أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟














المزيد.....

بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 3363 - 2011 / 5 / 12 - 08:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغض النظر عن قائل هذا البيت وعلى ما يبدو إنه (عبدالمحسن الكاظمي) ومع إحترامي الكبير لشاعريته الفذة ، وكذلك للمشاعر التي كانت تختلج في كوامن نفسه تجاه وطنه عندما كانت أصابعه تسطر هذا البيت ، لكن يبدو لي إن الوقت قد حان كي نقف أمام هكذا مشاعر وقفة نقدية علمية موضوعية كما التجأنا الى قراءة التاريخ من جديد بعقلية نقدية ، وبما ان جزءاً كبيراً من تاريخنا المريض يتجلى في قصائد شعرائنا (قدماء ومحدثين) فأرى أن نضع كل هذا الأرث (خصوصاً ما يتعلق منه بالعاطفة الوطنية الجياشة) تحت المجهر النقدي ونخرج بعد ذلك بنتائج جديدة تكون ملائمة لروح العصر ومقتضيات الحياة الجديدة،بالطبع لا أقصد نتائجَ تتوالم مع الأهواء بقدر ما تكون واقعية ومقبولة ومستساغة.
أغلبنا عشنا ( ومازال البعض يعيش) مرحلة العاطفة الوطنية التي كانت تؤثر فينا الى حد ذرف الدموع بمجرد سماع قصيدة وطنية أو أغنية وطنية أو خطاباً وطنياً حماسياً ، تلك كانت مرحلة مضحكة أسميها (المراهقة الوطنية) إذ صاحبت الحالة التي أنا بصددها إندفاعاً عاطفياً ساذجاً لا معنى له ، فكنا نطلق على بعض العقلاء صفات العمالة والخيانة ! وكنا نرى أنفسنا أبطال الوطنية وتلامذتها في مدارس الوطنية التي كان يتزعمها ( الآباء الروحيون) كما يحلو للبعض تسميتهم ، ووصلت الحال الى اعتقادنا المطلق بالمقولة النتنة والكريهة والسخيفة( نموت وليحيا الوطن) بالطبع لم نكن نعرف الجملة الخفية التي كانت تقابلها في الجهة الأخرى والتي اعتقد بها العقلاء من الزعماء والقادة والآباء الروحيين وهي ( نعيش وليمت هؤلاء الوطنيون ) ، إذ من الصعب جداً أن نبقى نصدق مقولاتهم (التي كانت تثير الحماس فينا فنلقي بأنفسنا في التهلكة) في حين ان ورثتهم من الأبناء الذي ركبوا على أمجاد ابائهم إرتقوا هرم السلطة على أكتاف (الجماهير التعبانة ) وغدوا (مليارديرية) ، لايخاطبون الناس إلا من وراء حجاب ، ومازالوا يمارسون فن مخادعة الناس في أحاديثهم السمجة والكاذبة عن ( الوطن والوطنية) ، ومازالوا يروننا تلاميذ كسالى في مدرسة الوطنية ولم نستوعب الدرس بالشكل اللائق.
نعم ، لم نستوعب الدرس لحد الآن على الوجه الأمثل ، فلو كنا في مستوى الإستيعاب لما خُدِعنا هكذا ، ولو كنا في مستوى الإستيعاب الحقيقي والذي يرقى الى مستوى إستيعاب (القادة والزعماء الوطنيين ) لكنا مرفهين معززين مكرمين وننعم على أقل تقدير بـ (الكهرباء) مقابل تنعم أولاد (قادة وزعماء الوطنية) بملايين الدولارات التي بمقدورها اغراق الوطن بالكهرباء ، لكن تلك الملايين ليست بالطبع في مصارف الوطن .
هذه الوطنية الجوفاء التي يتحدث عنها البعض ويأتي من خلفهم وعاظ السلاطين المنافقون المخادعون ، هي أكبر كذبة ومحض خداع ، ومن يريد إثبات العكس عليه أن يشرح لنا كيف يغدو الثوار الفقراء تجاراً أثرياء ؟! وكيف يقبل الورثة الوطنيون لإبائهم الروحيين بكل هذا الفساد في وطن حولوه الى مفسدة كبيرة؟! فأين الثورات؟ وأين ذهبت دماء الضحايا؟ وكيف بمقدور ثائر (كان يدََعي النضال من أجل المظلومين) ان يستحيل حاكماً ظالماً سارقاً مستبداً ، ومازال يخدع نفسه ويتصور أن الناس كلها تصدقه .
الوطن لاقيمة له عندما يفقد فيه الإنسان كرامته , بلادي لامعنى لها ولا قيمة لها إن جارت عليَ ، بل لن تكون عزيزة عليَ وعلى الإطلاق ، اتجور البلاد عليَ ( والقصد ان القادة وابناء القادة وازلام القادة وخدم القادة يجورون عليَ لأن الوطن مختزل في ذواتهم المؤلهة) وعليَ أن أشكرهم وأعزهم ؟! أي سخف هذا ، كيف اعزهم وهم يسرقون مني وينعمون على حساب حرماني ؟! ما معنى ان تكون وطنياً ساذجاً ؟ ما معنى أن يكون لك وطن وأنت منفي في وطنك؟
يقول أحمد شوقي الشاعر الارستقراطي الذي لم يكن بحاجة الى شيء :
وطني إن شغلت بالخلد عنه ... نازعتني إليه في الخلد نفسي
أنا لااؤمن حقيقة بهذا الخداع فما زلت مؤمناً إن أعذب الشعر أكذبه .
يقول الشاعر الشعبي العراقي الراحل عبدالحسين الحلفي وهو صادق:
والدنا الوطن بابا انسميه
أشو بابا عدل وأحنا يتامى.



#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل مستقل في هذا الوطن خائن وعميل...!
- وهم الديمقراطية العراقية وتأثيراتها على حركات التغيير في الع ...
- سميرة المسالمة رئيس تحرير صحيفة تشرين السورية تصدق نفسها ؟!
- الى أحرار سوريا - نظام البلطجة البعثية سينهار أمام ارادتكم
- أستاذ كفاح محمود - لنتحاور على خلفية مقالكم - من أجل كردستان ...
- ستتهاوى الكثير من العروش - إنها لحظة تارخية جميلة
- قف أنت في العراق بلد الحضارات...! هنا لا دولة ولا قانون
- الحراك السياسي في أقليم كردستان -مابين الفساد والإنهيار يكمن ...
- تونس ... كل أصباغ الشعر ومواد التجميل لن تنجح في اخفاء عجز ا ...
- العراق بين جدران أقليمية آيلة للسقوط-قراءة سريعة لمعادلة بدأ ...
- أعطوه من بيت المال خمسين درهماً...!
- ليس هناك من يتقن فن الكيل بمكيالين مثل الساسة العراقيين
- الرعاية التركية للإجتماعات العراقية السورية في أنقرة...عمرو ...
- نصف قراءة لما يُكتب عن الأزمة العراقية السورية
- العراق وسوريا ...حقائق يجب أن تذكر
- الهوية الوطنية العراقية بيني وبين السيد سعد عاصم الجنابي...م ...
- الحراك السياسي الحالي والعد العكسي للانتخابات العراقية
- العد التنازلي للإستقرار الأمني في العراق
- الديمقراطية الحقيقية والديمقراطية التوافقية بين مصداقية الطر ...
- العراق من النظام البرلماني الى النظام الرئاسي...هل ننتظر حقب ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - بلادي وإن جارت عليَ عزيزة ... وأهلي وإن شحوا عليَ كرامُ...!؟