السادة الأفاضل الذين ستصلهم رسالتي هذه!
تحية!
بعد الآية الكريمة الصريحة ((اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) أي بعد إتضاح الأحكام والشروع، ما لبث الإسلام إلاّ ردحا يسيرا حتّى احتاج إلى مهديٍّ منتظر يعيد الأمور إلى نصابها. أي أن الرسالة السماوية، وبجزئها الدنيوي على الأقل وهو إجراء العدل على الأرض، لم تختتم بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا ليس من مساوئ التنزيل بل ربما من محاسنه فالأيام تتغير والله سبحانه يبدي كل حين، والإنسان مخير في إجتهاده فيجتهد اليوم هكذا وغدا كذاك!
فإذا لم تكتمل حقيقة السماء الجزئية – العدل، فجزؤها الأقل - السياسة لم يكتمل هو الآخر، وهو يخضع للإجتهاد. وهناك مجتمعات يا سيدي حققت العدل بلا دين ولا تشيّع، كالسويد مثلا. أي لا مذاهب الإسلام ولا الديانات هي التي تمتلك الحقيقة المطلقة فقط. ولا نحن الشيوعيين نمتلكها، وقد إنهارت تجربتنا الأولى في التاريخ، الأمر الذي يحتم علينا إعادة النظر بما قلناه ونظّرنا.
لكن حقيقة واحدة تبقى ماثلة للعيان، وهي الموقف من الأعداء. وأعداؤنا اليوم هم أمريكا وأحلافها المستشرسة وصنيعتها إسرائيل. وهو ما يجب أن لا نختلف عليه، ملحدون ومؤمنون. وما لا يجب أن يخضع لإجتهاد رأي. وقد طالبت السيد باقر الحكيم أن يتنصل عن تعاونه مع أمريكا، خصوصا وهو يتعامل مع مواطنين إسرائيليين صهيونين هما رتشارد دوني ومارتن إنديك. لكنه للأسف رد، وعن طريق أحد رعيّته، بمقال شتم فيه كل المذاهب وكفرها مما سيؤدي حتما إلى الضغينة.
ما آمله، هو أن تراجعوا السيد الحكيم في تعاونه مع أمريكا، كي يكون حجة الإسلام الجليل علينا لا حجتنا على الإسلام!
علما بأني سبق وأرسلت لكم هذه الرسالة عبر البريد، مثلما أرسلتها إلى السيد حسين فضل الله وغيره من السادة علماء المذهب.
والسلام!
د نوري المرادي
مالمو السويد