أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان البغدادي - الأقلام الرمادية و قطار الحرية














المزيد.....

الأقلام الرمادية و قطار الحرية


إيمان البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 09:19
المحور: المجتمع المدني
    


إلى أؤلئك الجالسين في ساحات الحرية تنتظرون أن يهتف أحدهم كي تصدح حناجركم حرية ..حرية

دعكم ممّن كنّا نسميهم مثقّفين... و ممّن كتبوا عن ثورات الغير كالثوّار و كسروا أقلامهم في ثورتنا... دعكم ممن غنّوا للحريّة حول العالم و أسقطوا مدينتهم من على الخارطة عندما زغردنا لحريتنا.. دعكم ممّن كان يؤمن بالحوار و كفر به عندما طالبنا بحقّنا المشروع.. دعكم ممّن كان يستنكر الفساد والعنف والقمع و أصبح يراه نعيماً ومكرُمات و إصلاحات .. دعكم ممن تشدّق برأيه وهو يلفّ الساق على الساق ويتحدّث بأريحيّة على فضائياتٍ ما كان يراها لا كاذبة ولا محرّضة ولا عميلة إلا عندما استضافته لتسأله عن وجعنا ..فطعننا بدمٍ بارد و داس علينا و على ألمنا.. دعكم ممّن يغيّر جلده في اليوم وكأنه يغيّر ربطة عنق ..دعكم ممّن أعلن علينا الحرب وبدأ بقصفنا بالكلمات...دعكم ممّن يتحدّث بلسانٍ مستعار ويخون أمّه وأباه أخته وصديقه وابنه و ذاته..دعكم ممن يدوس على دم السوريين الشجعان الذين خرجوا لساحات الحرية بصدور عارية و قلب أبيض وصوت رخيم

دعكم من هؤلاء ولا تنشغلوا بهم و بقوائم العار.. فالتاريخ لا ينسى شيء و الحياة لا تقف عند هؤلاء.. و سوريا الجميلة الحرة تنتظركم.. و ستحمل الساحات أسماء من ضحّوا بأرواحهم و دمائهم .. وسنسمي أولادنا بأسماء من لم يخشى جدران المعتقل و لم يخشى أن يخسر لقمة مغمّسة بالذل والعار
دعكم من هؤلاء المتلونين وماذا كتبوا و ماذا قالوا وماذا سيقولون .
فهذه الثورة.. ثورة شعب ولقد فاجأ الشعب السوري كل العالم بصموده و وعيه و رُقيّه و إرداته ...وسيفاجأهم أكثر بعد أيام عندما نرقص معاً في ساحات الحرية...دعكم منهم فهؤلاء ليسوا بمثقفين ...الشعب في الساحات هو المثقّف الحقيقي فالإنسان المثقّف هو الإنسان المخلّص لأفكاره.. لذاته.. وليس من قرأ مئات الكتب وكتبَ العشرات ولم يعش سطراً واحداً منها..ليس من استلم الجوائز لأدوارٍ جسّدها في مسلسلاتٍ وأفلامٍ قبضِ أجرها .. و صدّق أنه البطل.. و عندما أزفتْ ساعات البطولة الحقيقة نحر ضميره و كسر خشبة المسرح وحرّم الفن والحياة

انتفاضة الشعوب نفضتْ أولئك الرماديين وأسقطتْ أقنعتهم و ابتسامتهم المزيّفة فها هم اليوم عراةٌ وحدهم بدون صديق ...هم يدورون في مربعاتهم الأولى ونحن نرى سوريا الغد ...هم في أوهامهم وأمانهم المشروط الذي يتوسلوه.. ونحن نستنشق عبق الحرية..

قطار الحرية مرّ في ساحات سوريا ..وحين لحقنا بهِ ضحكوا علينا.. لكن القطار يسير.. ولن يتوقف قبل أن يصل محطتهُ الأخيرة.. حريّتنا.. التي تنتظرنا ونحن بتنا قاب خطوتين منها أو خطوة.. سوريا تنتظر سواعد أبناءها المخلصين لنبنيها ونعمّرها و لينقش التاريخ ثورة شعبٍ ليست كباقي الشعوب. ثورة شعب كسر جدران الخوف و هزّ عرش السلطان بكلمتين" حرية " .."سلمية " و حقّق ذاك الذي مازال البعض يسميه مُستحيل.

إيمان البغدادي



#إيمان_البغدادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا ليست أكوام الحجارة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية بالفاشر
- نتنياهو يدّعي السعي لإعادة الأسرى بالتفاوض ويواصل إبادة غزة ...
- الدفاع المدني بغزة: المجاعة باتت ظاهرة واضحة في القطاع
- عشية يوم الأسير الفلسطيني.. العشرات يحتشدون في رام الله تضام ...
- الأمم المتحدة تعرب عن قلقها من خطر -تفكك- السودان
- -هند رجب- تقدم طلبا لاعتقال وزير خارجية إسرائيل في لندن
- -الجنائية الدولية- تطلب من المجر توضيحا بشأن اعتقال نتنياهو ...
- هيومن رايتس وتش: -الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة- في تونس
- حماس: تحرير الأسرى من السجون على رأس أولويات الصفقة
- الأونروا: نقص الأدوية الحاد في غزة تهديد خطر لحياة المرضى


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إيمان البغدادي - الأقلام الرمادية و قطار الحرية