أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال شاكر البيابي - إجهاض الثورة «الطائفية» في البحرين















المزيد.....

إجهاض الثورة «الطائفية» في البحرين


نضال شاكر البيابي

الحوار المتمدن-العدد: 3365 - 2011 / 5 / 14 - 00:02
المحور: المجتمع المدني
    


شعبٌ ما أساء لأحد، ولم يعادِه إلاّ مَن لم يستطع تطويعه، وحسبه ما صبر عليه من«ظلم ذوي القربى».!
رغم المذابح ، والقتل والتشريد والتعذيب والانتهاكات الصارخة في حق الإنسان( كما رصدت ذلك منظمات حقوق الإنسان المستقلة كـ هيومن رايتس ووتش في تقريرها الشهير الذي صدر مؤخراً)، إلّا إنه رفض أن يستغيث.
النظام البحريني كمعظم الأنظمة العربية يجيّر كل حراك شعبي لـصالح«المؤامرة خارجية» وفي البحرين ستكون المؤامرة الخارجية بمدد وتحريض إيراني طبعا، بحكم غالبية الطيف الشيعي الثائر من جهة، وللعداء المتفاقم بين دول الخليج وإيران من جهة أخرى، إيران الشماعة التي تعلق عليها كل المصائب في الخليج العربي، وأحياناً في العالم العربي برمته ، ومن حسن حظ النظام البحريني، وربما العكس، أن المتظاهرين معظمهم شيعة، فهنا يمكن إقحام إيران بيسر دون أن نشعر بالنشاز. ومتى شعرنا بالنشاز أصلا من إقحام إيران في كل السياقات بصرف النظرعن مدى منطقيتها وموضوعيتها؟!
فهل يمكن أن يشعر المواطن«الشيعي» لاسمح الله بالغبن مهما كان واقعه متخماً بالبؤس والعوز دون توجيهات وإملاءات إيرانية ؟!
إن النظام البحريني يتدحرج شيئا فشيئا نحو المحو ، وهو قاب قوسين أو أدنى كمعظم الأنظمة العربية العتيقة من العدم. ولايمكن التعويل على المدى البعيد على الأبواق الإعلامية والبلهوانيات السياسية التي تحاول عبثاً ترميم ما يمكن ترميمه في بقايا النظام المتصدع والمتداعي، بل المشرف على الموت،الغارق بدماء شعبه، وهو على أية حال ميت سريرياً، ولن يجديه حينئذ التلويح بالورقة المحترقة أصلاً (المؤامرة الإيرانية لزعزعة أمن الخليج) فلا شرعية لثقافة الدم وسدنة القمع .
إن أزمة فقدان الثقة بين الحكومة البحرينية والشعب لا يمكن رتقها لا بأمريكا ولا بغيرها، فالأزمة هي أزمة شرعيّة عميقة. والـ«شرعية» فُقدت بعد أول إطلاق للرصاص الحي صوب الصدور العارية للمتظاهرين سلمياً.
ما تبقى من «الشرعية» التي يستظلّ بها النظام البحريني هي شرعية القمع والعسس ، شرعية تكميم الأفواه وزج الأحرار والتنكيل بهم، رجالاً ونساءً ، شباباً وشيوخاً، وأطفالاً ، في المنافي وغياهب السجون.
الشعب البحريني لم يثُر إلّا بعد عقود من الصبرعلى ضيم القمع وعلى تسويف الإصلاحات طويلا جداً. هذا فضلا عن استمرار حالات التأزيم والتعبئة الطائفية سواء من داخل الإعلام البحريني أو من خارجه عند دول الجوار الشقيقة جدا.
النظام في جوهره «الأحادي» يكمن التشرذم، فأحاديته أنتجت زمرة من المنتفعين ممن أبدعوا في سرقة مال العباد والبلاد، ناهيك عن إبداعاتهم في ابتكار وسائل القمع والسحل والإستئصال حتى وصل الأمر إلى تحول النظام البحريني إلى مملكة قروسطية تغذي العشائرية والطائفية كلما ضاق الشعب ذرعاً من وطأة القمع.
ووسائل الإعلام النفطية ما قصرت والله في التحريض وضخ الشائعات فيما يتعلق بالثورة البحرينية ، وتجلى ذلك من خلال التشكيك المستمر في عروبة الشيعة والطعن في شرعية مطالبهم ، وفقاً لأحكام العالم الرباني العملاق القرضاوي وزبانيته. وكم لهم أيضاً من أيادِ بيضاء على الثورة المصرية المباركة ..!
لقد أفدنا من الانتهاكات الأخيرة في البحرين درساً عظيماً في معنى كونك مواطناً صالحاً ، بصرف النظر عن مذهبك ، فأنت مجرد من إنسانيتك وحقوقك وحريتك وكرامتك ولا يسعك إلّا أن تتألم بصمت حتى لا تتهم بأنك طائفي! بئس الطائفية وأبواقها..!
أن تكون منتمياً بحكم الولادة والنشأة للطائفة الشيعية في دول الخليج العربي ، ينبغي عليك بالضرورة أن تعتاد الألم.وله مبرره ، ومسوغاته ، ودوافعه ، ففي كل يوم ، ستجد من يشكك فيك «عقديا» و«وطنياً» و«إنسانياً» بكل بساطة ، وعليك أن ترد التهم تباعاً ، وعلى أية حال، كل مبرراتك ستدخل حيز التهمة الشهيرة «التقية» فأنت مدان في صمتك وفي كلامك..!
بكل صفاقة يمكنك أن تقول ولن يشعر معظم المؤدلجين بالنشاز : إن الشيعي لا يستحق العدالة.
لا يكاد ينقضي يوم إلّا ستجد مقالاً أو خطبةً أو حديثاً إذاعيا ًأو تلفزيويناً أو صحافيًا موجهاً ومحرضاً بطريقة قذرة، سواء أكانت مكشوفة فاضحة أو مبطنة ضد الشيعة عموماً، من إعلام رسمي وغير رسمي، وكل تلك الحملات البغيضة الطافحة بالكراهية كالعادة تمر دون محاسبة وكأنما ضخ ثقافة الكراهية ضد الشيعة من علامات الإيمان والوطنية !
وهذه الحملات الموجهة قد جنحت في الأونة الأخيرة جنوحاً تصاعديّاً صارخاً قد يكون أكثرها خبثاً وسذاجة في الوقت ذاته تلك الحملات التي توهم الجمهور« السني» أن «الشيعي» يشكل خطراً على الإسلام والمسلمين أكثر من الصهيوني..إلخ هذا الهراء.
ومن المعروف إن تياراً سلفياً همه الأول والمقدّس ، ماضياً ، وحاضراً ، ومستقبلاً، بل عمله المنهجي المسخر من أجل إلصاق أبشع التُهم والرذائل بهذا المذهب وبمؤسسيه ورموزه وأتباعه، وكشف «حقيقتهم الباطنية»وفضح «مخططاتهم السرية الماسونية » التي تريد بالإسلام والمسلمين شراً. وكل تلك التُهم طبعا لها «أسسها التاريخية »!!
خلافاً للشائع ، لا تنبجس الطائفية من رحم المساجد والحسينيات ، إنما في دهاليز السياسة أولاً ومن ثم تتناسل في دور العبادة.
الذي يؤسف له أن الحقد الطائفي البغيض صار هو الموجه للفكر والتربية والتعليم والإعلام والفن ولمصادرة الحقيقة والتاريخ وتشويه الحقائق.. فأي وعي يتيم بعدئذ قد يقف على قدميه إزاء هذا الاخطبوط الطائفي ؟!
إن المتضرر الحقيقي من التحريض الطائفي هم الشباب، رجالاً ونساءً، من كلتا الطائفتين الذين يحترقون في أتون محرقة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ثورة البحرين قام بها الشعب بكل طبقاته ، بكامل أجياله وتنوعاته واختلافاته، ولم تكن متخندقة ايديولوجياً كما يحاول بعض المرتزقة تشويهها وتحويرهاعن سياقاتها، الثوار في البحرين أرادوا شيئاً واحداً به تتحدد كرامة الإنسان، بل لا يكون إنساناً حقاً إلاّ به.أرادوا : الحرية.. فهم لم ينتموا إلاّ للحرية بتعدد دلالاتها.
إن«الشيعي» اللامؤدلج لا يطمح لنظام ديني كالنظام الإيراني ، و«السني» اللامؤدلج لا يطمح أيضًا لنظام ديني على هيئة نظام طالبان، كلاهما يطمح لدولة مدنية، دولة الحقوق والمساواة، دولة القانون والحريات، فخليق بالدولة المدنية إنهاء المأساة الطائفية.
هذه الأسطر ليست إلّا حرقة ألم حيال التمادي في تزوير الحقائق وشيوع ثقافة الكراهية والتحريض باسم الله ورسوله والحقيقة المطلقة على الأبرياء والأحرار.
دمعة بحجم السماء للأحباء والشرفاء ، رجالاً ونساءً، في البحرين بمختلف أطيافهم.



#نضال_شاكر_البيابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السنة والشيعة في السعودية: تأكيد الذات وإلغاء الآخر (2-2)
- السنة والشيعة في السعودية: تأكيد الذات وإلغاء الآخر (ا-2)
- المسيرات السلمية في القطيف .. محاولة للفهم
- فتاوى الفقهاء: دفاعا عن أولياء نعمتهم ..!
- النخب السعودية: تخبط ونشاز في إيقاع العصر
- أما آن للثبات من تحول ؟!
- المناهج الدينية ، وزر الماضي وعبء المستقبل
- قراءة في الفلسلفة «العدمية» لنيتشه
- أنا أفكر، إذن أنا موجود
- لا يوجد في البنات صغيرة !!
- من يذكي النزعات الطائفية في أوطاننا ؟!
- حرق القرآن الكريم..كلنا ندين بشدة ولكن..!
- الهيئة عندما تنتهك إنسانيتنا!
- شخصنة الاختلاف
- عندما يتحول المثقف إلى روزخون ..!
- مجتمعنا السعودي وبعبع الحرية
- البريك والرغاء الطائفي وتأصيل الكراهية..!
- الكارثة الأخلاقية..تكريم الجلادين..!
- انتظار المخلص..وأسئلة حائرة
- شات القنوات الفضائية والحب المحرم


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نضال شاكر البيابي - إجهاض الثورة «الطائفية» في البحرين