مروان البرغوثي والبطالة في إسرائيل

أحمد أبو حسين

الحوار المتمدن-العدد: 223 - 2002 / 8 / 18 - 08:14
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

 

في الوقت الذي شدَّت فيه أجهزة "الأمن" الإسرائيلي أحزمتها عند حضور المناضل مروان البرغوثي للمحاكمة في المحكمة المركزية في تل-ابيب، وفي الوقت الذي كان فيه مروان يعلن أمام كاميرات الصحافة والأعلام انه رجل سلام وان لا أمن لإسرائيل بدون سلام مع الشعب الفلسطيني كانت البورصة الإسرائيلية تسجل هبوطاً في أسعار أسهم شركاتها التي أهلكتها السياسة الاقتصادية التي تشهدها إسرائيل في الآونة الأخيرة. موضوعياً، لم تتأثر الأسهم الإسرائيلية البتة بتصريحات مروان لكنها كانت تسجل هبوطاً متناقضا بسبب انخفاض نسبة 2،1% في عدد طالبي العمل، وفق تقرير وزارة العمل، في حين أفاد تقرير لجنة الإحصاء المركزي في إسرائيل أن نسبة البطالة شهدت ارتفاعاً.

وفي الواقع هذا الانخفاض نابع من تشديد النظم الإدارية في دفع رسوم البطالة، هذا يعني أن هناك جزءاً من العاطلين عن العمل لا تصلهم أية مستحقات من التأمين الوطني. هذه هي البطالة المقنّعة وهي إعلان عن حالة فقر قائمة وتهديد مباشر باحتمال توسع دائرة الجريمة المتفشية.

في تقرير لدائرة الإحصاء المركزي في إسرائيل عن الربع الثاني من السنة المالية الحالية سجل النمو الاقتصادي ناقص 2%، مقارنة مع الربع الثاني من السنة الماضية.

كذلك انخفض الاستهلاك الفردي وارتفعت البطالة وتعمق الفقر وتفاقمت الديون.

وفي تقرير لبنك إسرائيل نشر يوم 14/8/2002 فإن الدلائل لزعزعة الاستقرار الاقتصادي تتزايد يوماً بعد يوم وأسبابها حسب معد التقرير هي ما يلي:

1- بطء وتيرة الاستثمار الخارجي، مما يؤدي إلى عدم وجود عملة أجنبية وهبوط قيمة الشيكل الإسرائيلي وصعوبات موضوعية للشركات الإسرائيلية المدعومة بالتمويل الخارجي خاصة شركات الهاي-تك والإنترنت.

2- سحب الودائع البنكية لمستثمرين أجانب.

3- التدريج الاقتصادي لإسرائيل في العالم بسبب الوضع الأمني وحالة عدم الاستقرار التي تضعف إمكانية الاستثمار.

4- عنصر عدم التأكد والمعرفة مما سيحصل في السوق المالي في إسرائيل. وأسعار العملة والفرق الكبير بين سعر البيع والشراء والذبذبات في سعر الدولار تؤكد ذلك.

5- الإساءة لمصداقية السمعة الاقتصادية في أعين الجمهور مثل زيادة أو تقليل الفائدة بشكل مفاجئ.

6- تفضيل الاستثمار الخارجي يؤكد خوف الجمهور الإسرائيلي من السياسة الاقتصادية الحالية.

تقرير دائرة الإحصاء المركزي أشار أيضاً الى أن الاقتصاد الإسرائيلي يشهد أسوأ مردود منذ قيام الدولة اليهودية، وتقرير بنك إسرائيل أشار الى عمق الأزمة الاقتصادية والى دلائل على الانهيار. والبطالة التي وصلت إلى 6،10% وهي في الواقع 15% إذا أخذنا بالحسبان البطالة المقنّعْة تؤكد صحة ما قلته في مقالة سابقة بان الاقتصاد الإسرائيلي آخذ في الانهيار في كلتا الحالتين سواء أقرت الحكومة التقليصات في الميزانية أو لم تقر.

ولا ينفع ما أفادت به "يديعوت احرونوت" يوم 15/8/2002 من ان المالية الإسرائيلية ستستعين بخدمات أحد الخبراء الاقتصاديين المختصين في البطالة مقابل 3 ملايين دولار، وذلك لحل مشكلة البطالة!!

في هذه الحالة ايضاً سيضطر جيش العاطلين عن العمل الى البقاء في البيوت ومتابعة وقائع محاكمة مروان البرغوثي،التي ستستأنف في بداية الشهر المقبل، من خلال الراديو هات وسيشبعون الشعب الفلسطيني ومروان البرغوثي شتائم ما بعدها شتائم لأنهما السبب الرئيسي والمباشر عن عدم إيجاد أماكن عمل لهؤلاء.

ينسى هؤلاء من السبب الحقيقي؟! لكنهم يتحولون إلى رعاع منفلت كلما تصاعدت المقاومة ضد الاحتلال.

*كاتب فلسطيني من مدينة أم الفحم- الجليل.

#أحمد_أبو_حسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات