أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف














المزيد.....

ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف


هادي الخزاعي

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 17:03
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف

هادي الخزاعي

منذ فترة كتبت عن حلمي بان يكون لي رئيس وزراء أو أي مسؤول كبير يمكن أن يقود أحلام أبناء وطني الى بر الأمان مثل السيد عصام شرف الذي اختاره المصريون بعد ثورتهم الظافرة في 25 يناير كرئيس وزراء يمكن أن يجسر الهوة السحيقة التي صنعها نظام مبارك وقططه السمان مع مستقبل المصريون الفقراء . وهو سلوك كل الحكام العرب الذين خلا وجدانهم من فسحة حبٍ للبشر، بل تراهم يتسابقون بكل وجدانهم الى الحرام .
أدرك أن الرجل لا يملك العصا السحرية ليقوم بهذا العمل الجبار ، ولا هو القادر على مكافحة غول الفساد بقدرة قادر ، ولكن لأنه يملك أخلاقيات الوجدان الشعبي الذي تميز به كل من يعطون ولا ياخذون ، فلابد من أنه سيحقق أساسا لنجاح لاحق يقوم على مبدأ العدالة الأجتماعية وإنهاء عهود الذين يأخذون ولا يعطون التي أزدحمت بها الحياة المصرية المتناسلة منها حيوات شعوب عربية وغيرعربية كثيرة . وقد عبرت عنها اغنية خالد عجاج الرائعة بكل ما في الروح من حرقة والتي أدعوكم الى سماعها بكل ما في الوجدان من وجع : -

فيه ناس بتحب تاخذ كل حاجه مع إنها مش محتاجه
وناس ترضه بأي حاجه بعز ما هيه محتاجه
ناس تدي وتنسه وناس تاخذ وتنسه
وناس تدي وتندم ويا ريتهه تدي حاجه

أعود الى نموذج حلمي الدكتور عصام شرف ؛ فقد أصر وهو رئيس وزراء لمصر على دفع قيمة مخالفة مرورية أرتكبها نجله بعدما قام بإيقاف سيارته في منطقة ممنوعة . والحكاية كما روتها جريدة الجمهورية القاهرية تقول
( قال مسؤول بأدارة المرور بمحافظة الجيزة المصرية " أن شرف أصر على دفع الغرامة المقررة ، لوقف سيارة نجله في الممنوع بمنطقة المهندسين بجوار منزله بعد أن قام ضابط حملة مرورية بكلبشة السيارة ، لكنهم قاموا بفك هذه الكلبشه بعد قيام ضباط حراسة المنزل بتوضيح ملكية أبن رئيس الوزراء لهذه السيارة " وعندما عاد رئيس الوزراء لمنزله وعلم بالأمر أصر على دفع الغرامة المقررة ، وألا يحصل إبنه على أستثناء ) .
وتسربات الخبر تركت ارتياحا وفرح لدى ضباط المنطقة لهذا التصرف الأمر الذي شجعهم على عدم استثاء أي احد عند قيامه بمخالفة ما دام رئيس الوزراء يطبق القانون .

أليس من حقي أن أحلم بمسؤول عراقي ، أي مسؤول ، أن يسلك هذا السلوك الحضاري للدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر .

وما يغريني بالميل لهذا الرجل المتواضع سلوكه الشعبي غير المتعالي . ففي أحد الأيام وهو على سدة رئاسة الوزارة قيامه هو وعائلته بالذهاب الى احد المطاعم الشعبية في القاهرة لتناول الأفطارالشهي " فول وطميه "
الأمر الذي تفاجأ به رواد المطعم فالتفوا حوله لأخذ الصور وتحادثوا معه بشأن مشاكل البلد واستمع إليهم بكل ما يملك الصدر من رحابة .

وتزداد شعبية هذا الرجل بين المصريين لسلوكه الأنساني الأصيل الذي تتناقل عنه حكايات تشبه الخيال ، لم يسبقه فيها حتى الزعيم عبد الكريم قاسم او جمال عبد الناصر المعروفين ببساطتهم والذين حين انتقلوا الى السماء لم تكن ملكيتهم أكثر من دراهم معدودة .

تضيف الجمهورية القاهرية والعهدة عليها ـ رغم أني أتخوف من هذه البروبكاندات التي تزيف بها مثل هذه الصحف الحقائق أو تهولها عندما تريد أن تصنع دكتاتورا ـ فتقول
( قبل أيام اقدمت سيدة ريفية على خلع نعلها قبل دخول مكتب رئيس الوزراء لمناقشة مشكلتها ، فما كان من شرف إلا أن ذهب الى الباب وحمل الحذاء الى السيدة وقال لها " ألبسي حذاءك يا ست " وانهمرت دموع المرأة لهذا المشهد الأنساني الرهيف .
ويذكر إن شرف تدخل سابقا عندما كان وزيرا للنقل لأعادة بائع فول كان يقيم بجوار منزله بعد أن نقله الأمن . وعندما علم شرف بذلك بحث عن بائع الفول في كل مكان حتى تمكن من الوصول اليه وطلب منه العودة مرة اخرى ليبيع الفول في المكات نفسه ) .

أني أبشر بمثل هذا المسؤول لسلوكه الأنساني والوطني وميله للطبقات الفقيرة وعامة الشعب ، ولا يمكن أن ينسى موقفه الشجاع والجريء عندما أخذ شرعية تكليفه برئاسة الوزارة من ميدان التحرير في أوج تجمعات المصريين في الميادين العامة وهي تطالب بمحاسبة المفسدين والفاسدين .

أعرض هذا الميل لا لشرف المسؤول ، ولكن لشرف الإنسان والمسؤول الذي أفتقدُ نموذجه في وطني الطافح بخرابات الذمة والروح لأغلب المسؤولين ، وأتحدى أن يأتونا بسلوك لمسؤول عراقي فيه لمسة من سلوك شرف كنموذج لم نعتده إلا في حكايات ألف ليلة وليلة أو حكايات المنابر التي تجلد الفاسدين بسياط سلوك الحق والعدل . ولهذا سأظل أحلم ، على الأقل بمسؤول ، ولا أقول وزير أو رئيس وزراء ، يشبه في أنسانيته وسلوكه ووطنيته ، إنسانية وسلوك ووطنية الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر .

لا يعني هذا التبشير ؛ إن العراق خلوا من هذه الطينة الأنسانية الرائعة ، فهم كثروا ، غير إن كل ما قيل ويقال عن مقولة (مطرب الحي لا يطرب) قد تجمع كل نسيجها فوق العراق ، فطفت على سطحه الأجتماعي والسياسي ومنذ عام 2003 نماذج الحواسم والعلاسة والميليشيات وغيرهم من الذين غيبوا عن المشهد ، كل من يمكن أن يطرب الحي ، فنجبر على التغني بالسلوك المستقيم للغير .



#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل قُتِلَ ابن لادن أم لايزال حيا ؟!
- الصورة
- هل إستقرار العراق محكوم بتقارب العراقية ودولة القانون ؟
- الحزب الشيوعي العراقي يقود العمال الى ساحة التحرير في عيدهم ...
- يا غافلين إلكم الله
- نوازع الحكام كي يبقوا حكاما ... النماذج عديدة
- لجنة النزاهة تكشف عن تحايل حكومي بمبلغ 800 مليون دولار فقط
- هل إستعصى فعلا إيجاد بضعة وزراء ؟!
- ملاذهم نصب الحرية فقط حتى تُسمعْ أصواتهم
- دوار اللؤلؤة قد صار شهيدا
- بلاغ إجتماع لجنة تنظيم الخارج للحزب الشيوعي الكوردستاني مفعم ...
- التغيير في المنطقه قانون أجتماعي سياسي مستحق
- الشعب .. يريد .. إصلاح النظام
- بمناسبة يوم المسرح العالمي باقات من القرنفل الملون للمسرحيين ...
- أرواح ضحايا حلبجه تبكي قتلاها الجدد
- على كل الشرفاء التضامن مع الشخصية الوطنية العراقية موسى فرج
- الى أين يقود هذا الفساد المستشري في العراق ؟
- ثورة القذافي تاكل أبناءها
- حكومة المالكي رهانها ذ00 يوم والجماهير رهانها الجُمَعْ
- خارطة طريق الأصلاح كالنعامة لن يعنها الفساد


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - هادي الخزاعي - ما زلت أحلم برئيس وزراء كعصام شرف