أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم مهدي قاسم - بقاء القوات الامريكية ام رحيلها















المزيد.....

بقاء القوات الامريكية ام رحيلها


سليم مهدي قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 21:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا احد ، لا امريكا ولا دول العالم ولا دول الجوار ولا احد ايضا من الكتل السياسية داخل العراق ، يستطيع ان يعلن عن رأيته صراحة في مشكلة بقاء او رحيل القوات الامريكية ،فباستثناء ( التيار الصدري ) الكل يتحدث وكأن القوات الأمريكية يجب ان تبقى وان ترحل في نفس الوقت ،يقولون كلاما غامضا ، يقولون ما لا يُفّهم ، الكلّ يخاف من الكل ّ ، ولا يوجد من يبادر لينزل الى النهر اولاً ، الكل يعرف ان التيار والنفيات التي في النهر من الممكن ان تسبب له الموت ، حيث ان الشروع في اعلان الموقف من وجود هذه القوات سواء بالرفض او بالقبول يعني ان تفقد الشارع ، الشارع الان هو الحكم ، هو من يعطي صك الغفران لمن في الساحة ، الشارع هنا او الشارع هناك .
1 . الامريكان الذين يملكون السلاح والقوة في مأزق مثلنا نحن العزل الذين لا نملك سوى الكلمة ، قالها ( اوباما ) قبل سنوات قبل ان يصبح رئيسا ان القوات الامريكية ستعود الى بلادها ، ولا يستطيع الآن في هذا الوقت بالذات بعد مقتل الإرهابي الأول عالميا ( بن لادن )وبعد اكثر من عشر سنوات على الارهاب ، ان تقول بأن القوات الامريكية في العراق يجب ان تقبى هناك ، خاصة وان اوباما عينه على الانتخابات وربما في طريقة الى ولاية ثانية ، وبقاء القوات هناك او التجديد لها يعني بانه قد نكث بعوده للأمريكان بعودة الجنود الى البلاد ،الرّسل الامريكان الذين يصلون الى العراق هذه الايام بكثرة ، ويلتقون بصناع القرار هناك ، يرغبون بسماع كلمة من العراقيين بأن القوات العراقية ليست بجاهزة لتسلم الملف الامني بعد الانسحاب ،هم يعرفون ذلك ولكنهم لا يبحون به ، او بعبارة ادق ينتظرون الفم العراقي لينطق بها ، وذلك يعني ان العراق هو الذي يطالب ببقاء هذه القوات ، وحينها فقط سيساعدون هذا العراق المخرب في ابقاء القوات لسنوات اخر .
2 . ذهبت امريكا الى هذه الحرب ( حرب الاحتلال والتحرير ) الى العراق بدون موافقة روسيا وفرنسا والمانيا والصين ودون موافقة العرب ايضا ، ذهبت بمفردها الى هناك مع مشاركة بمئات من الجنود من هنا وهناك مشاركة صورية باستثناء بريطانيا التي ارسلت اكثر من خمسة الاف مقاتل، ومنذ سنوات انسحب الجميع ، وبقيت امريكا وحدها عارية هناك ، وهنا المأزق اكبر والخرم اكبر والخراب اعم ، وهذه الدول التي لم تشارك او التي انسحبت فيما بعد من المشاركة ، تجد نفسها في حرج اكثر من غيرها بأن تطالب ببقاء قوة احتلال هناك ، فالكلّ يعرف ان الحرب في العراق قد انتهت ، ولكنها لم تنتهي في نفس الوقت ، ثم ان هذه الدول لم تحصل بعد على قسمتها من الكعكة العراقية ، والخطاب الذي ساد في السنوات العشر الاخيرة لا يزال يعمل في عقل النخبة التي شكلت هذا الحدث بالرفض او القبول بالاحتلال او بالمعارضة للاحتلال ، هذا العقل الذي ساد في اوربا لا زال ينشط بقوة ، وهو لا يستطيع ان يتخلى عن ما يعتقد انه قد آمن به خلال السنوات التي مضت ، الازمة هنا هي ازمة خطاب ، والخروج من الخطاب هو خروج من الذات الى ذات اخرى ، والخروج من الذات هو خروج من الشارع .
3 . دول الجوار تعاني من مأزق اخر ومن نوع خاص ، فثمة اعتقاد بأن خروج القوات الامريكية في هذا الوقت بالذات حيث الثورات تعمل بجد في المنطقة ، من الممكن ان يجعل العراق لقمة سريعة الهضم في الفم الايراني المفتوح على المنطقة ،فالدول العربية التي رفضت في السابق وجود هذه القوات ، وغذت بأموالها ومقاتليها الجهاديين ساحة الحرب في العراق وشاركت بكل قوة في اشعال الحرب الاهلية الطائفية ، هذه الدول التي شاركت بقوة ضد الوضع في العراق بكل تعقيداته سواء بفكرة تهميش السنة من العملية السياسية في العراق او بفكرة الديمقراطية الزاحفة الى المنطقة او بفكرة العملاق الاقتصادي العراقي القادم ، والاهم من كل هذا هو فكرة رفض الاحتلال المعلنة من قبل دول الجوار العراقي القريبة ( السعودية ،اليمن ، الامارات ، الاردن ، سوريا ، البحرين ،الكويت وتركيا ) والبعيدة ( مصر ، ليبيا ، الجزائر ،المغرب ، السودان وباكستان ) وبالتالي فأن مطالبة هذه الدول من امريكا بإبقاء قواتها هناك ، سيطرح سؤالاً عملاقاً وهو لماذا كلّ هذا القتل الذي مُورس طوال السنوات السابقة ضد الاطراف الشيعية بحجة قوات الاحتلال ؟ ولماذا تطالبون ببقائها الان ؟ ثم ان هذه الدول في الاغلب منها قد فضل عدم اقامة اي علاقات دبلوماسية مع العراق بحجة ان العراق يرزح تحت الاحتلال ، ولعل الجملة التي كثيراً ما رددت على الّسَلْن الاعلاميين والسياسيين بأن كل ما بني على باطل فهو باطل ، فأن العملية السياسية في العراق وفق هذا المبدأ بطالة كلها وبالتالي فهم لا يستطيعون ان يطلبوا من الباطل هذا ان يقوم بممارسة السياسة والطلب من القوات الامريكية البقاء .
4 . لإيران فقرة خاصة في فيما يحدث ويحدث ، فهي الاخرى شاركت في حرب العراق ولكن بطريقتها الخاصة ، فخلال وجود قوات الاحتلال في العراق غذت ايران جهات المقاومة الشيعية لضرب هذه القوات فوجود الجيش الامريكي على حدودها كان مصدر قلق لها ، وقد وجدت في التيار الصدري كلّ الصفات التي تجعلها تعتمد عليه في هذه المعركة ، فهو الكتلة السياسية الوحيدة التي بقيت خارج العملية السياسية في حكومة بريمر وفي مجلس الحكم فيما بعد ، ثم الصدام الذي وجد هذا التيار نفسه فيه مع كتل علمانية تسيطر على مقاليد الحكم في العراق ( اقصد حكومة علاوي ) والمخبئ الوحيد الذي كان الصدريون يجدون فيه أمانهم هو حضن المؤسسة الايرانية ، وحتى عندما وجد الشعب العراقي نفسه داخل ساحة حرب اهلية ، فأن الأطراف الشيعية التي تخلت عن سلاحها مقابل الدخول في العملية السياسية ( المجلس الاعلى وقوات بدر ) وجدت نفسها بأنها بحاجة الى جيش المهدي وايران ليشارك باسمها في هذه الحرب الطائفية المقيتة ، وها قد انتهت الحرب الان ، وايران لا تريد ان تعلن عن موقفها ازاء بقاء او رحيل القوات الامريكية ، ذلك لأنه سيضعها في خانة هي من يقرر شروط اللعبة في العراق ، واعتقد ان ايران تعرف ان هذه اللعبة غير مرغوب فيها في المنطقة .
5 . الكتل السياسية باستثناء الصدريين يعانون من فكرة الماء البارد الذي في النهر ، وهم يتسابقون على الوقوف في الخلف لا في الامام ، الكتل السياسية تقول هذه مهمة القائد العام للقوات المسلحة والقائد العام للقوات المسلحة يقول هذه مهمة الكتل السياسية لان بقاء او رحيل القوات هو شأن يخص العراقيين جميعا ، ولكن الفكرة في تصورنا هي اكثر من هذا ، بصريح العبارة انها فكرة المكاسب ، فكتلة الائتلاف الوطني تعرف مسبقاً أنّ موافقة المالكي بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة على بقاء القوات الأميركية يعني بالضرورة ان القائمة العراقية ( السنية الاطراف) بأنهم سيرفضون بقاء القوات ، وانهم لن يوافقوا على وجود هذه القوات على الاراضي العراقية الا بعد أنّ يحصلوا على مكاسب سياسية وادارية من الادارة الامريكية ، فهم يعرفون جيداً انّ العملية السياسية بالعراق خيوطها كلها بيد الامريكان، ثم ان رفضهم سيتناغم تماماً مع خطابهم الذي نادوا به منذ دخول هذه القوات وحينها لا يلامون على ايّ خطاب سابق لهم ، اما اذا رفض المالكي وجود هذه القوات واعلن صراحة بجاهزية القوات العراقية لحماية العراق ، فأنهم حينها سيدعون بأن الاطراف الشيعية في العملية السياسية قد وصلها امراً من ايران برفض فكرة بقاء القوات الامريكية ،وانهم يرغبون بان يُحتل العراق بالكامل من ايران ، وحينها فقط سيطالبون بما يسمونه الانسحاب المسؤول من العراق ، وهو ما يعني بقاء القوات الاميركية في العراق ، وحينها سيصبحون الاصدقاء الاوفياء للأمريكان وهم يعرفون ان العراق لا يستطيع ان يتنفس بدون وجود الاوكسجين الأمريكي للعشر او العشرين سنة القادمة .
المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة يعرف مسبقاً بعدم جاهزية القوات العراقية لحماية الحدود العراقية من اي اعتداء خارجي ، وان بقاء القوات الامريكية في العراق كان ولازال ضرورياً جداً لحمايته ، ولكنه أنّ اعلّن ذلك فأنه لا محالة سوف يخسر حينها التيار الصدري وهو العمود الفقري في كتلة الائتلاف الشيعية بالإضافة الى ايران ، وحينها سيجد نفسه وحيدا في الساحة السياسية العراقية امام طلبات القائمة العراقية التي لم ولن تتوقف في مطالبتها بالحصول على مساحة اكبر في العملية السياسية وحينها فقط سوف يخسر مرتين ، الاولى هي رئاسة الوزراء التي يعتقد انه الاجدر بها مع فرض انسحاب التيار الصدري من دعمه والثانية هي فكرة استتباب الامن التي كثيرا ما تغنى بها ورددها وكأنها نشيد وطني ، ففكرة بقاء القوات الاميركية في العراق تعني ضمناً ان فكرة الامن في العراق لم يخترعها المالكي بقواته الوطنية وانما بفضل القوات الاميركية وها هو يطلب ببقائها .
السؤال الان : هو من الذي سينزل الى الماء اولاً والكلّ يخاف ويرتجف ؟



#سليم_مهدي_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائر الذي ارسلناه لم يعد
- الجدار مرة اخرى
- كما لو انني اختفي
- طين تحت جلد الكلام
- كلام على الطاولة ... من يوميات انكيدو
- السعودية تشتري الثورة المصرية
- لعبة السعودية في مصر .. الاضرحة مقابل ايران
- غياب طارق الحميد ... غياب للموقف السعودي
- بحثا عن الشيعة .. محاكم التفتيش في دول الخليج
- لا تجعلوا الثورة السورية طائفية
- لتكن الجمعة .. جمعة درعا .. والتي بعدها حرية درعا
- خطاب الملك ... السعودية بعيداً عن الاوسكار .
- البحرين : اسرائيل جديدة في المنطقة
- عار الجزيرة في البحرين
- عقرب ورجل عجوز
- كتابة مسمارية
- المثقف الآن .... طيرانٌ حتى الافق
- مجلس السياسات العليا .. خيبة امل لعلاوي وورطة للمالكي ..
- مظاهرات كركوك .. العنف بداية للقمع


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سليم مهدي قاسم - بقاء القوات الامريكية ام رحيلها