حميد المصباحي
الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 23:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سلطة السلطة السياسية
عادة ما يعتقد حتى في تقاليد التقكير النظري السياسي,أن الدولة نتاج للمجتمع,أو صيرورة نهائية له,إراديا أو طبيعيا,بدافع المصالح أو حتى الأخلاق,وتبعا لدلك تم الإعتقاد بأن المجتمع يؤثر في تركيبة الدولة,التي تكون انعكاسا له,بما يمثله من تقاليد ثقافية له,في الحكم ومجمل العلاقات البشرية,والسلوكات الجماعية بروابطها وتفاعلاتها,القائمة على المصالح أو الأخلاق,بولاءات الإنتماء العرقي أو الديني أو الإيديولوجي.
لكن الحقيقة المتنكر لها,والتي استدركها جون جاك روسو في اعترافاته,وهي أن الشعوب ليست إلا ما تصنعه الحكومات بها.
فالسلطة السياسية,بتقليديتها,تدعم التقاليد اجتماعيا وتمدها بشروط الوجود,وتخلق مؤسسات لهدا الغرض,وحتى عندما تسن قوانين جديدة,تتجاهل تنفيدها,اللهم ما يحافظ منها على ماليتها العمومية,ويحفظ وجودها وسيطرتها على المجتمع,وهي تنتقي رجالها,وتصنفهم حسب قدراتهم على التأثير في المجتمع ومدى استيعابهم لكيفيات الهيمنة الموجهة للمجتمع,والمتحكمة خفية في قيمه,لدلك فالأخلاقية المفرطة,لست محبدة في كل رجالات الدولة,لأنها تصير نمودجا إن تبناه المجتمع اصطدم مع خيارات الدولة,كما أن اللاأخلاقية المعلنة سلوكيا,قد تغض الدولة الطرف عنها,أما إن ظبطت اجتماعيا,فإنها تضطر لتوبيخ ممارسيها,دون التخلص نهائيا منهم,فهي عادة لاتفرط في رجالاتها,بل فقط تحجبهم عن المجتمع,بحرقهم كأوراق تقادمت فبطل دورها في اللعبة السياسية.
السلطة السياسية,تخلق مجتمعا على شاكلتها لتديم هيمنتها عليه,حتى إدا ما انهارت لأي سبب,أعيد تشكيلها أو ما يطابقها بشخوص غير شخوصها,ما عدا في الثورات الجدرية التي تكون نتاج قطيعة ثقافية وربما حضارية,مدعمة علميا ومعرفيا ومحصنة برجالات الفكر,الدين ساهموا في صنعها,وليس الملتحقين بها خوفا منها أو طمعا فيها.
#حميد_المصباحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟