أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام عبود - المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال(الجزء السابع)















المزيد.....

المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال(الجزء السابع)


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 14:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


7- اللغة والواقع من منظور الطير
قبل أن أبسط أفكار هذا الفصل كاملة أضع أمام القارئ نصا قصيرا، كتبه مواطن طيب لهدف طيب أيضا: تذكر شهيد عزيز من شهداء الحركة الشيوعية العراقية. ما سأورده من تعليق لا يمسّ الجانب السياسي على الإطلاق، وإنما ينحصر في موضوع اللغة وتأثير المحيط الثقافي في صياغة المفاهيم والتعابير اللغوية. إن الهدف من هذا التمهيد التبسيطي هو وضع مقدمة تساعدنا على كشف أفكار المثقف المصانع، التي تُغلـّف دائما بأغلفة لغوية خادعة، ولكنها فارغة ومنحطة، تفضح نفسها بوضوح حالما نقوم بتعرية مرجعياتها الكاذبة أو الملفقة. إن هذا الجزء مخصص للبحث في مهارات اللغة حينما تقوم بخداعنا من حيث لا ندري. أي حينما تقوم بتلقيننا مفاهيم اللحظة التاريخية، رغما عنا.
"محمد الخضري الشهيد السعيد"!
تحت هذا العنوان كتب أحد العراقيين الطيبين مقالة في الحوار المتمدن يستذكر فيها حياة واستشهاد المناضل الوطني الشهيد محمد الخضري. وهي التفاتة وفيّة، تلقي ضوءا على صفحة منسية من تاريخ عراقي شجاع، يستحق التمجيد والتكريم، وأخذ العبر منه. حينما ندرس مبادرة الوفاء النبيلة هذه لغويا ونربطها بموضوع العنف، نجد أن اللغة قد تخون صاحبها أحيانا. ولا ترتبط الخيانات اللغوية بالخيانات السياسية ارتباطا شرطيا. فالنيات الطيبة ربما تقود الى تأويلات لغوية غير دقيقة في مناخ ثقافي مضطرب. إن وصف استشهاد الخضري بـ "السعيد" تحميل خاطئ الدلالة لموت بطولي، ما كان سعيدا قط. إن اقتران الاستشهاد بالسعادة يتناقض واقعيا ومجازيا مع واقعة استشهاد الخضري. من أين أتى هذا التعبير، وكيف غزا موت الخضري البشع واقعا ومدلولا؟ يرتبط تعبير الاستشهاد السعيد في محيطنا الثقافي، من الناحية المجازية، بالقوى الدينية، التي تؤمن بوجود حياة أخرى، سعيدة وأبدية، بعد الحياة الفانية. وهي صفة لا تطابق دلالات موت الخضري، ولا يصح إلصاقها برجل لا يؤمن بوجود تلك الحياة السعيدة أصلا. لأن السعادة، حتى في شعار الحزب الشيوعي الثابت " وطن حر وشعب سعيد" سعادة أرضية، قابلة للتحقق في الحياة، وليست أخروية، تنشد التحقق في عالم آخر: عالم ما بعد الموت. فالخضري يفضل أن يمنحه محبوه صفة الاستشهاد الأرضي، الواقعي، البطولي المجيد، الذي أضحى الآن نادرا ندرة محيّرة، على الرغم من شيوع ومجانيّة القتل اليومي. لدينا ملايين القتلي ولم نسمع باسم بطل واحد! إن إسعاد الخصري، رغما عنه، رغبة خيّرة بكل معاني الكلمة، لكنها بعض من عدوى المحيط الثقافي. إنها نتاج لقوة الضغط الثقافي على وعي الأفراد، في ظل فوضى الأفكار، وضياع البوصلة العقلية والنفسية والتعبيرية.
إن اضطراب مدلولات اللغة، وانحرافها الدائم عن مقاصدها الحقيقية، والتواءها ومكرها المفضوح، علامات أساسية من علامات اختلال مقاييس الاستخدام اللغوي في المرحلة الراهنة. لماذا تفقد اللغة حساسيتها الطبيعية كوسيلة اتصال وتصبح وسيلة مبهمة، غامضة، وربما مزورة، وحتى خائنة؟
إن سبب ذلك يعود الى علاقة الإنسان بالواقع. فاللغة، كأداة للاتصال، تفقد حساسّية المدلول، حينما يفقد العقل الحامل لها، عند الاتصال بالآخر، مرجعيته الواقعية. فالمثال التوضيحي السابق، عن الخضري، لا يحمل نقصا في حجم الحب والعبرة والتعاطف الوجداني السياسي الايجابي، بل على العكس، كان ميالا الى الزهو في إظهار تلك الخصال النبيلة. ولكن، من أجل أن تـُفهم رسالته بوضوح، لجأ الوعي الى مرجعية آخرى، هي المرجعية السائدة، مستلفا منها مفردة للتمجيد. أي إنه فتح قاموسا آخر، له لغة مرجعية مختلفة، وإحالات ودلالات نصيّة مغايرة تماما. لقد أخذ التعارض بين الكلمة ومدلولها مسارات عظيمة الشذوذ، لم يشهدها تاريخ العراق من قبل، وربما لم يشهدها مجتمع آخر قط. ويسري هذا الأمر ليس على الدلالات الفلسفية والفكرية والسياسية فحسب، بل رأيناه يغزو بقوة حتى التعابير اليومية البسيطة، الخالية من التأويل الفكري. فحينما يقول رئيس الوزراء أو أي مسؤول تنفيذي أو تشريعي من مسؤولي العراق الجديد: " سيحقق في الجريمة الفلانية ويتعهد بشرفه السياسي والأخلاقي أنه سيعلن للناس نتائج التحقيق قريبا جدا"، يعني ذلك أنه لن يحقق ولن يعلن، بشرف أو من دون شرف. لماذا يسأل الناس إذأً، إذا كانوا يعرفون سلفا الإجابة وما يعقبها؟ لأنّ هناك اتفاقا ضمنيا بين عقل المجتمع وعقل المسؤول. إن الطرفين يتحملان مسؤولية المحتوى المترتب على السؤال والجواب (الصياغة اللغوية ومدلولها) والقبول بهما (النتائج العملية). أي إن الفساد والقتل والانحطاط الثقافي والروحي، في المحصلة النهائية، معادلة توافقية، يشترك فيها الجميع، مأخوذة من طبيعة الواقع الذي ينتجها. أما صيغتها اللغوية الهزلية: نقض الوعد من قبل المسؤول وعدم متابعته من قبل السائل (المجتمع)، ليس سوى اتفاق تعبيري، تمت صياغته بطريقة طريفة (تحاصصية. الأوطان لا تخصع للتحاصص، إلا في نظر إعداء الوطن )، ترضي الواقع المجتمعي الراهن: القبول بأحط أنواع الحياة غير الشريفة وأرذلها رضا تاما، مُعترفا به أخلاقيا وقانونيا من قبل الجميع. هذا تواطؤ لغوي ومكر يقوم به المجتمع في لحظة عجزه المطلق عن إدارة نفسه. إنها غيبوبة تامة للأنا وللضمير وللإرادة، تتم صياغتها كلاميا بألفاظ فارغة، تعكس فراغ وخواء الذات، وتدني محتواها، ورخص تقديرها لقيمتها الوجودية.
حينما نتأمل حركة الواقع، أي فوضاه، نجد أنها فوضى منظّّمة وخلاقة، كما يقرّ بناة المشروع الأميركي. وأنا أتفق معهم في ذلك تماما، خلافا لما يعتقده، طيبة أو نفاقا، بعض الناس، الذين يرون أن الأميركيين مغفلون وقاصرون عقليا، لأنهم ارتكبوا أخطاء شنيعة في مجتمع ممزق لم يخرج بعد من أطول وأبشع نفق حربي في التاريخ المعاصر، مجتمع محاط بالأعداء، كما يدعي المحررون أنفسهم. ومن هذه الأخطاء المفترضة ما هو سياسي كتحاصص السلطة والثروة والعنف، وبعث وإذكاء النزعات الطائفية والعشائرية والمناطقية وعسكرتها، وتسييس الطوائف، ومنها ما هو فني وإجرائي خالص، كحل الجيش، وفتح الحدود، وعدم إعلان حالة طوارئ، وإهمال السيطرة على مستودعات الأسلحة والذخيرة والمعسكرات، والسماح باستيراد السيارات من دون تراخيص وتسجيل، والسماح بدخول الأجانب والمرتزقة، وغيرها من الأمور التنفيذية البديهية الملازمة لفن إدارة الحرب والغزو العسكري. إن اضطرابات الواقع العراقي، تبدو كما لو أنها بعثرة للفعل الإجتماعي، وتشتيت للإرادات، وتمزيق للمواقف، في نظر من ينظر الى الوقائع كجزئيات منفصلة عن بعضها: سني مقابل شيعي، عربي مقابل كردي، مسلم مقابل مسيحي أو صابئي، تركماني مقابل كردي، علماني مقابل ديني، مقاومة شريفة مقابل مقاومة غير شريفة، وفي النهاية : عملية سياسية مقابل عدم الانخراط في العملية السياسية. أما اللاعب الأكبر، والراسم الأساسي للّوحة السياسية، فهو يرى الصورة من منظور آخر، من من عل، من منظور الطير. فإذا كانت العملية السياسية تعني المشاركة في سياسة السلطة الحاكمة، في نظر مؤيدي الحكومة، فإن هذه العملية السياسية تعني شيئا آخر في منظور اللاعب الأساسي، مصصم المشروع كله. فهي أكثر شمولا، تسري على جميع اللاعبين، الذين يقفون مع سياسة السلطة أو الذين يقفون خارجها وضدها. لأن العملية السياسية وطنيا هي حصيلة صراع وتنافس وتصادم مصالح بين حاكم ومحكوم، غالب ومغلوب، منتصر وخاسر. بهذا الوضوح وبهذه العقلانية ينظر مهندسو " الفوضى الخلاقة" الى الواقع، الغامض في نظر مثقفينا. أي إنهم أكثر تبصرا بالشؤون الوطنية في نظرتهم للواقع من السياسيين العراقيين أنفسهم، وأكثر واقعية من منظّري الاحتلال والتحرير. لذلك أصيب الجميع، بمن فيهم حلفاء الأميركان، بدوار سياسي خانق ومزمن، وهم يشاهدون حركة الواقع المتداخلة والمضطربة: العلماني يختلط بالطائفي، والطائفي يختلط بالقومي، والإرهابي ينتقل بطرفة عين من صفوف المجرمين " الارهابيين"، "المطلوبين" الى صف الصحوة الوطنية في نظر السلطة والمحتلين، ومن "مقاوم شريف" الى خائن في نظر خصومها. وينتقل المجتث من عضو في عصابة الـ 55 " الى "عسكري محترف وحافظ للتوازن الوطني"، في نظر من حلّ الجيش بأكملة من دون أن يقيم حسابا للـ " التوازن الوطني". رئيس أعلى للنزاهة الوطنية يصبح " مطلوبا" في نظر خصومه، ومضطهدا في نظر أصدقائه، ثم يغدو وثيقة بشرية للّعب بمصائر الجميع، بما فيها مصيره الشخصي، في نظر القوة التي تسير مشروع الفوضى مركزيا. وهنا لا نود أن نشير الى حركة التنقل بين الأفراد، كانتقال وزير بطرفة عين من السلطة الى المقاومة الشريفة، أو بالعكس، أو انتقال صاحب مشروع ثقافي من قطب الى قطب. مثل هذا لا يحصى. بيد أن ذلك كله يشير الى أمر واحد: تبعثر واضطراب وشذوذ حركة الواقع وفقدانها المنطق الداخلي، الذي يربط نسيجها. لأنها كما أسلفنا لا تنتظم وفق مقياس داخلي، وإنما تمّ تركيبها بإرادة أجنبية من طريق منطق مفروض عليها من خارجها، تم تصميمه لصالح اللاعب الأكبر: الاحتلال ومشروع الفوضى الخلاقة. إنها فوضى حقا، هذا أمر لا ينكره أحد. فحتى رئيس الوزراء يمكن أن يصبح أخطر من القاعدة، حينما يُراد ابتزازه سياسيا! وإيران يمكن أن تكون "عنصر استقرار وأمن" في بيان صباحي للقوات الأميركية، وتغدو "عنصراضطراب وقلق للمجتمع الدولي" في بيان يصدر مساء. إنها فوضى مطلقة من حيث الشكل والتفاصيل: منظمة (مجاهدي خلق) يمكن لها أن تكون فصيلا إرهابيا وأن تكون عنصر توازن في عين الوقت، حزب العمال الكردستاني التركي كذلك! ولكن، على الرغم من هذا كله، لا بد من الإعتراف أنها فوضى خلاقة، بل ما تعنيه هذه الكلمة من دلالة على الفعل الناجح والتحقق والتأثير المؤكد: لأن الجميع، الحاكم والمحكوم، أجسام وجزيئات ومحركات صغيرة، منفصلة عن بعضها صناعيا (تفتقد الى الوحدة المجتمعية ووحدة الهوية الشاملة)، ناشطة على نحو فعاّل جدا ي لعبة الفوضى المصنوعة خارجيا. أي إن اصطدام الجزئيات ببعضها، وتناقضها مع بعضها، الذي يبدو لنا خاليا من المنطق، له منطق محكم لو نظرنا اليه من أعلى، من زاوية غير وطنية، أي غير عراقية: من منظور الطير. لذلك هي خلاقة حقا، وربما أكثر من خلاقة في حسابات مشرّعيها، الذين يديرون الحياة الفعلية.
في ظل هذه الفوضى، العمياء الأهداف داخليا، والخلاقة خارجيا، فقدت اللغة قوانينها الداخلية أيضا، وذهبت تستجدي المعاني الملتبسة، وتنحت التعابير الشاذة، المزورة، التي تعكس شذوذ حركة الواقع. ظهرت علامات هذه الظاهرة واضحة على نصوص الكتاب والمثقفين، أكثر من ظهورها لدى المواطن العادي، الذي مال في الغالب الى طريقتين للتعبير: الصمت خرسا، أو التعبير عمليا بواسطة الفعل. وبذلك انفتحت الأبواب على مصاريعها أمام الكتّاب، فراحوا يتولون مهمة نقل وترجمة هذه اللحظة الفوضوية في تاريخنا. ولم تكن الحصيلة سوى إنتاج لغة فقدت كل رابط يربطها بالمنطق، وفقدت مقدرتها على أن تكون لغة اتصال، وأضحت لغوا يهدف الى كسب لحظة آنية مفضوحة الأغراض، أو لغوا عبثيا يحاول تبرير ما لا يمكن تبريره. وفي أحوال كثيرة غدت أداة للاستجداء، والعنف الروحي، والتعبير عن النوازع الأنانية. وكما ظهر أبطال عنفيّون ينتقلون من صحوة الى صحوة، ومن مقاومة الى مقاومة، ومن سلطة الى سلطة، ومن تحالف الى تحالف، ظهرت نصوص تنتقل من مستنقع الى مستنقع، ومن دهليز الى دهليز، ومن رطانة الى رطانة. وظهر معها فنانون، ومتفننون في مجال الفصاحة، يتباهون علنا، بمهارتهم العقلية واللغوية الشاذة، ويعرضونها على الملأ، على أنها بضاعة الموسم الثقافي. فوضى الواقع انتجت فوضى القيم، وفوضى المعايير، وفوضى الأحكام، وفوضى المنطق، وما يرتبط بالأخيرة من سبل للتعبير والاتصال، أي أنتجت فوضاها الخاصة: فوضى اللغة.
حينما نعود مجددا لإلقاء نظرة على نص الكاتب علي حسن فواز، المعروض في الفصل السابق، نكون قد حصلنا على صورة حسية لهذه الفوضى، ونكون قد وضعنا أصابعنا على جذر جوهري من جذور الفوضى: حسن انطباق اللغة والذات. هنا نعثر على انسجام اللغة الممزقة مع الذات الممزقة أصلا، الذات التي لا تمنح نفسها فرصة للمراجعة والتأمل والنظر الى الخلف وتمحيص الذات، بل تسارع في كل منعطف الى ارتداء قناع جديد يطابق أجواء العرض المسرحي القائم، متوهمة أن وجوهها المتنوعة وشدة الطلب على هذا الضرب من الوجوه والأقنعة ناتج من أهميتها كضرورة اجتماعية. وهذا غير صحيح كليا، إن وجودها ووجوهها جزء من فوضى الواقع ومن إختلاطاته، التي صنعها ضياع الأفق الإنساني والوطني، وهشاشة الواقعين السياسي والثقافي.
حينما نستبعد من هذا النص ألفاظه وتعابيره اللغوية الكبيرة الفارغة، نعثر على كومة كبيرة من الخواء الخطابي. إن تدمير اللغة صورة جوهرية من صور تدمير العقل. يقول الفواز، الذي أدمن في مطلع شبابه على إقتناء "الكتب الحمراء"، كما يخبرنا في ذكرياته عن حقبة القهر السياسي:
" ... هل يعني الانتماء هو فرض اكراهي لنسق معين من الافكار ولاشخاص معينين دون غيرهم ولانماط تصوراتهم وبرامجهم التي اثبتت فشلها في اكثر من موقع؟ وهل يعني الانسان الجديد هو النموذج الذي يشبه(بجماليون) المصنوع بقياسات معينة والمخصص لتجارب معينة يتوهم هذا البعض انها المجال الوحيد الذي يمكن ان تشخصن به الاشياء والناس والولاءات والافكار؟ وهل يعني الامن الثقافي اعادة انتاج مراكز جديدة وبمواصفات جديدة، والتي لاشأن لها سوى انتاج(ممالك) جديدة نعرف جيدا مساراتها وما تملكه من طرق لاتؤدي للحرير حتما؟"
"البعض"، "أشخاص معينين"، "قياسات معينة"، "تجارب معينة"" مراكز جديدة "، "مواصفات جديدة"، " ممالك جديدة" "إنسان جديد". كلمات ممزقة، متذاكية بتصنع فج، تائهة، تتلوها كلمات عمياء شاكية، لا أحد يعرف وجهتها. معركة حياة أو موت بين"البعض مع البعض"، و"بين المواصفات المعينة مع التجارب المعينة"، من أجل "ممالك جديدة" و"مراكز جديدة" بـ"قياسات معينة". عقل أخرس يجعل من فوضى اللغة قانونا حاكما، ناظما للمنطق وللثقافة الوطنية. إن الصحيفة التي نشرت هذا المقال ووضعته تحت عنوان "حوار"، لم تسأل نفسها: حوار من مع من؟ وحول ماذا؟ قد يظن المرء أن الكاتب ومريدوه القريبون يعرفون مغزى الإشارات، التي تحاورت فيها المقالة مع القارئ البعيد، من على صحافة مستقطعة من أرزاق المواطنين. لكن الأمر خلاف ذلك. فهذا النص يمكن أن يسّوق شجاعته المضمرة، الكاتمة للصوت، لكل مشتر، في كل الأزمنة والأمكنة. ففي زمن سيادة كاتم الصوت تسود لدى البعض لغة كاتمة للمعنى.
وفي ظل فوضى الحرية، وما يصاحبها من فوضى العقل وفوضى اللغة تصبح الأسئلة والمعاني شيئا زائدا، لا ضرورة لها، ولانفع فيها.
يليه الجزء الثامن



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال(الجزء السادس)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (الجزء الخامس)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (الجزء الرابع)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال ( الجزء الثالث)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (الجزء الثاني)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (التجربة العراقية)
- الأسرار النفسية لهزائم صدام العسكرية
- ظاهرة العراقيّ الصغير: حقيقة أم خيال!
- المستبد عاريا
- إسقاط نظام المحاصصة الطائفيّة العرقيّة الحزبيّة هو الهدف الأ ...
- حطّموا متاريس دولة اللاقانون!
- نعم يا طغاة الفساد العراقي: نحن متضرّرون!
- ثورة المواطنة وديكتاتورية الرئيس المنتخب!
- ثورة عراقية كبرى، ولكن...!
- انطباعات أميركية عن أميركا عراقية
- ممرات العبور من الحرية الفردية الى الحريات العامة وبالعكس
- أخيرا، حصل الإعلام السويدي على إنتحاريّه الخاص
- تدنيس المقدس (قراءة سلفية تهين الرسول محمد: حديث أم حرام)
- حكومة من تنك، وقَتَلة من ذهب، وإعلام خردة!
- أسرار وثائق ويكيلكس!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام عبود - المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال(الجزء السابع)