أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - إعادة ترتيب الأوراق الأمريكية في الشرق الأوسط الجديد














المزيد.....

إعادة ترتيب الأوراق الأمريكية في الشرق الأوسط الجديد


باهر محمود عبد العظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 21:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تدور الأحداث في الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة تجبر أطراف اللعبه على تصعيد وتيرتها هي الأخرى حتى تتمكن من اللحاق بها, الولايات المتحده الأمريكية على رأس تلك الطراف التي إستشعرت الخطر نتيجة الثورات العربية المتتالية وبالتالي بدأت بالفعل من تسريع وتيرة تحركاتها هي الأخرى وبشكل قد يبدو للبعض متعجل ويفتقد للحكمه, أغلب تلك الخطوات كان في شكل تصريحات أحياناً وصمت أبلغ من التصريح في أحيان أخرى, إلى أن جاء خبر إغتيال بن لادن لتبدأ الخطوات العملية في الشرق الأوسط الثوري الجديد.

إغتيال بن لادن لم يكن وليد الصدفه, قد يكون ذو تأثير إيجابي لحملة أوباما الإنتخابية, لكنه ليس الهدف الرئيسي, عندما قرأت خبر إعتقال زعيم تنظيم القاعده في الموصل العراقية وكذلك الأنباء المتتالية عن مزيد من إعتقالات عناصر القاعدة في باكستان بدأت الصورة تتكشف رويداً رويداً, إنتهى عصر إستخدام الإرهاب الإسلامي وبدأ عهد الصفقات مع الإسلام السياسي!

بعد خدمات عديدة قدمها تنظيم القاعدة بدءاً من التعاون الكامل (وربما النشأة نفسها) مع المخابرات الأمريكية في أفغانستان بهدف طرد الإحتلال السوفيتي نهاية بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية في الدول العربية وخاصة مصر والجزائر في تسعينات القرن الماضي بهدف تدعيم النظم الديكتاتورية التي تستمد قوتها من توفير الأمن مقابل الحرية (وقد رأينا كيفية تورط النظام المصري في تفجير كنيسة القديسين للهدف ذاته), والآن وبعد زوال بعض النظم الديكتاتورية وإقتراب البعض من الإنتهاء وتعهد البعض الآخر بإصلاحات ديموقراطية حقيقية حان وقت إعادة ترتيب قواعد اللعبه من جديد بأقل خسائر ممكنه, الآن تبدأ الولايات المتحدة في جمع عناصر القاعدة من السوق العالمية لإنتهاء فترة صلاحيتها وإنتفاء الغرض من وجودها لتستبدلها بحركات الإسلام السياسي المدجنه ذات الصوت العالي لزوم الشعبوية والفعل الصفري لزوم الصفقات والإنتهازية السياسية المعتاده, جماعات الإسلام وعلى رأسها الإخوان المسلمين لم تجروء يوماً على تقديم معارضة سياسية وطنية حقيقية أمام الأنظمه الديكتاتورية البائده, ولم تتخذ أي إجراءات تُذكر ضد القوى الدولية التي لطالما تحكمت بمقدرات الدول العربية, فهي كانت وستظل دائماً وأبداً تابعه وليست قائدة, إنتهازية وليست وطنية, رد فعل وليست فعل, فقط هي قادرة على الحشد والتعبئة للجماهير البسيطة المغلوبة على أمرها والتي يسهل خداعها بإسم الدين, وهو بالضبط ما تحتاجه الولايات المتحده الآن التي تستخدم الدين هي الأخرى للسيطرة على شعبها ذو الثقافة الضعيفة والذكاء السياسي الشبه منعدم.

في الوقت الحالي من المناسب جداً وجود أنظمه تتبع نفس السياسة الإنتهازية الأنانية التي إتبعتها الأنظمه الديكتاتورية السابقه مع مسحه دينية تضمن ولاء الشعوب بدلاً من العداء السابق للأنظمه البائده, كذلك مطلوب خطاب ديماجوجي شعبوي يطرب أسماع البسطاء دون تنفيذ أو جدية, وبهذا تحقق أمريكا كل ما ترغب فيه مع ضمان إنتهاء العداء الشعبي وتدجين الثورات الشعبية وتحويلها لأنظمة إسلامية مطيعه وفي نفس الوقت ليست بالتطرف الكافي الذي قد يدفعها لإستخدام العنف ضد مصالحها, ومن هنا بدأ الإتجاه لتصفية الحركات الإسلامية الإرهابية التي كانت مرتبطه بالأنظمه الديكتاتورية بأنظمه إسلامية معتدله نسبيا مضمونة الشعبية ويلقى خطابها مصداقية ولو مؤقتة لدى شعوبها, كل ما سبق سوف نرى دلائله قريباً من خلال سماع أخبار عن مزيد من الإغتيالات والإعتقالات لعناصر القاعدة وربما طالبان مع مغازلة سطحية لحركات الإسلام السياسي التي ستكون في شكل بعض من التصريحات مثل وعود بالتعاون إذا إلتزمت باللعبة الديموقراطية وضمان الحريات السياسية وهكذا.

لا تتعجبوا إذا وجدتم الولايات المتحدة تغض الطرف عن توغل حركات الإسلام السياسي في الأنظمة العربية الثورية الجديدة من ناحية, وتدعم وجودها بحجة أنها تصد التطرف الإسلامي وتلقى دعم شعبي طبقا لقواعد الديموقراطية من ناحية أخرى, فهاهي أمريكا تعيد ترتيب الأوراق من جديد لتحافظ على مصالحها, وتبقى الشعوب العربية هي الضحية مجدداً, ولكن هذه المره سيختلف زي الجلاد من البدلة العسكرية للجلباب الإسلامي, وهو التغيير الوحيد الذي سيحدث إذا لم تنتبه تلك الشعوب لخطر الحركات الإسلامية وتتصدى لها لتبرز القوى المدنية الثورية الوطنية التي قامت بالثورات قبل أن يقفز عليها المتأسلمون لتحقيق مصالحهم التي قد يتعاونون في سبيل تحقيقها مع الشيطان نفسه.



#باهر_محمود_عبد_العظيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف ننقذ الثورة قبل إجهاضها؟
- مصر قبل...مصر بعد...أيهما أفضل؟
- غُربة-قصة قصيرة
- لتوضيح ماهية العلمانية
- معضلة قبول الآخر بين العلمانية والأصولية الدينية
- الحل الوحيد لتطبيق العلمانية في مصر
- متى يخرج الأزهر من أزماته ويسترد دوره المعتدل؟
- العلمانية الأسبانية كما نطالب بها
- القضاء السعودي بين الأحكام السماوية والقوانين الوضعية
- هل تصنع أفكار العودة للماضي دولاً إٍسلامية حديثة؟
- هل حان الوقت لإعادة النظر في القنوات والبرامج الدينية التي ت ...
- العلمانية الألمانية والعلمانية المصرية, هذا هو الفرق
- دور التنوير في حل أزمات المجتمع المصري
- عندما يقتل الأب إبنه, ماذا يتبقى ؟
- عبقرية الشعب المصري
- ما بين سطور المراجعات الفقهية, نرجو الإنتباه قبل فوات الآوان
- عقوبة المرتد أكبر إساءة للإسلام
- عقل جديد لعالم جديد – رؤية تحليلية للعقل المصرى المعاصر
- هل أصبح الأزهر منبر التطرف وضحالة الفكر وتعطيل العقل ؟
- وهم الصحوة الإسلامية


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باهر محمود عبد العظيم - إعادة ترتيب الأوراق الأمريكية في الشرق الأوسط الجديد