أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أ.د عبد الجبار منديل - مستقبل العالم العربي















المزيد.....

مستقبل العالم العربي


أ.د عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 21:36
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم تعد الدراسات المستقبلية رجما بالغيب او نوعا من التنجيم ودراسة حركة الافلاك بل انها تستند على اسس علمية تقوم بها مختلف مراكز البحث الرصينة في العالم التي تعتمد على الحقائق الصلبة في رصدها للاحتمالات المستقبلية لحركة السياسة او الاقتصاد او الاجتماع لذلك فاننا لا نغامر اذاما ما حاولنا استقراء حركة الجماعات او الدول ومالها المستقبلي .
ان حركة الدولة مثل حركة الفرد تعتمد على دراسة الماضي وتفاعلات الحاضر وما يمكن ان تتمخض عنه من نتائج سواء اعتمادا على ماضي المجتمعات نفسها او دراسة المجتمعات المشابهة او الجوانب المتناظرة بينها وبين المجتمعات الاخرى وانطلاقا من ان المجتمعات تكرر نفسها او ان السلوكيات القديمة سوف تتكرر حاضرا او مستقبلا جزئيا او كليا .
يمكن تصنيف اجزاء العالم العربي في مطلع القرن العشرين على الشكل التالي
اولا العراق والشام . كان العراق يشمل الولايات العثمانية الثلاث التي هي بغداد والبصرة والموصل اما الشام فكان يشمل سوريا الكبرى التي هي (سوريا ولبنان وفلسطين وشرق الاردن) ولم تكن هناك حدود ثابتة بين هذه الولايات العثمانية . وبعد اتفاقية سايكس بيكو للعام 1916 فقد تم تقسيم الولايات العربية في السلطنة العثمانية الى منطقتين بريطانية وفرنسية محددتين بشكل تقريبي تسيطر كل من فرنسا وبريطانيا على السواحل وتحتفظ بمناطق نفوذ في الداخل .
كانت غرفة تجارة مدينة مرسيليا وغرفة تجارة مدينة ليون قد اوفدتا في بداية الحرب العالمية الاولى بعثه مشتركة للتاكد من جدوى استعمار الولايات السورية وقد خرجت البعثة بنتائج تؤيد استعمارها اما الولايات العثمانية الثلاث التي سوف تشكل العراق فقد زاد الاهتمام البريطاني بها بسبب اكتشاف النفط ومن اجل السيطرة على الخليج الذي اصبح منطقة نفوذ بريطانية .
ثانيا دول الخليج الحالية . لم تكن هذه الدول اكثر من قبائل بدوية لا تشكل اهمية استراتيجية للدول العظمى ولا سيما وان بريطانيا كانت تسيطر على موانيء الخليج التي كانت على شكل مراسي بسيطة في حين ان القبائل البدوية التي كانت تقطن الداخل الصحراوي لم تكن تشكل خطرا على المصالح البريطانية .
ثالثا السعودية الحالية كانت تتكون من الحجاز التي هي ولاية عثمانية يسيطر عليها الشريف حسين ومنطقة نجد التي هي منطقة صراع بين القبائل البدوية ولاسيما بين اسرة ال سعود العنزية الوهابية ومقرها الرياض واسرة ال رشيد الشمرية الشيعية ومقرها حائل ولم يكن ذلك الصراع يشكل خطرا على مصالح الدول الكبرى . اما اليمن التي يحكمها الامام فكانت دولة مغلقة مع انها اسميا تابعة للدولة العثمانية.
رابعا مصر كانت مصر تخضع للنفوذ البريطاني حيث سيطرت عليها بريطانيا بعد حركة عرابي 1882 كما سيطرت بريطانيا على شركة قناة السويس التي هي بالاصل شركة فرنسية وذلك بان اشترت اسهمها بابخس الاثمان . اما السودان فكان تابعا للحكم المصري .
خامسا المغرب العربي كانت دول المغرب العربي عبارة عن مستعمرات فرنسية ما عدا ليبيا التي كانت تخضع للسيطرة الايطاليا بعد ان غزتها ايطاليا في عام 1911 وسلختها من الدول العثمانية .
طيلة القرن العشرين سادت دول العالم العربي الاضطرابات سواء على شكل انقلابات او انقلابات مضادة او صراع بين النخب او الاسر الحاكمة في كل دولة . ففي النصف الاول من القرن العشرين اصطبغت الصراعات بالروح القطرية حيث كانت الصراعات ليست ذات طابع شمولي على مستوى الدولة بل كانت تدور بين الدوائر الحاكمة للسيطرة على النفوذ والثروة .
في النصف الثاني من القرن العشرين طغت الروح القومية العربية على الصراعات التي كانت تدور داخل هذه الدول او فيما بينها اما تلبية لنداء الوحدة العربية او بالعكس مقاومة لتيار الوحدة العربية باعتبارها كانت تعبرعن طموحات القيادة المصرية المتطلعة الى السيطرة على العالم العربي . وكانت حركة الجماهير ومصالحها في الاغلب مغيبة الا في بعض الحركات والاحزاب اليسارية .
في الوقت الحاضر وبعد حركة الجماهير العربية وبعد ان نجحت بالاطاحة بدكتاتوريات عاتية كانت راسخة لسنين طويلة وهي في طريقها ايضا للاطاحة بدكتاتوريات اخرى فانه من المهم ان نتبين ما هي طبيعةالاتجاهات المستقبلية التي سوف تشكلها حركة الدول العربية وكيف ستكون اوضاعها مع التغييرات التي حصلت والتي سوف تحصل ولكن لا بد ان نوشر وجود الغموض وعدم الوضوح في الساحة السياسية والاجتماعية لهذه الدول وصعوبة معرفة الطريق الذي تسلكه هذه التغييرات المستقبلية .
فالمخاض عسير والصراع طويل حيث سوف تتركز فيه كل المشكلات التي لم تحسم في القرن العشرين ومنها دور الدين في الدولة وهل الدولة دينية ام مدنية ؟ والموقف من الغرب وهل سيتكرس العداء ام سيحل الصلح والوئام؟ والموقف من الحضارة الغربية والحياة العصرية ؟ وهل هو الشجب ام التفاعل والتعامل ؟ والموقف بين الدول العربية نفسها وهل هو موقف التعاون ام الصراع ؟ وماهو شكل التنسيق فيما بينها ؟... الخ
ان احتمال التنبؤ هو ممكن فقط على الامد القصير والامد المتوسط اما الامد البعيد فنعتقد انه من غير الممكن التنبؤ به ذلك انه شيء يتعلق بالمتغيرات التي سوف تحصل في العالم سياسيا واقتصاديا وطبيعة الامكانيات والطاقات الاقتصادية العربية التي سوف تتحقق ومدى قيمة النفط بالعالم ودور الطاقة البديلة وطبيعة التغييرات التي سوف تحصل في الدول الكبيرة غير العربية في الاقليم مثل تركيا وايران ...الخ
نعتقد ان من اهم السمات التي سوف تشكل العالم العربي مستقبلا هي ما ياتي
اولا ان العالم العربي سائر الى مزيد من التجزئة والتفتيت . ومن الواضح ان الحرية التي انطلقت من اسارها او التي سوف تنطلق في كثير من الاقطار العربية ستتيح للجماعات والفئات والاثنيات المغيبة ان تنطلق وان تعبر عن نفسها . وان مناخ الحرية الجديد سيطلق العنان لكثير من الحركات السياسية والاحزاب ان تنشا وان تنمو وان تتطور وان ما كان مستترا في العهود الدكتاتورية السابقة سوف يسفر عن وجهه الحقيقي وان ذلك سوف يؤدي الى تفكك الشكل الظاهري المفتعل لوحدة الكلمة القائم على اللحمة المزيفة وستبرز الصراعات في كيان الكثير من الدول العربية . هذه التصدعات والشروخ التي كانت مخفية في ظل دكتاتوريات بسطت ظل التعتيم على كل شيء ويهمها فقط الشكل الظاهري للمشهد وليس شكله الحقيقي .
ان العربي لم يتعود على الحرية وعلى الجو الديمقراطي وما يستلزمه ذلك من حوار وتقبل وجهات النظر الاخرى وتنازلات متبادلة وطبيعته تجعله عادة يضع الدين قبل الدولة والطائفة قبل الدين والعشيرة قبل الطائفة والعائلة قبل العشيرة وان ذلك سوف يساهم في تفكك وانقسام الكثير من الدول القائمة الان سواء كان هذا الانقسام دينيا ام طائفيا ام عشائريا ام مناطقيا لذلك فان بعض الدول العربية القائمة الان سوف تتحول الى دولتين او ثلاث وربما اكثر وقد يتم ذلك عبر صراعات قاسية وحروب اهلية طاحنه.
ثانيا تزايد الصراع بين السلفيين والليبراليين .
فالسلفيون يتسلحون بالنصوص المقدسة غير القابلة للنقاش وتراث ديني عمره اكثر من الف سنة قائم على الاحكام القطعية والمطلقة في حين ان الليبراليين يستندون الى مكتسبات العصر التكنلوجية والتقدم العلمي والحياة الحضارية الحديثة والتي لا تتلائم في كثير من وجوهها مع التراث الاسلامي بل وتتقاطع معه مما سوف يشكل ميدانا محتدما للصراع يزيد من حدته وسائل الاعلام الحديثة التي تقوم بنقل الافكار والعادات من كل العالم وتزيد من تغلغلها بين البشر وتدفعهم الى المزيد من محاكاة الليبراليين في الغرب مما سوف يزيد من ضراوة الصراع .
ثالثا الموقف من الغرب ـ الغرب يدخل بيوتنا في العالم العربي بكل محللاته ومحرماته وضد كل محللاتنا ومحرماتنا اضافة الى ان لدينا مع الغرب تاريخ طويل من الصراع وسوء الظن . فالغرب هو الاستعماروهو الاحتلال وهو الحرب الصليبية وهو الاستغلال وهو الغزو الفكري الاجنبي وهو (الاخر) المتفوق الذي يدل علينا بقوته واستعلائه كما احتفظت به المخيلة الشعبية فكيف نتصالح مع هذا الغرب ؟ ومن ناحية اخرى فان العالم اصبح صغيرا جدا بحيث ان الغرب الذي كانت تفصلنا عنه مسافات ومسافات اصبح الان امام بيوتنا وفي محلاتنا بل وداخل بيوتنا من خلال التلفزيون والكمبيوتر ووسائل الاتصال الحديثة وما ياتي منها فكيف يمكن تجاهله ؟ ذلك يتطلب اتخاذ موقف واضح .ولكن العداء معه صعب كما ان التصالح معه ومع عاداته وافكاره اصعب فكيف السبيل ؟ والنتيجة ...المزيد من الصراع والعنف .
رابعا طبيعة العلاقات بين العرب انفسهم . الجامعة العربية بشكلها الحالي لم تعد صالحة . فهي جسد ميت . فمنذ تاسيسها في مصر سنة 1946 عندما كان عدد الاقطار العربية ستة او سبعة اقطار وكانت مهمتها الاولى هي التنسيق بين الملوك والامراء والحكام العرب ولحد الان وهي تسير بنفس الطريقة التي بدا بها عبد الرحمن عزام وحتى الان . ويلزم الان شكل جديد من اشكال التعاون او العمل سواء في المجال السياسي او الاقتصادي او الدبلوماسي وتحويل الجامعة الى كيان قابل للتطور وقادر على الاستجابة لمتطلبات العصر وما تتطلبه الظروف الجديد من عمل ودبلوماسية .



#أ.د_عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أ.د عبد الجبار منديل - مستقبل العالم العربي