أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني














المزيد.....

أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني


مصطفى القرة داغي

الحوار المتمدن-العدد: 1003 - 2004 / 10 / 31 - 09:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


قبل ما يقارب السنة من الآن وفي حفل أقيم في وزارة الداخلية العراقية عَزَفت الفرقة الموسيقية للشرطة العراقية ولأول مرة منذ مايزيد على 35 عاماً نشيد ( موطني ) .. يومها صدحت الحناجر العراقية تردد ( موطني .. موطني .. الجلال والبهاء والسلام والأمان في رباك ... ) وقد أقيم الحفل حينها خصيصاً لهذا الغرض أي لأعادة الأعتبار لهذا النشيد الغالي على قلوب أغلب العراقيين فما أسماه وما أروعه وما أنبله من غرض .. لقد كانت الفرحة أكبر من أن يسعها قلب ويستوعبها عقل .. أحقاً عاد نشيد ( موطني ) يعزف في العراق من جديد وبعد غياب وأنقطاع طال وتجاوزالأربعة عقود ! .. وهل حقاً عادت حناجر العراقيين تصدح بهذا النشيد العزيز على شاشات التلفزيون وفي المدارس وفي الدوائر وفي كل شبر من أرض العراق الحبيب !
لذا فأن ما تردد من حديث عن أجراء مسابقة في العراق لأختيار نشيد جديد بدلاً عن نشيد ( موطني ) بالتزامن مع مسابقة أخرى لتغيير العلم العراقي السابق وشعار الدولة السابق هو خلط لا مبرر له .. فهذا النشيد الرائع بكلماته التي تفيض حباً بالوطن وبلحنه الشجي الساحر الذي أصبح ترنيمة يتردد صداها في أسماع العراقيين يحتاج الى أن تعاد أليه مكانته الخاصة والكبيرة لدى العراقيين كما حدث بعد سقوط النظام لا أن يتم تغييره أو البحث عن بديل له كما يحدث الآن وبالتالي لا مجال للربط بين تغيير هذا النشيد الذي يعود لأيام العز وسنوات الخير وبين تغيير العلم والشعار اللذان يعودان لحقبة النظام السابق واللذان لا يمتّان للعراق ولشعبه بصلة .
أما بالنسبة للعلم السابق فلابد من تغييره لأنه علم لا علاقة له بالعراق أصلاً وهو من مخلفات مرحلة المد القومي التي أجتاحت الشارع العربي ومنه العراقي في بدايات القرن المنصرم أضافة الى أنه يحمل في طيّاته أبجديات ورؤى نتمنى أن نلغيها من قاموسنا الوطني .. فألوانه التي يرمُز أحدها للدم وآخر للموت ( حسب وصف كاتب القصيدة ) يجب أن لا يكون لها مكان في علم العراق الجديد كما لم يعد هنالك من معنى لبقاء نجومه الثلاث التي ترمز لوحدة قُبرت في مهدها قبل ولادتها بين ثلاث دول كان العراق أحدها أضافة الى سوريا ومصر والتي كان هذا العلم شؤماً عليها وعلى شعوبها .. أذ ما أن رفرف هذا العلم سواء بنجماته الثلاث أو بنجمتين كما تم تحويره في أحداها في سماء هذه الدول العربية الثلاث حتى خيمت الديكتاتورية على مقدرات شعوبها لعقود وسادها ظلام دامس لم ينقشع ألا بتضحيات جسيمة قدمتها شعوب هذه الدول الثلاث ولا تزال .. لذلك فأن علم عراق المستقبل يجب أن يكون معبراً عن واقع العراق وأرثه التأريخي وأن يحتوي على ألوان وأشكال ترمز فعلاً للعراق الغني بحضاراته وأرضه وشعبه .. فمن الألوان هنالك اللون الأخضر الذي يرمز الى ربوع العراق النضرة أو اللون الأزرق الذي يرمز الى دجلة والفرات الحبيبين .. ومن الأشكال هنالك أسد بابل أو نخلة الجنوب الحبيبة أو بوابة عشتار أو ثور آشور المجنح .. نريد مثل هذه الأشكال وهذه الألوان في علم العراق الجديد لنشعر حقاً بأنه رمز لنا جميعاً وألا فأنه سيصبح رمزاً ممسوخاً مشوهاً ومقطوع الصلة بالعراق والعراقيين كسابقه الذي لا يزال مع بالغ الأسف يرفرف في سماء العراق وفوق رؤوس أبنائه .
أما شعار الوحدة المقبورة آنفة الذكر وشعار الدولة العراقية المختطفة السابق وأقصد هنا ذلك النسر المتعطش دوماً للدماء كما يظهر من خلال نظراته ومنقاره وأظافره الجارحة المتأهبة دوماً للأنقضاض على فريستها في أي زمان ومكان .. هذه الفريسة التي كانت على الدوام من أبناء شعوب تلك الدول الثلاث فلم يعد له مكان في عراقنا الجديد .. عراق الخير والمحبة والسلام .. عراق التأريخ المجيد والحضارات العظيمة .. وبالتالي فأن شعار العراق الجديد لا يحتاج الى كثير من البحث والتنقيب فلدينا أسد بابل أو ثور آشور المجنح وهما شعاران من أجمل وأروع ما رسمت وصاغت يد الأنسان العراقي .
لقد قال الله سبحانه وتعالى " أدعوني أستجب لكم " وصدق رب العزة .. فقد دعاه الآلاف بل الملايين من أبناء العراق ليعيد لهم وطنهم بعد أن سُرق منهم لعقود طويلة وصدق الله وعده ونصر العراقيين على من ظلمهم وضيع أعمارهم وبعودة الوطن عاد النشيد الذي خُلق لهذا الوطن العظيم ولم يخلق لوطن سواه .. فليس في كل الدنيا مثل العراق وطن .. أنه موطن الحضارات والأنبياء والأولياء الصالحين وهو البلاد التي أختصها الله من سائر بلاد أرضه الواسعة لتكون منها البداية والنهاية لقصة الحياة والخليقة على هذه الأرض .. فبوركت يا موطني ويا أغلى وطن .



#مصطفى_القرة_داغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعركة الفاصلة في تأريخ العراق والمنطقة والبشرية جمعاء
- شعوب أم بذرة فناء
- الأنتخابات العراقية وحماية الديمقراطية
- عنصرية العروبيين تطال أكراد بغداد
- حرب العراق .. والحديث عن الشرعية
- برنامج كاريكاتير .. وبناء العراق الجديد
- 11سبتمبر.. وبذرة فناء الغرب
- مليشيات العراق الجديد وأشكالية العلاقة بين الماضي والحاضر
- مثقفون أبرياء لكنهم مع الأسف .. مذنبون
- العراق ما بين أرادة الحياة والمقدر والمكتوب
- فضائيات ام غرف عمليات
- العراق الجديد بين حكومة في العلن وحكومة في الخفاء
- ما الذي يحدث في العراق .. ديمقراطية أم فوضى و تسيّب ؟
- أقليّات العراق .. و رسالة الأحد الدامي
- مشكلة شعوب لا رؤساء
- 14 تموز ثم 17 تموز و مسلسل الأنقلابات
- ذكرى 14 تموز .. بين الأحزان و الأفراح
- مقال سياسي : عراقيوا المنافي و الأنتخابات و التلاعب بمقدرات ...
- العراق الجديد ما بين التمثيل بالجثث و أختطاف الرهائن
- العراق الجديد .. و مفترق الطرق


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى القرة داغي - أبدلوا راية الظلم وشعار الموت .. وأتركوا لنا نشيد موطني