أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد خضير عباس - فايروس حب العراق يجري في دماء يهوده














المزيد.....


فايروس حب العراق يجري في دماء يهوده


محمد خضير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 21:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبر العراقيين اليهود من اكثر الطوائف العراقية حبا واخلاصا لبلدهم بالقياس الى بقية المكونات الاخرى التي تشكل الطيف العراقي وذلك يرجع الى انهم اقدم الطوائف التي سكنت بلاد وادي الرافدين حيث يرجع تاريخ وجودهم الى اكثر من 2500 سنة وعلى هذه الارض عاشوا وعملوا مع اقرانهم العراقيين بكل جد واخلاص ولهم ذكريات ممزوجة بالحنين يعبرون عنها حاليا بالكتابة او الغناء للحفاظ على تراثهم العراقي الاصيل ويدعي الكثير من الكتاب العرب والاسرائليين ان هذا الحب قد انتهى بانقراض الرعيل الاول من المهاجرين العراقيين اليهود الذين غادروا العراق عام 1950 قسرا بسبب المؤمرات الدولية التي حاكتها الصهيونية العالمية انذاك بالتعاون مع الحكومة الملكية ابان تاسيس دولة اسرائيل عام 1948 ولم يتبقى منهم في الوقت الحاضر الا اعداد قليلة جدا وان الجيل الثاني والثالث الذي ولد وترعرع في اسرائيل لا يمت باي صلة للعراق . ان هذا الطرح بعيد عن الصواب وذلك لان حب العراق متجذر في كيانهم ينتقل من الاجداد الى الاباء ومن الاباء الى الاحفاد وهكذا والدليل على ذلك هذه الواقعة التي حدثت عام 2005 اثناء انعقاد مؤتمر المعلوماتية الدولي في تونس برعاية منظمة الامم المتحدة حيث تم توجيه الدعوة الى اسرائيل لحضور هذا المؤتمر باعتبارها احدى الدول الاعضاء فيها وحضر الوفد الاسرائيلي المشارك ممثلا بوزير خارجيتها انذاك المدعو سليفان شالوم وهو تونسي الاصل يرافقه وزيرة الاتصالات السيدة داليا ايتسيك العراقية الاصل والمولودة في عام 1952 في القدس وكان في استقبال الوفد الاسرائيلي حشد كبير من الصحفيين ووسائل الاعلام وعدد كبير من التونسيين اليهود وهم يحملون الاعلام التونسية ولافتات الترحيب والورود والذي يبلغ تعدادهم حوالي 2000 نسمة وبدا التاثر واضحا لدى الجميع وكانت مشاعر الغبطة والفرح بادية على الوجوه بسبب هذا الحدث التاريخي ولشدة تاثرها بالموقف صرخت الوزيرة الاسرائيلية قائلة (متى سيتاح لنا ان نهبط في مطار بغداد ) ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي دعى هذه الوزيرة الى التفوه بهذه العبارة وهي التي ولدت في اسرائيل ولم يسبق لها رؤية العراق ورغم المواقف العدائية والكره التي يكنها حكامه الى دولتها التي تمثلها منذ تاسيسها ولحد الان . اكيد هنالك شي خفي اقوى من كل المؤثرات الاعلامية والمسؤوليات والمناصب الحكومية والرسمية لم تستطع اخفاءه ونتيجة تاثرها بالمشهد الذي عاشته مما ادى بها الى البوح به وهو حب العراق . لقد استحضرت الوزيرة في هذه اللحظة كل الاحاديث التي رواها والديها لها عن بغداد وايام بغداد التي عاشوها بكل فخر واعتزاز وحب ممزوج بالاشتياق والحزن لفراقها والرغبة الشديدة في العودة اليها وحكايتهم عن اهلها الطيبين وعاداتهم التراثية الجميلة وحسن الضيافة لديهم وكرمهم الشديد وعن حاراتها القديمة (البتاويين – ابوسيفين – الصدرية – باب الشيخ – سوق حنون ) وغيرها المؤطرة واجهات بيوتها بالشناشيل والاقواس ودرابينها الملتوية وحكياتهم عن النوم فوق اسطح منازلها في فصل صيف وكيف تداعب نسمات دجلة العليلة اجسادهم وعن مقاهيها المطلة على ضفاف نهر دجلة التي تفوح منها رائحة الشاي السيلاني المهيل والتي تصدح منها الموسيقى الشرقية وصوت المقام العراقي الاصيل وعن مطاعمها الشعبية المختصة بتحضير السمك المسكوف على الطريقة العراقية وعن الاحتفالات والمراسيم التي كان يحيونها سوية بغض النظر عن دياناتهم او قومياتهم في المناسبات الدينية والاعياد وكأن هذه الاجواء مجتمعة هي قصة من قصص الف ليلة وليلة مما ولد لديها الحافز والرغبة الشديدة لزيارة ديار اهلها واجدادها التي عاشوا فيها الالاف السنين ان حنين العراقيين اليهود الىى العراق هو حنين متاصل في قلب كل يهودي عراقي خرج من العراق مرغما وسكن في اسرائيل او غيرها من الدول ولا مجال للتنازل عنه وتم تشبيهه كمن منع طفلا من شرب حليب امه قبل فطامه . ان الكثير من يهود العراق مازالوا يحلمون بالعودة الى موطنهم الاصلي ولكن الى متى تبقى السياسة تقف عائق امام استمرار تدفق الالام الانسانية المفجوعة لمواطنيه .



#محمد_خضير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنتعلم من المسيح
- امكانية عودة العراقيين اليهود
- (أيام هزت العالم)
- قلق القذافي من تهاوي الانظمة الدكتاتورية
- تحريم زواج المسلمة من المسيحي واليهودي
- رجال الدين دخلوا على الخط
- امريكا وراء تهجير المسيحيين العراقيين
- بعد أفراغه من يهوده العراق بلا مسيحيين
- لماذا الانتقاص من الديانة المسيحية
- اخر بدعه لرجال الدين
- وزارة المهرجانات
- التوراة عراقية
- العراق سيبقى عريقا
- اليهود العراقيون هم الحل
- انهيار الديمقراطيه
- رجال ثقافة ام سياحة
- قبل فوات الاوان
- سلام الشجعان
- النقابه والعروبه
- وشهد شاهد من اهلها


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد خضير عباس - فايروس حب العراق يجري في دماء يهوده