|
قراءة نقدية لـ -الميثاق الوطني في سورية- المنبثق عن المؤتمر الوطني الأول للحــــــوار بتــــــــــــــاريخ (23-25 ) آب / أغسطس 2002
نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري
(Nayf Saloom)
الحوار المتمدن-العدد: 1002 - 2004 / 10 / 30 - 13:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وردت في التمهيد عبارة تقول : "وأدى ذلك إلى انهيار وطني شامل تمثل في ضياع الجولان "[ص1] بغض النظر عن البعد التهويلي للعبارة ، فإن عبارة "ضياع الجولان" تدل على رؤية قطرية للصراع العربي الصهيوني، دون رؤية أن هذا الصراع هو صراع مع الإمبريالية ومنها المعولمة أمنياً . المسألة ليست ضياع جزء من أرض . المسألة هي الصراع التاريخي بين المشروع القومي الصهيوني من جهة وبين المشروع القومي العربي الديمقراطي من الجهة الأخرى . وتأتي الأراضي المحتلة وفلسطين ذاتها ضمن هذه الرؤية . مع الاعتبار إلى أن الإمبريالية تقف عضوياً في صف المشروع الصهيوني . جاء في الميثاق : "هذا الواقع [السوري] المأساوي دفع جمعاً من القوى السياسية والشخصيات الفكرية والثقافية والحقوقية ، إلى إصدار ميثاق وطني .."ص1 . في الواقع يشكل هذا الجمع [أو الحشد بلغة الحكومة] من القوى السياسية تياراً إخوانياً ملبرلاً [من الليبرالية] فحسب لأن الميثاق الوطني هو نسخة عن "مشروع ميثاق شرف وطني للعمل السياسي " الذي طرحته جماعة الأخوان المسلمين في سوريا في 3 أيار 2001 من لندن . يكتب محمد جمال باروت في مقالة له في "أخبار الشرق" 6 أيلول 2002 تحت عنوان، "إخوان سوريا .. الحاضر الغائب": "لم يكن مؤتمر لندن في هذا السياق إلا محاولة لفرض الجماعة حضورها السياسي والتذكير به بشكل استعراضي، بدليل أن الجماعة قد مضت في عقده إلى النهاية مع انخفاض سقف التوقعات بشكل مسبق حول مدى قدرة هذا المؤتمر على أن يكون تمثيلياً لمختلف ألوان الطيف السياسي المعارض . ومن هنا لم يكن مفاجئاً لنا عدم مشاركة المنظومة السياسية السورية المعارضة سواء كانت ممثلة بالتجمع الوطني الديمقراطي في الداخل أم بما يسمى بالتحالف الوطني لإنقاذ سوريا في الخارج ، والذي يتخذ من بغداد مقراً قاعدياً له ، والذي تشكل الجماعة [الأخوان المسلمون في سوريا] نفسها أحد أهم أطرافه ".انتهى كلام باروت . قد يعتقد البعض أن هذا الميل الليبرالي لجماعة الأخوان المسلمين في سوريا إن هو إلا موضة لعصر بكامله . لكن التدقيق في تاريــــــــخ هذه الحركة يبين أن الصراع الدموي العنيف 1979-1982 أدى إلى تصفية غالبية كوادر الطليعة المقاتلة ذات الأصول المتوسطة والبورجوازية الصغيرة المدينية ، مما سمح للتيار الليبرالي المهاجر أن يسود باعتباره أحد التعبيرات السياسية لقطاع الأعمال في البورجوازية السورية التقليدية. نشير إلى أن هذه القراءة النقدية منشغلة بالنص المعلن أكثر مما هي متأثرة بمسبقات سياسية حول جماعة الأخوان المسلمين في سوريا وبالتالي ننتقل مباشرة إلى قراءة النص نقدياً في سبيل التأسيس لبناء علم تاريخي/اجتماعي عربي معني بمشروع النهوض القومي العربي الديمقراطي . يقول لسان حال "الميثاق الوطني .." : "يشكل الإسلام بمقاصده السامية ، وقيمه العليا ، وشريعته السمحاء ، مرجعية حضارية، وهوية ذاتية ، لأبناء هذه الأمة ، يحفظ عليها وجودها ، ويبرز ملامح خصوصيتها ، ويشكل مضمون خطابها للناس أجمعين " ص1 . يأخذ الميثاق هذا التراث الديني كما هو من دون نقد ، يعتمده مرجعية حضارية [ثقافية] ، ما يعني وجود تماهي بين أيديولوجيا الأخوان المسلمين في سوريا [عقيدة الجماعة] وثقافة إسلامية هي جزء من الثقافة الإسلامية ، أي نوع من أنواع الإسلام السني ، جزء من الثقافة السنية السائدة . وبالتالي تكون المرجعية شذرات من التراث الديني والقومي مأخوذة ومنقولة اعتباطاً ، وبشكل انتقائي لتخدم مصالح ضيقة أبعد ما تكون عن الوطنية ، والقومية كمشروع نهوض ديمقراطي . أما الهوية الذاتية التي يعطيها "الإسلام" لأبناء الأمة [والأمة هنا غير محددة] فتعني أن العضو في جماعة الأخوان أو الفرد في سورية والذي يؤيد هذا الكلام هو مسلم كهوية ذاتية بحكم هذه المرجعية الثقافية حتى لو كان غير مسلم في دينه . فهويته لن تغدو صائرة في سياق الصراع مع الإمبريالية المعولمة أمنياً ، ومع المشروع القومي الصهيوني المندمج عضوياً معها . يفترض مشروع النهوض القومي العربي الديمقراطي نقداً شاملاً للتراث القومي بما فيه التراث الديني بحيث يتم طرح كل ما هو شال ومعرقل للنهوض القومي العربي الديمقراطي ودمج كل ما هو حي ونابض في العلم التاريخي الاجتماعي الجديد . إن هوية الفرد في هذه المنطقة تتحدد حسب وجهة نظر الميثاق الوطني عبر نقل "التراث" الديني بشكل انتقائي نقلاً تسليمياً . يخرج الفرد الذي لا يسلّم بهذه الخلفية الحضارية [الثقافية] الانتقائية من دائرة الذات ، ليأخذ تعريفه بالنقيض ، أي كضد أو آخر ، ويفقد سمة الانتماء والاعتراف به من قبل ذات الأمة لأنه لا يقرّ بهذه المرجعية الثقافية الاعتباطية . يضيف "الميثاق " : "إن الحضارة العربية الإسلامية تشكل منهلاً أساسياً لثقافة أبناء الوطن وكيانهم، توحّد بينهم وتلهمهم الثقة بالحاضر والمستقبل "ص1 هذا النقل الانتقائي للثقافة العربية- الإسلامية كما ذكرنا سوف يشكل منهلاً للفرقة وليس للتجمع بحكم انتقائيته واعتباطيته بل وطائفيته . ننقل عن الميثاق : "إن انتماء قطرنا إلى منظومته العربية يعتبر أساساً في بناء أية استراتيجية سياسية .." ص1 لم يحدد الميثاق ما هي طبيعة هذه المنظومة العربية ، وواضح أن المقصود فيها هو النظام القطري العربي . فهل بالفعل يشكل هذا النظام "الأعروبي" [من الأعراب] أساساً لأي بناء سياسي مستقبلي ؟! يكفي المتابع للوضع العربي الراهن أن يرى أي نظام هذا الذي تتم المراهنة عليه مستقبلاً . العروبة التي تشكل هكذا أساس والتي يراهن عليها هي عروبة ناقدة للتـــراث مناضلة ضد المشروع الصهيوني- الإمبريالي المعولم أمنياً . وليست عروبة نقلية مستسلمة ومتواطئة . يقول لسان حال الميثاق :"إن المواجهة بين العروبة والإسلام ، كانت عنوان مرحلة تاريخية تصرمت، ولقد نشأت تلك المواجهة عن عوامل من الانفعال وسوء الفهم ، وحمى الأيديولوجيا التي سادت المناخ العام في فترات ما بعد الاستقلال " ص2 . البورجوازية القوموية الحاكمة تمثل العروبة هنا والإخوان المسلمون في سوريا يمثلون الإسلام حسب فحوى العبارة المذكورة . كما تضمر هذه الفقرة خطاباً سياسياً متفهماً وتصالحياً يدرك التغيرات التي طرأت على النظام في سوريا حيث بدأ تأسيس شرعيته على خطاب أيديولوجي اشتراكي قوموي هدفه السيطرة على المواقع الاقتصادية الأساسية ، وبعد أن استهلك هذا الخطاب عالمياً ومحلياً ، وتكشف الجانب الأناني في هذه السيطرة ظهر ميل نحو الليبرالية الجديدة يشجعه ويدفعه الضغط الأمريكي. الفقرة السابقة تريد القول للنظام الذي راح يميل نحو الليبرالية والاندماج بالاقتصاد العالمي ودعوة رأس المال السوري المهاجر كي يستثمر في الداخل، أنه لم تعد بيننا حواجز لا أيديولوجية ولا اقتصادية . هناك فقط الخوف الشرطي من الانتقام وردات الفعل وعدم الثقة . إن الدعوة لمصالحة بين العروبة والإسلام هي دعوة للمشاركة الاقتصادية والإدارية ومن ثم السياسية بعد أن تكون الثقة قد حلت محل الحذر . إضافة لذلك كان هناك غبن لدى التيار الديني المتحزّب في تعاطيه مع العروبة. و ها هو يكتشف فجأة أن العروبة يمكن أن تخدم أيضاً وبنفس الفاعلية كخلفية حضارية [ثقافية] في دعم المشروع الاقتصادي الخاص والعائلي تماماً كالإسلام فطالما أن جماعة الميثاق الوطني لا تطرح على نفسها مهمة: نقد جذري للتراث العربي ومنه الديني فليست هناك مشكلة بطبيعة الحال . هكذا تكون النتيجة الذهبية التي يتوصل إليها الميثاق الوطني والتي مفادها : "وكما كان انتماء قطرنا إلى إسلامه ، هوية ومرجعية ، غير مضر بوحدته الوطنية ، فإن انتماءه إلى عروبته لا يحمل أي بعد عنصري أو استعلائي ، ولا يحرم الشعوب التي تعيش في الوطن العربي من حقوقها الأساسية " ص2 إن أبسط متابعة للوضع السوري تكتشف أن هذه المرجعية الاعتباطية كادت أن تدخل البلاد في حرب طائفية رهيبة كما أن النزعة القوموية جرت المآسي لشعوب بأكملها . يدور الميثاق الوطني في نفس المغالطات : العروبة والإسلام هوية ذاتية ومرجعية ثقافية (حضارية) . الهوية تتحدد هنا بالنظر إلى الماضي ، إلى الوراء ، وليس نقدياً في سبيل مستقبل حقيقي ونهوض قومي عربي ديمقراطي حق . وبدل أن تتحدد الهوية نقدياً باتجاه التراث وصراعياً في مواجهة الإمبريالية والصهيونية يتم سحب الماضي على الحاضر مباشرة . فيستحوذ الماضي على الحاضر ويغيب المستقبل ويغدو الماضي هو القاتل الأكبر ، لأن هذا الاستحواذ مولد للعنف المميت واللامنتج . العنف الذي يطرح السياسة أرضاً . وحتى يشير الميثاق إلى ليبرالية المشروع الاقتصادي للطبقة التي تحمل هذا التعبير السياسي والتنظيري ، يؤكد الميثاق الوطني : أن هذا التأكيد على المرجعية والبعد الحضاري البنّاء لا يحول بيننا وبين استلهام الإنجازات العالمية الكبرى على صعيد حقوق الإنسان والحريات الأساسية "ص2 تحت عنوان "في الأهداف العامة .. الهدف الأول : بناء الدولة الحديثة " يقول لسان حال الميثاق : "الدولة الحديثة دولة تعاقدية ... والصيغة التعاقدية للدولة هي إحدى عطاءات الشريعة الإسلامية للحضارة الإنسانية " ص2 . الدولة الليبرالية الحديثة التي هي نتاج صعود البورجوازية الأوربية الحديثة اعتباراً من القرن السادس عشر تظهر عند جماعة الميثاق الوطني "إحدى عطاءات الشريعة الإسلامية للحضارة الإنسانية " هذا افتراء على التاريخ واستهتار بعقول الآخرين، ودعاية متواضعة فقيرة . في الهدف الثاني وتحت عنوان فرعي : "بناء الإنسان الفرد" وردت عبارة عرضية عن العولمة في سياق الوعظ التربوي . جاء بالحرف : "بناء الإنسان الفرد تربية ووعياً وسلوكاً والتزاماً ، في عصر تعصف فيه رياح العولمة ، بروح الإنسان وخصوصيته وانتمائه" ص3 . أي تربية الفرد تربية تلتزم روح الإنسان وخصوصيته ؛ بقول آخر : تربيته تربية "إسلامية" اعتباطية ، وحسب تعليم كل جماعة إسلامية كونه يأخذ هويته وانتماءه من هذه الثقافة وهذا التراث الاعتباطي . يضيف الميثاق الوطني : "وبناء مؤسسات المجتمع المدني بوحداتها السياسية ، والاجتماعية ، والاقتصادية ، والثقافية والمهنية لتأخذ دورها في حماية المجتمع وترشيده "ص3 . تحلم جماعة الميثاق الوطني ببناء دولة قطرية ليبرالية مع عدة كاملة من نقابات مستقلة للحرفيين والعمال ، كما تحلم ببناء قطاع خاص صناعي منتج سياسياً واقتصادياً في عصر الإمبريالية المعولمة أمنياً .؟! تحت عنوان الهدف الثالث : التصدي للمشروع الصهيوني ، يقول لسان حال الميثاق "يضع الموقعون على هذا البيان ، الخطط والبرامج والآليات المناسبة ، لمقاومة المشروع الصهيوني بأبعاده كافة " وأبعاد هذا المشروع الصهيوني هي حسب الميثاق الوطني نفسه : "أبعاده العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية" ص4 . يظهر المشروع الصهيوني حسب قراءة الميثاق الوطني مجرد دولة إسرائيل بجيشها المسلح تسليحاً عالياً ، وبدولتها المعروفة وباقتصادها [تعادل ميزانية دولة إسرائيل في العام الماضي ميزانية الدولة الإيرانية ] . يضاف إلى ذلك تحديها الثقافي ومشاريعها الثقافية كالشرق أوسطية وإغراء "ديمقراطيتها ورفاه سكانها اليهود و"ليبراليتها"" . يظهر المشروع الصهيوني حسب جماعة الميثاق الوطني دولة محتلة عادية فحسب ، مع أن المدقق يرى المشروع الصهيوني بأبعاده المحلية والعالمية على أنه ذو ثلاثة رؤوس كرأس الميدوزا في الميثولوجيا الإغريقية أو كـ لوتشيفيرو (إبليس) برؤوسه الثلاثة في الكوميديا الإلهية لـــ دانتي [الشاعر الإيطالي] . الرأس الأول هو الإمبريالية العالمية المعولمة أمنياً وتحت سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية . الرأس الثاني هو النظام القطري العربي بطبيعة نشأته التاريخية وأصوله الطبقية . والرأس الثالث هم السكان اليهود الذين هاجروا من بلدان مختلفة وجاءوا إلى أرض فلسطين ليبنوا دولتهم الأسطورية . "الهدف الرابع " وتحت عنوان "السعي إلى تحقيق الوحدة " يقول لسان حال الميثاق الوطني : "إن السعي لتحقيق الوحدة العربية على أسس متينة من الروابط الاجتماعية ، والثقافية والاقتصادية والسياسية .. واجب شرعي ، وضرورة قومية . وإلى أن تتوفر الشروط الموضوعية لهذه الوحدة لا بد من العمل لإعادة التضامن العربي .. " ص4 . السعي إلى تحقيق الوحدة واجب شرعي ثم ضرورة قومية . أي ليس واجباً شرعياً من كونه ضرورة قومية تاريخية بل هو ضرورة تاريخية كونه واجباً شرعياً فيه فتوى . الشرع يأمر التاريخ بدل أن يخرج الشرع من حركة التاريخ وضرورته . هذا أولاً ، وثانياً أن الوحدة وتحقيقها عند جماعة الميثاق الوطني ليست مشروعاً للنهوض القومي العربي الديمقراطي، بفعل نمو هيمنة طبقة تقدمية متظلمة مع تحالفاتها الشعبية، بل هي مجرد تأمين روابط من كل الأنواع بين النظم القطرية العربية ومعها . هذه النظم التي ترتهن للنظام الإمبريالي المعولم أمنياً ومتواطئة مع المشروع الصهيوني . وإلى أن تتوفر الشروط "الموضوعية" البعيدة عن النشاط السياسي للطبقات المتظلمة صاحبة المصلحة في مشروع النهوض القومي العربي الديمقراطي ، يكتفي الميثاق الوطني بمقولة التضامن العربي المستهلكة على عتبات النظم القطرية المرتهنة للإمبريالية . هذا البرنامج بخصوص مسألة الوحدة العربية مشابه لبرنامج بورجوازية أعيان المدن السورية بين الحربين ولسياسة الملاك العقاريين المصريين والتي تابعتها الشرائح العليا للطبقة المتوسطة المصرية في أواخر عهد عبد الناصر خاصة بعد هزيمة حزيران 1967 . عبر الانقلاب الذي قاده أنور السادات 1971 . إن حديث وسياسة هذه الطبقات عن الوحدة العربية هو حديث عن تضامن أمني بين نظم قطرية مستقلة تماماً ككيانات نهائية. منهجياً ، الحديث عن شروط موضوعية بمعزل عن النشاط السياسي للطبقات المتظلمة والتقدمية بالقوة ، هو حديث رجعي بالمعنى التاريخي يريد توجيه المطالب الديمقراطية نحو الوراء، مطالب يدّعي صاحب وجهة نظر كهذه أن حملتها طبقات بائدة وآفلة . تماماً كالرهان على البورجوازية السورية التقليدية المهاجرة [أعيان المدن سابقاً] في إنجاز المجتمع المدني ودولته الليبرالية ومعها المهام الديمقراطية ، وكل ذلك في عصر الإمبريالية المعولمة أمنياً ذات النزعة الفاشية! نقتبس من ماركس العبارة التالية "كتب ماركس : إن ما يسمى الطريقة الموضوعية في كتابة التاريخ كانت تستقيم بالضبط في معالجة الشروط التاريخية بصورة منفصلة عن النشاط [هذه الطريقة ذات ] طابع رجعي" [الأيديولوجية الألمانية . هامش ص 51 ترجمة د. فؤاد أيوب] . إن حديث الميثاق الوطني عن "الاعتراف بالآخر الديني والمذهبي والسياسي والفكري والثقافي " هو دعوة للنظام كي يبتعد عن إلغاء الآخر (جماعة الأخوان ) وعن سياسة الاستئصال وتجفيف المنابع. لكن هذه الدعوة للاعتراف بالآخر وكونها صادرة عن جماعة سياسية طائفية فهي مصادرة على المطلوب ومفارقة ، لأن حزب وطني بالمعنى الحق أي لكل أبناء الوطن ، لا يمكن أن يكون طائفياً في تنظيمه واعتباطياً في فكره النظري والسياسي. وغير نقدي ، وتسليمياً في موقفه من التراث القومي ومنه الديني . أخيراً نلاحظ غلبة المشاركين الإسلاميين مع حضور شخصي لبعض القوى . وهناك ابتذال في تصنيف بعض المشاركين مثلاً : رياض قداح مهندس سياسي ! هذا مضحك . إضافة لذلك نلفت الانتباه إلى أن عدد الموقعين الحاضرين وغير الحاضرين من رابطة أدباء الشام بلغ 10 من مجموع قدره 54 . هذه الرابطة هي نوع من تنظيم الركائز لحزب الأخوان في الداخل، هذه الركائز تعمل على مستوى المجتمع الأهلي الصامت أكثر مما تعمل على مستوى المجتمع النخبوي السياسي "الناطق" [راجع مقالة جمال باروت إخوان سوريا .. الحاضر الغائب] . أما نسبة الإسلاميين الحاضرين والغائبين إذا أدخلنا أعضاء رابطة أدباء الشام ضمنها بلغت حوالي 65% من مجموع الموقعين وإذا لاحظنا أن عدد من المستقلين والباحثين والجامعيين ذوي ميول إسلامية كانت النسبة تقارب 75% من مجموع الموقعين.
#نايف_سلوم (هاشتاغ)
Nayf_Saloom#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة نقدية في ميثاق شرف الشيوعيين السوريين
-
قراءة نقدية في البرنامج السياسي والنظام الأساسي للتجمع الوطن
...
-
ديالكتيك الانعكاس في الفن
-
نداء إلى شعوب إيران والعراق وسوريا ولبنان وفلسطين
-
علمانية ، أم نقد جذري للتراث القومي العربي و الديني؟
-
الاشتراكية أو البربرية محمد الخضر
-
حول نظرية الانعكاس
-
إسرائيل في قلب الاستراتيجية الأميركية للشرق الأوسط الكبير
-
في المسألة القومية العربية الديمقراطية
-
المثقف الجديد
-
قضايا في مقاربة الإمبريالية الجديدة وما يترتب من مهام
-
في انفصال المهام الديمقراطية(# )عن الليبرا لية
-
الأزمة مستمرة – نقد وجود الحزب -1
-
قراءة في -كراسات السجن- لـ أنطونيو غرامشي
-
العلاقة العربية الكردية تعدّد مستويات المقاربة
-
القول النظري والقول السياسي حدّ العلم والقول السياسي
-
خمر تمور العراق يُسكر الأكراد السوريين
-
في الفهم المادي للتاريخ- مدخل إلى الأيديولوجية الألمانية- ال
...
-
في الفهم المادي للتاريخ -مدخل إلى الإيديولوجية الألمانية- ال
...
-
في الفهم المادي للتاريخ مدخل إلى الإيديولوجية الألمانية- الق
...
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
-
“فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور
...
-
المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
-
القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل-
...
-
مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
-
ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو
...
-
المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح
...
-
أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202
...
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|