|
هل أسماء الأسد هي السيدة الأولى؟؟
إيمان البغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 12:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم كل العقبات الاجتماعية والقانونية التي تعيق المرأة من التقدّم..إلا أن المرأة السورية كانت على الدوام متميزة ورائعة في كل المجالات..وفي هذه الانتفاضة الرائعة برزتْ أسماء الكثيرات من النساء اللواتي نشعر بالفخر والاعتزاز بهن مثل ناهد بدوية و سهير الأتاسي و السيدة منتهى سلطان الأطرش و رزان زيتونة والكثير الكثير من السيدات التي ستطول القائمة إن ذكرتُ أسمائهن هنا..بالإضافة لكثيرات من اللواتي لا نعرف أسمائهن لكننا أصبحنا نشاهدهن ونفخر بمواقفهن.
كنت أشاهد منذ مدّة نساء بانياس يمشين في الشوارع والإصرار يدفعهن نحو الأمام و الرقي يُزين مسيرهنّ المهيب و القوة و الحب والإنسانية الفياضة هي من أخرجتهن ليمشوا في الشوارع رغم كل الحزن والألم الذي ينخر قلوبهن الجميلة..لقد كانوا كفارسات يحملن تجاعيدهن و نضارتهن و رُقيهن و قلوبهن الرائعة مطالبين بعودة أهلهم الأسرى بشكل حضاري للغاية ثم خرجت نساء درعا رغم محاصرتها بالدبابات والرصاص يومها كالمطر ..خرجن ليطلبوا الحليب والماء لأطفالهن ..خرجن بكل شجاعة غير آبهاتٍ لا برصاص مجنون ..ولا بقناصة يترصدون كل من يمشي على قدمين.. كما شاهدنا الكثيرات من الصبايا خرجن بمظاهرات في قلب دمشق و يحملن لافتات راقية مطالباتٍ بالحرية والتغيير... شاهدنا الكثير الكثير من المظاهرات وكلها لم تكن تخلو من تواجد المرأة العظيمة الشجاعة ..لقد مشينَ يداً بيد مع الرجال ..هتفن تارة بصمتهن المهيب ...وتارة بلافتاتهنَّ الأنيقة و تارة بأصواتهن التي وصلت لكل قلب و لكل ضمير.....
و منذ بداية الأزمة و أنا أتساءل عن دور السيدة أسماء الأسد كامرأة سورية أولاً وكزوجة وشريكة للرئيس الحالي .. و كأم لديها ثلاثة أطفال أتساءل عن دورها وعن ما قامت به كونها الشخص الأقرب للرئيس وليست بحاجة للالتفاف والمواربة واستخدام المقدمات الطويلة لتدخل في الموضوع.. ولا أعتقد أنها كامرأة متحررة تعلّمت و نشأت في الغرب وتنحدر من عائلة مثقفة بأنها تخشى من قول رأيها بصراحة وشفافية.. ولا أعتقد أن زوجها يقمعها كما يفعل مع بقية الشعب..و لا أعتقد أنها كزوجة للرئيس يجب ان تنسى أنها مواطنة عادية كأي مواطنة أخرى ... فماذا فعلتِ يا أسماء بالضبط ولماذا لم نسمع صوتك في هذه الأزمة حتى اللحظة؟؟
لقد لمع نجم أسماء الأسد كسيدة الأناقة الأولى في العالم السياسي.. ولطالما كُتب عنها أنها مثالاً للمرأة الجميلة الأنيقة المثقّفة صاحبة الحس الإنساني ..ولقد كان لنشاطاتها الإنسانية واهتمامها بالأطفال.. كما دعمها لمشاركة المرأة في التنمية وقع رائع.. وكنا نثمّن نشاطاتها و حراكها ..ولطالما أحببناها وأحببنا إطلالتها و ابتسامتها الناعمة وهي بجوار الأطفال اليتامى في شهر رمضان والكاميرات تلتقط العشرات من الصور لتملأ صفحات الانترنت والمجلات والصحف واليوم أريد أن أسألها ما هو دورها في هذه الأزمة التي تمر بها سوريا؟؟ هل تتناقش مع زوجها الرئيس بخصوص هذا الشأن الحرج والدقيق لسوريا؟ هل تقدم له النصائح ؟؟ وهل يسمعها أم يقفز عن آرائها ويتابع بمشروعه الفظيع؟؟ ام أنها لا تهتم بشؤون السوريين؟؟ أريد أن أعرف رأيها بخطاب زوجها الذي كان صادماً وحارقاً لأي ذرة أمل في نفوس الشعب..هل شجعته لقول ما قاله أمام أعضاء مجلس التهريج والتصفيق؟؟ أم أنها كعاقلة نصحته بأن يلجأ للعقل و يتحدّث معنا من باب المسؤولية حيث كان قادراً على تلبية مطالب الشعب و الدعوة لتهدئة السوريين الذين فقدوا أبناءهم و الجرح ما زال ينزف؟؟ هل استمتعتْ بضحك زوجها بدل أن يقف دقيقة صمت لأواح الشهداء وبدل أن يتحدّث بشيء من الهيبة و المسؤولية و الاحترام؟؟ ..أم أنها صفعته على وجهه عندما عاد إلى البيت بعد تلك المصائب والكوارث التي تضمنها خطابه الذي انتظرناه وانتظرناه ؟؟ وهل يُعقل أنها لم تكن تدري ما هو نص الخطاب؟؟ وعلى فرض أنها لم تكن تعرف ...فلماذا لم تتصرّف بعد الخطاب ..لماذا لم تعلن رفضها لما جاء و خاصة أنّ كل الإصلاحات التي أطلقها هو أو أي شخص آخر من طرف النظام لم تكن على أرض الواقع سوى مزيد من الدماء ومزيد من القمع و العنف..لماذ لم تعلن انشقاقها عنه كرئيس فاشل يقود البلد للخراب..لماذا لم تفعل ذلك بعد كل هذه الدماء التي سالت على التراب السوري و لماذا لم تنضم لصفوف الشعب الذي لا يطالب بأكثر من الحرية والكرامة؟؟ أريد أن أسألها عن شعورها ونساء وشباب سوريا مرميون في المعتقلات مسلوبي الحرية والكرامة فقط لأنهم مارسوا حقوقهم المشروعة وبطريقة حضارية وسلمية أريد أن أسألها عن مشاعرها كأم ..عندما علمت بأن الأمن قام باعتقال أطفال درعا وقام بتعذيبهم جسدياً ونفسياً لأكثر من شهر وأعادهم إلى عوائلهم بلا أظافر وبلا أمان وبلا هوية لطفولتهم التي داسوها..أريد أن اسألها هل تعرف ما هو شعور المدن المحاصرة تحت القصف بدون ماء وغذاء و دواء..و لا شيء هناك سوى الدم و الخوف والقمع ماذا فعلتْ حيال ذلك وماذا تفعل كل يوم؟؟ هل تسمع الأخبار ثم تذهب إلى غرفة نوم أطفالها لتقبلّهم و تتمنى لهم ليلة سعيدة ؟؟أم أنها أخذت موقفاً إنسانياً رافضاً لهذا العنف ضد الأطفال كائناً من كان الجاني؟؟وماهي القصة التي تقرأها لأطفالها قبل أن يناموا ؟؟هل تقرأ لهم عن أطفال سوريا الآخرين الجائعين الخائفين.. أم أنها لا تحب أن تزعج مشاعرهم و مخيلاتهم بقصص الرعب التي يمارسها أبوهم و النظام كل يوم على أطفالنا؟؟ هل تغلق الباب و تذهب بعدها لغرفتها لتنام بسلام وكأن شيئاً لم يكن.. أم أنها مثلنا لا تسطيع النوم وهناك المئات من المظلومين والمهانين والمصابين وحتى هناك الكثير من المفقود أثرهم وحتى جثثهم؟؟هل تتناقش مع زوجها بشؤون مئات القتلى والتي تعرف أنهم يموتون على يد رجال الأمن بأمر من زوجها وأخيه وأقاربه وعائلته..وما هو رد فعلها تجاه هذه الانتهاكات؟؟ هل ترش المزيد من العطور على رقبتها الجميلة لتزيل روائح دم الشهداء التي من المحتمل أن تتسلل إلى ضميرها فتعكر صفوها كإنسانة؟؟ أم ماذا فعلت و ماذا تفعل اليوم؟؟
أسماء يا أسماء..هل تحدثتِ مع زوجك كونك تقولين أن علاقتك به ومع أطفالك هي علاقة ديمقراطية و الحوار هو أهم شيء بينكم ..أم أن الديمقراطية لا تخرج خارج أبواب القصر؟؟ هل تتحدثين معه أم أنه لا علاقة لكِ بشؤون البلد ..وتهتمين فقط بجمالك وأطفالك وفساتينك ومشاريعك الخيرية لتضفي عليك طابعاً رائعاً ذات بعد إنساني كي تتصدرين فيه عناوين المجلات والصحف العربية و العالمية؟؟ ماذا تفعلين اليوم يا أسماء..هل تصمتين وتجلسين على الحياد..أم تتجاهلين الموضوع وتقولين لبشار تعالى يا حبيبي لنحتسي فنجان قهوة ودع مشاكل العمل في العمل؟؟ أم أنك تشاركين بهذا المخطط الإجرامي نحو تخريب سوريا وتحويلها إلى معتقل كبير يستمر بإلقاء القبض على الأنفاس والحريات وكرامة المواطنين؟؟
ما هو دورك يا أسماء؟؟ ولماذا لا تصرخين بوجهه و تقولين له بصراحة أنه مخطأ في حساباته .. فمن غير المعقول محاصرة المدن و حبس الشعب السوري كله و إرهابه و قتله ليبقى هو متربّعاً على كرسي السلطة وأين هو صوتك في هذه المرحلة حيث لم يعد الصمت خياراً مقبولاً لأحد؟ هل ستتصرفين كإنسانة و كمواطنة و كشخصية مقرّبة ومؤثرة على الرئيس بما فيه صالح الوطن والمواطنين؟؟ أم ماذا تنوين أن تفعلين طالما أنك مازلت حتى اليوم هادئة ومختبئة ولم تفعلي ما يجب عليك أن تفعليه؟؟ أسماء إذا كنتِ تعتبرين نفسكِ مواطنة سوريّة فقولي له بوجهه أننا لا نريده..قولي له أننا لا نريده لأنه أثبت فشله على مدار أحد عشر عام ..قولي له أننا لا نريد من يفتح النيران بوجه أطفالنا و إخوتنا و أخواتنا فقط كي يبقى على عرشه ..إن كنتِ ما زلتِ مواطنة و إنسانة فقولي له أن يرحل بسرعة ...وإن كان كما يدّعي كل من يتحدث ويدافع عنه لم يعطي أوامر في القتل فلماذا يخاف؟؟ لماذا لا يخرج و يتحدث معنا و يعترف لنا أنه فشل و لا يعرف ماذا يفعل ..صدقّيني لن ينتقم منه أحد بشكل شخصي فنحن بشر و لسنا همج و سنحتكم للقضاء.. والحكم بشأنه سيكون للقضاء..فإن كان مجرماً سيُحاكم حسب القانون وإن كان كما يدّعي هو..فسيصبح مواطناً عادياً وسيمارس حياته بشكل طبيعي..قولي له هذا الكلام بسرعة فهو غير مؤهل لهذا المنصب و أنتِ أيضاً تعرفين فلا تكابري ولا تتجاهلي ولا تصمتي ..ولا تتأخري حيث ستصبحين حينها بدل "السيدة الأولى"..السيدة الأخيرة
إيمان البغدادي
#إيمان_البغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ربيع الأصابع المقطوعة
-
كيف.. و إلى متى؟
-
الأقلام الرمادية و قطار الحرية
-
سوريا ليست أكوام الحجارة
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|