أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - توثيق حول مجزرة الوثبة المجيدة 1948 !















المزيد.....

توثيق حول مجزرة الوثبة المجيدة 1948 !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 223 - 2002 / 8 / 18 - 20:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                                      

كنت قد أشرت في مقالة سابقة الى أن عدد الشهداء والجرحى والغرقى الذين خلفهم القمع الملكي في العراق في وثبة كانون المجيدة يتراوح بين ثلاثمائة وأربعمائة مواطن ومواطنة عراقية . وقد أبيت  أن أوثق هذه المعلومة على اعتبار أن ما كتبته هي مقالة صحافية وليس دراسة في التاريخ السياسي ،  ولم أكن أتوقع أن  جاهلا بتاريخ بلاده سيكذب هذه المعلومة و سيتهمني بالكذب ويشبهني بمسيلمة الكذاب  . وهكذا فقد منحنا صديق الملكية المأبون وليس المأفون فثمة فرق شاسع بينهما ، فرصة التوثيق وذكر المرجع الذي أخذت عنه تلك المعلومة ، وبهذا يكون قد ورط نفسه والمشروع السياسي المتصهين الذي يدافع عنه في فضيحة أكبر حجما. نأمل أن لا يشتط  البعض فيستغلوا إمكانيات النشر السهل وحرية التعبير  في أجواء الحرية التي تتيحها للجميع مجتمعات " الكفار الأوروبيين " فيسيئوا الى الناس بمرقعاتهم المليئة بكلمات من قبيل  "سموم والأفاعي " و " يتعفنوا " و " الحقد " ..الخ والذي يعطي قارئ الغد صورة  مجسمة عن أخلاقهم وثقافتهم ولغتهم  !!. ونأمل أيضا أن يعود أمثال هؤلاء  الى أحجامهم الحقيقية فلا يجلبوا على أنفسهم وعلى من يدافعون عنهم المصائب والكوارث  .أما اتهام الوثبة ومن قام بها بأن "فيها خيوطا صهيونية " فهو إهانة أخرى الى شهداء العراق وبذاءة تليق بمن أقسموا على تسليم مفاتيح سفارة فلسطين  في بغداد الى أصدقائهم الصهاينة .

 

التوثيق : خصص الباحث والمؤرخ الأمريكي من أصل فلسطيني حنا بطاطو فصلا كاملا هو الفصل الثاني عشر من المجلد لثاني من ثلاثيته " العراق " لوثبة كانون 1948 . عنوان الفصل هو " الوثبة " ويبدأ من الصفحة 203  من الطبعة الأولى سنة 1992 ودار النشر هي " مؤسسة الأبحاث العربية / بيروت " ويضم الفصل عددا من الجداول المعلوماتية وهوامش للتوثيق وخريطة ميدانية  لمدينة بغداد آنذاك . ولأن الفصل طويل فسأضطر  الى اختصار ما ورد فيه اختصارا شديدا محافظا على لغة المؤلف ما أمكنني الى ذلك سبيلا ، ويمكن للقارئ الذي لم يصادر الأمريكان والمتأمركين رأسه العودة الى الكتب المذكور والاطلاع على النص الكامل لهذا الفصل التوثيقي والذي كبته باحث مرموق في علوم الاجتماع والتاريخ والذي بالمناسبة لم يهدِ  ثلاثيته الى أحد الطغاة أو الدكتاتوريين  بل كتب في الصفحة الأولى من المجلدات الثلاثة  ( الإهداء : الى شعب العراق )

 

خلاصة الفصل بلغة المؤلف ما أمكن  :

يصف المؤلف " حنا بطاطو " الظروف السياسية والاجتماعية التي سبقت الوثبة المجيدة ويستغرق هذا الوصف ثلاث صفحات , ثم يقتبس فقرة من تقرير رفعه مدير الاستخبارات الى وزير الداخلية آنذاك حول اجتماع عقده الوطنيون في مقر حزب الاستقلال , ويتطرق بعد ذلك الى مظاهرة طلاب مدرسة الكرخ الثانوية التي جوبهت بإطلاق الرصاص واعتقال 39 طالبا مما أدى الى اندلاع الإضراب في جميع الكليات والثانويات وتراجعت الحكومة وأطلقت سراح الطلاب . ثم يشرح المؤلف دور ومكانة الحزب الشيوعي العراقي والرسالة التي بعثها فهد من سجن الكوت لقيادة النضال ضد معاهدة " بورتسموث " .

  وفي يوم 16 كانون الثاني أعلنت شروط المعاهدة فالتهب الشارع من جديد وزاده اشتعالا تصريح وقح لوزير الخارجية البريطانية إرنست بيفن  قال فيه أن بريطانيا تنظر الى العراق( كفرد من أفراد العائلة ) وانطلقت المظاهرات الكبرى طوال ثلاثة أيام ، وفي داخل المستشفى الملكي أطلقت الشرطة النار على الطلبة الذين كانوا يحرسون جثث الشهداء فقتل طالبان .  فجرت رصاصة دماغ أحدهما  فحمله زملاؤه الى داخل كلية الصيدلة  وحين رآه عميد الكلية ارتاع واشمأز  وقدم استقالته هو الأساتذة وأطباء المستشفى . وعاد نوري السعيد وصالح جبر من لندن وأعلن جبر بأنه سيذيع توضيحا حول المعاهدة ففهمت الجماهير أن الحكومة لم تتراجع عن المعاهدة كما وعد الوصي على العرش في تصريح سابق ، وتدفقت الناس في مظاهرات عارمة واشتبكت مع رجال الشرطة المتحصنين فوق المآذن والسطوح وخلف المتاريس في الشوارع  ووقع الاشتباك الأول قرب المستشفى الملكي وحاولت مظاهرة الكرخ عبور الجسر ,وقبل أن يصل المتظاهرون الى الضفة الغربية أطلقت الشرطة النار من عربات مدرعة و رجال شرطة متحصنين فوق  سطح خان " السويدي " وكان نزف الجماهير مريعا . وتناثرت الجثث في كل مكان وكان بعضها معلقا على سور الجسر وسقط بعضها الآخر في النهر وجرفه التيار  وحين انسحب المتظاهرون الذين لم يصابوا  باتجاه الكرخ تصدت لهم قوة أخرى من الشرطة وأطلقت عليهم النار ولم يتمكن أحد من عبور الجسر سالما إلا فتاة في الخامسة عشرة من عمرها تدعى عدوية الفلكي .

أما بخصوص عدد القتلى والجرحى الذي سقط في تلك المجزرة فيكتب بطاطو ( ولا يمكن تحديد عدد الذين سقطوا في ذلك اليوم ، وقد دفنت جثث كثيرة من دون تسجيل أسماء أصحابها وألقي بعضها الآخر في دجلة . ويقدر إجمالي عدد القتلى والجرحى في ذلك اليوم بما يتراوح بين ثلاثمائة وأربعمائة . ص215 مج 2 )

هذا هو التوثيق أوردناه مختصرا فماذا يقول الكويتب الذي نعتني بالرفيق مسيلمة الكذاب ؟ وأخيرا ينصح كاتب هذه السطور السادة في الحركة الملكية بأن يستعملوا كاتبا أكثر ذكاء لا يورطهم بالمزيد من  الفضائح والأخطاء .

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة الطائفية في العراق :المقدمات والجذور - الجزء الأول
- الحصاد المر للتجربة الملكية في العراق :
- دفاعا عن عراقية الشيخ الآصفي !
- ردا على داود السحّاب !
- القاعدة والاستثناء في الغزو الأمريكي القادم للعراق :تفكيك ال ...
- التجربة الإسكندنافية
- تقرير كوفي عنان واغتيال شهداء جنين مجددا !
- تنويه الشيخ الآصفي عودة الى عهد الفتن والفتاوي التكفيرية !
- الفاسية والفاسيون
- يشعياهو يصفع القتلة !
- مجزرة " حي الدرج" في غزة : خطوة أخرى على طريق زوال الدولة ال ...
- للرجال والنساء فقط
- عدالة الذئاب البشرية
- أخلاقيات القتال
- عسكر وحرامية ومناضلون !
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : المقياس الديموغراف ...
- المسودة الكردية للدستور العراقي المقترح : توسيع كردستان حتى ...
- الوهراني والسخرية السوداء
- حق العودة الفلسطيني هو قلب الصراع :اتفاقيات جنيف تمنع الفلسط ...
- استطلاعات الرأي الفلسطينية :توازن نسبي بين فتح والإسلاميين و ...


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - توثيق حول مجزرة الوثبة المجيدة 1948 !