أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - البحث عن فسحة للفرح














المزيد.....

البحث عن فسحة للفرح


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 15:19
المحور: حقوق الانسان
    


لم تأخذ مظاهر حياة العراقيين وضعها الاعتيادي في العاصمة بغداد - وكذلك في محافظات اخرى- حتى الآن برغم مرور ثماني سنوات منذ إسقاط النظام المباد في نيسان 2003، فلم تزل الأحياء السكنية تكتفي بحياتها الذاتية شبه المعزولة عن المناطق الأخرى. وحتى المناطق التي يفترض ان تكون متنزهات عامة ومكانا لتجمع اكبر عدد من الناس مثل الزوراء وحدائق ابي نؤاس وغيرها، لا يستطيع البقاء فيها مع اولى بوادر غروب الشمس سوى سكنة الاحياء القريبة منها او المواطنين الذين يمتلكون سيارات خاصة بهم، اما المواطنون الاعتياديون فيسارعون الى مغادرتها قبل حلول الظلام بفعل قلة حركة السيارات في ذلك الوقت ومن ثَم انعدامها كلياً ليلاً، كما ان الجهات المعنية في وزارة النقل لم تفلح حتى الآن في تخصيص خطوط نقل عام بمقدورها ان تنقل المواطنين المتأخرين في تلك المتنزهات الى بيوتهم، فضلا عن حظر التجول الذي لم يزل قائماً منذ نيسان 2003 برغم التخفيف منه في المدة الاخيرة.
هناك اماكن لم تزل مغلقة بوجه الناس ولا يستطيعون الافادة منها حتى في ايام العطل على خلفية النزاع على ملكيتها الذي لم يحسم الى الآن، نخص بالذكر مدينة العاب الرصافة التي تنازع على ملكيتها كل من امانة بغداد ووزارة المالية فضلا عن محافظة بغداد، ولا تُعرف الى الآن عائدية ذلك المرفق الحيوي. وقد استبشر المواطنون خيرا حين قُيل منذ مدة انه سيجرى احالة مدينة الالعاب على الاستثمار، غير ان المواطن لم يرَ شيئا على صعيد التنفيذ، ولم تزل المدينة مغلقة بوجه الاطفال والعائلات.
ان المواطن العراقي به حاجة ماسة بعد عقود من الحروب والحرمان الى ما يخفف عن كاهله عناء الحياة التي طفقت تتعقد حلقاتها يوما بعد يوم وتمعن في تضييق الخناق على ضروب التسلية والمتعة البريئة، واقلها حقه في التمتع بليل هادئ يزخر بالشوارع النظيفة المضاءة وبالمطاعم والمقاهي ودور السينما والمسارح ويحفل بالناس الفرحين الذين لا يفكرون في مشكلات الرجوع الى بيوتهم بعد ساعات يقضونها خارجها، ومن هنا تأتي مسؤولية الحكومة في توفير متطلبات الحياة الاعتيادية في طليعتها وسائط النقل العام التي تؤمن نقلهم من اماكن التجمعات العامة ومنها المتنزهات والملاعب ومناطق قلب العاصمة إلى أماكن سكنهم.
ان الظروف الحالية التي يعيشها المواطن والتي تمتاز باتساع مظاهر الحرمان في معظم مناحي حياته تستوجب الاسراع في تهيئة متطلبات الحياة الاجتماعية وتنشيطها لما يمثله ذلك من أسس لعلاج المشكلات النفسية وحتى الصحية التي يعاني منها كثير من المواطنين من جراء بقائهم في بيوتهم وما يتبعه ذلك من زيادة مدة استنشاقهم لدخان المولدات وغياب مظاهر التنزه في الحدائق والاماكن جيدة التهوية.
ان الانتقال بوضع الناس الى حالة يتمتعون فيها بخيرات بلدهم يمثل امتحاناً كبيراً يُقاس على اساسه مدى نجاح الحكومة من عدمه، بل انه يمثل أس العملية السياسية واساسها وان السعي لتحقيق أفراح الناس وسعادتهم هو القاسم المشترك الذي تقاس عليه النجاحات والاخفاقات.



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحلام المواطن المشروعة وسبات النواب المزمن
- الإزاحات العكسية في أنماط الحياة العراقية
- ملفات الفساد .. هل تطيح بالحكومة؟
- خريف (الجنرالات) .. ربيع الشعوب
- ملفات السجناء والموقوفين واجبة الحسم
- منظومة الفساد تطيح بمستقبل العراقيين
- بوصلة القوانين المعطلة .. الى أين تتجه؟
- -اكسباير- الدكتاتوريات العربية
- التعطيل غير المبرر لجلسات مجلس النواب
- المسؤولية حين تمسي جُرماً
- انهيار الجماهيرية العظمى
- انتقائية الحكومة في التعامل مع القوى السياسية
- حدود إظهار القوة في مواجهة الاحتجاجات
- تقويم احتجاجات (يوم الغضب) العراقي
- الطبقة السياسية تضع العراق في دائرة الخطر
- تعديل الدستور وقانون الانتخابات في سلم أولويات الشعب
- الحراك الشعبي العراقي.. الأسباب والتوقعات
- الى شعب بطل
- قرار رقم (29) .. تكريس للنهب المنظم
- شرطة الديوانية والضرب تحت الحزام


المزيد.....




- غرق خيام النازحين على شاطئ دير البلح وخان يونس (فيديو)
- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - صادق الازرقي - البحث عن فسحة للفرح