أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد لفته محل - ثنائية القبلية والتمدن














المزيد.....

ثنائية القبلية والتمدن


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 10:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ظاهرة القبلية والتمدن الموجودة في فئات كبيرة من المجتمع العراقي الذي يعيش في المدن التي رصدها عالم الاجتماع العراقي الدكتور (علي الوردي) منذ الخمسينات من القرن الماضي مستخدما مصطلح الازدواجية بدل الثنائية على هذه الظاهرة، والازدواجية مصطلح نفسي أكثر منه اجتماعي وهي تعني التناقض بين فعلين أو سلوكيين، لكن هذا التناقض هو في حقيقته توازي بين فعلين متوافقين في الجوهر؟ لهذا استخدم مصطلح الثنائية لأن السلوكيين متوازيين معا دون أن يتصارع احدهم مع الآخر لا نهما منقسمان من مصدر واحد ألا وهو القبلية لكنها تتخذ أشكالا مدنية! وتتغير أدوار هذه القبلية، والقبلية المتمدنة بحسب البيئة والموقف، فمفهوم التمدن عند المجتمع العراقي هو قبلي المحتوى، فهو ُيقبل على المدنية للتفاخر بأنه صار متحضر وللضرورات المعيشية كتوفر الماء والكهرباء والعمل والخدمات الأخرى، كما كان يتنقل في الصحراء بحثا عن الماء، ويبقى قبليا في تفكيره وفي بيته على أسرته ومتحضرا في ملبسه؟ وينظر للمرأة كقطعة أرض يزرعها موسميا(1)، لهذا يُنجب الأطفال سنويا، ويستثمرهم كالماشية له أي كأيدي عاملة! ويبني بيته الكبير ويعلق على جدرانه صور الخيول وتماثيل النسور والأسود كما كان يربط قرب خيمته الكبيرة الخيول ويجمع النسور للصيد، وُيقبل على سيارته الجديدة كما يُقبل على فرس أصيلة ويسير بها بسرعة جنونية في الشارع كأنه يسير لوحده في الصحراء أو كأنه في سباق خيول، ويعلق عليها ذات التمائم السحرية التي يعلقها على دوابه خوفا من الحسد! فهو يتعلم القيادة كضرورة ذكورية مثلما يتعلم الفروسية، دون أن يتعلم أخلاقيات ألسياقه وقوانين المرور كالالتزام بالإشارة الضوئية، وارتداء حزام الأمان، والتقييد بقوانين السرعة، وعدم استخدام المنبه في الأماكن السكنية، لكنه يلتزم بكل أخلاقيات القبيلة كحضور المآتم والأفراح واجتماعات العشيرة وعدم مقاطعة شيخها أو عصيان أوامره واحترام أبناء عمومته ومناصرتهم ضد الغرباء حتى لو كانوا معتدين الخ، وهذا ما اسميه بالقبلية المتمدنة. فكل شخص يريد أن يمتلك أحدث سيارة وتلفاز وكمبيوتر وهاتف وانترنيت ليتباهى بها أمام الناس دون الاعتبار لوظيفة التكنولوجيا الاجتماعية التقدمية، فهي وجدت لتطوير وتغيير علاقة الإنسان بالإنسان والطبيعة، فالهاتف والانترنيت والساتلايت الذي وجد للانفتاح والاتصال وتبادل المعلومات وتقليص الهوة الثقافية بين الأمم، يستخدم عندنا للصداقات العابرة، وقتل الفراغ، وإشباع الغرائز الجنسية، والترويج للتعصب والتطرف الديني! والشهادة الجامعية لا تعني في مجتمعاتنا أكثر من لوحة تعلق على الحائط ومجرد وظيفة! ومفهوم الثقافة هو ثقافة السلف والتراث القبلي والديني وترديده شعرا وخطابة وقصة كالببغاء، لا زالت الثقافة الدينية هي مثال العلم والمعرفة! ومازال اقتناء السلاح الناري مصدر للتباهي والرجولة والتفاخر ووسيلة لحل المشاكل، وأداة للتعبير في الأفراح والإحزان بإطلاق الأعيرة النارية في السماء التي تقتل الأبرياء عند سقوطها، بدل استخدام الألعاب النارية الملونة كما في المجتمعات المتحضرة، وهذه قيم التفاخر والتباهي هي أساس العقلية القبلية التي لا ترى الأشياء إلا بهذا المنظور، في حين أن قيم التسامح والمساواة والحوار والمواطنة والالتزام بالقانون المدني والنظافة العامة، كلها لا تعني شيئا له؟ فهو يستورد من الغرب التكنولوجيا فقط دون أن يستورد القيم الأخلاقية والمدنية، بحجة موقف الغرب من مساواة الرجل بالمرأة؟ لأن المجتمع العربي بصورة عامة لا يرى في المرأة إلا عورة وجسد مثير، فنحن نرى يوميا رجل يلبس الموضة العصرية مع زوجته التي تلبس العباءة البدوية! فهو ُيطبق القيم القبلية على زوجته فقط أما هو فحر في تقليد الموضة المعاصرة؟ وهذا الانحياز الاجتماعي للرجل بسبب ذكورية المجتمع التي لا ترى في المرأة إلا حيوان للتفريخ ولخدمة الرجل في البيت وإشباع رغباته؟ لهذا مازال القانون العشائري القائم على وحدة الدم، فوق القانون المدني عند الفرد العراقي، حيث قيم الثأر والفصل والدية وإهداء أو تبادل النساء كزوجات، مازالت العشيرة لها دور في اختيار السكن والزوجة والمرشح في الانتخابات، وحتى الجامعي فهو مازال يفكر بعقلية القبيلة، لأن المعرفة لديه هي مجرد معلومات نظرية أو عملية ليس لها علاقة بواقعه الاجتماعي! والمرأة كذلك رغم أنها الضحية الأولى فهي ُتفضل الرجل على المرأة، والولد على البنت، وتتباهى بإنجابها للذكور ولا تهتم ببناتها إلا بتزويجها بأسرع وقت، وتحتقر المرأة التي لا تنجب الذكور وتسمح للرجل أن يتزوج من امرأة أخرى في هذه الحالة؟ رغم أن الرجل هو المسؤول علميا عن تحديد جنس الجنين! وهذه حقيقة علمية يتغاضى عنها المجتمع بكل قباحة حتى لا يدان الرجل! وهناك بعض النساء تقبل الزواج من رجل متزوج لمجرد أنها كبيرة في السن أو مطلقة أو غير جميلة بسبب نظرة المجتمع الذكورية للمرأة التي بلا رجل؟ فالرجل المُتعدد الزوجات ينظر إليه برجولة واحترام وتباهي وحتى ُمتعدد العشيقات والصديقات يُنظر إليه كذلك، بسبب النظرة الذكورية للرجل كملك والنساء جاريات حوله يخدمن حاجاته ورغباته ونزواته.
لهذا أرى أن القبلية مازالت هي التي تحرك معظم فئات المجتمع العراقي خصوصا المناطق الشعبية والفقيرة، حتى وإن اتخذت أشكالا مدنية تبقى عنصر تخلف وتثبيت نفسي نكوصي على الماضي يعيق التقدم الاجتماعي، لكن هناك صراع عند بعض الأفراد للتخلص من هذه الثنائية لصالح المدنية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من الملاحظ لغويا أن تسمية الأرض والمرأة كلاهما ُتسمى بالعرض ما يعكس وحدة الدلالة.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكونية في الأديان السياسية؟
- الاغتراب والنكوص الفكري في المجتمع العربي
- فلسفة نزار قباني في المرأة والحب والجنس والحرية والتغيير*
- ثنائية مدح الأنا وذمها
- العلم وفرضية ألله
- ألانتماء الديني بين الواقع العملي والواقع ألافتراضي
- حضر علم الاجتماع الديني في الجامعات العربية!
- صنم الديمقراطية
- نحو وعي مدني
- الإرهاب الظل
- المرأة وصورتها الثنائية في المجتمع العربي
- انثروبولوجيا دينية


المزيد.....




- مارك زوكربيرغ يلتقي ترامب في منتجع مار إيه لاغو.. و-ميتا- تو ...
- مقاتلو المعارضة السورية يتقدمون سريعا ويصلون مشارف حلب
- ترامب: الرئيسة المكسيكية وافقت على وقف الهجرة عبر حدودنا
- اتفاق وقف إطلاق النار.. هل يمثل فرصة لعودة الاستقرار في لبنا ...
- المرصد السوري: مقتل عشرات من جيش النظام والفصائل في ريف حلب ...
- الرئيس الفلسطيني يصدر إعلانا دستوريا لتحديد آلية انتقال السل ...
- عاجل | سرايا القدس-كتيبة طولكرم: مقاتلونا أطلقوا النار على ق ...
- مبعوث ترامب لأوكرانيا.. مع إنهاء الحرب أم استمرار الدعم لكيي ...
- فريق ترامب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لنقل السلطة
- هجمات وقنابل.. فريق ترامب يتعرض لـ-تهديدات مجهولة المصدر-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد لفته محل - ثنائية القبلية والتمدن