أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - معهم في الكويت ضدهم في العراق !














المزيد.....

معهم في الكويت ضدهم في العراق !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1001 - 2004 / 10 / 29 - 11:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


المرض الطائفي الذي تأصل في نفوس بعض العرب ، ويأكل القلوب منهم تجلى هذه الايام بافضع صوره في الحرب التي يشنها ارهابيو القاعدة يدا بيد مع الطائفين من فلول صدام ، وإذا كانت الوشيجة الطائفية تبرر للفلسطيني أو المصري أو غيرهما من العرب أن يقف في تجمع من قتلة ، مجرمين ، وتحت ستر من جهاد مزيف ، مع فلول صدام في حربهم ضد العراقيين الابرياء ، وليس ضد الامريكان ، مثلما يدعون ذلك نفاقا ، فكيف تبرر تلك الوشيجة القذرة للفرد الكويتي أن يقف مع أعداء الامس من جند صدام ، هؤلاء الذين استباحوا ارضه ، وهتكوا عرضه ، وشردوه هو واسرته في أصقاع بعيدة وقريبة من الارض ؟
لقد كنت واحدا من الملايين من العراقيين الذين عاشوا مأساة العراقيين في السجون ، وفي التعذيب ، وفي المطاردة ، ثم في الغربة والتشرد ، ولكنني واحدا من اولئك العراقيين ايضا الذين شاهدوا مأساة الكويتيين في تشردهم ، وجلوسهم على أرصفة المدن في الاقطار العربية التي أدخل صدام على قلوب أهلها في غزوه للكويت فرحا ما بعده فرح ، وغبطة ما بعدها غبطة ، حتى أنني طلبت من سائق تكسي في عاصمة عربية أن ينزلني عند الخطوط الجوية الكويتية ، فما كان منه إلا ان ينظر إليّ ، والبسمة تملأ وجهه ، والسرور يغمر نفسه قائلا: يا استاذ ! قل : الخطوط الجوية العراقية ! لم تبق هناك دولة اسمها الكويت! ثم أضاف : آه ، لو كان عندنا عشرون مثل صدام، لملكنا العالم !
والنابهون من الكويتيين ، بعد ذلك ، أعرف مني في موقف العرب منهم وقت محنتهم تلك ، فهم من عاش تلك الساعات السود بين أخوانهم العرب ! مثلما عشنا نحن العراقيين بينهم ، وهم الذين كانوا قد سمعوا منهم ما لا يحب من كلام عنهم ، وما يحب من كلام عن صدام ، مثلما سمعنا نحن العراقيين ذاك الكلام منهم 0
لقد اصطف الشارع العربي مع صدام من اقاصي مغرب العرب الى اقاصي مشرقهم ، وقد سارت مظاهراتهم في الكبير والصغير من شوارعهم ، وقد كانت اذاعة بغداد تصدح في بيوتهم ليل نهار ، تبث الاغاني التي تمجد فارس العرب وصلاح دينهم الذي وعدهم بتوزيع ثروات الكويت النفطية عليهم ، مثلما وزع عليهم ثروات العراق من قبل ، فراحت الحشود ترقص في الشوارع ، وتغني للقائد المهيوب ، صدام العرب ، وكنا نحن العراقيين نفترش ارصفة الشوارع ، وكان الكويتيون مثلنا يفترشونها ، كنا نتابع الاخبار بشغف ، وكان الكثير من الكويتيين يستمعون لنا حين نحثهم قائلين : لا تصدقوا امريكا ! اطلبوا منها أن تحدد مهلة لخروج صدام من دياركم ! ذلك لأننا نحن العراقيين أطوال باع في المأساة منهم ، تلك المأساة التي وضعتنا فيها امريكا وصدام ، والتي كانت الحكومة الكويتية قد شاركت من بين من شاركوا في اطالتها علينا ، لا بل انها شاركت صدام ذاته في جرائمه التي أنزلها بالعراق والعراقيين ، فهي التي ما بخت عليه بمال ، وهي التي قتلت العراقيين الذين فروا الى الكويت ، هربا من جحيم مأساة العراق التي اشادها فارس القومية العربية ! فمن مدينتي الوادعة قتلت جكومة الكويت أناسا ابرياء لا ذنب لهم ، اعدمهم صدام حال أن تسلمهم من شرطة الكويت واجهزة امنها ، لقد فروا من العراق الى الكويت طلبا للنجاة من الموت في العراق ، فتلقتهم اجهزة الامن الكويتية بالموت نفسه ، هذا التصرف الكويتي القديم يشابه تصرف بعض المستهترين من ابنائها ، ومن بعض احزابها الدينية ، وجمعياتها اللاخيرية ، هؤلاء الذين راحوا اليوم يجندون الشباب في الكويت ، ويرسلونهم الى العراق كي يحاربوا الشعب العراق ، وليس القوات الامريكية ، تحملهم اليه اجنحة طائفية مقيتة ، وليس غيرة على دين هو الاسلام كما يزعمون ، وإذا كان الكويتي يريد أن يقاتل الامريكان ، او يريد أن يدافع عن الاسلام ، فها هم الامريكان جنودا ومجندات ، يعسكرون على ارض الكويت ، ويمرون من حاراتها وشوارعها ، أ فما كان الاحرى بالمجاهدين الكويتين ! مثلما يسميهم أحد سفراء الكويت في دولة عربية ، أن يقاتلوا الامريكان على أرضهم ، ويحموا دينهم من شرورهم ، بدلا من أن يتجشم هؤلاء الكويتيون ، الارهابيون عناء السفر الى العراق ، كي يقاتلوا الامريكان ، مثلما يدعون ، من متاريس اعداء الامس من فلول صدام الذين لفظهم الشعب العراقي ، أومن متاريس حلفاء البعثيين الجدد من بقايا فلول القاعدة ، عملاء امريكا التي ركلتهم أخيرا بعد أن تمردوا عليها ؟
ليكن في علم من يرمي بشبان الكويت في اتون الحرب المشتعلة في العراق أن جيوش المسلمين التي يسمعون عنها في العراق ، ما هم الا بقايا من جند صدام الساقط ، وعناصر مخابراته الذين اطالوا اللحى ، وقصروا الثياب ، ومن بقايا عملاء امريكا التي جندتهم في حرب الجهاد الامريكية في افغانستان ، وأن جميع هؤلاء لا يقاتلون من اجل نصرة دين وتحرير وطن ، وانما يقاتلون من منطلق طائفي تخطاه الزمن ، يرفضه الشعب العراق كله ، وما الحلم بالعودة لايام صدام الا خرافة من خرافات قرون خلت ، فلا تلقوا بانفسكم الى تهلكة ، ولا تقولوا أن العراقيين معتدون ، ها أنتم قد بدأتم العدوان عليهم ، ووقفتم مع قاتليهم الذين هم من قتلكم بالامس القريب ، ومزقكم شرّ ممزق 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنوب المذبوح أبدا !
- ظرف الشعراء ( 27 ) : العكوك
- التفاوض والقتل !
- الترويع !
- عين على الارهاب وعين على السلطة !
- فاجرة يتعشقها الجميع !
- ظرف الشعراء ( 26 ) : أبو العلاء المعري
- شعب العراق الأول !
- العراقيون ينهضون ضد الارهاب !
- الارهابيون يتدحرجون الى الهاوية !
- جمهورية الارهاب والكباب !
- ظرف الشعراء ( 25 ) : جميل بثينة
- مقايضة الارهابيين !
- حلال عليهم حرام علينا !
- ظرف الشعراء ( 24 ) : أبو عطاء السندي
- يستجدون الكلمات من العرب والمسلمين !
- عروبة الارهاب !
- الجهاد الاكبر خرافة من خرافات !
- ظرف الشعراء ( 23 ) : الاخطل
- يتوضؤون بدماء الاطفال !


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سهر العامري - معهم في الكويت ضدهم في العراق !