أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هانى تمراز - الاشتراكية و الدين














المزيد.....

الاشتراكية و الدين


هانى تمراز

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 08:58
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إن مسألة الاشتراكية والدين، لا تعني توضيح موقف الاشتراكية من الدين للجماهير فحسب، بل تسعى إلى توضيح أبعاد علاقة الاشتركيين من الدين للاشتراكيين أنفسهم

الاتهام الأساسي الذي يوجه للاشتراكية هو "الإلحاد". يستند هذا الاتهام على مقولة ماركس"الدين أفيون الشعوب"، وهي عبارة ناقصة تحتاج إلى توضيح ، فتكملة العبارة "..الدين أفيون الشعوب..وروح في عالم بلا روح وعزاء لمن عزاء له.."، وبالمناسبة كان الأفيون يستخدم في العلاج كمسكن ومخدر طبي، والمقولة تعني في مجملها أن الجماهير الكادحة التي تكتوي بنار المعاناه والاغتراب، لا تجد لها عزاءا إلى في الدين، وهو بمثابة روح في ذلك االعالم المادي. كما أن الكنيسة في أوروبا، كانت جزءا من مؤسسة الحكم والسيطرة والاستغلال المباشر، لذا فكانت تعتبر عدوا مباشرا امام الجماهير في سبيل تحررها. فبينما اتخذت الثورة الروسية مواقف حازمة من الكنيسة، اعطت حقوقا أكثر للمسلمين في الجمهوريات الإسلامية، منها حق استخدام اللغات المحلية، وفتح المدارس الدينية، واللجوء للقضاء الشرعي.

الصهيونية تستخدم الدين في تبرير استعمارها لفلسطين وإبادة أهلها، في الوقت الذي تحمل المقاومة، في لبنان وفلسطين، مرجعية دينية. فالنصوص الدين دائما قابلة للتأويل، وكمثال على ذلك، كان الاستعمار الأسباني والبرتغالي لأمريكا اللاتينية يستخدم النصوص الدينية في تبرير احتلاله واستغلاله للشعوب الأصلية للقارة، ويعتبر نفسه مبشرا بالمسيحية، ويعطي نفسه حق مقاتلة كل من لا يقبلون سيطرته "المقدسة"، كان هذا في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وفي سبعينيات القرن العشرين، تبلور في القارة نفسها "لاهوت التحرير" وهو تأويل ثوري للمسيحية، يقف إلى جانب الكادحين والمستغلين، وحقهم في النضال من أجل التحرر من الظلم والاستغلال. وهناك الكثير من الامثلة التاريخية في جميع الديانات التي ينطبق عليها الأمر نفسه.

تاريخيا، كانت الاستعمار هو من ألصق تهمة الإلحاد بالشيوعيين، لتبنيهم قضايا مواجهة الاستعمار، بينما ترَفَّع الشيوعيون العرب عن مواجهة تلك التهمة، اعتمادا على انخراطهم الحقيقي بين الجماهير المناضلة، ولعل المد الوهابي منذ السبعينيات مقابل تراجع دور اليسار، كان سببا في ترويج تلك الاتهامات.

نظريا، ترى الاشتراكية الثورية الدين كجزء من تكوين المجتمع لا يمكن فهمه بمعزل عن فهم وتحليل تطور هذا المجتمع، والعلاقة بين القوى الفاعلة فيه، وبالتالي لا يمكن أن تنظر للدين في كل زمان ومكان باعتباره شيء واحد. فالاشتراكيون الثوريون يقفون ضد شيخ الازهر وضد البابا، ليس لأنهم يمثلون االمؤسسات الدينية، بل لأنهم يقفون في صف النظام ضد الجماهير، وبالتالي يتخذ الاشتراكيون الموقف نفسه من أي شخص، حتى لو اعتبر نفسه يساريا، لو وقف في معسكر النظام.

يقف الاشتركيون موقفا صلبا ضد استخدام الدين في السيطرة على مقدرات الشعوب ونهبها، ضد كل من يقول بتحريم الخروج على الحاكم مهما فعل، أو من يطالب الجماهير الكادحة بالصبر والصمت على معاناتها، ضد كل من يستغل الدين في التحريض الطائفي، أو في سبيل ترويج أفكاره السياسية بين البسطاء، وهوما ظهر خلال حملة التعديلات الدستورية.

في المقابل، وقف الاشتراكيون مع الطالبات المنتقبات في نضالهم ضد تعسف إدارة الجامعة، ووقفوا ضد اعتقال الإسلاميين، وتعذيبهم، انطلاقا من مبدأ حرية التعبير والممارسة السياسية، كما وقفوا مع الاقباط مطالبين بحرية بناء دور العبادة.

كذلك يساند الاشتراكيون موقف قوى التحرر، ذات المرجعية الإسلامية، في فلسطين ولبنان وحتى أفغانستان، مع عدم إعفاءها من النقد السياسي لمواقفها. فالمبدأ هو الوقوف في صف القوى التي تناضل ضد الاستعمار، حتى لو كانت من مرجعية مختلفة، والوقوف ضد أية قوى مهادنة أو متخاذلة، حتى لو كانت أقرب نظريا لليسار.

النظام الرأسمالي هو نظام قائم على الاستغلال والسيطرة، سيطرة قلة تملك وتحكم، على أغلبية تعمل وتشقى، وهو يسيطر حتى على أفكارها، من أجل تعبئتها دائما بأفكار تبقيها خاضعة أو تشحن الكادحين بالكراهية والعدوانية ضد بعضهم البعض. لكن مجتمع العدل والمساواة والحرية، وهو طموح الاشتراكيين، هو بالضرورة مجتمع يتمتع فيه كل فرد بحرية العقيدة



#هانى_تمراز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة العاملة هى الطبقة الحاكمة


المزيد.....




- الخزانة البريطانية تحذر: خطة حزب العمال للضرائب قد ترتد سلبا ...
- بيان رقم 7 لثلاثة أحزاب شيوعية-عمالية في المنطقة
- اليسار الأمريكي – رقابة علنية مرعبة وتقييد صارخ لحرية التعبي ...
- اعتقال متظاهرين بذريعة منع نتنياهو من التوجه إلى الجمعية الع ...
- الشرطة تطلق الرصاص والقنابل الغازية على أهالي جزيرة الوراق
- سبع سنوات من الحبس الانفرادي.. عبد المنعم أبو الفتوح يرفض ال ...
- 29 سبتمبر.. لا بديل عن الحرية لعلاء عبد الفتاح
- بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي 22 شتنبر 2 ...
- الإعلان عن تأسيس الجبهة العمالية الموحدة للدفاع عن الشعب الف ...
- تأجيل محاكمة مناضلي الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التط ...


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - هانى تمراز - الاشتراكية و الدين