شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 16:11
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
ما هو الفرق بين التظاهرات أو الاحتجاجات التي نشهدها في العراق وبين التظاهرات او الاحتجاجات في مصر على سبيل المثال ؟
هل التظاهرات أو الاحتجاجات في العراق تُلبي طموحات الشعب العراقي أو ترتقي لكي نصفها بأنها تظاهرات أو احتجاجات حضارية ,, وما هو الفرق ؟
هل هي من صالح الحكومة العراقية أم العكس هو الصحيح ؟
هل المطالبة بالماديات – خدمات – كهرباء – بطاقة تموينية – تعبيد الطرق – إزالة الأوساخ – توفير المياه الصالحة للشرب - توفير فرص العمل وغيرها تدخل ضمن ( مفهوم التظاهرات أو الاحتجاجات الحقيقية ) للتغيير من نظام استبدادي - ديني إلى نظام ديمقراطي – علماني يكون فيه المواطن هو الأساس ودون أيّ تمييز ؟
أسئلة كثيرة نستطيع أن نطرحها ولكن ,,,
يقول الأستاذ أحمد القبانجي :
إشارة إلى ما يعيشه شعبنا – الشعب العراقي – من حركة سياسية – ثقافية – حضارية ( من الطبيعي أنّ الأنظمة الديمقراطية تشهد تظاهرات للمطالبة بالإصلاح السياسي – الاقتصادي ) لكن طموحنا كتنويرين – ليبراليين – مثقفين فهذه التظاهرات أو الأحتجاجات لا تُلبي طموحاتنا ...
أنا أرّ بأن هذه التظاهرات ( وهي حق طبيعي للمواطن ) تنفع الحكومة أكثر مما تنفع المواطن ,, هي إنفعالية أكثر مما هي فاعلة (وهناك فرق كبير بين المعنيين ,,, ) ,,
لماذا ؟ لأنها تُعطي للعالم سمعة للنظام ,,أنّ هذا النظام ديمقراطي ؟ ولكن هل هو كذلك ؟ مجرد سؤال ؟
في النظام الديمقراطي التظاهرات تكون ضدّ النظام بينما في الأنظمة الشمولية ( وبدون ذكر أسماء ) تكون التظاهرات تأييداً للنظام وهذه ظاهرة سلبية وليست ظاهرة صحية .
تقريباً نفس الأسئلة ونفس الرؤية تمّ طرحها في مقال سابق لي بعنوان – يوم الغضب العراقي - وعلى الرابط التالي :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=247569
إذن التظاهرات والاحتجاجات ليست بالمستوى المطلوب ولا تُلبي الكثير من طموحاتنا وفي المقالة السابقة سألنا هل سوف نستفيد من هذه التظاهرات ,, ما معنى أن نطالب بتحسين الكهرباء ,, أو زيادة فقرات البطاقة التموينية ,, أو ,,,, الخ ؟
في العام الماضي خرجت تظاهرات في مدينة البصرة للمطالبة بتحسين الكهرباء ,, وسقط العديد من القتلى ولكن السؤال هل تحسنت الكهرباء ؟
الكهرباء نفس الكهرباء والمختلس نفس المختلس ,, لا تغيير ولا تبديل ,, حكومات فاسدة تعاقبت على الحكم منذ 2003 ...
ما نحتاجه حقيقة هو ( ثورة في ذات الشعب ) ,, ثورة فاعلة ,, التظاهرات الحقيقية التي يجب أن نطالب بها وتُلبي طموحنا هي عندما نرّ لا فتات تقول :
نُريد دولة علمانية ,, لا نُريد دروس دينية ,, لا نُريد الفصل بين الجنسين في التعليم ,, لا نُريد رئيس وزراء من حزب ديني ,, إذا وجدنا هكذا لا فتات يعني أننا بدأنا نفهم ما هي التظاهرات الحقيقية التنويرية ,, الثقافية ,,
يجب إخراج رجال الدين من البرلمان ومن مجالس المحافظات .
الدولة العلمانية هي الدولة الوحيدة القادرة على حماية الأديان ,, والأديان هنا تعني جميع الأديان دون تحديد معين ,, الدولة العلمانية هي الدولة الوحيدة التي يستطيع فيها المواطن ان يمارس شعائره الدينية دون المساس بها ,, الدولة العلمانية هي الدولة الوحيدة التي يتمتع فيها المواطن بحرية الأختيار ,, هذا هو المطلوب لجميع بلداننا العربية ,,,
المطالبة بالخدمات سوف يستفيد منها الإرهابي والمجرم والسلفي والهمجي والمتحضر ولو أنها حق طبيعي ولكن يجب التفريق بنوعية المطالبة في التظاهرات الحاشدة ,,
100 يوم – 100 أسبوع – 100 شهر ,, و لا احب أن اقول 100 سنة ؟
هل تستطيع هذه الحكومة تحقيق رغبات الشعب بمائة يوم , لنتفق على التظاهرات ونتفق على المطالبات ,, هل تحقق شيء مما وعدت به الحكومة ,, أيضاً مجر سؤال ؟ ,, الخطر الحقيقي يكمن في تحالف الساسة مع رجال الدين والذين وصلوا إلى اعلى المراتب ويُسيرون البلد حسب إرادتهم ,, ليس من باب التشاؤم ولكن من باب قراءة الواقع بنظرة مجردة ,, الذين يتوقعون تحسين الوضع العراقي في القريب العاجل جميعهم يعيشون خارج البلاد وينظرون لأوضاع البلد من وراء شاشة الكمبيوتر الذي يكتبون منه ,, أو انهم يتمنون او يحلمون ببلد ديمقراطي مزدهر وهذه امنيات وأحلام لا يمكن تحقيقها بهذه الطريقة بل هي مجرد امنيات وأحلام يقظة ,,
يجب طرد هؤلاء وإزاحتهم بأي طريقة ,, يجب التركيز على ان هؤلاء جاءوا من اجل تدمير البلد وزادوا الطين بلّه ,, اهل العمائم والمحابس والدشداشة والمسبحة ,, لا يمكن ان يكونوا ساسة يخدمون الشعب الذي يتغنون به وهم عملوا على تقطيع أوصاله أكثر مما هي مقطعة ,, إذا كان الخراب في زمن الدكتاتور الأعظم صدام 90 % فإن الخراب الآن مليون % ,, وهذه حقيقة ,,
التظاهرات الحالية في العراق والتي تطالب بالخدمات ليست تظاهرات حضارية وهي ليست دليل على اننا وصلنا إلى مرحلة حضارية تمكننا ان نسلك الطريق الصحيح ,, وأن نمارس حقنا الطبيعي في هذه التظاهرات ,, الحكومة هي الوحيدة المستفيدة من هذه التظاهرات لأنها تقول للعالم اننا نسمح للتظاهرات بدون قمعها ,, وهي نقطة لتجميل وجه الحكومة القبيح ,, يجب أن نُدرك الفرق بين ان يكون هناك ثورة في ذات الشعب وبين أن نطالب بتوفير فرص عمل ,,
عدم السماح لأي سياسي ينتمي لحزب ديني ان يكون في سدة الحكم ,, يجب عدم تدخل رجال الدين في السياسة ,,
الخطر الحقيقي يكمن في الثقافة الإسلامية الشمولية ( شيعية – سُنّية ) والتي تُريد أن تجعل من الحكومة المدنية حكومة دينية ,,, هذا هو الخطر الذي يهدد جميع مكونات الشعب العراقي ,,
مليارات الدولارات لا احد يعرف ما هو مصيرها ,, منذ عام 2003 ولحد الان ولا تقل الميزانية عن 70 – 80 مليار سنوياً ,, ولكن نرّ الخراب في كل مكان ,,
في مصر جميع الخدمات متوفرة ,, تقريباً ,, ولكن كان هناك حكومة مستبدة تعمل على توريث الأبناء والحكم بنظام الحزب الواحد ,, حركة 25 يناير حركة تنويرية – حضارية ( أخشى أن يترحم الناس في مصر على الحرامي مبارك وخصوصاً الأقباط ,, مجرد رأي ) ؟ ,, العراق بلد ديمقراطي ومنذ عام 2003 ؟ فلماذا التظاهرات ,, لإسقاط الحكومة ,, وبعد إسقاطها من سوف يتولى المسؤولية ؟ هل فكّرتم بذلك ؟ من هو البديل في ظل النظام الديمقراطي ؟
ما معنى ان يكون هناك أذان للصلاة ( شيعي – سني ) ومن على شاشة القناة الناطقة باسم رئيس الوزراء ,, قناة رسمية تحمل اسم – العراقية - الشيعة 3 اوقات والسُنّة 5 اوقات ؟ هل هذه حكومة تحاول تطبيق العلمانية بمفهومها الحقيقي ؟
في كل صلاة جمعة هناك دعاء على المخالف في بلد يدعي الحرية والديمقراطية والعلمانية ؟
دروس دينية مقيتة ومناهج تحث على الكراهية وإقصاء الآخر وخزعبلات شيعية – سنية في مناهجنا الدراسية ؟
تحتل المناسبات الدينية ومنذ عام 2003 المقام الأول في اهتمامات الحكومة والشعب العراقي ,, تعطيل الدراسة ,, توقف المؤسسات ,, عطل رسمية لا نهاية لها ,, ولادة إمام – وفاة إمام ,, ثورة إمام ,, قتل إمام ,, جرح إمام ,, ولادة سيدة ووفاة سيدة ,, سؤال ؟ ليس هناك عطلة بزواج إمام ,, فقط الاحتفال بالموت والقتل والبكاء ؟
الحكومة طائفية وفي نفس الوقت فاسدة ,, حتى فريق كرة القدم لا بدّ ان يكون من ضمن التوازن ,, ثلث أو اكثر شيعة ,, سُنّة ,, كورد ,, ويقومون إذا أرادوا بتطعيم الفريق بلاعب مسيحي ؟
سؤال ؟ وإذا لم يكن الشيعي أو السني يحمل مؤهلات ومواصفات اللاعب الجيد ؟ يقولون ليس مهماً ,, المهم التوازن ,, يعني المحاصصة ,, ويقولون 100 يوم ؟
أمّا الوزارات فحدث ولا حرج ,, هناك مسائل لا نستطيع حتى أن نبوح بها او نكتبها ,, السفارات ,, ماذا نقول ؟ هل هناك جزء محدد فاسد في العراق حتى نستطيع معالجته ؟
العراق فاسد بجميع مؤسساته من الشمال حتى الجنوب ومن الشرق حتى الغرب ,, بجميع وزاراته ,, مدراءه ,, ضباطه ,, مسؤوليه , سجونه ,, جامعاته ,, الخ ,,,
الجامعة المستنصرية للصدريين ,, الجامعة الفلانية للظهريين ( صدر – ظهر ) حتى تكتمل الصورة ؟ ويقولون 100 يوم ,,
يقول ( رجل الدين الشيعي ) الليبرالي أياد جمال الدين بما معناه :
في العراق كل شيء موزع على حزب معين او فئة معينة أو طائفة معينة حتى ( السمسرة ) للحزب الفلاني ؟ ثم يقول إذا أردت أن تقوم بمشروع ما او عمل ما عليك أن تسأل اهل الأحزاب الدينية هل مسموخ لك أم لا ؟ وأياد جمال الدين جاء مع التحرير او الاحتلال أو السقوط في عام 2003 .
9 سنوات ,, منذ عام 2003 ولحد الآن ,, هل نحتاج إلى سنوات آخرى ؟ هل لديكم إجابة ؟ لماذا دائماً وخصوصاً في العراق يكون القادم أسوء ؟ غريبة ,, أليس كذلك ؟ أعتقد ليس العراق فحسب بل جميع الدول العربية ,,,
السؤال الحقيقي ,, مَن هو السبب ؟
الجواب حسب رأي الأستاذ عبد القادر أنيس في إحدى تعليقاته على رسالة متبادلة :
المسئول الأول ليس أمريكا بأية صورة من الصور رغم أن أسباب احتلالها للعراق غير خافية على أحد ، بما فيها أمريكا التي يصرح مسؤولوها دائما أنهم في خدمة المصالح الأمريكية ضد كل من يحاول تهديدها .
لكننا يجب أن لا نسأل الظالم لمِا ظلمت قبل أن نسأل المظلوم : لمِا وضعت نفسك في موقف ضعف ، لماذا رضيت بهذا الهوان طوال القرون ؟ لماذا قبلت كل هذا الموروث الروحي والثقافي رغم ما فيه من تشوهات مضرة بك قبل غيرك ؟ ألا ننشد دائما مع المتنبي:
من يهن يسهل الهوان عليه .... ما لجرح بميت إيلام ,,
وننشد له:
والظلم من شيم النفوس فإن... تجد ذا عفة فلعلة لا يظلم ،
هذا حال الدنيا . الصراع من أجل البقاء والبقاء للأقوى والأصلح .
ثمّ يقول بعد ذلك :
هل كان كل العراقيين في جنة قبل الغزو الأمريكي ؟ بل حتى قبل الهيمنة البعثية ؟ لا أصدق . لا أصدق أن شعباً يعيش كل هذا الوئام ثم يفرز من بين صفوفه قذارة البعث العنصرية ، ثم القذارات الطائفية التي كانت كامنة ثم خرجت فيما بعد .
قد يكون الجهل والفقر وحّد الناس لفترة من الفترات وأنساهم ، إلى حد ما، اختلافاتهم العرقية والدينية والطائفية ، هكذا كانت مدننا ، ولكنها مجرد قشرة سرعان ما تنقشع ليعود الناس إلى توحشهم الذي تبرره معتقداتهم وعاداتهم وتقاليدهم في غياب مفهوم عقلاني عصري للحس المدني والتعايش السلمي والمنافسة النزيهة .
إذا كانت أمريكا هي المسئولة عن مأساة العراق ؟ فماذا نقول عن مأساة الجزائر ومصر والسعودية وإيران ونيجيريا ووو؟
هذا العقل العربي المشوه هو الذي يعمل منذ عشرات السنين للحيلولة دون انتقالنا إلى الحياة الحرة الكريمة لأنه أحادي النظرة ، يصدِّق ما لا يصدَّق. ويوهم غير المطلع أن النكبة التي نكب بها العراق ومختلف الأوطان ، بدأت مع الغزو الأمريكي ، وقبلها مع الاستعمار ، وقبلها مع عبد الله بن سبأ .
من السهل أن نعلق مصائبنا على الآخرين لأن هذا يريحنا من عناء تحمل مسؤولياتنا ,
ما هو رأيكم ؟
/ ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟