|
الحكومة العراقية وبرلمانها يطلقان النار على المرجعيات الدينية
حامد كعيد الجبوري
الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 00:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الكل يتذكر انتخابات البرلمان العراقي الدورة الأولى عام 2006 م التي حشدت لها الأحزاب الدينية سنية وشيعية واعتبرتها معركة وجود ، وحينها بدأت التصريحات من مراجع الدين شيعة وسنة ، كل ينتصر لطائفته تثقيفيا ليحصد من الأصوات ما يؤهله للفوز على الجانب الآخر ، ومؤكد أن تلك الانتخابات هي التي كرست الطائفية السياسية في العراق المبتلى وبدأت عمليات الذبح على الهوية من كلا الجانبان ، وهذه الانتخابات أوصلت الكثير من القتلة والذباحين للبرلمان العراقي ، ونتذكر كيف تحركت الأحزاب الدينية لتستخدم الدين وسيلة لمبتغاها وكان لها ما أرادت ، ولا أريد التحدث تفصيلا بذلك وكيف أستغل البرلمانيون المقدسات الدينية وعلماء الدين ، وفتاوى التحريم من أن تنتخب غير أبناء طائفتك وملتك ، ثم بعد ذلك بدأ هؤلاء البرلمانيون والسياسيون يحطون رحالهم لدى مراجع الدين لأخذ النصح والبركات منهم ، حتى خيل للكثير من السذج بأن هؤلاء – المراجع سنة وشيعة - هم من يقود البلاد بفتاواهم وتوجيهاتهم ، وحين عرف مراجع الدين بأن هؤلاء لا يمثلون إلا أحزابهم الدينية لذا بدئوا يسحبون ثقتهم من هؤلاء السياسيين والبرلمانيين شيئا فشيئا ، وحين انتخابات عام 2010 م بدأت التصريحات من المراجع بأنهم يدعون الشعب العراقي لأن ينتخب الأصلح ، ومع ذلك وردت من هنا وهناك أكثر من تلميح لكي ينتخب الناس نفس القوائم التي سبقت ، وجرى ما جرى ووصل الى البرلمان العراقي قوائم يعرفها الجميع ويعرف تاريخها وعدم تقديمها شئ يذكر لصالح المواطن والوطن ، وبدأت عملية تقسيم الغنيمة بين الفرق المؤتلفة سرا ، والمختلفة علنا ، ووصلت المحاصصة المنفعية الى درجات المدراء ونزولا لأقل المستويات ناهيك عن الوكلاء للوزارات ، والوزراء أنفسهم ، وبدأت عمليات السطو والاستحواذ على المال العام علانية وبلا رقيب ، ولم تكتفي هذه الأحزاب بما قسمه لها السيد المحتل بل لجأت لتأسيس الشركات النفطية وشركات النقل وشركات الحمايات الأمنية ، وأصبح من كان عالةً على الدولة الفلانية ودخل الى العراق مع المحتل ( حافي ) كما يقال يملك ما يسمى ب ( سعفة ) قياسا الى المال الذي قدمه – المسروق طبعا – الى الشركات المختصة في الأمارات العربية المتحدة ليعطى ( سعفة أو اثنتين ) في نخلة الاقتصاد الإماراتي ، ولأن النظام الديمقراطي نظام فضائحي كما يقال لذا فقد عرف العراقيون بأسماء تجار السياسة الجدد ، ولأن هؤلاء بدأت سيوف أحزابهم تصل لرقاب الكثير من العراقيين ، ولاستئثارهم بالمال العام والوظائف لهم ولأبنائهم وأقربائهم لحد الدرجة العاشرة ، بدأ الضجر يدب لجسد المجتمع العراقي ، وبدأت انتقاداتهم تصل الى أذن المراجع الدينية ، ولخوف هذه المراجع من فقدان الهيمنة على الناس ، ووصول أحاديث الناس لهؤلاء المراجع الذي بدئوا سحب البساط من تحت أقدام هؤلاء الساسة المنتفعون ، تحركت الحمية العقائدية لدى المراجع وبدئوا بإطلاق تصريحات من هنا وهناك وعلى لسان ما يسمى وكلاء المراجع منددة بسوء أداء الحكومة العراقية وبرلمانها العتيد ، وبدأنا نسمع بما يسمى خطب الجمعة وهي تتحدث بألم المراجع لما وصل إليه حال العراقيون ، وآخر تلك المفارقات التي تحدث عنها المراجع هي ألفاء نواب رئيس الجمهورية لأنه منصب تشريفي ليس إلا ، وتقليل رواتب الرئاسات الثلاث ، وبعد أخذ ورد ، ونفي وتأكيد ، ورفض وقبول ، لم يستطع البرلمان العراقي من تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث ، وأزاد الطين ( بلة ) بعد أن تم أنتحاب نائب ثالث لرئيس فخري تشريفي ، والمجيء بنائب ثالث مرفوض من الجميع إلا من قائمة التحالف الوطني ومن سار بركبها ، بمعنى أدق ان الحكومة العراقية وبرلمانها رأت اليوم أن لا حاجة لهيمنة ما يسمى بمراجع الدين على العملية السياسية ، ومن الأفضل لها – الحكومة والبرلمان – إنهاء هذه الهيمنة بعد أن وصل الجميع من الساسة والبرلمان من الاكتفاء الذاتي ، لا وبل أصبح لهذه الأحزاب مراجع – وعاظ سلاطين – جديدة يقتدون بها ، وهنا أذكر طرفة أجدها مناسبة جدا لمثل هذا الموضوع ، يقال أن رجلا فقيرا وبسيطا جدا له زوجة خارقة في الجمال ، وقع بصر أحد ( الموامنه مفردها مومن ) عليها فتعشقها بسره وقرر ان يطلقها من زوجها ويتزوج بها ، وبدأ يتربص بالزوج المسكين ، أحد الأيام وجد ( المومن ) ذلك الزوج يقضي حاجته ، فصاح بأعلى صوته ماذا تفعل أنك تقضي حاجتك وجسمك مستقبل للقبلة الشريفة ، فزع الرجل – الزوج – وقال ( مولانه والله ما أدري ) ، أجابه أتدري أن زوجتك لا تحل لك بعد الآن ما لم تتزوج بغيرك وإلا فأن غضب الرب سيطالك وتدخل بسببه النار ، قال الزوج المغفل وما ذا أفعل مولاي ، قال لا عليك طلقها وبعد العدة سأتزوجها حفظا لها عندي ومن ثم أعيدها لك ، تم الطلاق وحققت غاية ( المومن ) ورفض تطليقها بعد أن ذاق عسيلتها ، في أحد أيام أداء المراسيم الدينية وجد الزوج المطلق الزوج الجديد ( المومن ) وهو يقضي حاجته مستقبلا القبلة ، فرح الأبله بذلك وقال مخاطبا ( المومن ) ، ( شيخنا طلكها المرتي حتى أردها ألي ) ، أجابه ( المومن ) لماذا ، أجابه لأنك تقضي حاجتك وأنت متجه لقبلة الله ، أجابه ( المومن ) هازئا ( لا عمي أني داير راسه ) . للإضاءة فقط .
#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( خل يا كلون !!! ما طول خالهم طيب )
-
عرض كتاب ( أضواء على الهروب من سجن الحلة )
-
للبيع !!! جنسية عراقية
-
لتبرهن القائمة العراقية عراقيتها
-
شذى البنفسج
-
مؤتمر القيام بالأعمال في محافظة بابل
-
من الجحيم الى الجحيم
-
من الهدم الى الهدم
-
( مغنية الحي تطرب )
-
بابل تستضيف الشاعر فالح حسون الدراجي
-
( أرحمونا لا يرحمكم الله )
-
من الصبر الى القبر
-
( الملح ما غزر ) و العاقل يفتهم
-
( وجيه عباس ) لسان ناطق فاقطعوه
-
عاجل عاجل أذبحوا الشيوعيين
-
( نمر الانتفاضة ) وانتحال الشخصية
-
( العضاض ) ملح الناصرية
-
مزايا ( الفيس بوك )
-
التأسيس للدكتاتورية
-
البعثيون !!! يتظاهرون
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|