذي سيحرر القدس وكل الاراضي المغتصبة " لو لم تكن لنا اراض مغتصبة ماذا كانو سيحررون " واحيانا كانت يكتفي الزعيم بان يقف على الشرفة ويلوح للجماهير التي (حشدت) كي تؤيد مسيرته المضفرة وكلما وهنت عزيمة الجماهير او فترت كان الزعيم يستنهضها بالمفردة الساحرة : ايتها الجماهيــــــر......

ان الاستعمار (...) ان الاعداء ...(ولا ينسى اعوانه طبعا) يتربصون بكم ... بثورتكم ... وتتلفت الجماهير حولها باحثة عن الاعداء والمتربصين فلا تجد سوى الزعيم واعضاء قيادة الثورة (والحزب) (اعوانه طبعا) فيصفقون بحدة. وكانت مهمة الجماهير (ولا زالت في بعض البلدان التي لم تقنط من رحمة الله) هي التصفيق والهتاف بحياة الزعيم والحزب الذي يقودها " طبعا الجماهير لم تكن تعلم اين يقودها !! لكن الزعيم يؤكد ان النصر تصنعه الجماهير فيعلو هتاف الجماهير مهددا الاعداء ".
وكانت (الثورات هذه المرة وليست الجماهير) تقنع الجماهير بعد كل هزيمة ان النصر على الاعداء يتطلب سحق (لاحظوا سحق) اعوانه اولا وهم عادة الرجعية والمتخاذلين والمتآمرين فتتحول الجماهير الى اداة لينة طيعة " مخبرة " بيد هذه الثورات واعضاء قياداتها الثورية والحزبية والامنية لتبطش بـ (اولئك) المتآمرين، وعادة يوصفون باولئك لانهم ليسوا من الجماهير (أي المتخاذلين و ..و). ولما كانت الخطب الثورية طويلة " زمنيا " وتتكرر في كل اعياد الثورة والحزب القائد فان" بلغاء " الثورات اجتهدوا لايجاد مفردات مضافة الى الجماهير اولا لتعطي صدى حماسيا " وتعبئ الجماهير " اكثر وثانيا لتفي بغرض الخطب المطولة اذا ان الكلام له نهاية اذا لم يجدوا مفردات جديدة فولدت تراكيب جديدة لم تكن قبل عصر الثورات الذي بزغ على المنطقة العربية " من موريتانيا للسعودية / لزوم القافية طبعا والا لكانت عمان " لو سمعها المتنبي لحسب ان مايقوله الخطباء اعجميا مثل: الجماهيــر المناضلة – الجماهير الحاشدة – الجماهير المحتشدة _ الجماهير الابية – الجماهير الثورية – الجماهير الكادحة – الجماهير العريضة. واحيانا (لاطالة الخطبة طبعا) يضع الزعيم او من يمثله (حتى لو كان امين الفرقة الحزبية) بين الجماهير (المضاف) والمضاف اليها مفردة شعبنا ويسبقها باداة نداء فتصبح : ياجماهير شعبا الابي ..... الخ

وسألت ذات يوم احد فصحاء اللغة (وللامانة كان من اولئك ولم يكن من الجماهير) : لما دائما يقولون (أي قواد الثورات " جمع قائد وليس قَواد كما قد يظن اولئك " وخطباؤها) الجماهير العريضة ولم اسمع مرة " ثوري " يقول ايتها الجماهير الطويلة مع انها (أي الجماهير) تُقاد وتحشر احيانا في مسيرات تأيدية للثورة في شوارع طويلة وليس في ساحات فرد الخبيث : لان الجماهير مسطحة وبتفرش. والحقيقة لم اقتنع بإجابته لانه كان من (اولئك) وليس من الجماهير

رجعت الى لسان العرب فوجدت: جَمْهَرَ : جَمْهَرَ له الخَبَرَ : أخْبَرَهُ بطرفٍ له على غير وجهة وترك الذي يُريدُ.
اذا فان الخطباء الثوريين كانوا ملتزمين بالجذر الاساسي للمفردة فهم يخبرون هذه الجماهير مايريدون ويتلاعبون بالخبر كأن يحولو الهزيمة الى نكسة او نصر (في احيان كثيرة وليس دائما اذ مرة خرج الزعيم في مرة لم تتكرر وقال سيداتي سادتي انهزمنا " خروجه للجماهير " الا ان الجماهير لم تقبل الهزيمة !!!!).
ويورد لسان العرب عن الكسائي : اذا اخبرتَ الرَّجُلَ بطرفٍ من الخبر وكتمته الذي تُريدُ قُلتَ : جَمْهَرْتُ عليه الخبر.
اذا لقد كان قادة " الثورات " والاحزاب يُجَمْهِرِون على الجماهير على الجماهير عندما كان يخبرونها انهم اسقطوا للعدو (...) طائرة ويكتمون عليها سقوط سيناء والجولان والقدس وغزة -اريحا تاليا
الجُمْهُورُ : الرَّملُ الكثيرُ المتراكم الواسع
الان فهمنا من اين جاؤوا بالعريضة المضافة للجماهير وفهمنا لما عريضة وليست طويلة لقد كان اللعين (صاحبي الذي من اولئك) مطلعا على لسان العرب عندما اجابني رغم انكاره ذلك.
الجُمْهُورُ مِن َالَّرمل : ماتَعقَّـَدَ وانقاد نعم انها صفة مطابقة للجماهير فهي تنقاد بسهولة من " قواد الثورات " (مرة اخرى جمع قائد وليس قواد).

جَمْهُورُ الناس جُلَّهم
وقد وضح لدينا لما يسثني " قواد الثورات واعضاؤها " اولئك (المتآمرين والرجعيين و...و...) لا الجماهير ليست كل الناس بل جلهم والباقي اذا هم شرذمة كما يقول بلغاء وفصحاء " الثورات".

فلانٌ يَتَجَمْهَرُ علينا أي يستطيلُ ويحُحَقِّرُنا
وعلى هذا يصبح مبررا ان تمنع الاحزاب الثورية أي نوع من انواع التجمهر لانها تعرف معناه من لسان العرب وبالتالي من حقها ان تمنع ايًّ كان من تحقير الحزب والقائد او على الحزب وعلى رأسه القائد او الحزب القائد او حتى القائد بدون أي حزب
الا ان لسان العرب لا يكتفي بهذا بل يقول : الجمهوري : شرابٌ مُحْدَث (...) يُسْكِرُ

بلى وايم الله لقد استطاعت الجمهوريات المحدثة ان تُسكر الجماهير منذ عصر الا ستقلال (الاغبر / قياسا على اسبق وليس كما يظن اولئك) ولن تصحو هذه الجماهير الا ببراميل من الماء يسكبها عليها احد ما !!!
الا من يوقظ الجماهير من سكرتها ؟؟ التي تشبه الموت وحتى هذه لم ينسها لسان العرب
جَمْهَرَ القبر: جمع عليه التراب ولم يُطيِّنه.
لكني اعتقد ان الثورات طينتها بستين طينة (اقصد قبور الجماهير) فتحولت السكرة الى موتا ابدي.



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاموس الرطانة السياسية (2 ) : الامن القومي العربي ...المنتهك
- قاموس الرطانة السياسية (1) : ناقوس الخطر ومايلي قرعه
- لماذا لايخطف السوريون مثل بقية خلق الله؟
- مطلب وحيد لمواطن سوري من حكومته الجديدة
- وريث البراري
- الاصلاح لدى المثقفين السعوديين واعادة انتاج الاصولية
- الامن النسائي العربي
- لماذا يا وزير الثقافة !!؟
- كلام مقاهي (9 ) : عبر بحماسة عن حبك للآخرين
- كلام مقاهي (8 ) : شعراء الحداثة والتجارة الالكترونية
- كلام مقاهي (7) : عوالم الشعر الحديث وعالم الجوارب
- كلام مقاهي (6 ) : شعراء الحداثة والحب
- كلام مقاهي (5) : نانسي عجرم وشعراء الحداثة
- كلام مقاهي (4) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج 2
- كلام مقاهي (2) : شاعر الحداثة وشاعر الزمارة
- كلام مقاهي (3) : الشعر الحديث وعلم التسويق الحديث ج1
- كلام مقاهي(1) : شاعر الحداثة وشاعر الربابة
- ديمقراطية عالريق
- عراقهم ...يا منذر مصري


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خلف علي الخلف - قاموس الرطانة السياسية (4): ايتها الجماهير الـــــــــ..........