أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فلاح علي - الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (8)















المزيد.....


الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (8)


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 3353 - 2011 / 5 / 2 - 14:12
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


سأتناول في هذه الحلقة مفصل هام جداَ لا بديل عنه في اي نشاط حزبي وسياسي , ولا يمكن ان يكون هناك معنى للتنظيم بدونه ألا وهو العمل الفكري الذي له دور بالغ الاهمية في الحياة التنظيمية وتطورها ومن خلاله تتطور نشاطات الحزب المتنوعة ويتحسن الاداء لاعضائه وكوادره وقياداته , ورغم انه سلاح النضال لمواجهة الصعاب الا انه بنفس الوقت يشكل خزين للمعرفة والرؤى السليمة , ويوفر قدرات لقراءة الواقع وتحديد مساراته ويمكن من رسم السياسات ووضع التاكتيكات وتطويرها وفق الحاجات النضالية وحاجات المجتمع ويطور التنظيم ويساعد على استشراق المستقبل , من هنا تبرز الاهمية الاستثنائية لتطوير العمل الفكري وتهيئة مستلزمات نهوضه .



تاريخياَ للحزب الشيوعي دور في تنمية الوعي و نشرالثقافة التقدمية في المجتمع :

شغلت وتشغل المسالة الفكرية طيلة نضال الحزب الشيوعي العراقي الذي امتدت مسيرته ال77 عام , اهمية استثنائية في نشاط الحزب سواء على صعيد التنظيم او على صعيد المجتمع ونشر الفكر الاشتراكي والثقافة التقدمية وتنمية الوعي , انطلاقاَ من ان العمل الفكري له اهمية كبرى ليس فقط في النشاط السياسي وقراءة الواقع ووضع البرامج والتاكتيكات وانما له اثر هام على نهوض الحزب وتطورة وعلى اداء المهام .ان كانت البدايات الاولى في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي تعود الى الرواد الماركسين الاوائل كحسين جميل وحسين الرحال ونوري روفائيل والخالد فهد وزكي خيري ويوسف متي وبطرس جبرائيل وعاصم فليح وغيرهم في نشر الفكرالاشتراكي بين اوساط الطبقة العاملة وفي المجتمع وشكلت في حبنها حلقات التثقيف بالماركسية , ولكن بعد تاسيس الحزب في عام 1934 قام الحزب بدور تنويري كبير جداَ ومبرمج وواسع الانتشار والنشاط في صفوف الطبقة العاملة والكادحين وفي صفوف الطلبة وبقية فئات المجتمع , في نشر الفكر الاشتراكي ومبادئة والثقافة الوطنية التقدمية ودافع عن المثل والقيم الوطنية والانسانية واصبح الاعضاء والكوادر رمزاَ يقتدى بهم في المجتمع وكان ذلك رصيداَ كبيراَ للحزب في انتشار فكرة وتوسيع تنظيماته , واستطيع القول ان الحزب خلق تراكم فكري لدى اعضائه وكوادره وقياداته, فقد كثر ونشر العديد من الكراريس ووضع برامج تثقيفية للاعضاء وحول السجون الى صفوف حزبية للتثقيف , واستغل العديد من الجمعيات الثقافية العلنية والمنتديات والتجمعات والمنابر العلنية , واصدر مجلة ثقافية فكرية الثقافة الجديدة في اوائل الخمسينات من القرن الماضي , ومن خلال علاقاته الاممية المعروفة دخل المئات من مناضليه واعضائة في المدارس الحزبية والجامعات وظهرت كوادر ميدانية متسلحة بالفكر والثقافة والعلوم والمعارف وبمختلف الاختصاصات العلمية , وفتح الحزب صفوف حزبية للارتقاء بالمستوى الفكري لاعضائه في مقراته في السبعينات , كما فتح صفوف حزبية في مقراته العسكرية خلال فترة الكفاح المسلح ,كما اولى الحزب اهمية استثنائبة للثقافة ونشر المؤلفات في الادب العالمي وغيرها من المؤلفات واهتم الحزب بالشعر والفن والمسرح والسينما فكان لهذ ه النشاطات الثقافية والفنية لها اثر في تنمية الوعي الاجتماعي وفي نشر الثقافة والتراث التقدمي . ( هنا ليس بصدد الحديث تاريخياَ عن دور الشيوعيين في نشر الوعي والثقافة التقدمية , وانما ارتايته كمدخل موجز عن العمل الفكري والثقافي واهميته ) .



لجان العمل الفكري :

لاهمية الوحدة الفكرية والتنظيمية في حياةالحزب الداخلية وفي وحدة العمل والنشاط على اساس الماركسية تحتل مسالة الثقافة التنظيمية والعمل الفكري مهمه اولية واساسية في التنظيم , فانشئ الحزب لجنة مركزية للعمل الفكري , مرتبطة بها لجان فكرية في المنظمات ومع مختلف الهيئات الحزبية , تهتم لجنة العمل الفكري برفد وتزويد الكوادر والاعضاء بالمواد الفكرية وبتجارب عالمية وتمدهم بالمعلومات وتسهم في اعدادهم وتوجيههم للارتقاء بالمستوى الفكري ,لكي يكونوا قادرين على اداء العمل السياسي واداء المهام بفاعلية واقتحام الصعاب والصمود في الظروف الصعبة والمنعطفات الحادة , كما ان العمل الفكري يخلق سمات عملية وسماة قيادية تنظيمية وسماة سياسية لعضو الحزب ويمكنه من تحليل الاحداث واستخلاص النتائج ويوفر القدرة في العمل في بيئات صعبة وبتطور الفكر يتطور التنظيم , ورغم وجود وحدة بينهما الا انهما في الممارسة يكونان في علاقة طردية , كلما يتطور الفكر يتطور معه التنظيم وبقية النشاطات وفي الوقت الذي يتراجع النشاط الفكري اوينعدم النتاج الفكري يؤثر سلباَ على التنظيم وتحصل فجوة وتراجع بينهما تكون لها نتائج سلبية وتبرز هذه النتائج والاضرار السلبية بشكل خاص في المنعطفات الحادة مثل :

1- عندما يتعرض الحزب الى هجمة بوليسية وملاحقات واعتقالات في ظروف العمل السري .

2- عندما تتعرض التجربة النضالية او الخط السياسي في مرحلة نضالية ما الى انتكاسة .

3- عند ما يتغيير شكل النضال او يتغيير الخط السياسي .

4- عندما تضعف علاقات الحزب الاممية او تتراجع .

5- في ظروف الازمات السياسية المعقدة والمفاجئة مع وجود تدخلات خارجية اقليمية ودولية في الازمة السياسية مع الاخذ بنظر الاعتبار طبيعة العامل الخارجي .

6- ارتداد في سياسة حزب حليف , او تمكن فكر معادي للديمقراطية من ممارسة الاستبداد وتنامي الفكر الظلامي في مؤسسات الدولة والاعلام .

7- او بروز توجه انتهازي يميني او يساري متطرف في الحزب في ظرف نضالي غير طبيعي .

كثير من الاحزاب الشيوعية والحركات الثورية مرت بهذه التجارب وحصل في داخل هذه الاحزاب اخلال بالوحدة الفكرية والتنظيمية ومنها الحزب الشيوعي العراقي الذي تعرض الى الانشقاق العمودي والافقي في 17-9-1967 . وان كان السبب الاساسي هو الوضع الفكري لدى قيادة الحزب آنذاك , ومع هذا كانت هناك اسباب وتراكمات منها نهج خط آب عام 1964 اليميني الذي ادى الى وجود اخلال في الوحدة التنظيمية حيث ان القاعدة الحزبية كانت لا تستطيع ان تفهم التوجهات الجديدة للقيادة الحزبية , كما ان القيادة الحزبية كانت غير قادرة على تقديم اجوبه صحيحة معللة علمياَ على تساؤلات القاعدة آنذاك , وعادتاَ تكون المخاطر والاضرار اشد على الحزب في حالة سيادة المركزية المطلقة وغياب الديمقراطية الداخلية .

- وهذه المخاطر العملية تبرز عادتاَ عند تراجع الوضع الفكري , فتلجأ بعض القيادات الانتهازية الى تبني سياسات بعيدة عن الواقع تنطلق من النظري اكثر مما هي تنبع من حاجات الواقع , مع استنساخ تجارب لم تنضج ظروفها بعد كما حصل في عام 1967 بتطبيق التجربة الجيفارية في اهوار العراق التي لم تنضج ظروف او مستلزمات ممارستها آنذاك .



ملاحظات على لجان العمل الفكري خلال مراحل نضال الحزب :

1- في الغالب كانت لجان العمل الفكري المركزية قليلة العدد لا يتجاوز اعضائها اصابع اليد الواحدة .

2- اتسم عملها بالرتابه والنمطية في التفكير , وورطت نفسها والحزب بصناعات فكرية لم يحسم نجاحها على الصعيدالدولي مثلاَ تبني نتائج المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي وما تمخض عن ذلك من اضرار لاحقاَ بظهور خط آب اليميني في عام 1964 , وتبع ذلك استنساخ نهج اوطريق التوجه اللاراسمالي في السبعينات من القرن الماضي .

3- ويبقى عدد اعضاء لجنة العمل الفكري غير مهم وقد يخضع للزيادة او النقصان وفقاَ للظرف , ولكن المهم في لجنة العمل الفكري هي تنظيم النتاج الفكري والمعرفي في الحزب , هذا اولاَ وثانياَ أن يكون من مهامها تحريض الاعضاء على اثارة تساؤلات حول قضايا متنوعة تواجه مهام الحزب وظروفة النضالية وآليات عمله , وثالثاَ تبقى لجنة العمل الفكري معنية في البحث عن اجابات على التساؤلات والافكاروان تكون معلله علمياَ وفق الماركسية ولها صلة بالواقع , وهذا النشاط الفكري يسهم في بلورة اساليب وادوات وافكار متطابقة مع الواقع لتشكل تجربة غنية ذات بعد واقعي وتاريخي يؤخذ بها لاستشراق المستقبل , ورابعاَ استخلاص النتائج بعد كل ممارسة مهمة على صعيد الحزب , وخامساَ تبقى مهمة تحليل الظواهر والحالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمشاكل القومية والتوجهات والافكار المطروحة على الساحة وحتى المتطرفة منها عملية مستمرة , وعادتاَ يكون التحليل وفق النظرية الماركسية ومهامها والهدف منه هو لاحداث تغيير في الواقع من خلال ابتكار وسائل وتاكتيكات وتجميع القوى وفق برنامج متفق عليه لاحداث التغيير , ولكن مع الاسف مر الحزب بمراحل من العقم الفكري بسبب رتابة و نمطية عمل لجان العمل الفكري وتمسكها بالاستنساخ وغياب التجديد في ظل غياب الديمقراطية فلحقت اضرار كبيرة في الحزب خلال مراحل نضاله .

4- رغم ان النتاج الفكري هو احد الوظائف لللايدلوجيا , ويفترض في الظروف الطبيعية ان يحصل نهوض فكري يمتاز بالتصاعد والتواصل والنمو ليكون النتاج والعطاء الفكري اكثر غني , الا انه في ظروف نضال الحزب اخذ مسارات متعددة ومر بمنعطفات وانحصار ادى الى العقم الفكري في مراحل نضالية مر بها الحزب , وكانت هناك مؤثرات سلبية منها داخلية وطبيعة النضال والامكانيات المحدودة والوضع السياسي وتأثيرات خارجية ايضاَ .

5- عدم الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة و ظل العمل الفكري حبيس الهيئات ولم ياخذ صفة جماهيرية مفتوحة ليكون اكثر فائدة وتأثيراَ واوسع امتداداَ ومشاركة .



العمل الفكري بعد المؤتمر الخامس للحزب :

من خلال الوقائع والمعطيات في سياسة الحزب ونهجه تلمس الجميع حصول تطور فكري في الحزب بعد المؤتمر الخامس في عام 1993 , تجلى التطور في التوجهات الفكرية الجديدة ومن الرؤية الصحيحة للواقع العراقي آنذاك , فبعد انهيار التجربة الاشتراكية وبروز عالم القطب الواحد وهيمنة السياسة النيوليبرالية الجديدة المرتبطة بسياسة الاحتكارات الكبرى والتي طرحت نفسها كقاطرات للتغيير الجديد باتجاه فرض العولمة الراسمالية المتوحشة وما تعنية من هيمنة وتوسع وبسط النفوذ واستغلال الثروات وعولمة الفقر واثارة المشاكل الاجتماعية الداخلية للبلدان والتدخلات الخارجية وفرض سياسة القوة في العلاقات الدولية , في هذه الاجواء التي تميزت بتراجع الفكر الاشتراكي والحركة الشيوعية العالمية وقوى اليساروالديمقراطية امام المارد المتوحش راس المال وسياسته النيوليبرالية الجديدة المدعومة بالقوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية والاعلامية في هذه الاجواء وفي هذا الظرف الذي تميز بالخطورة والتعقيد والتراجع .

أنتج الحزب الشيوعي العراقي نتاجاَ فكرياَ جديداَ هو نهج الديمقراطية والتجديد الذي اصبح عامل قوة للحزب في الظرف الجديد واشيعت الديمقراطية في الحياة الداخلية , وانفتح فكر الحزب على الافكار الاشتراكية والديمقراطية والانسانية في العالم وابتعد عن التحجر والتقوقع والانعزال وتميزت سياسته بالمرونة والانفتاح وتجميع القوى لتحقيق الاهداف النضالية في الظرف الجديد وطرح مبادراة عديدة كماطرح مشروعه الوطني الديمقراطي للتغيير التي اكدت الحياة صحته وحاجة الوطن والشعب لهذا المشروع منذ ذلك التاريخ الى الآن . وهذا اهم انجاز فكري لان من المهام الاساسية للعمل الفكري هو ان يكون رافعاَ ودافعاَ ومحفزاَ للنضال الوطني الديمقراطي الاجتماعي وللنضال الحزبي وتطويرة وتمكينة من تحقيق مهماته في اصعب الظروف واعقدها.

ومن وجهة نظري جاء النتاج الفكري المتميز بعد المؤتمر الخامس كنتيجة للعناء والجهد الذي بذل في دراسة المتغيرات الدولية والمتغيرات في الواقع العراقي هذا اولاَ وثانياَ لنبذ الاستنساخ والانفتاح على كل التجارب و الافكار الاشتراكية واليسارية والديمقراطية والانسانية وثالثاَ لهجر التقوقع والجمود والنمطية في العمل والرتابه والابتعاد عن الانغلاق السياسي والفكري ورابعاَ للابتعاد عن المركزية المطلقة وهجر البيروقراطية وتبني الديمقراطية .

وبعد هذا التاريخ وجدت لجان الاختصاص لتمارس مهامها ونشاطاتها ومنها مختصة العمل الفكري .



الخلاصة والاستنتاجات :

1- ان كانت هناك محطات مر بها الحزب وأصيب خلالها بالعقم الفكري اي بغياب النتاج الفكري خلال مراحل نضاله منها في الاربعينات في فترة حميد عثمان وفي بداية الخمسينات الى الكونفرنس الثاني في عام 1956 حيث حصل تحسن في الوضع الفكري في فترة الشهيد سلام عادل , وعاد الخلل الفكري ثانية في اوائل ومنتصف الستينات ومنتصف السبعينات وتبقى من المحطات القريبة التي انفقد فيها النتاج الفكري هي الفترة المممتدة من سقوط النظام في عام 2003 الى عام 2007 الى حين عقد المؤتمر الثامن في آيار 2007 حيث انجزت ورقة العمل الفكري وظهر التقرير السياسي الذي اتسم في ابوابه بالوضوح والمعطيات والآفاق بعد هذا التاريخ بدأ يظهر تحسن نسبي في العمل والنشاط الفكري .

2- أكدت التجارب التاريخية للحزب والحركة الشيوعية العالمية , انه ما يرافق مراحل العقم الفكري كثير من السلبيات منها هو في انخفاض المستوى الفكري لدى اعداد من الاعضاء مع بساطة في التحليل وتنامي حالة الاحباط والياس والقنوط والتردد لدى عدد من اعضاء الحزب وينعكس ذلك سلباَعلى مستوى الاداء وتردي وتراجع في النشاطات ويتراجع التنظيم وتتدنى درجة الضبط الحزبي الواعي ويحصل انحصار جماهيري مع ارباك في الرؤى وصعوبة قراءة الواقع وعادتاَ يترافق ذلك مع غياب المبادرة ,منها المبادرات السياسية والجماهيرية و المرور بفترة من الترقب والانتظار وغياب المرونة في التنظيم اي ضعف في سرعة تجاوبة وملائمته وتفاعلة مع المتغيرات والتاثير فيها , مع غياب الديمقراطية احياناَ في الحياة الحزبية الداخلية.

3- بعد عام 2007وبعد المؤتمر الثامن للحزب سار العمل الفكري خطوات حثيثة الى الامام وتوفرت امكانيات لنهوضه وجرى تحسن في نهاية عام 2008 والاعوام 2009 و2010 و2011, وبما ان العمل الفكري بحاجة الى جهد متواصل كما ان الفكر ليس له حدود نظراَ لارتباطة بقضايا اساسية منها هو حاجة ظروف النضال للفكر والمعرفة والتجديد هذا اولاَ وثانياَ ان ( عقل الانسان ) دائم التفكير والعطاء فتبرزالحاجة هنا الى توحيد الجهود من خلال العمل المبرمج للتعامل السليم مع الطاقات والكفاءات والقدرات لدى اعضاء الحزب واصدقائه ومؤازرية وحسن استثمارها لكي يتواصل النتاج والعطاء ويزداد غنى , وثالثاَ في عصر ثورة المعلومات ووسائل الاتصال والتطور التكنولوجي الحاجة الى ان يواكب العمل الفكري هذه التطورات ليبقى الحزب دائماَ قوة مؤثرة وديناميكية في المجتمع , فالموضوع لا يتعلق بعدد اعضاء مختصة العمل الفكري ويبقى المهم بالنسبة للحزب هو في تنظيم وبرمجة عملية النتاج المعرفي والفكري داخل الحزب واشاعة الديمقراطية الداخلية والحوار الفكري وهذه تسهم في تنمية وعي الاعضاء .

4- في ظل عالم القطب الواحد وهيمنة العولمة المتوحشة مع التقدم العلمي والتقني تفرض هذه المتغيرات على مختصة العمل الفكري وعلى الحزب بان يكتسي العمل الفكري والثقافي طابعاَ جماهيرياَ وعدم حصرة في التثقيف في الهيئات فقط .

5- وفي هذا الظرف بالذات تؤكد الحاجة الى الاسراع بانجازمركز للبحوث والدراسات الذي طال انتظاره ان كانت القناة التلفزيونية تكلف مبالغ مالية عالية , فان مركز للبحوث والدراسات لا يحتاج لتكلفة عالية جداَ كما هي علية في القناة التلفزيونية .

6- الظرف الحالي الذي يمر به العالم ومنطقتنا العربية يتطلب توحيد الجهود والامكانيات على صعيد الاحزاب الشيوعية واليسارية في المنطقة العربية او منطقة الشرق الاوسط , وايجاد مشاريع مشتركة وبهذا تكثف الجهود ويختصر الوقت وتوظف الامكانيات وتنخفض الاعباء المالية التي يفترض ان يقوم بها كل حزب على انفراد , وهذا ينطبق على العديد من المشاريع منها مثلاَ مدرسة حزبية مشتركة لتعليم الماركسية او انشاء وسيلة اتصال جماهيرية كقناة تلفزيونية او اقامة مركز للبحوث والدراسات بشكل مشترك .....الخ .

7- في ظل تعقد العملية السياسية وبروز قوى الاسلام السياسي ومنها قوى متطرفة , تبرز الحاجة الى وضوح في الخطاب السياسي عند مخاطبة جماهير الشعب والراي العام العراقي وان يتميز الخطاب السياسي مع وضوحه برؤية انتقادية لكل سلبيات العملية السياسية وتنطلق هذه الرؤية من الواقع مع تبني حلول عملية نابعة من حاجات الشعب والوطن .

8- احتضان كتابات الاعضاء والاصدقاء والمثقفين , ونشرها في صحافة الحزب لا سيما هناك كثير من الكتابات تحمل طبيعة البحث وهذا النوع من الكتابات يتضمن روؤئ وافكار ان اكدت الحياة والممارسة صحتها فانها تدخل في اطار النتاج الفكري , الا انه مع الاسف ان مختصة الاعلام وضعت خطوط حمر على كل كتابه تحمل روؤية نقدية او تتعارض مع توجهات المختصة , فالحقت مختصة الاعلام ضرراَ بالحزب وصحافته وتجاوزت حتى على النظام الداخلي المادة 3 حقوق العضو في الجزء الاول من الفقرة رقم 3 والتي تشير الى ( ينشر وجهات نظره في القضايا الفكرية والسياسية في المنابر الاعلامية للحزب) واصبحت مختصة الاعلام في هذا الجانب تلعب دوراَ سلبياَ وعزلت صحافة الحزب عن كثير من الاقلام المتنوعة ذات النتاجات الغنية والحاجة لها ضرورية في هذا الظرف , هنا يطرح سؤال لماذا تمارس مختصة الاعلام هذه التسلكات ؟

9- في هذا الظرف بالذات تبرز اهمية انبثاق جبهة واسعة لقوى اليسار والديمقراطية اي التعجيل بانبثاق جبهة التيار الديمقراطي , ان الوضع السياسي المعقد في العراق بحاجة الى قطب ثالث يدخل في ميدان المنافسه السياسية المشروعة لتغيير الموازين في المجتمع , وليؤكد هذا التحالف المرتقب لشعبنا انه قادر على دحرالطائفية السياسية ويجسد الوحدة الوطنية لشعبنا , وبه سيؤمن استقلال الوطن واستقلال القرار الوطني لانه هناك من يدعوا الى سحب القوات في موعدها والى استقلال الوطن , لكنه لايدعو الى ضمان استقلال القرار الوطني ومنع التدخلات الخارجية , مع التاكيد لشعبنا بانه لن تكون هناك اي تنمية اقتصادية سليمة ولم يحصل اي تقدم بدون الدور الفاعل لهذا التحالف المرتقب , ولن تكون هناك ضمانة حقيقية للحريات والحقوق المنصوص عليها في الدستور , دون ان تكون هناك قاعدة اجتماعية واسعة ضاغطة ذات تاثير جماهيري فعال موازي للتحالف الطائفي الماسك بالسلطة السياسية وهذا التوان لن يتحقق الا بالدور الفاعل لتتسيق عمل قوى التيار الديمقراطي وتحالفه مع منظمات المجتمع المدني , لانه بانبثاق قطب ديمقراطي ثالث رغم انه حاجة سياسية وحاجة المجتمع لهذا القطب , الا ان انبثاقة سيكون له تأثير ايجابي على اصطفاف القوى وعلى مزاج الجماهير وعلى تنامي الوعي وتجذره في المجتمع .

10- من الصعب تمكين شعبنا ووطننا من الصمود بوجه العولمة الراسمالية المتوحشة وسياساتها النيوليبرالية الجديدة وقاطرتها الدافعة العابرة للقارات وهي تحالف شركات القوى الاحتكارية الا بنهوض قوى اليسار والديمقراطية , وانبثاق تحالفهم المنتظر وعلى ان يتمكن لاحقاَ من المساهمة في صنع القرار الوطني هذا اولاَ. وثانياَ بخوض النضال الجماهيري والسياسي والفكري بين جماهير شعبنا , وان يتجلى النضال الفكري بطابع جماهيري (من هنا تبرز اهمية الوحدة الدايلكيكية بين الاعلام والعمل الفكري) وان العمل الفكري والاعلامي من وجهة نظري على ان يكون باربعة اتجاهات الاول هو تعريف جماهير شعبنا باضرار العولمة الراسمالية المتوحشة على مصالحهم ومصالح الوطن , والاتجاه الثاني تسليط الاضواء على التحالف غير المعلن في المصالح بين التحالف الطائفي الذي يقود السلطة مع السياسة الاقتصادية النيوليبرالية التي تمثل نظرية العولمة وتجسدها الشركات الاحتكارية , وهذا التحالف قائم على وحدة المصالح التي تتجسد في تصفية القطاع العام وخصخصة ثروات الوطن وربط الاقتصاد العراقي بالاقتصاد الراسمالي وازماته وتأثيراته الخطيرة على الفئات الفقيرة من شعبنا وعلى اقتصادنا الوطني , لان وحدة المصالح هذه تبيح لهم صلاحية فتح ابواب الوطن امام الاحتكارات الراسمالية ومنحهم حرية التوسع في استغلال وخصخصة الثروات الوطنية ومنها النفط والغاز والمعادن .

والاتجاه الثالث هو تحصين المثقفين الشباب من التأثيرات السلبية لتوجهات السياسة النيوليبرالية الداعية الى لبرلة الحياة الثقافية والتنظيمية وتبرز هنا المهمة الاساسية للعمل الفكري في تحصين المناضلين من تاثيرات العولمة . و تبني شعارعولمة النضال على الصعيد الدولي وانسنة العولمة , علماَ ان الحزب الشيوعي العراقي اطلق هذه الشعار بعد المؤتمر الخامس . والاتجاه الرابع نشر الفكر والثقافة الوطنية الديمقراطية ومواجهة الفكر الاسلامي التكفيري المتطرف والمتحجر والحد من انتشارة في المجتمع والدولة و التثقيف ضد ثقافة التعصب والانغلاق .

11- من الفئات الهامة التي يتطلب ان يبرمج ويوجه العمل الفكري نحوها هم الشباب وطرح حاجاتهم ومعالجتها من خلال فتح حوار مباشر معهم يخلق تفاهم وتواصل من خلال وسائل اتصال جماهيرية , وايجاد حلول لمشاكلهم وبنفس الوقت احياء المؤسسات الفنية والثقافية ذات القاعدة الجماهيرية مع دور للسينما والمسرح .

12- نشر القيم الاخلاقية والانسانية المرتبطة بالفكر اليساري والشيوعي وهذه القيم لا تزال محفورة في التجارب التاريخية للحركة الثورية العالمية وفي التاريخ النضالي للحزب الشيوعي العراقي والتي جسدها مناضلي الحزب الشيوعي العراقي في السلوك والممارسة ,منها النزاهه والصدق والاستقامة ونكران الذات والعطاء الدائم والدفاع عن مصالح الجماهير والشجاعة والاقدام والمثابرة....الخ , حتى اصبحوا رمزاَ يقتدى به في اوساطهم لانه لهذه القيم قوة تاثير في المجتمع وتخلق قوة المثل الذي تميز به مناضلي الحزب في فترات تاريخية . ان التمسك بمنظومة القيم الرفيعة والاخلاق الثورية الانسانية ونشر المعرفة , والرد على حملات التشكيك بفكر الحزب وسياسته القائمان على العلم والديمقراطية وتلبية مصالح الشعب والوطن مهمتان ذات اهمية ومترابطتان.

13- ان عملية التجديد مطلوبة وهامة ان كانت الاهداف والتوجهات ثابته في كل الظروف والازمان لكن السياسة والفكر والتنظيم والوسائل والاساليب والتاكتيكات بحاجة الى تجديد , واهم وظيفة تنتظر الحزب في الجانب الفكري هي في تنمية التفكير الاستراتيجي لدى اعضاء الحزب من خلال الاهتمام في القدرات والمهارات الذهنية والفكرية التي تمتاز بالممارسة والتصرفات والرؤية الاستراتيجية , هذه القدرات ستكون صمام امان للسير بالاتجاه الصحيح ودخول جميع المنعطفات بدون ان يحصل اخلال بالوحدة الفكرية والتنظيمية لانها هي القادرة على صياغة الاستراتيجيا في البيئات المتقلبة الغير ثابته ومراقبة التنفيذ , وهناك خصائص ذات اهمية يمتلكها اصحاب التفكير الاستراتيجي منها القدرة على التحليل والاستنتاج , وعلى تفسير الظواهر والاحداث وتقديم اجوبة صحيحة مع امتلاكها للبصيرة النافذه والقدرة على استثمار الامكانيات والطاقات المحدودة وتوظيفها وهناك مهارات لا تقل اهمية ومنها المرونة في التعامل والبراعة في الحوار والقدرة على التفاعل الاجتماعي والتعامل مع المتغيرات مع امتلاك معارف علمية وقدرة على الابتكاروالتجديد بعد معرفة الحاجات على ضوءقراءة الواقع ومعرفة حاجات النضال , فهذه من المهام الاستراتيجية في العمل الفكري التي يتطلب ان يهتم بها الحزب .

14- ان الوضع الفكري هو احد الموضوعات الهامة التي تشغل الحزب , لهذا فانه يشكل احد القضايا العقدية التي ستحظى بالاهتمام من قبل مندوبي المؤتمر التاسع للحزب , ومع التحسن المتصاعد للوضع الفكري داخل الحزب الشيوعي العراقي , الا ان الظرف الحالي الذي يمر به البلد يفرض على الحزب مهام استثنائية , اني على ثقة ان المؤتمر التاسع سيكون قادر على تشخيص مكامن الخلل واستخلاص الدروس ,ووضع الحلول العملية للنهوض الفكري وتبني وسائل وآليات عمل تؤهل الحزب ليلعب دوره على الساحة الوطنية ليتمكن من ان ينجز بفاعلية المهام الحزبية والمهام ذات الطبيعة الاجتماعية والديمقراطية ولكي ياخذ دورة التاريخي في المجتمع في تغيير حاضرة بما يخدم مصالح الشعب والوطن وبناء الدولة المدنية الديمقراطية .

2-5-2011



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 7)
- سحب القوات في موعدها واصلاح العملية السياسية مهمتان وطنيتان ...
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 6)
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 5)
- رسالة الى حزب الدعوة
- التغيير الديمقراطي مسار الاتجاه الحالي في الشرق الاوسط (2-2)
- التغيير الديمقراطي مسار الاتجاه الحالي في الشرق الاوسط (1)
- مظاهرات 25 شباط هل ستحقق التغيير الديمقراطي في العراق
- الشيوعييون العراقييون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم ( 3)
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (2-3 ...
- الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (1-2 ...
- المتعصبون وخططهم لتدمير الثقافة والمجتمع
- الديمقراطيون وسعيهم لامتلاك الفضائية
- هل تمكن النسر الايراني من نتف ريش النسر الامريكي في العراق
- مستقبل الديمقراطية في العراق في ظل سيادة التطرف الديني والقو ...
- التطرف الديني والقومي والطائفية والارهاب ومستقبل الديمقراطية ...
- طريق الشعب ليوم 28-10-2010 تحدثت بلسان حال الشعب وبرؤية ذات ...
- الى اليسار يا بنات وأبناء العراق
- الذكرى ال22 لحصار قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي في جبل كَ ...


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- محاضرة عن الحزب الماركسي / الحزب الشيوعي السوداني
- نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2 / عبد الرحمان النوضة
- اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض ... / سعيد العليمى
- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فلاح علي - الشيوعيون العراقيون في الطريق نحو المؤتمر التاسع لحزبهم (8)