أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أنور العمر - المؤتمرات الطلابية في جامعة حلب ........... الحراك الديمقراطي لن يموت















المزيد.....


المؤتمرات الطلابية في جامعة حلب ........... الحراك الديمقراطي لن يموت


أنور العمر

الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 11:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


شهدت جامعة حلب أوائل الشهر الحالي المؤتمرات الطلابية التي اعتاد طلاب جامعة حلب بشكل خاص أن تكون مؤتمرات مميزة تتسم بالجرأة في طرح كل القضايا التي تهم الوطن ويأتي في مقدمتها قضايا الحريات العامة والمشاركة السياسية التي غدت مطلباً عاماً لكل المثقفين والوطنيين المهتمين بالشأن العام في سورية حيث يتم الاستفادة من مناخ الحرية النسبي الذي يسم المؤتمرات الطلابية بعد توجهات عليا باعتبار المؤتمرات ساحة لا يعاقب عليها أمنياً لكن هذا لا يعني أن الطلاب يسلمون مما تناولوه فكل شيء يسجل ويحفظ لدى الأجهزة الأمنية إلى حين أن تتم الحاجة إليه فيذكر كدليل إدانة على تاريخ الطالب المشاغب .
هذا وقد تأثرت المؤتمرات هذا العام بعدة أمور جعلت مستوى الخطاب وكمية المشاركة تصل إلى الحد الأدنى منذ حوالي الثلاث سنوات :
تأتي في المقدمة مسألة الضربة الأمنية التي تلقتها الجامعة السنة الماضية المتمثلة بضرب الحراك السياسي المستقل الذي ظهر في الجامعة والذي توج نشاطه باعتصام الهندسات الذي قامت السلطات بضرب المعتصمين فيه واقتادتهم بالضرب إلى مخفر الشرطة الذي رفض التدخل وليعلن بعد فترة عن لجنة تحقيق شكلها المكتب التنفيذي لاتحاد الطلبة ( السلطة العليا في الاتحاد الوطني لطلبة سورية ) وتقوم اللجنة بعد تحقيق شكلي بإنزال عقوبات بحوالي 100 طالب بين فصل وإنذار حرمت فيه العديد من الطلاب النشطاء من حضور المؤتمرات والعديد الآخرين من ترشيح أنفسهم لانتخابات الهيئات الإدارية فقد شمل التعميم الموجه من المكتب الإداري ( يرأسه الطالب عبد السلام الضويحي ) إلى كل الهيئات الإدارية في الكليات كل الأسماء التي عوقبت لعدم قبول ترشيحاتهم بالإضافة إلى أسماء جديدة فاتهم التحقيق لنقص المعلومات الأمنية هذا وقد شاركت الشعب الحزبية لحزب البعث الحاكم في تلك المهزلة حين عممت أسماء جديدة لمنعها من الترشيح والحضور وقد حاول بعض هؤلاء الممنوعين الحضور إلا أنهم تم طردهم بكل أدب من قاعة المؤتمر هذا ويذكر أنه وللمرة الثانية بعد السنة الماضية تتدخل الشعب الحزبية في صياغة تحالفات على أساس مناطقي ( إدلب ودير الزور وحلب وحماة ....... ) إذ يعمل المسؤولون الحزبيون على ترسيخ تلك الآليات عن طريق تشجيع فريقين للتحالف مع بعضهما بغض النظر عن الشكل المناطقي وأحياناً الطائفي لتلك الكتل وكل ذلك بهدف الوقوف في وجه الكتل الأخرى التي تحمل هماً سياسياً وتدعو إلى التحالف على أساس الهم السياسي المشترك كبعض الطلاب المستقلين والحزب السوري القومي الاجتماعي ومعظم الطلاب الأكراد الذين ينتظرون المؤتمرات ليذكروا بمشاكلهم الوطنية العالقة هذا مع التذكير أن حزب البعث الذي يساهم في تلك المهازل إنما هو حزب قومي علماني يرفض الطائفية والمناطقية في منطلقاته النظرية .
تأتي في الدرجة الثانية المحاولات الحثيثة لإفراغ المؤتمرات من مضمونها الجماهيري الطلابي وذلك من خلال تتفيه المؤتمرات وتقصير فترات المداخلات إلى 3 دقائق وأحياناً أقل ( ينتظر الطالب في سورية عاماً كاملاً ليتكلم لمدة 3 دقائق ) بالمقابل فإن الخطاب الذي يتلوه أحد أعضاء المكتب التنفيذي القادم من دمشق لا يقل عن ساعة ونصف بل ربما أكثر ليعود ويطرب المستمعين بخطاب ستيني عن المعركة والصمود والحزب ( مع أن اتحاد الطلبة هي منظمة نقابية غير تابعة لأي حزب ) لقد تم تقليص فترة المؤتمرات إلى 3 أيام بعد أن كانت تجرى على مدى 10 أيام من ضمن المحاولات لتحجيم دور المؤتمرات والانتهاء منها على عجل ليتم التفرغ للقضايا الانتخابية التي تصل السنة ( كل4 سنوات ) إلى المكتب التنفيذي ذاته .
مع كل هذه المحاولات فقد كان الصوت الأكثر سماعاً وقوة هو الصوت الطلابي الحر المتمثل بالطلاب المستقلين الذين لم تردعهم محاولات التأديب المتخذة من قبل الاتحاد ( الفصل والإنذار ) أو رئاسة الجامعة ( فصل 7 طلاب من جامعات القطر لنشاطهم السياسي ) أو حتى الأمنية ( اعتقال 11 طالباً من جامعتي حلب ودمشق لمحاولتهم القيام باعتصام للمطالبة بعودة الطلاب المفصولين , اثنان منهم مازالوا يحاكمون أمام محكمة أمن الدولة ) وقد كانت المداخلات جريئة في تناول كل القضايا الوطنية مثل : إلغاء قانون الطوارئ والأحكام العرفية , إطلاق سراح المعتقلين السياسيين , الحد من اللبرلة الوحشية التي تطال القطاعات الأكثر حساسية في المجتمع السوري كالتعليم قبل غيرها, إرساء الحريات الطلابية كسبيل وحيد لإعادة ربط الجامعة بالمجتمع وإعطائها دورها الحقيقي في بناء الوطن , الاحتجاج على العقوبات المتخذة في حق الطلاب النشطاء الذين فصلوا واعتقلوا والمطالبة بإعادتهم إلى مستقبلهم الذي أعدم وبإطلاق سراح الطلاب المعتقلين على هامش اعتصام الهندسات ( أي منذ6 أشهر ) أو الطلاب الأكراد الذين اعتقلوا منذ أحداث القامشلي الدامية ( منذ 9 أشهر ) والكف عن ملاحقة الطلاب واعتبار الحرم الجامعي حرماً خالياً من كل العناصر الأمني التي تعج بهم اليوم .
هذا وقد برز من بين المداخلين الطلاب الأعضاء في الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين كان لهم نشاطاً مميزاً خلال السنتين الماضيتين وقد كانت مداخلاتهم مختلفة عن المداخلات السنة الماضية إذ برز فيها الخطاب الإصلاحي الداخلي والمطالبة بقانون أحزاب عصري ينظم ويشرعن عمل الأحزاب في سورية و المطالبة بالحريات الطلابية هذا وقد وجه الزميل علي العلي عضو الكتب التنفيذي نائب رئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية ملاحظات قاسية وصلت حد السب الشخصي لأحد الطلاب القوميين الذي تحدث في قضية الطالب محمد عرب المعتقل في سجن عدرا منذ6 أشهر والذي يحاكم أيضاً مع الطالب مهند الدبس أمام محكمة أمن الدولة العليا في دمشق حيث وصف الزميل علي الطالب محمد عرب بالمشاغب وبمثير الاضطرابات إذ كيف يناصر قضية طلاب الهندسات وهو طالب طب.......؟!
وقد تميز حضور الحزب القومي أيضاً في الانتخابات إذ حصلوا على حوالي 20 مقعداً في مؤتمر الفرع الذي سينتخب أعضاء المكتب الإداري والمكتب التنفيذي ( من أصل 500 مقعد ) .
ومن جهة أخرى كان للطلاب الأكراد الدور القوي المعروف دوماًُ في طرح القضايا المتعلقة بالقضية الكردية والتي باتت خلا السنوات الأخيرة تطرح بشكل وطني واضح ضمن إطار المطالب الديمقراطية العامة مثل : قضية المجردين من الجنسية التي تخوف البعض من عدم جدية حلها في الإحصاء السكاني الذي يجرى حالياً , الحقوق الثقافية للأكراد في سورية , المطالبة بالإفراج عن الطلاب المعتقلين الأكراد على خلفية أحداث القامشلي .
لكن المشاركة الكردية لم ترق إلى مستوى المشاركات الماضية وقد برر أحد الطلاب الأكراد بأجواء الإحباط التي عانى منها الأكراد جراء الطريقة التي تعاملت بها السلطة مع أحداث القامشلي في آذار 2004 هذا وقد ذكرنا الإجراءات العديدة المتخذة ضد كل الأكراد في كل الكليات بهدف منعهم من أخذ المقاعد التي يحصلون عليها عادة في مؤتمر الفرع أو الهيئات الإدارية وقد وصلت الإجراءات إلى حد أنه في أحد الكليات طلبت قيادة الشعبة من إحدى الكتل المعروفة بموالاتها للسلطة بطلب التحالف مع الأكراد ثم التراجع عن ذلك في اللحظات الأخيرة لمحاولة التأثير على الأصوات فضلاً عن تمزيق الأوراق التي ينتخب بها الناخبون الأكراد من قبل منظمي المؤتمر ومعظمهم من حزب البعث دون أن يعلم أحد سبباً حقيقياً لذلك وعندما سأل أحد الطلاب العام الماضي عن الدور الذي يقوم به البعثيون داخل قاعة المؤتمر أجاب الزميل علي العلي نفسه " إنهم هنا للمساعدة ......! "
وبالرغم من كل ذلك فقد حصل الأكراد على أكثر من 50 مقعداً في مؤتمر الفرع ويتمنون أن يستطيعوا التأثير على مجرى الانتخابات مستقبلاً إن حكم عليهم ألا يكون لهم دور فيها فمن المعروف أن الطلاب الأكراد الناجحون في انتخابات الفرع لا يتم انتقاؤهم من قبل أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم الذي تعود له الكلمة الأخيرة في اختيار الأعضاء من بين المنتخبين .
لم تكن المؤتمرات في جامعة حلب هذه السنة كما كانت عليه في السنوات الماضية إلا أن توقعات كل المراقبين أن المؤتمرات ماتت بعد اجتثاث معظم الطلاب الناشطين في الجامعة قد باءت بالفشل فقد كانت المؤتمرات وبشكل خاص في كليات الطب والحقوق والعلوم والآداب والمعلوماتية وطب الأسنان والمعهد التجاري والمعهد الطبي مؤتمرات جريئة تجاوزت ما خطط لها أن تكون : مؤتمرات بلا لون ولا تأثير , إذ حتى أن الطلاب المعاقبين أنفسهم لم يغب تأثيرهم فقد قام بعض الطلاب المستقلين بقراءة مداخلات زملائهم المفصولين من الاتحاد فإن كانوا قد منعوا من المشاركة والكلام فإن أفكارهم لا يمكن أن تمنع من الوصول .
وقد صرح أحد الطلاب المتابعين للحراك الديمقراطي في الجامعة : "أن جامعة حلب لن تعود إلى الصمت بعد اليوم وأن سورية لن تبقى مملكة للصمت " .

أنور العمر-طالب في جامعة حلب



#أنور_العمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد عرب: بورتريه


المزيد.....




- -معاد للإسلام-.. هكذا وصفت وزيرة داخلية ألمانيا المشتبه به ا ...
- -القسام-: مقاتلونا أجهزوا على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاك ...
- من -هيئة تحرير الشام- إلى وزارة الخارجية السورية.. ماذا تعرف ...
- جزيرة مايوت المنسيّة في مواجهة إعصار شيدو.. أكثر من 21 قتيلا ...
- فوائد صحية كبيرة للمشمش المجفف
- براتيسلافا تعزز إجراءاتها الأمنية بعد الهجوم الإرهابي في ماغ ...
- تغريدة إعلامية خليجية شهيرة عن -أفضل عمل قام به بشار الأسد ...
- إعلام غربي: أوروبا فقدت تحمسها لدعم أوكرانيا
- زعيم حزب هولندي متطرف يدعو لإنهاء سياسة الحدود المفتوحة بعد ...
- أسعد الشيباني.. المكلف بحقيبة وزارة الخارجية في الحكومة السو ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أنور العمر - المؤتمرات الطلابية في جامعة حلب ........... الحراك الديمقراطي لن يموت