توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 08:32
المحور:
القضية الفلسطينية
تابعتُ تصريحات قادة إسرائيل بمناسبة مرور ثلاثة وستين عاما عن تهجيرنا ونكبتنا، وقد كانت خطابات قادة إسرائيل وتصريحاتُهم ولقاءاتُهم طلقاتٍ مدافعٍ، وقنابل متفجرة، ورصاصاتٍ قاتلة، موجَّهة إلى كل المحيطين بهم.
فإسرائيل ستظل تتحدث عبر فوهات المدافع، وراجمات الصواريخ، فهي اللغة المعتمدةُ في إسرائيل حتى الآن، وسيبقى أمن إسرائيل وجيشها وقدراتها العسكرية هو الشعار الرئيس الناظم للمجتمع في إسرائيل!
كل الزعماء والقادة وقفوا أمام أضرحة قتلى حروب إسرائيل وعددهم 22867 يهددون جيرانهم بالدمار والقتل، إن هم واصلوا تهدد إسرائيل، وكان شعارُهم ورسالتهم الموجهة لكل المحيطين بهم:
" ننصحكم ألا تختبروا قوة إسرائيل"
ومع أن حكيم إسرائيل( شمعون بيرس) هو الذي ابتدع الشعار السابق، إلا أنه خرج عن السياق- من وجهة نظر بعض الكُتَّاب، مثل الكاتب هانوخ دايوم- وقال شيئين غريبين:
الأول: قال للمستوطنين في الضفة الغربية، بمناسبة الاحتفال بذكرى إقامة الدولة:
" لقد آن الأوان لعودتكم إلى بيوتكم"
والثاني: "تذكروا بأننا فاوضنا عرفات، وكان ذلك مستبعدا،ولم يكن الإسرائيليون يتوقعون شيئا من المفاوضات، إذن علينا أن نستعد لنفاوض حماس"!
واعتبر هانوخ أقوال بيرس غريبة وشاذة، وهي تنتقص من حكمته وسعة عقله كرئيس محترم داخليا وخارجيا، وقد وجَّه الكاتبُ أسئلةً لبيرس:
أين يذهب مستوطنو الضفة أيها الرئيس؟
أليسوا في بيوتهم، وبيوت أجدادهم التي عاشوا فيها منذ ألفي سنة؟
وطالب الكاتبُ بيرس أن يُقلل من تصريحاته، وأن يتذكر بأن المفاوضات مع عرفات لم تُثمر عن شيء!!
إذن فالساحة في إسرائيل ليست جاهزة للغة العقل والمنطق والإنصاف، بل لصوت الانفجارات وشلالات الدم والقتل، كما أن الساحة الإسرائيلية لم تُبلور خلال ثلاثة وستين عاما أية سياسة للتعايش والسلام، ولم يقتنع عسكر إسرائيل بعد، بأن التفوق العسكري، والبلطجة وسلب الحقوق والقمع والاحتلال والحصار والقتل بلا محاكمات، لن تجعل أصحاب الحقوق ينسون حقوقهم المسلوبة ، وبخاصة وهم يعيشون قريبين منها، ينظرون إليها كل يوم، حتى لو غَََيَّرَتْْ معالمَها جرافاتُ المحتلين، ومحتْ آثارَها الماديةَ، فالأرضُ والوطنُ والبيتُ ومهد الأجداد هي المُقتنياتُ الوحيدةُ، التي تستعصي دائما على المحو والطمس والإزالة والتغيير والتدمير!
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟