|
الذكريات المملحة بالإسرار
فريد الحبوب
الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 03:05
المحور:
الادب والفن
ترتمي في الأماكن المضطربة بحرائق الذكريات زهورا شوكية جارحه وأفكار غريبة ينمو فيها ضجر السنين التي مرت وإنا اكدح لقلبي بحثاً عن مأوى أو منزل بعد إن خرب هجر صديقي منزل العمر الدافئ وأزاح الغبار عن مشاعر ما كان لها إن تشفى. وفي رقصتي المخمورة بالحنين اليك أدور والتوي في صراعات تنتهي مثل أغصان عارية جردها خريف قاس أو جرائد ممزقة تصفر بها الريح. وفي مساء يومي هذا يراودني شعور بالخسارة مضنى بجر حملٍ من الهموم والجر اح، وان الكثير من عاداتي لم يكن لها ضرورة وأشكالها سخيفة وعلي ان أغادرها كما أني لم أستطع أن اشفي الكثير من الندب التي خلفتها بعض تصرفاتي الخاطئة تلك، مندهش للكثير من قرارات أتخذتها حولتني في بعض الاحيان إلى حطام، لذا أنا ألان اعتني باشياء ملونة علها تعبر بي فوق قنطرة أهوال همي وألمي ولا عجب لمسحي كثير من الرؤى والأفكار مثلما أمسح اغلب التراجيديات التي خنقتني وشبعتها بالدموع ، حين يتبدد كل شيء لا ضير أن تبكي وتهطل الدموع. بالحقيقة أنا ألان أتجول في شوارع حياتي عاراً من كل شيء إلى ذكراك وأسكت بعد طول وسوسة عن سلسلة من الإحداث التي قطعنا بها أكثر من عشر سنين بطقوس المسير الليلي وبربرات الأحلام والتمنيات وما أروع تلك الشتاءات بالبرد وبالمطر ومرافئ السياب وألاسى الشفيف، كم مرةٍ سألتني كيف يكون ألأسى شفيف؟؟؟ وألان أجيبك يا صديقي أنها الذكريات المملحة بالأسرار، أنها التنهدات العطرة بالأرجوان حين تأتي بعد افتراقنا الطويل. يا صديقي الأسى يكون شفيفاً مثلما هو ألان معي حين أذكر كل شيء بمرارة تموج بسحابة لذةٍ وبهجة تغرر بي إن أغني وأنت تسمع غنائي. وفي هذه ألايام الربيعية الرائعة أنتهز جوها ومطرها وهواها الغض لامشي على الجسور التي تدلت منها أحاديثنا وعواطفنا في تلك الجلسات الليلية جميلة ودافئة كعناقيد العنب، أذكر بعد إن تئن أقدامنا من سير المسافات الطويلة وبعد عشاء فقير ومكرر لفات من الباذنجان والفلافل والبيبسي المزيف وبعد كل النهايات اليومية تبذل قصارى جهدك ألامتناع عن ذكر حبيبتك ألا أنك لا تستطيع حبيبتك التي كنت قد رأيتها أخر مرة في أحدى ممرات شارع النهر قرب بائعي الاقمشة وبعد فراق دام أكثر من ستة أعوام، لم تعرف انك انت شوقي....هل تغيرت ملامحك!!! أم تبدلت ملامح قلبها المقيد بظروف لا يمكنك التكهن بها ..المهم أنها عبرت ولم تعرفك مثلما فعل اعز اصدقاء هاينريش هاينه حين زاره في المستشفى وحين فتح باب غرفتة نظر اليه واغلق الباب وغادر لم يخطر بباله هذا صديقة ولم يعرف إن الراقد في الفراش هو هاينريش لقد كان الموقف من من أصعب المواقف ضغطاً وإيلاماً على قلب هاينريش. فلا عجب ياصديقي إن لا يعرفك الاصدقاء والحبيبة التي تركتك حزيناً كل الحزن، الحال يتغير وقسمات الوجة يختفي بعضها وبعضها يذهب رونقه لاشيء يظل كما هو، وها أنا ألان أثير ثانيتاً وبعد أعوما مضت الموقف مستفهماً، كيف حفظت وقفتك تحت مفرقعات أحاسيسك وقد خبا بها حلم روحك بلا طعم ولا دخان. ودعني أمازحك... بالتأكيد صافحة خجلك بحرارة بدلاً من كفها، بالتأكيد ضغط دمك تعدى حدود اجهزة الضغط ثم أذكرك ببيت للنواب (كان يومياً يذهب ويأتي فكيف نحب الذي يذهب ويأتي) أذكر حينها أنك تهالكت كموقد طلعت عليه الشمس وتركه العابرون. إن كل ما أقوله من تفاصيل في هذه ألاسطر وغيرها تقودني للتفكير بقصر حياتي ومدى شدة الشحوب الذي الحظة في حارات أيامي التي تمر مسرعة ببلدا يموت ولا يحيا... أقول لك كلما ذكرت ذلك ألافق المفعم باللازورد ولون الغسق أشعر أني في رحلة عمر في هذا التجوال الذي لا ينتهي وأمام عيني لألأة وجة ماء النهر الموحل بمصائب الضفتين والذي تراجع منسوبة الى حد كبير بعد امتناع السماء لسنين كثيرة عن هبة المطر، ولا أدري لماذا يهطل المطر أيام دون انقطاع فوق البحور والمحيطات، وفوق بغداد تتبعثر الغيوم رمادية كطيور أتيه من أقصى العالم منهكة وخاوية تتساقط هنا وهناك بجناحات بالكاد لها شكل جناح . لقد تناقص كثيراً مثلما تناقص العمر وقل منسوب الحيوية والانفعال، أنا الان فقط أمر بانعطافات ذات نسائم باهته تشبه الى حدا كبير اوهاج رومانسية من زمن قديم. يا صديقي حين يخف ذكراك في نفسي يصبح أكثر إيلاما وحين تُثرى ألأيام بالمشاغل ويشتد أختباء مشاعري خلف االشوارع المزدحمة والشمس الحاره وخزف الدنيا تستهويني خصوبة الحدود الغير متناهية من زمن الجموح وفيض المواسم على شرفات عشرينات العمر. لكن في ظل كل هذا مازال على عتبة الروح أغاني كثيرة وزهور وصبراً حالك الصبر بانتظار أن تدق جرس البيت وتفتح الباب لكن بالله عليك لا تزيد من خفق قلبي وتقول لهم لا أعرفه.....
#فريد_الحبوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من أجل حفنة من الدنانير
-
نازك العابد.....نازك الملائكة
-
حكاية مروان... عزائي إن لا شيء ثابت
-
أحمد المهنا :ينتقد الاسلام السياسي
-
مظاهرة تحت المطر ورائحة الطين
-
الكتاب الثقافي يتخطى الكتاب الديني
-
وزارة الزيارة
-
مرتزقة التيجان السبعة
-
بصمة البرلمان
-
وكيل الوزير نحترمه أم نحتقره.....؟
-
الزيدي يطيح بالمالكي
-
جمعة صلاة، أم جمعة مظاهرات..؟
-
الفساد.. ريع ألأحزاب الدينية
-
ألقذافي الذي شنق المختار ثانية
-
ماذا قال نيتشة في الديمقراطية..؟
-
ثورة شخوص أم ثورة شعوب
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|