أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري والنداء الأخير














المزيد.....

النظام السوري والنداء الأخير


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3358 - 2011 / 5 / 7 - 03:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


للتاريخ نكتب أن الشعب السوري الأعزل والمسالم يقف اليوم وجهاً لوجه أمام سلطة باطشة ومسلحة، خيارها المعروض على الشعب ليس كخيار القذافي للشعب الليبي: إما أن أحكمكم أو أقتلكم، بل زاد عليه بالفعل: وأدعسكم رؤوساً وظهوراً بالبساطير، وأدوس وجوهكم بالأحذية وأمرّغ أنوفكم بالتراب، وأقلب عاليها سافلها. ومانشهده من القتل بالمئات في الشوارع والمشافي والاعتقال بالآلاف، وفي همجية الحصار للمدن بالدبّابات والآليات، وفي الممارسات الطائفية للشبيحة، يؤكد ذلك ويتهدد السلم الأهلي أيضاً. وعليه، فإذا كان الخيار الشعبي فيما آلت إليه المطالبات قد أصبح محسوماً بإسقاط النظام لاغير أمام خيار السلطة القاتل والمُذل، فهذا يعني أن الطرفين قد دخلا في طريق اللاعودة مهما كانت التكاليف والأثمان، وهي معركة نتيجتها للعقلاء معروفة بأن إرادة الشعب في مواجهة إرادة القمع والقتل والقهر هي الغالبة، فالشعب والوطن أبقى من الحاكم والنظام. ورغم أن مرد الاحتجاجات يأس الناس وقنوطهم من وعودٍ بالإصلاح تكررت عبر عشرات السنين من أيام الأب، وتجددت أيام الابن، والتي رغم مضي أكثر من أربعين عاماً من حكم الأب والابن فإنها لم تأت بعد، ومع ذلك فإن النظام ينسب التظاهرات الشعبية السلمية المطالبة بالحرية والكرامة إلى ارتباطاتٍ ومؤامرات خارجية مزعومة.
في اعتقادنا أن خيار العنف والقتل الذي اختاره النظام على مستوى المدن كلها منذ الساعات الأولى لمواجهة التظاهرات والاحتجاجات، مهّد ويمهّد لجعل مصير سورية الوطن والشعب في مهب الريح للتدخلات الخارجية بمبررات متعددة، وهو خيار مرّ يضعنا أمامه النظام مؤدّاه أن إسقاطه معناه الخراب والدمار وتسليم سورية لمن بعده بلداً تعصف فيه الأشباح.
إن اعتقاد المؤامرة الخارجية الذي يتكلم عنه النظام مع فرض صحته، كان يمكن إسقاطه لو أراد بإنفاذ فوري للمطالب الشعبية الإصلاحية التي اعترف بمشروعيتها. أمّا وأنه لم يفعل، بل جاءت إصلاحاته زيادةً في اعتقالات الآلاف ومزيداً من العنف والقمع ومئات من الشهداء وتوحش في القتل، فقد باتت ممارساته حقيقةً هي المؤامرة وهي مايريده المتآمرون والحاقدون على سورية وطناً وشعباً.
وعليه، فإن إسقاط المؤامرة المزعومة في الوقت الحالي والحرص على سورية، يستوجب تصرفاً فورياً وجريئاً لاتردد فيه من قبل النظام، يكون اليوم وليس غداً، حزمة واحدة بنقل الرئيس لسلطاته الرسمية والدستورية إلى أحد نوّابه، مع إعلان فوري لوقفٍ تام لإستخدام السلاح ومنع الإعتقال، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ومحتجزي الرأي والفكر والضمير، وإعلان عفو عام عن جميع المحكومين السياسيين والمبعدين خارج البلاد والمهجرين القسريين وعودتهم دون قيد أو شرط، مع الدعوة إلى مؤتمر وطني عام تشارك فيه كل المكونات الوطنية الناشطة والفاعلة بحضور شهود عرب ودوليين، تنتج عنه حكومة انتقالية مكونة من كفاءات وطنية مستقلة مدتها لاتزيد عن ستة أشهر تعمل على متابعة وضمان الإنتقال السلمي للسلطة، وكتابة دستور جديد يؤسس لدولة مدنية مبنية على الحرية والعدالة والديقراطية تُتداول فيها السلطة سلما،ً ويعمل على إصدار قانون للأحزاب السياسية يقعّد لحركة سياسية مدنية ديمقراطية تداولية، وانتخابات برلمانية حرة بشهود عرب ودوليين أيضاً تتم في نفس الفترة.
إننا نعتقد يقيناً بأن تأخير مثل هذه الإجراءات العاجلة والفورية والتي لايستطيع أحد القيام بها حصراً سوى النظام الحاكم معناه تنفيذ المؤامرة المزعومة وإدخال سورية في المجهول من خلال الممارسات الوحشية في قتل الأبرياء وسفك الدماء.
إن تصريحات النظام السوري السابقة بإشعال الشرق الأوسط وحرقه فيما لو تم المساس به رغم رفضه الإصلاح بضغوط وبغير ضغوط، والمتجددة هذه الأيام على لسان أنصاره وحلفائه فضلاً عن بث شبّيحته لرسائل قصيرة على الهواتف الجوالة مع بدء الاحتجاجات مفادها أن الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها، ونحن نحرق العالم وأنفسنا وأولادنا ليبقى قائدنا الأسد، هي تصريحات تدلّنا على من يريد أن يأخذ سورية إلى الحريق والخراب والدمار، وتخبرنا عمّن يريد أن يأخذ سورية إلى المجهول، ويدفع بقوافل الهجرة الشعبية إلى دول الجوار هرباً من إرهاب السلطة ودمويتها، وممارسات شبيحتها الطائفية، أمام قرار شعبي بعد صبر على الأب والابن امتدّ واحداً وأربعين عاماً مفاده: (مسلمين) ومسيحية، وسنة وعلوية، وعرب وكرد ودروز وأشورية كله بدو كرامة وحرية، وكله يصرخ بسلميّة: الشعب يريد إسقاط النظام.
إنه نداء الفرصة الأخيرة للنظام بإجراء فوري بتسليم السلطة سلماً لإبطال كيد الكائدين وإحباط المؤامرة المزعومة على سورية الوطن والشعب. إن في ذلك لذكرى لمن كان في قلبه ذرة عشق لبلادٍ اسمها شام، وبعض وفاء لأرض تعطّرت بالياسيمن وارتوت بدماء الشهداء.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- والي الشام السفّاح وذكرى السادس من أيار
- النظام السوري وإلغاء حالة الطوارئ
- الشعب يريد إسقاط النظام
- شبيحة الإعلام السوري والكذب بدون حبال
- النظام السوري بين المندسين والشبيحة
- النظام السوري وطواحين الكذب
- الشعب السوري برهن أنه تجاوز حكامه
- النظام السوري والإيغال في الدم
- ياجماهير الكرد السوريين اتحدوا
- مجلس الشعب السوري وتعليق حالة الطوارئ
- السورييون ، خمسون عاماً تحت قانون الطوارئ
- النظام السوري بين الرحمة والشدة
- النظام السوري والمسيرات المزوّرة
- النظام السوري ومسيراته المليونية
- الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى
- الألسنة المقطوعة وعمليات الرصاص المصبوب
- حوران سورية وعمليات الرصاص المصبوب
- من درعا هلت علينا البشاير
- السيد الرئيس..!! البقاء لله
- جائزة القذافي لحقوق الإنسان


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري والنداء الأخير