أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - مستقبل الثورات العربية الراهنة














المزيد.....


مستقبل الثورات العربية الراهنة


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3362 - 2011 / 5 / 11 - 21:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد النجاح ( المؤقت ) للثورة المصرية أصبح نجاح الثورات التالية أكثر صعوبة ويستلزم تضحيات أكثر ، بسبب خوف الحاكم المستبد من مصير مبارك و بن على ، وبسبب خوف الغرب من علو شأن السلفيين و محاولة سرقة الثورة كما هو الحال فى مصر . الحاكم مع ذويه يقاتل معركة حياة او موت فليس امامه سوى المواجهة بكل ما يستطيع ، والغرب متأرجح حتى لو فى وضع القذافى فى ليبيا .
ليبيا ببترولها وأهميتها ووحشية القذافى وعداءه للغرب و تفجيراته وقتله لمئات الغربيين ـ كل ذلك جعل الغرب يتدخل لانقاذ الليبيين من المذابح التى توعدهم بها القذافى علنا . ومع ذلك فإن الخوف من السلفيين القادمين بعد غياب القذافى يؤرق الغرب و يطيل أمد الحرب . وفى اعتقادى أنه يمكن للغرب ـ لو أراد ـ إنهاء الحرب بقتل القذافى ، ولكن إطالة الحرب مفيدة للغرب لأنهم سيستهلكون فيها البالى و القديم من أسلحتهم ويحصلون مقابلها على ارصدة القذافى وبلايينه المجمدة عندهم ، ولن يكلفهم الأمر سوى طلعات روتينية دورية ، وفى النهاية سيسقط القذافى ويقتل مع آله واتباعه ومعظم خصومه، ولكن بعد استهلاك بلايينه وقتل الكثيرين من معارضيه ، وهم محسوبون على السلفية ، ويتبقى بعد القذافى ونظامه أغلبية الشعب الليبى ، الأغلبية الصامتة التى لن تشكل خطرا على مطامع ومصالح الغرب . وعندها يعتبر الغرب نفسه قد انتصر بدون خطر للسلفية.
اليمن تعج بأنصار القاعدة و السلفيين ، وليس فيها بترول يغرى الغرب ، بل وعلى عبد الله صالح خادم مطيع للغرب ، وله فى اليمن أنصار كثيون أكثر مما لدى القذافى فى ليبيا . وبالتالى فليس هناك ما يغرى الغرب على التدخل لصالح الثوار ،بل يرون التدخل هو لغير مصلحتهم ، وبالتالى فالطريق عسير امام ثورة اليمن ، وتتوقف على تدخل القبائل و الجيش والحرس الجمهورى ضد صالح . ولعل الوصول الى اتفاق يضمن عدم محاكمة صالح هو أفضل المتاح .
الثورات فى البحرين تم اجهاضها بعد اتهامها بالطائفية الشيعية ، وبالولاء لايران . وتحركت السعودية والنظم الخليجية للتدخل سريعا حفاظا على عروشها وبتأييد غربى اسرائيلى .
وضع سوريا أكثر حساسية يتداخل فيها المحلى مع الاقليمى و الدولى .
نظام الحكم يمثل طائفة بأكملها هى الشيعة النصيرية العلوية ، وهى نحو خمس عدد السكان ، ومعهم جيش تربى على الطاعة والولاء لآل الأسد وله سوابق اجرامية فى مذابح للشعب . وهو مستمر الآن فيما تعود عليه . والمعارضة السورية كما يبدو على السطح حائرة او منقسمة بين المطلب الحقوقى ( الحرية و العدل وحقوق الانسان والديمقراطية ) و الأحلام السلفية السنية المذهبية حيث يمثل السنيون اغلبية فى سوريا ، والأكراد السوريون بين بين . ثم تأتى العوامل الاقليمية لتزيد القلق ، فايران وحزب الله مع نظام الحكم ، واسرائيل تفضل نظام الأسد الذى لم يسبب لها إزعاجا سوى بالكلمات و التصريحات ، والاسد كان و لا يزال يتمسك بفضيلة الصمت و العفو عندما تنتهك اسرائيل اجواء سوريا لتدمر وتقتل. واسرئيل تعرف كيف تتعامل معه من خلال خبرة تمتد من عصر حافظ الأسد الى بشار الأسد ، وحتى لو كان البديل غير سنى فليست لاسرائيل رغبة فى ان تتعلم من جديد كيفية التعامل مع هذا القادم الجديد ، فكيف إذا كان البديل فى الأغلب سنيا ؟ وحتى لو كان ديمقراطيا يسمع لصوت الشارع فلا بد ان يستجيب لمشاعر الشارع السورى و يطالب بتحرير الجولان ، وبذلك تتحد مطالب الشارع المصرى مع الشارع السورى ضد اسرائيل فى ظل نظم حكم ديمقراطية او سلفية بما يهدد وجود اسرائيل وليس مجرد احتلالها للقدس وتحكمها فى الضفة وغزة.. إذن مصلحة اسرائيل مع بقاء الأسد حتى لو كان مواليا لايران وحزب الله ، فلقد اكتسبت اسرائيل خبرة فى التعامل مع هذا التشابك ، علاوة على ان الأسد بعد قضائه على الثورة سيكون أكثر ضعفا واكثر خضوعا لاسرائيل . والغرب هو مع مصلحة اسرائيل ..وضد السلفيين ـ بل هو ضد اى نظام ديمقراطى فى المنطقة يمكن ان يهدد مصالحه ، ولا ننسى ان الشرق الأوسط هو الساحة الخلفية لاوربا وهو المجال الحيوى لأمريكا ، واسرائيل هى الحارس للغرب وامريكا فى المنطقة.
هذه الصورة القاتمة لا تعنى اليأس ، بل إن الصدق فى التوصيف هو الطريق الوحيد لمعرفة الحل الصحيح .
والحل الصحيح هو الآتى :
الوحيد الذى يمكنه التغيير ـ ليس أمريكا وليس اسرائيل ـ بل الشعب العربى.
الشعب يعنى كل الشعب موحدا فى قواته المسلحة و جماهيره و قياداته الحزبية و الشعبية .
توحيد الشعب لا يكون بالايدلوجيات المذهبية والطائفية والدينية ـ لأن هذه الطائفية و المذهبية والدينية تقوم أساسا على التفريق والتقسيم وليس الاتحاد.
توحيد الشعب هو فى التمسك بحقوق الانسان وحرية الفرد والعدل و نظام ديمقراطى على النسق الغربى أو الاسرائيلى .
سيظل البشر فى جدل دينى ومذهبى وطائفى كل منهم يتمسك بدينه ومذهبه وطائفته معتقدا أنها تملك الحق المطلق وان ما عداهم كافر مستحق للقتل والاستبعاد . فإذا تدخلت هذه الطائفية والمذهبية والانقسامات الدينية فى السياسة أحالتها الى حروب اهلية و اضطهادات دينية ومحاكم تفتيش.
وبينما سيظل البشر مختلفين دينيا ـ إلا من رحم ربك ـ فإنه لا خلاف بين البشر حول القيم العليا من العدل و المساواة و السلام و الحرية.
بابجاز .. لابد من ان يتحد السوريون والمصريون و اليمنيون والخليجيون والمغاربة والتوانسة والجزائريون والسودانيون والموريتانيون والصوماليون واللبنانيون خلف شعارات حقوقية تدافع ـ بكل ما تملك ـ عن حقها فى التمتع بالديمقراطية والعدل وكرامة الفرد .
هنا يتحقق المستحيل بدون عون من الغرب او من الشرق.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و.. التبنى حرام قطعا
- مولد ابن لادن
- ف1 خامسا : جهود البدوي فى المرحلة الأولى ( 637- 658 هجرية)
- بولس الراهب الحبيس
- تعديل قانونى بسيط ينقذ مصر من خطر محيط
- ف 1 : رابعا قبيل جهودالبدوي فى الدعوة السرية
- حوار لم تنشره جريدة ( المصرى اليوم )
- ف1 : الحركة الشيعية السرية فى القرنين السادس والسابع قبل الب ...
- حقيقة البدوى كداعية شيعى سرى : الفصل الأول
- كتاب (السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة) فكرة عن هذا الكتاب:
- الى متى يستمر نهب الآثار المصرية ؟!!
- السلفية : الجذور .. والشرور .!
- الثورات العربية الحقوقية ونهاية عصر الايدلوجية
- مبارك مع الاقامة وعلى زين العابدين والأمويين
- حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية ( 6 ) ثالثا : المرأة تتص ...
- حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية( 5 ) . ثانيا : المرأة تح ...
- حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية (4 )
- من علوم القرآن : القرآن والواقع الاجتماعى ( 17 ) ابن الزيات ...
- حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية فى لمحة اصولية تاريخية : ...
- أمن الدولة في مصر .. بين الألغاء والأبقاء


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - مستقبل الثورات العربية الراهنة