|
الفصل في لجنة التحقق
نبيل قرياقوس
الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 09:30
المحور:
حقوق الانسان
ضمن التركة الثقيلة التي برزت بعد سقوط النظام عام 2003 كانت مشكلة الاعداد الضخمة من موظفي الدولة الذين اجبروا على ترك العمل بسبب الوضع السياسي في البلد انذاك ، فمن اؤلئك ما فصل او استقال اواحيل على التقاعد او ترك العمل بصورة او اخرى بسبب انتمائه السياسي او الفكري او القومي او بسبب قرابته بمفكرين معارضين او بسياسيين كالشيوعيين او متدينين معارضين وغيرهم كثير ، ومنهم ما ترك العمل بعد ان اجبرته سياسة النظام في ادارة امور الدولة الى وضع اصبح فيه الموظف لا يستطيع الاستمرار بالخدمة الا في حالة توفر احد او كلا شرطين : الاول : ان يخون الموظف شرف امانته الوظيفية وان يمد يده على المال العام او يبتز اخوته المواطنين لكي يتمكن من العيش في ظل راتب لا يكفي اطعامه ليوم واحد في الشهر ( والكل يتذكر كيف وصل الوضع بالمعلم ، مثلا ، ليستجدي خبزته من طلبته ) .
والثاني : ان يمارس الموظف عملا اخر مع وظيفته او خلالها ، وامثال هذا قلة بسبب عدم توفر فرص العمل وارتفاع نسبة البطالة اصلا . اصدرت الدولة الحديثة عام 2005 قانونا خاصا بهؤلاء الشريحة الكبيرة من ابناء البلد ، وكانت تلك خطوة ايجابية ضرورية جدا في ظل استمرار ظروف ارتفاع نسبة البطالة وعدم وجود قانون يضمن للعراقي راتبا يكفيه المعيشة وعائلته خلال فترة عدم حصوله على عمل يناسبه ، اضافة الى ان هذا القانون اعاد حقوق هؤلاء الموظفين الذين عانوا ( اغلبيتهم ) من ظروف قاسية خلال تركهم للعمل الوظيفي ، الا ان هذا القانون جوبه بمعوقات تطبيق في بعض الدوائر والوزارات ، ندرج اهمها ادناه ، املين من الجهات الادارية المختصة في الدولة بما فيها لجنة التحقق معالجتها بالشكل الذي يخدم القانون وفحوى ما سنشرحه بصراحة ومنطق اصولي بعيدا عن المزايدات واللامنطقية : 1 . اجتهاد بعض مسؤولي الدوائر والوزارات بابعاد قبول عودة الموظفين الذين تركوا العمل بسبب واقع الدولة السياسي الذي خلق ( وبشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق الحديث ) الظروف الاقتصادية القاسية والمهينة لتجبر الموظف الشريف على ترك العمل تخلصا من راتب شهري لا يسد رمقه ليوم واحد ، وتبين لنا ان اغلب اؤلئك المجتهدين الذين يقومون بعرقلة طلبات المتضررين السابقين هم من الموظفين المستمرين بالخدمة طيلة عهد النظام السابق ، ومن الذين لا يخلو التاريخ الوظيفي لكثير منهم مما يسيء الى نزاهتهم . بينما قامت وزارات اخرى بقبول اعادة امثال هؤلاء المتضررين حارمين اياهم من امتيازات القانون وذلك بعدم احتساب سنين ترك الوظيفة لاغراض الخدمة والترفيع والتقاعد . ان امثال هذه الاجتهادات الغير صحيحة والتي اجبرت الكثير من ( المفصولين ) لئن يتحايلوا بالتوسط اوافتعال ظروف واحداث سياسية مباشرة لكي يحصلوا على حقهم الشرعي في العودة الى وظائفهم وحصولهم على كامل حقوقهم في مساواتهم مع زملائهم المستمرين في الخدمة كأقل تقدير وذلك بالادعاء مثلا انهم فصلوا لاعدام فلان من اقاربهم ، ومنهم من لم يستطع ذلك لحد الان ! 2 . اضطر قسم من الموظفين ، وبسبب عدم قبول عودهم الى دوائرهم ، الى التوسط والتوظف في وزارات اخرى ( سواء قبل صدور قانون المفصولين عام 2005 او بعده ) وحرموا من حقوق احتساب سنين الترك الوظيفي واصبح الان راتبهم الشهري لا يتناسب مع اعمارهم وحجم عوائلهم . 3 . يجابه الموظفون المعادين ما اقره القانون اعلاه ظلما باستقطاع مبالغ ضريبية عن رواتب مفترضة في الفترة التي احتسبت لاغراض الخدمة والتقاعد عند احالة المفصول السياسي على التقاعد ، بينما يقضي المنطق احقية استقطاع تلك القطوعات التقاعدية في حال تعويض المفصول السياسي ماديا بكافة مبالغ رواتب الفترة التي حرم فيها من العمل . 4 . بعض الوزرات والهيئات التي اعادت موظفيها الى الخدمة ومنحتهم حقوقهم ، لازالت للان لم تصرف لهم فروقات رواتبهم بعد احتساب الرواتب الجديدة نسبة لسنين خدمتهم . 5 . يعاني الكثير من المعادين الى الخدمة من وجود فروقات بين رواتبهم ورواتب زملائهم المستمرين بالخدمة من اقرانهم بسبب ان الموظفين المعادين تركوا الخدمة بدرجات وظيفية لم تكن معدلة لهم اداريا حسب استحقاقهم الفعلي ، الامر الذي لا دخل لهم فيه ، وعليه يكون من الصحيح اصدار تعليمات باحتساب رواتب هؤلاء المعادين حسب سنين الخدمة والشهادة ليتوازى جميع الاقران . 6 . نود اعادة التذكير باهمية هذا القانون لشموله لالاف العوائل العراقية ، ومن الطبيعي ان تظهر بعض المعيقات في تطبيقه ، لكن الاهم ان نسعى لمعالجة هذه المعيقات ليستفاد منه جميع من كان موظفا واضطر لترك العمل لسبب او اخر بسبب اوضاع نظام حكم سياسي ساد البلد ، بينما لا ننكر تسلل البعض القليل جدا من الموظفين ، خلال هذا القانون ، من الذين فصلوا بسبب اساءتهم بشكل لا لبس فيه لامانة وظيفتهم ، وقد يكونون انفارا معدودين في كل وزارة وغالبا ما يكونون معروفين لزملائهم .
#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وزير السياحة والآثار
-
اداريات وقوانين مؤسفة
-
مسؤول صاعد ..مسؤول نازل
-
كتاب وشعراء للبيع
-
رئيس العالم
-
لم تعلن حالة الحب
-
اعتداءات هواتف نقالة
-
طاح حظه
-
بيض فاسد ونعل
-
العلة بك وبوزيرك
-
العام 7310 لسكان العراق الاصليين
-
أغبى الادارات العراقية
-
امنعوا التظاهرات بقوة
-
رحيلك أوجعنا يا سيدي
-
للمناقشة : امتطى زيدا الجوادو
-
رئيس وزرائنا يساري
-
اعلام الوزارات والهيئات العراقية
-
أزمة العراق مع المريخ
-
شيء أكبر من الحب
-
نفي انباء منع الحاسوب في الجامعات
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|