أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - الإخوان والسياسة















المزيد.....


الإخوان والسياسة


جمال البنا

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 19:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(٢ - ٢)
فى الجزء الاول عرضنا لوجهة نظر المرشد العام المؤسس للإخوان المسلمين عن السياسة وموقف الإخوان منها، وأنهم «وطنيون وليسوا سياسيين ولا حزبيين»، وفى ١٩ فبراير سنة ١٩٧٦ كتب الأستاذ فتحى رضوان مقالاً فى الجمهورية تحت عنوان «قبل أن يغتالوا حسن البنا» كشف عن بعض مشاعر الإمام البنا إزاء النشاط السياسى، فبعـد أن أشار إلى أن الإخوان ساهمت فى الشؤون السياسية بقــدر كبير، وازدادت رغبة غير قليل من زعمائها الشبان فى أن تواصل هذه المساهمة وتزيد منها، قال: «وكانت هذه الرغبة تؤرق الأستاذ المرشد على ما بدا لى لأنه كان يرى هذه المساهمة فرضاً وطنياً على الجماعة يجب أن تؤديه،

ولكنه كان يرى فى الوقت نفسه أن هذه المساهمة بصورتها التى فرضتها الأحداث من جهة، ورغبة عدد من زعماء الإخوان من جهة أخرى قد تحجب الأصل الذى قامت عليه الإخوان وهو كونها جماعة دعوة وإرشاد وتهذيب للنفوس ورد الناس إلى دينهم، واستلهامه فى شؤون دنياهم وآخرتهم ولا يغير من الأمر أن يكون الإسلام ديناً ودولة وسيفاً ومصحفاً، فرسالة جماعة الإخوان المسلمين الأولى هى تقويم الجانب الدينى من حياة المصريين أولاً والمسلمين عامة ثانياً، باعتبار هذا التقويم مدخلاً مباشرًا لتقدم حياة المصريين والمسلمين فى جميع دروب وفروع الحياة، والاستغراق فى العمل السياسى، وما يجره من معارك، لا شك صارف الجماعة، ولو إلى حين عن كفاحها الذى نصبت نفسها له أولاً،

لهذا كله قال الأستاذ حسن البنا إنه فكر طويلاً ليخرج من هذا المأزق الذى أوصلت إليه مجريات الأمور الجماعة، فرأى أن أفضل الحلول هو أن يرفع عن شـُـعب الإخوان المسلمين فى كل مكان اسم الجماعة ويضع عليه اسم الحزب الوطنى، وأن يخير الإخوان بين أن يبقوا فى الجماعة للنشاط الدينى البحت، أو أن ينقلوا نشاطهم إلى الحزب الوطنى، قال ضاحكاً: فيبقى معى الدراويش أما الذين لهم طموح سياسى، ولهم قدرة على تحقيقه ورغبة فى مكابدته فالحزب الوطنى خير ميدان لهم، أطمئن عليهم فيه، وأطمئن أنا إليه، فلم تبد علىَّ الدهشة لسماع هذا الكلام، فقد عرفت منه مرارًا حسن ظنه بالحزب الوطنى، ولطالما سمعته يثنى على جهاد مصطفى كامل ومحمد فريد ويترحم عليهما.

رحمه الله رحمة واسعة، ونفع الناس بدمائه التى سفكت، وبروحه التى أزهقت، وبكل ما قال من أجل خير دينه ووطنه.. انتهى.

وكتب الدكتور توفيق الشاوى وهو من رجالات الرعيل الأول للإخوان وممن ظفر بتقدير قانونى فى كل دوائر القضاء، أنه كتب إلى الأستاذ البنا فى عام ١٩٤٧ مذكرة بعنوان «الإخوان المسلمون فرقة إسلامية وليست حزبًا سياسيًا»، وأن المرشد وافق عليها وأمر بطبعها وتوزيعها على المسؤولين، وأنه سافر بعد ذلك إلى فرنسا وتطورت الأمور، وفى الفترة الحرجة لعلاقة الإخوان بحركة عبدالناصر رأى أنه من المناسب أن يذكر الإخوان بالنقاط الأساسية منها، فقال:

١- ليس من مصلحة الإسلام الذى ندعو إليه ونعمل له أن توضع دعوة الإخوان فى قالب حزبى مهما يكن شعار هذا الحزب أو برنامجه لأن القوالب الحزبية تخضع للقواعد التى تفرضها قوانين وضعية غير مستقرة ومعرضة للتغيير من حين لآخر حسب اتجاهات الحكومات القائمة والدول الوطنية أو القومية الحالية، كما أنها مختلفة فى كل قطر عما هى عليه فى الأقطار الأخرى، فى حين أن الدعوة عالمية.

٢- إن النشاط الحزبى يمكن أن يمارسه الإخوان كأفراد من خلال الأحزاب المعترف بها فى كل بلد، وفى كل وقت، والتى تتعرض للاختلاف والإلغاء والتغيير.. فى حين أن دعوة الإخوان فى نظرنا مستمرة ودائمة وعامة لا يجوز تجزئتها أو تغييرها بحسب اختلاف البلاد أو الأزمان.

٣- الزعم بأن تشكيل حزب للإخوان يعطيها صفة قانونية (شرعية وضعية) هو وهم باطل، لأن ترزية القوانين الوضعية يفرضون على الأحزاب شروطاً (من حيث إجراءات التأسيس وشروط العضوية والبرنامج.. إلخ) تجعل الصفة القانونية والنشاط القانونى للحزب مقيدًا بقيود لا وجود لها فى الإسلام، ولا يجوز لحركة إسلامية أن تدخل فى إطارها، لأنها تخالف مبدأ عموم الإسلام وشموله.

٤- إن النشاط الحزبى فى كثير من البلاد يستلزم استعمال بعض الوسائل والأساليب التى تتعارض مع نقاء المبادئ الإسلامية سواء من حيث عقد تحالفات وقتية وتكتيكية ومرحلية (دون وجود نية صادقة فى الاستمرار)، أو من حيث وجوب تفادى خصومات معينة فى وقت معين بقصد عدم الدخول فى معارك مع جهات معادية فى وقت غير مناسب، بل ومن حيث الحصول على المال للإنفاق على الحملات الانتخابية أو الإعلامية.

٥- إن الإخوان منذ نشأتهم دأبوا على التشهير بالحزبية والتحذير من مضارها سواء فى حالة تعدد الأحزاب الذى يهدد وحدة الأمة، أو فى حالة الحزب الواحد الذى يمارس الديكتاتورية الشمولية باسم «الديمقراطية».

٦- إن الإخوان كحركة مستقلة عن الأحزاب يمكنها متابعة جهودها فى مقاومة التطرف الحزبى ومنع انحراف الأحزاب نحو التعصب والتحزب الممقوت، أو نحو الديكتاتورية الشمولية، أو نحو الأساليب الأخلاقية للكيد لمنافسيهم وتجريحهم والدعاية الكاذبة، أو تقديسهم وتمجيدهم دون حق، أما دخول الجماعة فى المعترك الحزبى فإنه يعرضها لهذه الانتقادات ذاتها بالحق أو بالباطل.

٧- إن الإخوان الذين يشتركون كأفراد فى حزب من الأحزاب القائمة يمكنهم أن يخدموا أهداف الجماعة بصورة أكبر إذا ركزوا جهودهم على فرض مبادئ معينة فى برنامج الحزب الذى يساهمون فيه، مثل هدف «تطبيق الشريعة» أو «الوحدة الإسلامية» أو «العدالة الاجتماعية».. إلخ، ومن حق الجماعة أن تحاسبهم على ذلك وتسألهم عنه دون تدخل فى شؤون الحزب أو سياسته.

٨- إن فكرة تأسيس حزب إسلامى فكرة جوهرية ويجب متابعة العمل بها، بشرط أن تكون باسم فريق من أعضاء الجماعة بصفتهم الشخصية لا باسم الجماعة ولا بديلاً عنها.


٩- إن صدور حكم بإلغـاء قرار حـل «الجماعة» لا يجوز أن نقبل تصوره على أن الجماعة أصبحت حزبًا يطبق قانون الأحزاب من حيث العضوية والبرنامج وإجراءات التأسيس.


١٠- إن إنشاء حزب إسلامى لن يتحقق الآن لأن هناك جهات أجنبية تصر على عدم دخول الإسلام فى المجال السياسى.. ولكن هذا لا يعنى توقف الضغط القانونى والسياسى من أجل هذا الهدف الممنوع.. لأن التسليم بهذه القيود التى يتضمنها قانون الأحزاب يعنى التسليم بالفصل بين الإسلام والسياسة، كما يعنى الإقرار بأن القوى الأجنبية لها حق التدخل فى شؤوننا السياسية أو القانونية أو الإسلامية.


لكن يجب أن يكون واضحًا عند الجميع أن الحزب المطلوب، أو المطالب به، ليس هو جماعة الإخوان بل سيكون حزبًا له ذاتيته كغيره من الإجراءات وبالتالى لا يفرض على الإخوان الانتماء إليه ولا يمنعهم من الانتماء لغيره إن رأوا فى ذلك مصلحة.


١١- إن تجريح قانون الأحزاب الحالى والطعن فيه بعدم دستوريته أو تعطيل بعض نصوصه يجب أن نستمر فيه على الأسس التى أفاض فيها الزملاء الباحثون ولا نستطيع أن نضيف لها شيئاً ذا بال، مع علمنا إن نتيجته ستكون صدور قانون آخر لا أمل فى أن يكون أفضل من هذا القانون إلا إذا تغير النظام وأقيم النظام الإسلامى الأصيل على أساس أن «الإسلام هو الحل».


١٢- الواجب الآن أن نرسم خطتنا للعمل بعد صدور الحكم (سواء صدر بإلغاء قرار الحل أو بتأييده)، وذلك على أساس أن جماعتنا هى حركة إسلامية لا يجوز للقوانين الوضعية أن تفرض عليها نظام الأحزاب ولا قوانين الجمعيات لأنها دعوة إسلامية، وليست حزبًا ولا جمعية.


من هذين المقالين نستطيع أن نقطع أن رأى المرشد المؤسس، ورأى الإخوان الثقات من الإخوان فى وقت الإمام البنا، كان هو الرفض القاطع لتحويل الإخوان إلى حزب، ولكن يمكن لمن يشاء من الإخوان أن يؤسس حزبًا شرط أن يستقيل من الجماعة بحيث يكون الحزب «إسلاميًا» وليس «إخوانيًا»، كما يمكن السماح لبعض الأعضاء بالترشيح، على أن يكون ذلك بصفة شخصية لا باسم الجماعة.


ورأيى الشخصى.. هو أنه لم يجد من الدواعى ما يدعو إلى مخالفة المبادئ السابقة، وأن تكوين حزب يتحدث باسم الإخوان يعرض الإخوان لمآزق عديدة قدر ما يكون على حساب الرسالة الأصيلة للدعوة فى تكوين الأفراد.


جاء فى جريدة «الشروق» (٢٩/٤/٢٠١١) أن الأستاذ صبحى صالح قال فى مناظرته مع الأستاذ عمرو حمزاوى: إذا أرادوا فصل الدين عن الدولة فلابد من إلغاء ٦٠٠ آية من القرآن الكريم، فكيف يحدث هذا إذا كان القرآن لم يذكر كلمة «دولة» بالمعنى السياسى ولا مرة واحدة، وإنما ذكر كلمة «دُولة» بضم الدال «بمعنى تداول الثروة».


[email protected]

[email protected]

www.islamiccall.org

gamal-albanna.blogspot.com



#جمال_البنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحقيق مع ضباط التعذيب له أصول أخرى
- حديث «مُقرف» عن التعذيب 1 & 2
- مهمة عاجلة تنتظر وزير القوى العاملة
- قضية العمل والعمال بعد ثورة ٢٥ يناير ٢ ...
- من هو جمال البنا ؟وما هي دعوة الإحياءالإسلامي ؟
- نقد النظرية الماركسية
- ترشيد النهضة
- الحركة الميثاقية
- الثورة تجابه منعطفاً خطيرًا
- نزولاً على إرادة الشعب
- اقتراح
- جمال البنا في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التنوير وا ...
- المسألة الشعبية بين جورج صاند وجوستاف فولبير
- عندما ثار الأسطول البريطاني
- الأديان لا ينسخ بعضها بعضًا ولكن يكمل بعضها بعضًا ( 3 3 )
- كلكم سيدخل الجنة «إن شاء الله» إلا المارد المتمرد
- مانيفستو المسلم المعاصر
- الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 1 3 )
- الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 2 3 )
- الحزب الديمقراطي الاشتراكي الإسلامي هو الحل ( 3 3 )


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال البنا - الإخوان والسياسة