أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة














المزيد.....

استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة


سردار عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 05:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لا احد غير الإرهابيين يملك الدليل القاطع على ان المستهدف الحقيقي من العملية الإرهابية الأخيرة في بغداد هو مكتب قناة العربية ، لكن المنطق يؤكد بأن المستهدف الحقيقي ، لا بل الوحيد من تفجيرتلك السيارة المفخخة هو مكتب قناة العربية في بغداد ، والأدهى من ذلك يمكن ، التأكيد بأنه حتى لو لم يكن المستهدف الحقيقي هو مكتب العربية فإن ذلك، لايمكن إلاّ أن يعني ان مكتب العربية في بغداد ، او العاملين فيه لازالوا مديونين للإرهابيين ، على الأقل بعملية واحدة قادمة . على الجانب الآخر يمكن القول بأن الإرهابيين قد امهلوا العربية اكثر مما كان متوقعا ، او على الاقل اكثر مما كانوا يحتملون هم تحمله مما يرونه يوميا من العربية و (عمايلها) .
عندما تولى الزميل عبدالرحمن الراشد مهمة ادارة محطة العربية تبدى لي المشهد على انه صراع بين مدرستين وقد كتبت بهذا المعنى بأن هذا الحدث يشكل إمتحانا حاسما ليس لقناة العربية وحدها وكذلك ليس للزميل عبدالرحمن الراشد ، بل لمجمل منظومة الإعلام العربي. وكان المشهد واضحا جدا ، إذ ان العربية كانت حتى ذلك اليوم جزءا من منظومة (البروباكندا) العربية التقليدية ،لاسيما وانها جاءت لتنافس (خنادق إعلامية) ، فتماهت بالنتيجة معها واخذت تتبنى نفس الخطاب الإعلامي ، لا بل وصل بها الأمر الى استعارة المفردات والعبارات اليومية ذاتها ، طبعا نتج عن ذلك تبني نفس المواقف السياسية من اهم واخطر القضايا الحاضرة . نتيجة لكل ذلك غرقت العربية في مستنقع البروباكندا . من هنا جاءت خطورة واهمية التحدي الذي واجه الراشد في مهمته هذه ، فكان من المستحيل إعلان هدنة بين هذين الإثنين ، كما انه بدا الوصول الى (مواقف) وطروحات ورؤى وسطية ضربا من الخيال . فاصبح من المحتم وقوع المعركة التي قلت حينها بأنه يتوقف على نتائجها الكثير لا للعربية او الراشد وحدهما بل لمجمل منظومة الإعلام العربي. فوقعت معركة دون ان نسمع لها قرعا للطبول ولا جعجعة للسيوف لذلك ربما يكون الأمر قد مر مرور الكرام بالنسبة للمشاهد العادي ، ولو ان التغيير الكبير الذي حدث في اداء القناة اكبر من ان يمر هكذا دون ان يجبر الناس على تلمسه، ولكن الأثر الكبير الذي تركه هذا التغيير على المشهد الإعلامي العربي والخطوات الكبيرة التي تركت فيها العربية مساحة البروباكندا لتدخل حيز الإعلام الموضوعي المحترف المعاصر، ما كان ليخفى على احد وخاصة المتضررين من حدوث هذا التحول . اكبر المتضررين هم الحركات الإرهابية التي كانت ولا تزال ترى في القنوات الفضائية ومجمل وسائل الإعلام اجهزة بروباكندا ايديولوجية يجب تسخيرها الى اقصى حد ممكن لخدمة خطابها المنعزل عن العالم ومايجري فيه يوميا . هنا يكمن سر استهداف العربية . ولكن ما الجريمة الكبرى التي اقترفتها العربية لتتحول بين ليلة وضحاها من قناة كانت تتلقى الأشرطة المسجلة لتبثها الى قناة (زنديقة وكافرة وقع عليها الحد) فاستحقت الموت ؟ الجواب واضح ، فالعربية لم تخرج من خندق البروباكندا المتمترسة لطرف ، لتدخل في الخندق المقابل ، بمعنى انها لا تنحاز الآن الى (المحتلين الكفرة) ، بل ان الحقيقة هي ان الإرهابيين الذين قسموا العالم الى خندقين متقاتلين وكفروا الذين لا يؤيدونهم او على الأقل الذين لا يجارونهم، ما عادوا يحتملون ان تطلع قناة مؤثرة تتمتع بالمصداقية وثقة المشاهد يوميا لتنقل جزءا ولو بسيطا جدا من الحقيقة . فالعربية كانت بمأمن وكان بالإمكان ان تبقى كذلك الى يوم القيامة ، لكن الجرم الذي اقترفته اكبر من ان يتم فيه اي تساهل او تهاون ، ان خطيئة العربية الكبرى هي انها تحولت ودون اي ضجيج الى عين واحدة لاترى إلا الحقيقة، امام قوى ظلامية لا تطيق الحقيقة ولاتحتمل رؤيتها فكان من المحتم العمل على ضرب هذه العين . واكاد اجزم بأن المسكين الذي قاد السيارة المفخخة قد نفذ (واجبه الديني) وهو متيقن من ان الجنة مضمونة له لا لسبب ، إلا لأنه ضرب العين التي كان لابد لها من ان تعمى. هنا ندخل مساحة الجد ويأتي السؤال الحاسم ، او لنقل الإمتحان الثاني الذي يجب ان تخوضه العربية لتحسم جملة امور مهمة وحاسمة لازالت معلقة . هل ان العربية سخضع للإبتزاز والتخويف كما يتوقع ويرجو الإرهابيون ، ام انها س(تخيف) الإرهابيين بصلابتها وشجاعتها وقوة ايمانها بالرسالة التي تؤديها وبإصرارها؟ استطيع ان اراهن بأن العربية بعد ان تخطت الإمتحان الأول بإمتياز لابد ان تجتاز هذه الجولة ايضا وبإمتياز طبعا. لكن الذي جعلني متأكدا الى هذه الدرجة ليس التعويل على التكهنات وما انجزته العربية فقط خلال الأشهر القليلة المنصرمة، بل ان السبب هو انني بالأمس رأيت وبأم عيني وبعد مرورسويعات قليلة ، العربية متجلية بصورة الزميلة نجوى قاسم تخرج من بين الأنقاض ولتقف بكل ثقة واصرار على ارض بغداد الملتهبة الجريحة لتهدر بالصوت الرقيق المليء قوة وايمانا . ولتثبت لنا بأن العين التي لا ترى إلا الحقيقة ، هي وريثة الحكماء الذين وقفوا على مر التاريخ من مشاهد التخويف والإرهاب والموت موقف اللامبالي فأضطر الموت الى ان يتوارى مجللا بالعار، لذلك فإن عينا (قوية) كهذه لايمكن تخويفها ولا يمكن لأي قوة كانت ان تصرفها عن رؤية الحقيقة ، ومهما حدث فإننا نأمل ان تكون الصورة المعبرة للزميلة نجوى قاسم بالأمس بكل شجاعتها واصرارها وايمانها برسالتها الإعلامية المتحررة من بريق الشعارات الأيديولوجية وضجيجها خير شاهد على ما يمكن ان نرى بها العربية غدا وبعد غد...



#سردار_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصريح للناطق الرسمي بأسم المؤتمر الوطني العراقي في كوردستان ...
- كردستان تشرك معها العالم في الإحتفال بكذبة نيسان
- تصريح رسمي للناطق باسم المؤتمر الوطني العراقي في كردستان
- من نواجه في كركوك؟
- على من تجاوز سعدي يوسف على الطالباني ام على نفسه؟
- استقراء الواقع بادوات جديدة - العلاقات العراقية التركية ودور ...
- اعادة صياغة العلاقات العراقية العربية - مجلس الحكم المؤقت وج ...
- حملة علاء اللامي على العراق ما الهدف منها والى اين يمكن ان ت ...
- معارك وهمية في انتخابات نقابة الصحفيين - هل يمكن قيام الديمق ...
- نزيف الدم الليبيري بين صمت العالم والتردد الأمريكي
- اخبار ومقالت منشورة في (النبأ)الصادرة صباح اليوم بمدينة السل ...
- قراءات - هل تظل الدوامة السارترية تلف بعضهم إلي الأبد؟ - سير ...


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سردار عبدالله - استهداف مكتب العربية عين لا تحتمل رؤية الحقيقة