أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ئارام باله ته ي - كان زواجا باطلا في عقد قران لم يحضره الفقراء














المزيد.....

كان زواجا باطلا في عقد قران لم يحضره الفقراء


ئارام باله ته ي

الحوار المتمدن-العدد: 3355 - 2011 / 5 / 4 - 22:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان زواجاً باطلاً
في عقد قران لم يحضره الفقراء
ليست الديمقراطية أن تفتح صناديق الأقتراع أمام طوابير المصوتين ليدلوا برأيهم وحسب . لكن الديمقراطية تعني أن يحكم الشعب نفسه ويتحكم في ثروته ويملك قراره وحقه في تقرير مصيره السياسي والأقتصادي بصورة يضمن من خلالها العدالة الأجتماعية ، والا فلا معنى لأن ندعي بزوال عهود العبودية و ولادة الأنسان الحر . فذلك كله مزيف ومقنع بأقنعة أخرى توهم بسطاء الناس ليستفيد أسيادهم من جديد بطريقة مختلفة . اننا لم نبرح عهد العبودية بالنوع وانما بالدرجة ليس إلا .
يشم مما سبق رائحة اشتراكية . لكن لا بأس ، فلن أخوض جدلاً عقائدياً بين الرأسمالية والأشتراكية حيث ذلك لا يهمني بقدر ما أود القاء الضوء على جانب من تجربتنا في أقليم كوردستان . لماذا وصل الأمر الى ماهو عليه ؟ لماذا هذا الأستياء الشعبي العارم من الواقع المعاش بغض النظر عن الاصطفافات الحزبية و الترويج الأعلامي الدوغمائي ؟ .
في غفلة عن عامة الشعب أقيمت حفلة في ليل دامس على أضواء بعض الشموع ، لم نفهم مغزى ذلك . كان حدثا غريبا بالنسبة لنا . حتى علمنا في الصباح أن تلك كانت حفلة زواج بين (السلطة) (ورأس المال) تمت بغياب الشعب وخاصة الفقراء لأنهم لايفهمون هذه الطقوس ولا يجوز عليهم أن يستسيغوها .
و على كل حال انتظر الشعب مولودا بعد ليلة الدخلة ، ولم يكن مستغربا أن يتم الحمل في أسرع وقت لرغبة العريسين واستمتاعهما ببعضهما الاخر في ليال رومانسية حمراء على أنغام اهات الشعب . وأخيرا تمخض الحمل عن وليد متوحش مصاص لدماء الفقراء ينهش الثروات والممتلكات العامة حتى سمي بالنهاية طفلنا المدلل بالسيد (فساد) .
ومرت الأيام و السنين وهذا (الفساد) يستشري في جسد مؤسسات الأقليم حتى أصبح جل الساسة تجارا محترفين وجل التجار ساسة ماهرين أو ذو نفوذ عند السلطة ، فهما في سرير واحد ولاضير من المحاباة فيما بينهم !! . و بالنتيجة اختلط المال العام بالمال الخاص و تبت يدا من يعترض !! .
ان هذا التحول المفاجئ الذي نجم عن تزاوج السلطة برأس المال ، أدى الى تغير قواعد اللعبة في الأقليم . المشكلة في قواعد اللعبة الجديدة أنه لا يجيدها الا لاعبان اثنان وظلت بقية الشعب من المتفرجين . طالب الكثيرون ممن ضحوا أيام الثورة من البيشمركة بتخصيص ما يسد رمق أطفالهم دون أن يستجيب لهم أحد . وتساءل بعض أصحاب الكفاءات و المهنيين عن دورلهم في ادارة السلطة ، الا أن الأمر كان محسوما لهؤلاء القابضين على مفاصل الحياة السياسية الأقتصادية وبعض معارفهم استنادا لعقلية العشيرة .
استغل (رأس المال) (السياسة) فازدادت ارباحه بعد التسهيلات التي حصل عليها سواء بالقانون أو فوقه أو بالتحايل على القانون ، وأستفادت (السياسة) في الوقت نفسه من (رأس المال ) ووزعه وفق مصالح ضيقة دون مراعاة العدالة الأجتماعية حتى أصبحنا أمام عمليات شراء ذمم فاضحة في المجتمع الكوردستاني .
ان هذا الظلم الاجتماعي المفرط في قسوته أدى الى تذمر فئات وشرائح عريضة من الشارع الكوردستاني تجاه ما يحصل ، بعد أن تحول المجتمع الى طبقي بأمتياز ، طبقة الأغنياء والسلطة وطبقة مهمشة . ان الصداقات والمصاهرات والتعامل اليومي أيضا أصبح يجري وفق هذا المنطق ، مما أدى الى خلق حالة من الكره والبغض في المجتمع ، لطالما حذرت منها في مقالاتي لما لها من تأثير كارثي على وحدة الصف الكوردستاني في مواجهة الخارج . ان هذا يؤثر حتما على شعور المواطن بالأنتماء ، الأمر الذي نتج عنه حالة من الأغتراب داخل الوطن .
حاولت أحزاب المعارضة ركوب هذا الموج وكسبوا بعض النقاط في البداية الا أن سذاجتهم دفعت بهم الى رفع سقف المطالب الى درجة جعل الصراع سياسيا بحتا بين أطراف سياسية ، في الوقت الذي أعتقد فيه أن هذا الصراع هو طبقي بكامل ملامحه ، فخسروا نتيجة ذلك رهانهم ، وتم تغيب صوت الشعب الفقير المهمش بين غزوات الطرفين الأعلامية الهائجة . فبقدر ما أستغلت السلطة الشعب ، استغلت المعارضة كذلك فقراء الناس ومعدميهم لبلوغ مطامح سياسية وتصفية حسابات شخصية دون أن يأخذ طرف بمصلحة المواطن فوق مصلحته . كلهم ينظرون الى السلطة كأنها غنيمة . ولازالت المعاناة مستمرة ، فمن يعتق بسطاء الناس من نير عبودية القرن ال 21 ؟ .
لطالما أتذكر عبارة مؤلمة قرأتها قبل سنوات في كتاب ماركسي فحواها ( لم يكن الأغنياء أكثر عددا من الفقراء في أي زمن ، ومع ذلك فقد حكموا العالم على الدوام ) . لتكن مقالتي هذه على تواضعها هدية الى كل عمال كوردستان في ذكرى عيدهم ، و الى كل طفل يعاني جراء ذلك الزواج المسخ الذي تم بين (السلطة) و (رأس المال) ، الى كل عاطل عن العمل ، الى كل أفراد البيشمركة الذين يعجزون عن دفع بدلات الأيجار ، الى كل أم شهيد تصارع قساوة الحياة . والى كل من بأمكانه محاسبة مصاصي الدماء .

ئارام باله ته ي
ماجستير في القانون
[email protected]



#ئارام_باله_ته_ي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتظاهرون في سراي ئازادي؟ ( نحو تغيير القيم في كوردستان ...
- توضيح حول مقالتي الأخيرة ( رسالة مفتوحة الى مسؤول مؤسسة خاني ...
- دهوك تقذف الأجسام الغريبة خارج جسدها ( قادر قجاغ ، نيجيرفان ...
- وداعا ياحبيبتي
- لماذا يؤكد الرئيس البارزاني على الأستحقاق القومي ؟
- حق تقرير المصير والأنفصال في الأسلام
- هل يرفع البارتي شعار الشعب في مؤتمره الثالث عشر ؟
- الثوار البيشمركة يشعرون بالأغتراب في كوردستان
- لماذا يصر الكورد على التمسك بالدستور ؟
- أسئلة الى السلطة والمعارضة في كوردستان
- انعكاسات تكريم السفير الأسد بدل رفو
- أعمامي البيشمركة يسألون عن فائض قيمة الثورة ؟
- كوردستان بين المدن الفاسدة والفاضلة
- بين حرق القران وحرق الأنسان في كوردستان
- الحرب المقدسة وحرق القران ومستقبل العلمانية
- الشيعة العلمانيون ( سنة ) !!
- كلام من حيز الجنون
- نحو نضوج العقل السياسي الكوردستاني
- قراءة واقع (البارتي) في ذكراه ال64 هل هرم الحزب وشاخ ؟
- قليل من المروءة والشهامة ياقوم


المزيد.....




- حارس بيئي للإمارات..مصورة تبرز دور أشجار القرم بمكافحة تغير ...
- مذبح غامض وجثث مدفونة.. من يقف خلف هذا الهيكل المدفون في قلب ...
- ولي نصر لـCNN: إسرائيل تفضل ألا يتفاوض ترامب مع إيران.. ماذا ...
- -متلبسا بالصوت والصورة-.. ضبط مدير جمعية تعاونية بالكويت يطل ...
- مصر تمتلك -إس-400- الصيني.. تقارير إسرائيلية تعبر عن مخاوف م ...
- زيارة سرية لقائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى واشنطن واتفاق حول ...
- بعد رفضها لمطالبها.. إدارة ترامب تجمد 2.2 مليار دولار لجامعة ...
- إدارة ترامب تخطط لخفض ميزانية الخارجية إلى النصف وتقليص البع ...
- مصر تقترب أكثر فأكثر من ترؤس اليونسكو
- الداخلية السعودية تطلق -منصة تصريح- الذكية لإصدار وتنظيم تصا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ئارام باله ته ي - كان زواجا باطلا في عقد قران لم يحضره الفقراء