أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار















المزيد.....

غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 12:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الغبي وحده هو الذي يعيد نفس العمل مرارا وتكرارا ويمني النفس في الحصول على نتائج جديدة تختلف عن ماسبقتها من خيبة وفشل ،وهذا ما تقوم به الحكومة العراقية ،التي تحاول التغلب على جميع المعوقات والصعوبات بنفس الوسائل وبنفس الطرق والقناعات ولاساليب ،التي ثبت فشلها منذ المحاولة الاولى التي جُربت فيها.
اعتمدت هذه الحكومة على نفس اسلوب العلاقات التي كانت تربط النظام القديم بالدول العربية ولاسلامية ،وحاولت استرضاء الجميع عن طريق عقود الاعمار وابرام الصفقات وشراء الحكومات وتطميعها لنيل شيئ من رضاها وقبولها في صالونات السياسة العربية ،والتنازل عن حق الشعب العراقي في استرجاع امواله المنهوبه او المودعة في البنوك العربية ،ولم تحصل منها غير الجفاء والرفض او على احسن تقدير ،استخفاف برجالاتها وسفرائها ،اواستقبال فاترممزوج باتهام مبطن بانتهاك شرعية النظام العربي ومساعدة الاجنبي للاطاحة بحكم وطني .
ومع هذا استمرت الحكومة في محاولاتها دون ان تغير من تكتيكيها او منهجها ولم تتبع وسائل اخرى تستدعي التعامل بالمثل ،بل اصرت على اسلوب التوسل و التسول والاستجادء وطلب الرضى .اسلوب يتنافى ويتناقض مع كرامة الانسان العراقي ،الذي فضل ان يقتل ويعدم على ان تمس كرامته .بل ان الحكومة العراقية تسجل كل يوما سابقة في فن التذلل والامتهان والخضوع للحكومات العربية الى درجة ان يعود وزير التخطيط مهدي الحافظ من مؤتمر الدول المانحة في اليابان ويطلع ليس الجمعية الوطنية ولا رئاسة الوزراء ولا رئاسة الجمهورية ولا الصحافة العراقية ،بل يعود مباشرة الى عمان ليطلع رئيس وزراء الاردن على المبالغ الممنوحة .
الحكومة العراقية ليست بذلك الغباء الذي لا يؤهلها معرفة موقف اغلبية العراقيين من الاردن شعبا وحكومة وعاهل ،ومع هذا تدوس على شعور الملايين من ابناء الشعب وتطلب الاذن في كل صغيرة وكبيرة من الاردن الى درجة ان علاوي وفي خطابه الاول بعد استلام السيادة ،كرر الشكر لهم ثلاث مرات حتى ضننا ان الاردن سيورثنا ونحن نصف احياء.ومع ان كل هذه الاساليب المذلة في التعامل مع الدول العربية لم تثمرعن شيئ ،الا ان الحكومة العراقية مصرة في المضي الى حد الاستلقاء على الظهر للظفر باستحسان العرب ورضاهم وباي ثمن حتى لو كانت صفقات خسرانة او اغذية فاسدة غير صالحة للاستهلاك الادمي تُكتشف بالصدفة ،فتعاد دون محاسبة الشركات المصدرة ،ثم تعرف طريقها الى الاسواق العراقية مرة ثانية بفضل بركات بعض الوزراء اوالمدراء .
سياسة الاخذ بالاحضان وتقبيل الايادي التي اتبعتها الحكومة العراقية واتخذتها اساسا لعلاقاتها الدولية ،انعكست على سياساتها الداخلية في مواجهة الخصوم والاعداء الداخليين والخارجيين ،بالطبع ليس الحكومة فقط ،وانما جل الاحزاب الوطنية ،القديمة والجديدة ،التي نافست الحكومة في كسب ود البعثثين وظمهم الى صفوفها وامتنعت عن توجيه اتهام المجازر التي اقيمت للعراقين ،لحزب البعث ككل ،بل حملتها صدام وبعض من قياداته واشارت لهم بفلول النظام ،هذه السياسة الرعناء والتي لقت صدى لها في كتابات بعض العراقيين ،الذين قالوا بخطا محاربة الفكر حتى وان كان فكرا بعثيا بني على نفس الاسس التي بني عليها التفكير النازي واتبع نفس وسائل التطبيق وسعى الى نفس الاهداف ،هذه السياسة الرعناء ابقت على قاعدة الفساد المتمثلة بالبعث وثقافته وعناصرة وقادته في المجالات الاعلامية والدينية والتعليمية والتربوية والعسكرية واستبدلت رأس الهرم فقط .هذه السياسة ايضا حجبت عن الناس مشاركتهم الضرورية والفعالة لوضع اسس متينة لبناء ثقافي وتربوي واداري جديد ،وسلبتهم ارادتهم وهمشتها الى حد احالة الافكار الخلاقة والعملية الى سوق البطالة لتشارك القوى العاطلة طول الجلوس على الارصفة.
لقد حاولت الحكومة العراقية ارساء بناء جديد على نفس البناء القديم دون هدمه واستبدال اساسه الرخو وبنفس الايدي التي لم تكن ماهرة الا في الغش والتزوير .ورغم الفشل الذريع التي واجهته الحكومة في كل المجالات الاقتصادية والامنية والدبلوماسية الا انها لا زالت مصرة على اتباع نفس المنهج الكارثي للتعامل مع الامور.
لم تحدث الفضائيات العربية المعادية من تأثير سلبي على الناس بمثل تأثير ارجاع جنرالات المقابر الجماعية وجلادين المخابرات واللصوص والمهربين وعتاة البعث الى دوائر الدولة ،لقد كان تاثير الفضائات شبه مقصورعلى شريحة من العراقيين امتازت بطائفيتها وارتباطها بالنظام السابق ،وهي قد حزمت امرها واعدت نفسها لمحاربة اي تغير حتى قبل ان تنبري الفضائيات لبث سمومها في الجسد العراقي. لكن التأثير الكبير احدثته الحكومة نفسها بارجاع ازلام البعث المتنفذين الى السلطة الامر الذي شكل اكثر من صدمة مفزعة لملايين الناس ،التي كانت تطمح ان ترى هؤلاء المجرميين في اقفاص الاتهام واذا بها تفاجأ بوجودهم مرة اخرى على كراسي المسؤلية يتحكمون بكل شيئ ،الامر الذي اعاد الخوف والرعب والترقب وعم الثقة بالمستقبل ،خاصة بعد انتشار اعمال القتل والاغتيلات ورسائل التهديد بعدم التعاون مع قوات التحالف او الحكومة نفسها.
لقد كانت ما يسمى بالخبرة شهادة تؤهل من تسبغ عليه ،الدخول الى اكثر الاجهزة اهمية حتى وان كانت ايادي حاملها ملطخة بالدماء. لقد تمادت الحكومة العراقية في عدم احترامها لمشاعر المضطهدين العراقيين الى درجة محاولتها اطلاق سراح هدى عماش ورحاب طه وعامر رشيد ووزير الدفاع السابق وغيرهم من عتاة المجرميين واشدهم حقارة ونتانة .
وهنا فقدت هذه الحكومة ليس مصداقيتها فقط بل الاسناد الشعبي الذي هو اساس نجاح اي حكومة في مواجهة الانفلات الامني وضمان الاستقرار.
واذا كانت الحاجة او الضروف تجبر الحكومة على اعادة ازلام البعثيين فليس هناك من سبب يجبرها على منح الثقة الكاملة لهم كما يحدث الان ،لا يفعل ذلك الا المغفل الساذج ،الذي لم يختبر العمل السياسي ولم يقرأ تاريخ البعث ونظريته في الوصول الى السلطة وليس من يتشدق بمعارضة البعث ومحاربته في زمن النضال ومحاربة النظام الهمجي.
موقف الحكومة العراقية والاحزاب السياسية من حزب البعث كتنظيم وفكر احال العدو الاساسي الى عدو وهمي غير واضح المعالم حتى اصبح الناس في حيرة من امرهم في تحديد المهمة الرئيسية في الصراع ،بينما ساهمت الاحزاب الدينية بدورها في تغييب ملامح العدو البعثي لتعطيه ملامح طائفية وتمسح عنه ميزة الثقافه العنصرية الفاشية والدنية المظلمة.واذا كانت الخبرة هي الهوية التي دخل فيها البعثيون الى دوائر الدولة فان التوبة كانت بابا مفتوحا على مصراعية لاستقبال اعداد غفيرة منهم في صفوف الاحزاب الدينة وخاصة ما يعرف بالتيار الصدري نبة الوهابية الخبيثة بنسختها الشيعية في الحقل العراقي.
هذه المواقف القاصرة في فهم الاحداث والتعامل مع الوضع السياسي اعطت للصراع طابعا طائفيا وولدت منافسة نفعية للحضي بالمناصب العليا والمهمة للدولة ،واصبح احتلال هذا الشخص او ذاك من هذه الطائفة او تلك بمثابة انتصارونجاح للطائفة بغض النظر عن مؤهلاته او اخلاصه حتى لطائفته ،فالكثير من هؤلاء قد ثبت فسادهم وعدم اخلاصهم ونفعيتهم واثرائهم غير المشروع عبر صفقات اصبحت محل تندر الجميع.
الفشل الذريع الذي رافق مجلس الحكم والحكومة العراقية في مواجهة الانهيار الامني كان نتيجة تخبطها في تحديد العدو الاساس في الصراع . لقد حاولوا اعادة البعث مرة اخرى و وضع مسؤلية الجرائم التي تجري في البلاد على كاهل بضعة عصابات اسلامية وافدة او بعض من فلول النظام التي لم تستثنيها الحكومة في مباحثاتها المحمومة لاقناعها في عدم رفع السلاح بوجهها واغرائها في المناصب الحكومية .
واذا افترضنا ان الحكومة ستنجح في اقناع هذه الزمر للعمل بجانبها ،فان ذلك ان وضع حدا للتفجيرات وللتخريب ،فانه سوف لم يوقف سلسلة الاغتيالات التي ستشتد وتطول الجميع ،بما فيهم الاعضاء العاديين للحكومة او الاحزاب العراقية ،وسوف لن توقف الاضطهاد الديني ضد المسيحيين واليزيديين والمندائيين والمجاميع الدينة الاخرى .
البعثيين ومن خلال احتفاظهم بمواقعهم سيعملون على اثارة النعرات الدينة واشاعة التحزب والتعصب في لطوائف التي تسللوا في داخلها وتغذية روح العداء للدول التي اطاحت بالنظام العراقي ووضع كامل المسؤلية على عاتقها واعتبارها العدو الاساس الذي يجب محاربته واخراجه لاثبات الروح الوطنية والاخلاص لا سيما ان هذا الطرح يتناغم مع موقف الاحزاب والمرجعيات الدينية المختلفة ويمثل المطلب والطموح الرئيسي لدول الجوار التي لا تتمنى للعراق استقرارا او تقدما مثل الاردن وسوريا وايران والسعودية وتركيا والى حد ما الكويت التي اصبح المذهب السلفي هو المتنفذ الاول فيها .
لا احد يفهم اصرار الحكومة ممثلة برئيس وزرائها على المضي قدما في سياسة اعادة البعثيين ومنحهم ثقة لا يستحقونها ولا موقف التعاون الكامل مع الاردن رغم ان مواقفه الشعبية والرسمية المعادية التي لا تحتاج الى وقفة للتأمل او التفكير لمعرف اهدافها ،لا سيما وانه البلد الذي يحتضن اعتى مجرمي البعث ويرحب بهم ولا يمنعهم او يحد من نشاطاتهم ضد العراق ،ان افترضنا حسن النية ،قلنا ان هذا الاصرار هو عدم حنكة وغباء سياسي اذا لم نفسره بمخطط لتبديل وجوه النظام ووراثة البعث فكرا وعقيدة ومنهجا والسعي للانظام الى النظام العربي التقليدي الذي يمتاز بانتخابات شكلية وحرية هامشية واطلاق اليد للمسؤليين في استغلال النفوذ للحصول على المكاسب .واذا كان الاخلاص للوطن والحرص على وحدته هو الذي يدفع بهذا الاتجاه ،فان النية الطيبة ليست وحدها كافية لدخول الجنة اذا لم لم تقترن بعمل صائب ودقيق وحاسم يستبعد كل المغفليين والمتحذلقيين والمتشدقيين بالوطنية الكاذبة والحرص على مصلحة الوطن ،ويجتث الثقافة البعثية والطافية والعنصرية ورموزها وممثليها ومن يحاول تسويقها .



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟
- المسلمات القومية والصفعة العلاوية
- شريعة اسلامية بلون السخام
- الاسلام الروحي الاجرامي المنظم هو الخطر وليس الاسلام السياسي ...
- هل ستكون هيئة علماء المسلميين خرقة لستر عورة الارهاب القميئة ...
- التفسير السياسي للقرآن
- ! خوفي ان يُستبدل جيش المهدي بقوات بدر
- المقدسات والعصابات الدينية
- حسنا..لندعوها مقاومة
- شعوب تدافع عن الاستعمار
- عندما تغرق السفينة تهرب الفئران اولا
- برجيت باردو-الاسلام- والوهابية
- خادم الحرمين الديمقراطيين
- الحكومة الجديدة وتصوراتها الحمقاء
- الفلوجة تستسلم على الطريقة البعثية
- للننقذ النساء من براثن رجال الدين
- الاحزاب الشيعية بين التخبط واللعبة السياسية


المزيد.....




- لماذا يحذر فائزون بنوبل من تولي ترامب رئاسة أمريكا مجددا؟
- إسرائيل تعلن مقتل -عنصر في الجهاد-.. و-أطباء بلا حدود-: كان ...
- بالونات القمامة من كوريا الشمالية تؤخر الرحلات بمطار سيئول
- إبرام عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إماراتية
- نيجيريا تستخدم الذرة المعدلة وراثيا لسد أزمة الغذاء رغم مخاو ...
- تحذيرات دولية من مجاعة بلغت حدا -حرجا- في غزة
- مع إعلان الاحتلال قرب انتهاء الهجوم برفح.. احتدام المعارك جن ...
- لأول مرة منذ عام.. وزير الدفاع الأميركي يتحدث مع نظيره الروس ...
- توقيف 4 أشخاص في بريطانيا لاقتحامهم حديقة منزل رئيس الوزراء ...
- باتفاق لإطلاق سراحه.. أسانج يقرّ بالذنب أمام محكمة أميركية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مالوم ابو رغيف - غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار