|
إلى أين يذهب البلد؟؟
مرهف الأشقر
الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 12:49
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
إلى أين يذهب البلد؟؟ شجعني التقرير الذي نشر أمس عن المؤتمرات الطلابية على نشر نص مداخلتي التي ألقيت في المؤتمر الطلابي للطب البشري تنويه: ثمة مقاطع أتت بسياقها وألقيت باللهجة العامية، ولا أرى ضرورة لكي أعيد صياغتها بالفصحى.
(أهداف..)
منذ عقود، اختار المجتمع هدفا له إنجاز الديمقراطية الاجتماعية، وهذا يعني –بعيدا عن تعقديات المصطلحات الإيديولوجية- أن تضع الدولة مصلحة الفئات الإجتماعية المسحوقة منها خصوصا والأكثر تهميشا على راس أولوياتها وصولا لعدالة أكثر، عبر: إعادة توزيع للثروة بشكل عادل تحسين شروط العمل توفير العمل للجميع الصحة للجميع التعليم للجميع، نحو مجتمع أكثر عدالة ومساواة.. ضد الظلم الاجتماعي، ضد التفاوت الطبقي، ضد أن تكون ثنائية غني/فقير هي المحددة لحقوق المواطن. ضد أن تكون أقلية فليلة، سمها طبقة إقطاعيةبرجوازية فئة مستغلة طغمة أيا يكن .. تملك الثروة الوطنية وتوجه السياسة لمصلحتها فقط، وتستغل الأكثرية أو تحرمها حقوقا هي لها كونها حقوقا إنسانية أساسية.. هذه هي هموم الشعب.. وأهدافه.. ومن التزام الطليعة بها تقاس شعبيتها و.. شرعيتها..
(اليوم..)
ما قلال اليوم يللي بيضطروا يتركوا لدراسة بمراحلها المختلفة من شان يشتغلوا ليعيلو أسرة.. قلال يللي عم يقدروا يتجاوزوا امتحجان البكالوريا بعلامات تدخلهن فرع منيح: صارت العلامة تكلف آلاف.. بالمصاري بتقدر تجيب علامات.. المصاري بتعطيك فرصة تدخل الفرع البدك ياه بتعليم موازي أو خاص.. والفقير إله الله..
ما قلال إللي ما بلاقوا مصاري ليروحوا ع مشفى خاص لإنو ما في أسرّة بالحكومي.. أو بيضطروا يحذفوا كم دوا لإنو ما في مصاري بالجيبة.. كتيرة العمليات الجراحية يللي ما بتنعمل: الدور العمومي طويل كتير. .ومشفى ابن رشد وغيره من كتير مشافي صارت بالمصاري..
وبعد ما يتخرج الطالب.. وين بروح؟؟ ع أبواب السفارت والخليج.. الدولة ما عادت ملتزمة بكتير معاهد، والهندسات.. يدبروا حالهن.. أو يدبرهن الله..
هدا هو الجانب الأسود .. بالأحرى الجانب الأسود الأول: التعليم والصحة ما كتير ضرورية للي ما معه مصاري، وعدد يللي ما معه مصاري، عدد هي الشريحة المفقرة( بفتح القاف) رح يزيد لإنو ما في فرص عمل.. الجانب الأسود التاني هو وجود فئة قليلة .. كل شي إلها.. وعم نشوفها.. .رغم كل شي وضع إقتصادي سيء.. بتضل مريشة وفوق الريح.. كيف ..؟ ما حدا بيعرف.؟
التناقض القديم.. سموه إقطاعية برجوازية من جهة.. وكادحين من جهة تانية.. اليوم فينا نسميه.. قطط سمينة من الطفيليين قليلة من جهة.. ومفقرين مهمشين أكثرية من جهة تانية.. !
(رعاية إجتماعية؟ شو..؟)
والأنكى.. ثمة مؤشرات عديدة لسياسة باتت واضحة تقوم على الرفع التدريجي ليد الدولة عن مهمة الرعاية الاجتماعية وترك المواطن لرحمة السوق وترك السوق لأصحاب الأموال بل ودعمهن ولو ع حساب المواطن العادي.. (والتعديل بمعدلات القبول الجامعي مثال واضح..) وفينا نحكي عن أمثلة كتيرة وما بنخلص.. والأسوأ.. إنو هدا التغيير عم يصير بظل غياب أي حماية للمواطن.. وين بروح..؟ لمين بيلجأ..؟ لأي صحافة حرة.؟ وين بدو يحكي أو يشكي..؟ ع أي منابر حرة..؟ ويبن بدو يعترض ويعبر عن رايه..؟ بأي نقابة حقيقية( ما بتفصل أعضاءها وبتحق معهن لمجرد التعبير عن رأي ..) ؟؟ مين بيحمي المواطن اليوم.؟ وكمان.. لمصلحة مين عم يصير هالتغيير..؟ مين عم يربح ومين عم يحط بجيبه..؟ ومين عم يحط من جيبه.. ؟ مين عم يزداد غنى..؟ ومين ما عم يزداد إلا فقرا..؟ وشو النتيجة غير مزيد من التهشيم الإجتماعي وخلق أزمات ما حدا بيعرف حدودها.. ما بتبدا من التطرف وما بتنتهي عند الهجرة او اليأس أو الكفر بالوطن.. !!؟
التحولات الجديدة لا تتناقض فقط مع مصلحة المواطن.. هي تتناقض مع العدالة والمساواة كهدف في جوهر المضمون الاشتراكي للدولة في سوريا..وأكثر من ذلك.. هي تتناقض مع واجبات الدولة كدولة.. للدولة واجبات لا تكون كذلك بدونها..
(دولة وطنية!؟) لا تكون الدولة الوطنية كذلك.. إلا بوجهين: وجه للداخل يقوم على سيادة الشعب المواطنة حكم القانون العدالة الاجتماعية.. ووجه للخارج: السيادة والاستقلال والكرامة الوطنية الدفاع عن الأرض والحدود.. والوجهان يكمل أحدهما الآخر ولا يكون إلا به.. وبهما معا.. تعبر الدولة عن انتمائها للمواطن( وهذا معنى كونها وطنية) وبهما معا يعلن المواطن اعتزازه بانتائه لها.. فلا تكون الدولة الوطنية كذلك ما لم عملياً تحم الأرض والحدود من أي اعتداء ، ما لم تكن خياراتها الخارجية ومواقفها مبدئية ومبينية على اعتبار مصبحتها الوطنية أولا.. ما لم تكن أرضها محررة أو تعمل على تحريرها، ما لم تكن صاحبة قرار حر مستقل فوق أرضها (سياسيا واقتصاديا و.. ) ولها جيش يحمي الحدود ويدافع عن الوطن وكل مواطن.. دون مساومة أو خضوع لتجاذبات الضغوط أو توازنات القوى.. ولا تكون الدولة الوطنية كذلك ما لم تعبر عن ذاتها بصفتها تجريد المجتمع كله والمعبرة عن خيار الشعب وإرادته العامة.. دولة من أجل الشعب: كل الشعب.. دولة للمواطنين مشاركين فيها ومعبرين عن ذواتهم أفرادا أو جماعات.. تحت مظلة قانون سيد على لاحياة العامة ، قانون فوق الجميع ويملك السلطة لفرض ذاته على الجميع .. قانون هو المعبر عن إرادة الشعب كله بتنويعاته: الشعب الذي يقرر بذاته دون وصاية كل ما يتعلق بالحياة العامة في السياسة والإجتماع والاقتصاد.. لا سيادة لدولة في الخارج، دون سيادة فعلية للشعب في الداخل.. إذا دولة من أجل المواطن، تحترم حريته وتوفر العدالة والمساواة.. والحقوق الأساسية غير القابلة للتفاوت( تعليم، صحة، عمل،..) للجميع دون اعتبار لفروق طبقية أو قومية أو حزبية.. الرعاية الاجتماعية مسؤولية الدولة، وحذار من ترك المجتمع لصدقات المحسنين.. المكتسبات الاجتماعية التي أنجزت في العقود السابقة (تعليم وصحة مجانيين.. سكن جامعي .. ) هي منجزات للشعب لا يجوز التراجع عنها.. على الهامش.:( ما بعرف ليش يللي حط رسم التسجيل بالمدينة الجامعية 4500 ما خطر عباله إنو في 14 كتاب قومية بعدد سنين الدراسة صار لازم تتغير لحذف كلمة "ديمقرطية التعليم" و"تأمين السكن الجامعي بأسعار رمزية"..؟؟!!)
لا يجوز التراجع!! إذا ثمة حقوق أساسية غير قابلة للتفاوت ولا للتنازل: التعليم حق للجميع تدعمه الدولة والدعم يتضمن كل ما له علاقة بالتعليم..( كتب، سكن.. تسجيل.. إلخ.) وهذا يتضمن : -عدم رفع رسم التسجيل كما يشاع حاليا.. (وكلنا يعرف مصدر هكذا إشاعات..!!) فهذا خط أحمر.. -التراجع عن رفع سعر السكن الجامعي: هذا خط أحمر آخر، وقد انتهك ولا بد من التراجع عن هذا الانتهاك.. -من المكن أسوة بالعديد من البلاد في العالم تأمين فرص عمل محترمة للطلبة الذين يعانون من وضع مادي سيئ، وإصلاح نظام الإقراض الطلابي.. -أهم من هذا كله.. توفير فرص العمل بعد التخرج.. -بالنهاية في شي شفاف يمكن ما نكون عم نحس فيه مع إنو أساسي بزحمة البحث عن لقمة الخبز واللهاث ورا حقوقنا يللي عم تنهدر هو إحساس الإنسان بإنسانيته وحد أدنى من الاحترام إله وشي من كرامته.. ..!!! كتير معيب إنو ينضرب طلاب بساحة الجامعة، لا لشيء إلا لإنو عبروا عن رأي.. طلاب وطالبات باعتصام الهندسة.. طبعا في منطق ما بحب أحكي فيه.. ما في فرق عندي بين الطالب والطالبة بس هون.. هدول الأشاوس يللي ضربوا الطالبات ما بيستحوا.. يعني بمنطق العيب والشرف.. ما هدول أخواتهن..؟ وممكن يكون أخواتهن محلهن.. يمكن كتير سهل يبرر ويقول هنن ما مناح.. وسهل يقول متل ما قال عمرو بن العاص بفتنة صفين إنو "قتله من أخرجه" وبالتالي دمها برقبتها هي وبرقبة رفقاتها يللي معها.. بدي قول لهدول.. إنو البنات يللي كانو عم ينضربوا كانوا طالعين من شان لقمة عيشهن يللي شايفينها عم تتهدد .. من شان مستقبلهن يللي عم يضيع وهدا حق.. واكتر من هيك.. هدول شباب شافوا لوين رايح البلد.. وشافوا إنو مستقبلهن ومستقبلكن إنتوا.. رح يضيع... يعني من شانكن كانوا طالعين.. وكتير مؤسف إنو بكرا.. يللي ضرب. .ويليي انضرب.. رح يكونوا مقابيل بعض بالحديقة العامة. .رافعين إيديهن للسما..
(مواطنون كلنا.. للوطن) بالنهاية.. كلنا مواطنون سوريون.. ما حدا بيقدر يزاود ع حدا بالوطنية.. وكلنا للوطن.. هلأ وبعدين.. وحتى لو كنا عم نشوف إنو في ناس عم تاخد من الوطن كتير وعم تعتبره كعكة أو مزرعة لحسابها.. وبالنتيجة عم نحس نحنا إنو واحدنا مظلوم بوطنه وكإنو الوطن مو إله.. مع هيك.. كلنا للوطن.. بس هدا الوطن إلنا.. إلنا كلنا.. وبدنا شوية مساواة
#مرهف_الأشقر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|