أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعاد جبر - ثورة الغضب الأحوازية الآم وآمال















المزيد.....

ثورة الغضب الأحوازية الآم وآمال


سعاد جبر

الحوار المتمدن-العدد: 3360 - 2011 / 5 / 9 - 16:57
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الألم والمعاناة ، الكبت وسلخ الهوية ، الظلم والبطالة ، الأمية والتمييز السياسي والاقتصادي والثقافي والقمع الواسع بلا حدود ، بين الاعتقالات وتدمير البيئة ، وحرمان المرء ابسط حقوقه الإنسانية ، كلها اختصار للقضية المنسية ومنظومة الانتهاكات اليومية لعرب الاحواز من قبل النظام السياسي الإيراني القمعي .

فهل يعقل أن يحرم المرء لغته في هذا العالم المتحضر ، ويمنع من ممارسة عقيدته ولا يسمح له ببناء أماكن عباده له ، يحرم العمل ، وتسلب أرضه ، وتجفف أنهاره ، ويمارس بحقه أبشع أنواع المجازر ، حتى الفرح بطريقته ولغته يمنع منه ، كل هذا نقطة من بحر معاناة الشعب الاحوازي في إيران ، ومازالت معاناة الشعب العربي الأحوازي منذ أكثر من 85 سنة، قائمة لم تتغير ، في ظل المدنية الحديثة وعلو صوت منظمات حقوق الإنسان ، ولكن لم تبرح مكانها القضية الاحوازية ، وما زالت في دائرة الظلم العالمي ، وما زالت تبذل قصاري جهدها لتكون في مصاف حركات التحرر العالمي ، وبالأخص مع حراك الثورات العربية الأبية ، ولا بد أن يصل تسونامي الثورات إلى إيران لا محالة ؛ في ظل نظامها العنصري الذي لا يعامل المرء في اطر إنسانية ، بل يعامل الأقليات بعنصرية قومية بغيضة ، لا بد إن تؤدي بالنهاية إلى سقوط هذا النظام الهش ، الذي تعلو فيه الأصوات نحو مدنية عادلة ، ونبذ العنصرية التي تقوم على أسس قومية وطائفية .

ولا بد لجدار الصمت أن ينكسر ، ولكلمة الحرية أن تحسم أمرها مع هذا النظام القمعي وينال الشعب الإيراني حريته ، بعيداً عن سلب حرية التعبير والكبت في ظل نظام ولاية الفقيه الأحادي الدكتاتوري في ايران ، الذي يذكرك بحكم الإقطاعيات ودكتاتورية الكنيسة في القرون الوسطى ، فحق الشعب الإيراني أن يحيا في ظل نظام مدني إنساني عادل ، تحترم فيه حرية الاعتقاد لجميع الملل والنحل ، ولا تفرض عليه عقيدة التشيع الأنثى عشرية ، وتحترم القوميات بكافة مشاربها ، وتنال الأقليات حقوقها المسلوبة ، في كافة المجالات من خلال حركات التحرر الديمقراطية ، ويحقق من خلال ذلك تداول السلطة الحقيقي ، في ظل نظام مدني حقيقي ، بعيداً عن التدخل الكهنوتي لشخصيات دينية مثل " شخصية المرشد الديني " ، التي تقرر من هو الرئيس ، وتقدس كلمتها في ذلك ، فهذا يتعارض مع الديمقراطية وحق الشعب في ان يختار من يريد ، فضلا عن الدعوة لإطلاق الحريات ، وتبني نظام قضائي عادل ونزيه ، ومعاملة الاقليات بالسواسية مع سائر افراد الشعب الايراني في كافة الحقوق والمكتسبات الوطنية .

والدراسات المستقبلية لواقع النظام الإيراني واستمراريته ، تشير إلى قرب تهاويه كغيره ، لما تعج سياسته من أجنده لاانسانية في التعامل مع قضايا عده منها قضية عرب الاحواز ، وما يستخدمه من أساليب المجازر والاعتقالات الهمجية العشوائية والتعذيب الفاشي في السجون ، والإرهاب الأمني بكل أشكاله ، حيث أوردت منظمات حقوق الإنسان بشأن انتفاضة يوم الغضب الأحوازي عن أرقام هائلة تعبر عن حجم الاعتقالات العشوائية ، وسوق الشباب إلى السجون السرية مع تفاقم المخاطر و ضيق المساحة داخل السجن, خاصة بعد أن وصلت إلى السجن أعداد كبيرة من الذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخرا خلال انتفاضة يوم الغضب الاحوازي التي اندلعت في 14/04/2011 و بعدها حيث تمت محاكمتهم بسرعة شديدة وراء الأبواب المغلقة دون تواجد أي حماية أو دفاع قانوني ولا وضع أي اعتبار لحقوق المحتجزين قبل المحاكمة الصورية و إصدار الحكم عليهم و إرسالهم بشكل قوافل إلى سجون الاحتلال في كارون و غيره من السجون السري ، وكل ذلك موثق دولياً.

علما بأن تلك التظاهرات كانت سلمية ، ومطالبهم عادلة وإنسانية ، وكسائر الأنظمة الدكتاتورية ، يمارس القمع ، وبالأخص ضد الناشطين في مجال حقوق الإنسان في مثل هذه القضايا المصيرية ، لان تلك المطالب الإنسانية العادلة هي الحياة وما ينتهجه هذا النظام السادي هو شكل من أشكال الموت البطئ لتلك الأقليات ، بالممارسات الاستفزازية اليومية ، واغتيال حلمهم الوردي بالحرية ونيل حقوقهم الشرعية ، حيث عومل هذا الشعب الأعزل بوحشية مقيتة ، وضرب بالذخيرة الحية و الهروات المكهربة والغاز المسيل للدموع ،وبالإضافة إلى ذلك القمع ، قام النظام بقطع المياه والكهرباء و الهواتف وجميع وسائل الاتصال بما في ذلك التعتيم الإعلامي ومنع جميع وسائل الإعلام من الوصول إلى إقليم الاحواز الذي يئن من الدكتاتورية والظلم وممارسة كافة الأساليب اللاانسانية منذ أكثر من ثمانين عاماً.

ولابد هنا من الإشادة بالمنظمات الحقوقية والقنوات الفضائية التي شهرت بتلك الانتهاكات ، وبذلت قصاري جهدها للدفاع عن تلك القضية المنسية في الظلم والانتهاكات المستمرة لحقوق عرب الاحواز المستمرة من قبل النظام الإيراني ، الذي يصر على الاستمرار بسياساته الهمجية اللاانسانية مع عرب الأحواز.

وكل هذه الممارسات الوحشية اللاانسانية ، تؤكد تهاوي هذا النظام الإيراني ، الذي لا بد أن يسقط ، ويخلفه نظام مدني عادل إنساني ، يتعامل مع كافة فئات الشعب بعدالة وإنسانية ، ويسقط من أجندته كافة سياسات التمييز بحسب القوميات ونوع المعتقد ، ولابد لموجه الثورات التي اجتاحت العالم العربي أن تصل إيران ، لأنها ليست بمنأى عن ذلك ، في ظل أجندتها المتعددة في انتهاكات حقوق الإنسان ، سواء في إقليم الاحواز ، أو التعامل مع سائر الأقليات في إيران ، أو حتى مع الشعب العراقي الذي يئن يوميا من التدخلات الإيرانية الأمنية ، وما يتبعها من إرهاب امني بكافة أشكاله.

فورد الحرية لا بد أن يزهر في إقليم الأحواز ، ولا بد لتلك القضية المنسية أن تأخذ مداها من الذاكرة ، ومن العمل الجاد في مساحات النشاط الحقوقي ، لأنصاف تلك الأقلية ، في مطالبها السلمية العادلة ، والمسألة محسومة ، فالطغاة إلى زوال ، ومطالب الحرية إلى سباق في الريادة ، وكما يقول الشاعر محمود درويش بما معناه بأن الحرية أمل ، والأمل حرية، والخلود لها ، والليل زائل، لا السجون باقية للأبد؛ ولا قيد السلاسل ، نيرون مات، و لم تمت روما و لا أهلها ، فالسنبلة قد تموت ، لكنها ستملأ الوادي سنابل.



#سعاد_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلب الشهباء مؤشر الحسم في الثورة السورية الابية
- العنف ضد الطفولة في ربيع الثورات العربية
- المحرقة الصهيونية : الواقع والدلالات
- الحوار المتمدن الواقع والتطلعات
- العنف ضد المرأة العربية في النزاعات المسلحة (1)
- تقييم واقع حرية التعبير عالمياً
- الواقع السيكولوجي للحرب العالمية على غزة
- الأسلام والغرب/ رؤية سيكولوجية
- هندسة الذات والتجرد لله تعالى
- سيكولوجية الواقع العراقي في ضوء متطلبات المجتمع المدني
- ثقافة الحوار في مواجهة الفتنة المذهبية والاقتتال الداخلي – ا ...
- نهايات السياسة في خريف اللحظات
- الصراعات العربية العربية في استراتيجيات السياسة الأمريكية
- هندسة الذات (11) :سيكولوجية الأتصال مع الأخرين
- المعرفة والمستقبل
- الإبداع الأدبي بين الماهية والواقع
- هندسة الذات 10: سيكولوجية الألوان والتواقيع الشخصية
- سيكولوجية الحب في ثقافات الشعوب
- محمود نجاد بين السيكولوجيا والسياسة
- مستقبل النهوض المدني في المجتمع العراقي


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سعاد جبر - ثورة الغضب الأحوازية الآم وآمال