أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية - عبدالله خليفة - العمالُ أكبرُ الخاسرين














المزيد.....


العمالُ أكبرُ الخاسرين


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 11:11
المحور: ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية
    


غياب أصوات العمال البحرينيين في الاحتفال البشري بعيد أول مايو هذه السنة يُظهرُ الخسائرَ المؤلمة التي تكبدها العمالُ بفعل عدم وجودِ قيادةٍ نضالية نابعة من طبقتهم.
لقد تم فصل المئات من العمال وعائلات كثيرة تعيشُ في ظروفٍ معيشية ونفسية واجتماعية سيئة.

لسنواتٍ طويلةٍ كانت الشرائحُ الطليعيةُ من عمال البحرين تتخذ مواقفَ عقلانية في الحياة السياسية بعد أن تجاوزتْ مغامرةَ هيئة الاتحاد الوطني وزجهم بطرق غير دقيقة في الصراع الوطني المشرف بطبيعة الحال حينذاك، وكذلك الزج الذي تم بفعل الجماعات القومية الهائجة في بعض سنوات الستينيات وما بعدها، ثم أخذوا يكدسون تجربةً مختلفةً عبر الاعتماد على قواهم وعدم ركونهم لأدلجةِ وتحريكِ قوى استغلالية سياسية من خارج طبقتهم، وحققوا إنجازات وتراكمات في أحوالهم والدفاع عن مصالحهم بفعل ذلك.

لكن العناصر الطليعية المحدودة داخل النقابات والعمال ككل لم تستطع أن تقاوم المدَ الدينيَّ الطائفي الذي اكتسحَ المنطقة، وأثر في وعي العمال، وصاروا مؤدلجين بشكلٍ شعاري، من دون أن يناضلوا لتحسين ظروفِ عملهم، ويصعدوا ثقافتَهم الحديثة ويفهموا الخلفياتَ الحقيقية للجماعاتِ الدينية المحافظة التي ترتكزُ على عالم الإقطاع واستغلالهِ المتخلف.

طبيعتُهم المذهبية وحماسهم السياسي النابع من هذا غيّب نقابيتهم، وجعلهم أدوات سهلة في يد القوى الدينية ذات المشروعات السياسية الخاصة.

لم تكن هذه الأعمال تقوم على نضال عمالي لتغيير البيئة العمالية وتحسين شروط العمل وتغيير العقود ونشر البحرنة العمالية، بل قفزت نحو الصراع حول السلطة السياسية وتمركزت هذه المطالبة بيدِ ثلةٍ لا تنتمي إلى العمال وتطرحُ شروطاً سياسية تعجيزية بغرض التحضير لإسقاط النظام وبجعل أجسام العمال مادة لهذه القفزة المغامرة.

لم تهتم هذه الجماعةُ بأحوالِ العمال وأسرهِم وظروفهم وجذبتهم بفعلِ المذهبية المشتركة ذات الاتجاه اليميني المحافظ الذي لا يعبأُ بآلام الكادحين بل يستخدمهم كأدوات وطالما غرقوا في فقرهم وأمراضهم من دون أن يقوم بالمساهمة في تغييرها، ومع قوى من البرجوازية الصغيرة ممن زعموا ارتباطهم بالماركسية وهي جملٌ قشورية انفعالية مقطوعة السياق عن الوطن والظروف، وتعبرُ عن مصالحهم المتذبذبة في كل حين، وعجزهم عن تصعيد وعي العمال الديمقراطي الوطني، وانجرارهم في كل وضع حسب الثقل الذي يدفعهم يساراً ويميناً لكي يركبوا الموجةَ نحو المقاعد والثروة.

ولكن تبقى هذه الفئات المفصولة وتبقى العائلات المحرومة ألماً ينزفُ في جسدنا الوطني رغم الاختلاف، ولا بأس من النقد الذاتي، والتعبير به، فهو أداةٌ للتربيةِ السياسية، والفصل بين الذاتي والموضوعي، بين الانجرار وإدراك حقائق الواقع، بين الشحن المذهبي وغياب الفهم الوطني.

عبر هذا التعبير للرأي العام وللشركات والإدارات السياسية والاقتصادية يمكن تشكيل لحظة سياسية مختلفة، تضعُ حداً من قوى العمال للدخول في المغامرات السياسية، وتنفصل عن قوى المغامرين الدينيين والسياسيين الذين يتلبسون أثوابَ المذهب والدين واليسار الزائف، لاستخدامهم أدوات في مشروعاتهم القافزة دائماً على الواقع، من أجل المزيد من التطوير في حياة العمال والكادحين البحرينيين والعمال الأجانب، وطي هذه الصفحة والتطلع لوحدة عمالية مستمرة تكون حاجزاً أمام قوى الاستغلال والمغامرات.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطورُ الاجتماعي السياسي في سوريا
- تقلبات غريبة لسياسيين
- حراكُ المذاهبِ والثورات
- الخسارة للجميع
- إشكالياتُ تحركات فبراير 2011
- أسبابُ الحراكِ العربي
- إصلاحات ضرورية
- إشكاليات فكرية لما بعد الثورة
- ديمقراطية غير علمانية .. أهي ممكنة؟
- عبدالله خليفة في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي ف ...
- الأزمة العميقة في البحرين
- الثورية الزائفة لمحطة الجزيرة
- إلى أين قادتهم ولاية الفقيه؟
- العمال وتطوير الرأسمالية
- انتصار للحداثة
- تونس الجميلة
- الرأسمالياتُ الحكومية العربية في طور الأزمة
- مذاهب تتباين وتتكامل
- لكل بلدٍ خرابه الخاص
- الخروجُ الأيديولوجي من الطوائف


المزيد.....




- فيديو يُظهر اللحظات الأولى بعد اقتحام رجل بسيارته مركزا تجار ...
- دبي.. علاقة رومانسية لسائح مراهق مع فتاة قاصر تنتهي بحكم سجن ...
- لماذا فكرت بريطانيا في قطع النيل عن مصر؟
- لارا ترامب تسحب ترشحها لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا
- قضية الإغلاق الحكومي كشفت الانقسام الحاد بين الديمقراطيين وا ...
- التمويل الغربي لأوكرانيا بلغ 238.5 مليار دولار خلال ثلاث سنو ...
- Vivo تروّج لهاتف بأفضل الكاميرات والتقنيات
- اكتشاف كائنات حية -مجنونة- في أفواه وأمعاء البشر!
- طراد أمريكي يسقط مقاتلة أمريكية عن طريق الخطأ فوق البحر الأح ...
- إيلون ماسك بعد توزيره.. مهمة مستحيلة وشبهة -تضارب مصالح-


المزيد.....

- في قلب حركة 20 فبراير لكن برؤية اشتراكية ثورية / التضامن من اجل بديل اشتراكي
- الثورة العربية- بيان التيار الماركسي الأممي، الجزء الثاني: ا ... / بيان الدفاع عن الماركسية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار 2011 - تأثير ثورات العالم العربي على تقوية الحركة العمالية والنقابية - عبدالله خليفة - العمالُ أكبرُ الخاسرين