أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - (النظام الايراني) والعراق.. سدٌ تُرابيٌّ على الحدود وإختراق -بيولوجيٌ- للوجود؟!















المزيد.....


(النظام الايراني) والعراق.. سدٌ تُرابيٌّ على الحدود وإختراق -بيولوجيٌ- للوجود؟!


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت الوكالات الخبر التالي:
وافق مجلس الوزراء العراقي على اقتراح وزارة الموارد المائية تشييد سد ترابي حدودي لمنع تدفق مياه البزل الايرانية التي تتضمن نسبة مرتفعة من الملوحة تلحق اضرارا بالزراعة والاسماك فضلا عن تلوث الماء! ونقل بيان عن وزير الموارد المائية مهند السعدي قوله ان ( لجنة شؤون الطاقة في مجلس الوزراء وافقت على انشاء سد ترابي لمعالجة مشكلة تدفق مياه البزل الايرانية باتجاه الاراضي العراقية في محافظتي البصرة وميسان). واضاف (تم تخصيص المبالغ اللازمة لتنفيذها خلال فترة سنتين). وكانت الوزارة قد طالبت قبل ثلاثة اشهر ايران بعدم السماح بتكرار تدفق مياه البزل.وقد توقف التدفق لفترة وجيزة لكنه عاد مجددا رغم تأكيد طهران انه توقف!! وكانت الوزارة اعلنت سابقا انه ( لوحظ قيام جمهورية ايران الاسلامية بتوجيه مياه البزل باتجاه الحدود المشتركة مع العراق في المنطقة الممتدة من نهر السويب الى منطقة الحدود في الشلامجة ـ نهر الخيين ـ وهي منطقة حدودية يفصلها الساتر الحدودي).
وذكرت تقارير اعلامية محلية ان كميات المياه المتدفقة شكلت مسطحات مائية عرضها لا يقل عن كيلومترين وطولها اربعين كلم، ويصب نهر الخيين الحدودي في شط العرب.
وكانت السلطات العراقية اتهمت جارتها الشرقية عام 2009 بالتسبب بحدوث كارثة بيئية في شط العرب، اثر قيامها بتحويل مجرى نهر الكارون ، وإلقاء مخلفات أدت الى تلوث مياه شط العرب وارتفاع نسبة الملوحة فيه بشكل كبير.
******
نترك للخبراء العراقيين المتخصصين بشؤون الثروة المائية المشهود لهم بالكفاءة والوطنية والنزاهة تحليل واقتراح المعالجات الفنية للتعامل مع ( كارثة الوجود ) هذه!
لكننا سنحاول التسلل خلف الكواليس الملطخة بالحنّاء والدم التي اقامها النظام الطائفي الممالئ لايران..ونتجاوز فضاء البخور المُخَدِّر الذي يُلَبِّد إصطخاب احتياجات الانسان في المدن بمواعظ (حساب القبر)!!. .
دون ان نغفل الدور الارهابي لفتاوى اشاعة وتبرير سفك الدماء ، التي يصدرها ـ صُنّاع الموت ـ ومُصَدِّروه في اكثر من بلد عربي الى العراق والى غير العراق ، بإسم (الدين) .. ذات (الدين) الذي تُستباح عقولنا ومصائرنا بإسمه من جانب النظام الايراني!..(الدين ) الذي حَوَّلهُ ـ صُنّاع الموت ـ الى سبب متفاقم للفتنة بين الناس كما يقول الدكتور احمد الكبيسي!!!
فصار العراق ساحة يصول ويجول بها ثلاثة (ملوك متوحشون للموت ) على خلاف كل بلاد اهل الارض ..( عزرائيل امريكي) و(عزرائيل ايراني ) و(عزرائيل عربي) و(عزرائيل كوكتيل!!)..يتبادلون الادوار على رقابنا تارة .. ويجتمعون تارة اخرى..يُقَطِّعون بسيوفهم :
• اعناقنا ..
• ووطننا ..
• ووحدة شعبنا ..
• وعقولنا..
• وطرق خلاصنا!!!
ونريد ان ندخل من بوابة قرار بناء السد الترابي لوقف اجتياح سموم النظام الايراني لخصوبة العراق. ( للتركيز على المشكلة باعتبارها جزءا من منظومة مشكلات متفاقمة ومتراكمة ومتداخلة ومتنوعة ..وليست سببا وحيدا للكوارث التي مر ويمر بها العراق..ولكون جميع تلك المشكلات تنبع من مصدرين رئيسيين:
• داخلي ـ هو التخلف ـ بكل اشكاله ..على امتداد الوطن ، وبين شِعاب العقول!!
• وخارجي هو ـ التدخل الاجنبي ـ من جميع الدول .. واجهزتها .. والمجموعات الارهابية..واللصوصية ..والتخريبية ..والتضليلية التي ترعاها!!
نعم ..
نقرع الجرس لاستنهاض المسؤولية الوطنية والانسانية لدى الجميع لمواجهة الكارثة البيئية التي تزحف علينا و تهدد وجودنا..(في اعقاب التخفيض المتعمد والكبير لمنابع مياه نهر ديالى من الجانب الايراني، والقطع الكامل لبعض الأنهار القادمة من إيران الى الاراضي العراقية ، ومنها نهري الكارون والكرخة اللذان يصبان في البصرة , وحرمان مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية من المياه ، وتسبب ذلك بموت مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة ، وخصوصا بساتين النخيل في البصرة وديالى ، مما أجبر عشرات آلاف المزارعين على هجرة أراضيهم الزراعية).
• دون اغفال لدور النظام (الاسلامي!) التركي الإفنائي للعراق ، الذي أقام استراتيجية حرب المياه وإستعد لها منذ عقود ، وعبر عنها رئيس وزراء تركيا عندما وضع حجر الأساس لسد اتاتورك في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي..قائلا:
ان كل برميل ماء سيقايض ببرميل نفط!
أشار طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية ( العراقي !) في حديثة إلى شيوخ العشائر أثناء زيارته للبصرة في 8/8/2009 (أن إيران قطعت أنهارها عن العراق ومنها نهر الكارون الذي أدى إلى موت بساتين النخيل في البصرة وأضرت بشط العرب ومنعت تنظيفه , وتساءل : لماذا نتكلم عن قطع المياه من تركيا ولا نتحدث عن إيران ؟)!
ونجيبه بفصاحة:
لان لإيران مندوبيها في قمة السلطة ـ العراقية ـ مثلما أنت مندوب تركيا فيها!!!!!!!!!
تركيا التي يحكمها حزب ( اسلامي!) يستجدي الانظمام لـ( اوربا الديمقراطية ) غير الاسلامية! فيما يؤدلج احمد داوود اوغلو ـ وزير خارجية تركيا ـ لاعادة انتاج ( دولة الخلافة العثمانية ) الاستعلائية..ولكن بأبجدية لاتينية ، وفي الداخل التركي يقمع ( حزب العدالة والتنمية الاسلامية) حق مكونات الشعب غير التركية في ممارسة خصوصيتها ضمن اطار الوطن الواحد..وفي السياسة الخارجية ..يجهض ـ اردوجان ـ سعي الليبيين الانساني السلمي للخلاص من استبداد نظام القذافي المتوحش..بسبب تدافعه الاستحواذي مع فرنسا في مركز عمليات حلف الناتو!
• كما اننا لن نتجاهل دور نظام(الممانعة العربي!) السوري في قتل العراق عطشا!، وتصدير الإرهابييين المُفَخَخين الى اجساد العراقيين!! ..واضطهاد الشعب السوري وحماية حدود اسرائيل بالجولان ، على مدى اكثر من اربعة عقود ..هذا النظام الذي يتزلزل اليوم تحت دوي نداء ( الحرية .. السلمية..وبس!!! ) ويدعو له سياسيو طهران وبغداد ـ في صلواتهم وفلواتهم ـ بالنجاة من الواقعة..!!
ان التعسف والإستبداد بحق الشعوب في الداخل يُنتج التوسع والاطماع في السياسة الخارجية..وهذه احدى اهم القوانين الموضوعية التي أكدتها تجارب الامم والشعوب في العالم..!!
فحيثما تنعدم الديمقراطية في حياة البلد الداخلية تنشأ وتنمو الميول التوسعية والنوازع الاغتصابية تجاه المُحيطَيْن الاقليمي والدولي في السياسة الخارجية ، وكلما نمت لذلك النظام المستبد (مخالب) او (أنياب) ..حتى وان كانت لبنية او اصطناعية مستوردة!
وهذا مااثبتته سنوات الديكتاتورية في العراق ، وايران ، وتركيا ، وسوريا ..وغيرها..على حد سواء ، وتجلت في الحروب المتعاقبة والمتشابكة ، كإحدى مبررات ومستلزمات وجود الدكتاتورية واستدامتها في الداخل!
وعلى خلاف ذلك..
كلما تفككت دولة الاستبداد في الداخل تبددت معها غيوم العدوان على الخارج..
ففي عهد الشاه مثلما في عهد (ولاية الفقيه) ـ الدكتاتوريين ـ كانت ومازالت سياسة إغتصاب ارض ومياه وسيادة الآخرين سمة علاقات ايران مع جيرانها!..
وفي ذات الوقت كانت ومازالت ـ تلك السياسة ـ ذريعة لاستقدام القوى الاجنبية للمنطقة ، وإبتلاء سكانها بالقلق المستديم والخوف من الجحيم المجهول!
فعندما زالت الدكتاتوريات من اوربا وسرت الديمقراطية في عقول وسلوك الناس ونسيج الحكم ، تعايشت دولها وشعوبها بأمان وسلام ، وإنتقلت من عهود الحروب الكونية الكارثية البينية ، الى طور التوحد في المصالح ، والأهداف ، والسياسات ، والجغرافيا ، والمواطنة الواحدة!
وبالعودة للاختراق الايراني للوجود العراقي ..
بعد الاحتلال الامريكي للعراق وتفكك النظام الدكتاتوري وانهيار الأجهزة القمعية التي كانت تتولى حماية دولة الاستبداد ، استباح المشروع الطائفي (الايراني!) الفراغ الذي خلفه النظام المتشظي بالآلة الحربية للغزاة ، متحالفا بجرائمه مع الغزو الارهابي الطائفي ( الافغاني ـ العربي!) الذي جاء تحت عباءة المحتلين ، فتفشت اوبئة التخلف المُنتِجة للتطرف ، وشاع القتل والخراب ، وصار احد المكونات المعرفية ، والسلوكية ، والعقائدية ، والتنظيمية للعصابات التي هيمنت على مفاصل اساسية في الدولة والحكومة باسم ( المصالحة الوطنية او الوحدة الوطنية!!)..وامسى القَتَلَةُ المدعومين من الخارج احد مكونات قشرة ومحتوى النظام السياسي الحاكم في العراق، ومنهم تلك العصابات التي ولدت من رحم النظام الشمولي في طهران وتدربت على عقيدته التعسفية بحق ابناء الشعب الايراني!..وظلوا بعيدين عن سلطة القضاء العادل ، مُحَصَّنين بالصفقات المشبوهة بين مقتسمي غنائم السلطة!
• لانريد ان نجتزء المشهد العراقي بالتناقض مع (النظام الايراني الشمولي الدكتاتوري ) فحسب..!
بل لابد من التذكير بأن الاحتلال الامريكي للعراق جاء نتيجة للصراع الداخلي والاقليمي ، وهو في نفس الوقت سببا لتفجير صراعات من نمط آخر ولاهداف اخرى ، لكن الاحتلال هو احد اهم عوامل تفجير تلك الصراعات ، وتعميقها ، وتوظيف تداعياتها لصالحه..
وبهذا قدم الاحتلال خدمة غير مسبوقة للنظام الايراني لإعادة احياء مشاريعه القديمة لإختراق العراق ، وتصدير نمط (الدكتاتورية الطائفية!) الى الدول المجاورة..
كما ان السياسة الخارجية الامريكية لم يعرف عنها يوما انها وقفت مع الشعوب إلاّ عندما تفرض الشعوب ارادتها ، آنذاك تتسلل الدبلوماسية الامريكية لاحتواء النظام الجديد وخاصة في مراحل تكوينه الاولى ..كما هي الحال مع التجربتين التونسية والمصرية.. فيما تترك الشعب ذبيحة للحكام المتوحشين الى حين استنزاف قدرات الطرفين والإستغاثة بامريكا..كما يجري في ليبيا واليمن وسوريا والبحرين..( لكن هذا الموضوع ليس مجال بحثنا الان)!
ولايمكن لاي باحث موضوعي يتصدى لمعالجة الازمات المتفاقمة في العراق ، ان يحلل الواقع او يتصفح وقائع التاريخ المعاصر ، دون ان يتوقف عند دور (النظام العربي الرسمي!) في :
انتاج تلك الازمات..
..ورعايتها..
وتفجيرها..
والانتفاع الرخيص من تداعياتها..
سواء الانقلابات العسكرية المتعاقبة في العراق .. بدءا بانقلاب شباط الاسود عام 1963!
او احتضان وحماية نظام صدام لاربعة عقود!
او دعمه في حربه مع ايران بدماء مئات الآلاف من العراقيين والايرانيين 1980-1988!
او في إغوائه لغزو الكويت عام 1990!
او بخطة تدمير العراق والإبقاء على صدام عام 1991!
او بفتح الاراضي والمياه والاجواء لغزو العراق عام 2003!
او بإقصاء غالبية الشعب العراقي من ـ الامة العربية ـ والتبرع بهم الى ( العجم !) لانهم من الشيعة!
او بتصدير الارهاب اليه منذ سقوط الدكتاتورية والى اليوم!
او بعزله عن محيطه العربي ، ان لم يدخل في بيت طاعة (النظام العربي الرسمي!) الموبوء بالسوس ..ألخ!
اننا نتطلع بإعتزاز الى الشعوب العربية التي تتولى هذه الايام إعادة انتاج ذاتها الحضارية الفردية والجمعية ، وتنشأ في خضم ذلك الصراع بين القديم المهترئ والجديد الموعود ملامح ( نظام عربي جديد) ، نتمنى ان يكون في خدمة الانسان ، لا كما هو عليه النظام القائم الذي إستعبد الانسان!
وما نريد التركيز عليه هو.. دور (النظام الايراني ) في اختراق وجود العراق والعراقيين ، وبماذا تميز خلال السنوات الاخيرة ، لأنه الأخطر تأثيراً ، والأشد توغلاً في احشاء الدولة والمجتمع ..بعد خطر المحتلين الامريكان لانهم العابثون الأساسيون بمصير العراق وايران:
1. صناعة ( الاصنام المعممة المقدسة !) وتسويقها وفرضها بالتضليل والوعيد على المجتمعات المهمشة والمحتاجة والمتخلفة ، لاستبدال الصنم الاوحد ( صدام ) الكامن في عقول تلك الحشود المُغَفَلة معرفيا بـ(صنم معمم مقدس) حتى وان كان غُراً لايفقه من امور الآخرة اكثر مما يعرف عن جدول الضرب! ..
تلك المجتمعات المُغَيَّبة عن التاريخ ، التي اعتادت منذ قرون ان يكون لها صنما مقدسا .. بالروح والدم تفتديه!!..
الملايين العراقية التي أنتجت بأصابعها وإرادة غيرها ـ وليس بعقولها وإرادتها !ـ مجلسا للنواب وسلطة تنفيذية هي الاكثر فسادا وفشلا في تاريخ استخدام الصوت الانتخابي المباح لإقامة الـ( الديمقراطية) في عصرنا!
2. تفشي عقيدة ـ التعسف واحتقار الانسان بصفته مولى من الرعية للولي الفقيه !ـ بديلا لمفهوم ( الانسان خليفة الله على الارض !) التي دعا اليها الاسلام في عصر الدعوة المبكرة، وتخلى عنه حكام المسلمين منذ احترابهم على السلطة قبل اربعة عشر قرنا ونيف والى يومنا هذا!!!
تلك العقيدة الاستعلائية التي حقنها النظام الايراني في العقل السياسي العراقي الحاكم والمحكوم ، مما زاد من نفوذه في الارادة المجتمعية التنظيمية العراقية ، لاسباب سياسية توسعية تتخفى خلف تأجيج ( مظلومية عقائدية تاريخية )!

3. الرهان على (التخلف الشامل) لفرض (الطائفية) بالتضليل ، كنمط للتفكير الاحادي المنغلق ، والتعبير الالزامي الماضوي ، والسلوك القسري ، هذه ( الطائفية) التي تُخَوِّنْ الآخر وتحتكر لنفسها (الدنيا والآخرة) وتُحَرِّمْ على الآخر (الدنيا والاخرة) !..
الطائفية المعشعشة في عقلية الحكم وقطاعات من المجتمع في البلدان ذات الاغلبية المسلمة منذ قرون، والتي تطايرت شرورها الى خارج الحدود الجيواسلامية في السنوات الاخيرة!
4. رعاية الفئات الطفيلية التي اعتادت الولاء لغير الوطن من جهة ، وإعادة انتاج شلل انتهازية من بقايا النظام الدكتاتوري ، ومن خصومه النفعيين من جهة اخرى، لتشكيل بطانة (سياسية) تتماهى في ( الطائفية) وتروج لها ، وتبرر جرائمها ، وتلمع تخلفها ، وتنشر اضاليلها ، وتنفخ صور اصنامها السياسية المعممة (اوالحاسرة الرأس ) لترسيخها في وجدان بسطاء الناس ، كمخلصة للعباد من الظلم والفساد ، لتكون تلك الحشود الفاقدة لحقوقها رافعة لهم الى قمة السلطة ..يوم تفتح صناديق الاقتراع برعاية امريكية ودولارات عربية ومكائد ايرانية!!
بل ان الحياة الثقافية في العراق شهدت منزلقات فكرية ، تهاوى فيها ..حتى اولئك الذين لم يعرف عنهم يوما انهم (متدينون) ، وإنزلقوا الى حلبة التنازع الاعلامي الطائفي ، وانخرطوا في جوقة الداعين للانكفاء الى كهوف العزلة الصلدة وتخوين الآخر ، ووضعوا اصابعهم في اذانهم كلما تعالت صرخات المحتاجين للحرية والتنمية في العراق ..وفي ايران!
فيما اثبتت السنوات التي اعقبت الغزو وسقوط الديكتاتورية ان هذه القوى الطائفية والعرقية المدعومة من المحتلين وايران وبعض الانظمة العربية وتركيا ..هي الاكثر فسادا ودموية وتخريبا للانسان والوطن في تاريخ العراق( اذا استعنا بمعايير وزارة الخارجية الامريكية او فلسفة الحكومة الايرانية )!!!
5. دعم ورعاية القتلة المتطرفين الارهابيين من ( الشيعة! ) الذين يخطفون الارواح على الاسماء في الشوارع ، وتواطئ النظام الايراني مع الاحتلال في صناعة الارهاب الطائفي للمتطرفين من( السنة!) ـ المعبئين عربياً بالكراهية والمال ـ الذين استباحوا الاعناق على الهوية بسيوفهم!
6. تصدير النموذج الايراني القائم على تحويل (الطائفية كسوق سوداء موازية للسياسة !) كما كانت عليه في النظام الصدامي وماهي عليه في معظم الانظمة بمنطقتنا ـ الى جعل (السياسة) سوقا سوداء موازية (للطائفية) الوبائية الحاكمة! ، كما هي الحال في العراق الآن، لأن ـ الطائفية والعرقية ـ أصبحت هي مضمون السياسة وشكلها، والحاضنة لعناصرها المتنفذة الأساسية!..اما (السياسة) فانها لم تعدو ان تكون ( قشرة ) للمضمون الطائفي العرقي البغيض!
7. التمسك بسياسة ـ إقلاق العراق! ـ كنهج استراتيجي متواصل لـ(النظام الايراني ) الدكتاتوري في عهدي الشاه و(ولاية الفقيه) لاحباط اي خطوة تنموية ..لانهم يدركون ان التنمية لاتقوم الا بوجود الاستقرار!
ولم تكن مواقفهم ـ الاستفزازية والتخريبية ـ ردود افعال ظرفية ، كما يدعون في خطاباتهم الدبلوماسية ..
فالحدود بين البلدين لم تشهد الاستقرار منذ نشوء الدولة العراقية والى اليوم..
وتختزن ذاكرة وزارة الخارجية اكداس من ملفات الاعتداءات المتواترة والخروقات الخطيرة لسيادة العراق ووجوده ، والتدخل بشؤونه ، وتهديد حياة شعبه ، ونهب ثرواته ، وتلويث بيئته!..
دون ان يُفهم من ذلك اننا ندعو الى نبش ماضي الاحتراب البغيض..
بل اننا ـ دعاة ـ معالجة الحاضر برؤية علمية واقعية قابلة للتطبيق ، وبمنظور وطني لايساوم على مصالح الشعب ووجود الوطن ، لان التستر على (الاغتصاب) لاينفي وجوده ، بل يؤدي الى تراكم الازمات وانتشارها وتفجرها ككوارث وطنية خارجة عن السيطرة ..كما هي عليه اليوم!
مما يتطلب فتح جميع الملفات الخلافية مع ايران ومع غيرها ، بمسؤولية وطنية ، وشفافية مهنية مباحة امام الشعب، ونوايا سلمية تسامحية ،وخطوات قانونية موثقة مدعومة من المجتمع الدولي!
8. رغم التوغل الايراني في هيكل النظام العراقي الا ان الخناق قد ضاق على العراقيين ، ففرضوا ـ اخيرا ـ على السلطة المدعومة من ايران إعادة إنتاج السد الترابي بين العراق وايران بأيدي حلفاء ايران ، لوقف السموم الايرانية التي تهدد الحياة في العراق عام 2011، ذلك السد الترابي الذي هدمه حلفاء ايران عقب الغزو وسقوط الدكتاتورية ، وكانت مداميكه الاولى قد دقت عام 1971 لذات الاسباب!
9. تحريض القوى المقموعة في البلدان المجاورة على العصيان ضد حكامها ، ثم التخلي عنها في منتصف الطريق ، لجعلها صيدا مكشوفا للانظمة المستبدة ، كما حدث في اعقاب سقوط الشاه بعدد من البلدان المجاورة باسم ( تصدير الثورة !) ، وفي انتفاضة 1991 في العراق ، ومايحدث الآن في ليبيا واليمن والبحرين..لان المصالح السياسية الاسترتيجية للنظام الايراني وفي المقدمة منها البقاء في السلطة..فوق كل العقائد ، ومولى لجموع الرعية ، وتعلوا فوق الدول الاخرى..ودونها الدين ودنيا الآخرين!!!
10. قمع الداخل المعارض لاستبدادهم ، أوالرافض لتعسف حلفائهم ، بالتخوين والرصاص، كما يجري في ايران ، وسوريا ، والمجاهرة بدعم الدكتاتوريين من حلفائهم ..حيث اعلن الطالباني وقوفه الى جانب مبارك عندما كان الشعب المصري يستحكم الخناق عليه..ويبارك المالكي اليوم خطوات بشار الاسد على انهار الدم التي تسفكها عصابات البعث السوري في المدن المسالمة المطالبة بالحرية!
ويتباكون على (مظلومية الشعب البحريني!) ، وهي حق يريدون به باطلا ، لان تدخلاتهم (الاعلامية الجوفاء!) ستلوث المطالب الديمقراطية العادلة لاهل البحرين بسموم (الطائفية) وتؤدي الى تهميش تلك المطالب محليا واقليميا ودوليا ، مما دعا زعيم حركة الوفاق البحرينية المعارضة الشيخ علي سلمان الى مطالبة ايران والسعودية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبحرين..لمصلحة أهل البحرين!
فيما يديرون ظهورهم لحقوق ملايين الايرانيين ـ بُناة اقدم الحضارات الانسانية..ومنتجو الثقافات المتفردة..وشهداء الحرية على مر العصور ـ الذين يطالبون اليوم بالحرية ، والخبز ، والتنمية ، والتغيير ، وتبديد الظلام..
ويواجهونهم بالرصاص ، والدجل ، والتهميش ، والتخوين!
• يقارن الناطق الرسمي باسم خارجية ( دولة ولاية الفقيه!) بين عدد ضحايا الغزو الامريكي للعراق وعدد الضحايا السوريين على يد حليفهم في دمشق ، للاستنتاج بأن مايجري في سوريا ( لايستحق هذه الضجة المفتعلة)!!..
لان هذه هي فلسفتهم في احتقار الانسان والاستخفاف بحياته..
فيما تُغرِق وسائل اعلامهم ومنابرهم العراقيين بالذرائع الجوفاء لمواجهة متطلبات العراقيين الحياتية غير القابلة للتأجيل .. تلك الاحتياجات الاساسية التي تراكمت منذ عقود ، وتفاقمت بعد استلام صنائع امريكا وحلفاء ايران للسلطة!
11. تجويف (المواطنة) من مضمونها الاجتماعي وجوهرها السيادي من خلال افشاء الطائفية كبديل للوطنية ، لان الطائفية نقيض الوطنية ، فالوطنية ترتكز الى التعايش العادل مع الآخر المختلف معك في الرأي والمشترك معك في الوطن، بينما تتخندق الطائفية خلف التعصب للرأي الاحادي النظرة ، وتتشبث بخاصية الاستحواذ على كل شيء ، وتمارس سلوك اقصاء الآخر!!
ان حديثنا عن التناقض الموضوعي بين تطلعات الشعب العراقي لبناء الدولة المدنية التنموية الديمقراطية الموحدة من جهة ، و سلوكيات ونوايا (النظام الايراني) من جهة اخرى، لاينفي الروابط الموضوعية التاريخية بين الشعبين الجارين العراقي والايراني وضرورة ترسيخها ، وكذلك مع بقية الشعوب المجاورة الشقيقة والصديقة، لان مصالح الشعوب جميعا واحدة..وهي الحرية ، والرخاء ، والاستقرار ، والتنمية ، والسلام!
مثلما ندرك ومعنا جميع العقلاء في بلادنا وفي البلدان المجاورة :
ان لارخاء ..ولاحرية ..ولاسلام ..ولا استقرار ..ولاتنمية ..تحت ظل نظام مستبد وعدواني في العراق ، او الى جوار انظمة مستبدة توسعية!
مما يشترط كحتمية تاريخية الاصطفاف الى جانب توجهات شعوب منطقتنا ومراعاة مصالحها ، في عالم تسوده التنمية المتوازنة والمتكاملة بين احتياجات الشعوب وتطلعاتها، وينعم فيها الجميع بالأمان والحرية والرفاه، وتُقَدَّس فيها حقوق الانسان الفرد المبدع ، وتُصان سيادة وثروات جميع البلدان دون استثناء!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي..-الشخص الطارئ- على -الزمن الطارئ-!
- تفكك ( لادولة) الماضي..ونشوء ( دولة ) المستقبل في العراق؟!
- نجحتم في تخفيف حِدَّة إنفجار الإعصار..وفشلتم في إزالة اسباب ...
- إجعلوا ( جُمعة التَطهير!) 25 شباط..بزوغَ فَجرِ عَصرٍ سومري ج ...
- ال(الغوغائي!) المالكي يتوعد المتظاهرين ( المشاغبين!)؟!
- فساد (الخدمات)..بعض من فساد (السلطة)..فأيقظوا المُدنَ من الس ...
- لماذا يخشى المالكي من عويل (الخدمات) في (عرش) الفساد؟!
- (الحوار المتمدن)..لماذا؟
- الوردي والحكيم..وحرية العراق
- (كلمة حرة) بمليار دولار..أو(.........)؟!!
- تفكك الائتلافات..وانحدارالمساومات..وقمع نشوء التحالفات؟!
- في ذكرى الثورة المغدورة..خصومها مازالوا لليوم ينتقمون من الع ...
- بعد فشل (المتحاصصين)..بايدن يشكل الحكومة العراقية؟!
- (تداول) المالكي وعلاوي..يَقلِبُ طاولةَ المتحاصصين المستديرة! ...
- ضرورة نبذ(الإقصاء التعسفي)..ومقترح ل(تشكيل الحكومة الجديدة)؟ ...
- مغزى (إنتفاضة الضوءعلى الظلام) التي أطلقتها البصرة الفيحاء؟!
- المُهَجَّرون العراقيون..من سيوف الذبّاحين الى فِخاخ المُغيثي ...
- تَرَدّي المفاهيم وتَدَنّي المعايير..بعض ما وراء فشل الحكومة ...
- رحلة الصحفيين العراقيين..تَقليب الجَمرِ بأيدٍ عارية!!
- حذار أيها العراقيون..( الدكتاتور) عائدٌ اليكم من تحت جلودكم. ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - (النظام الايراني) والعراق.. سدٌ تُرابيٌّ على الحدود وإختراق -بيولوجيٌ- للوجود؟!